ميخائيل هاوزر طوف ويونتان ليس
رئيس الموساد دادي برنياع، ورئيس “الشاباك” رونين بار، زارا أمس مصر لإجراء محادثات حول صفقة تحرير المخطوفين. وسفرهما معاً إلى مصر يعتبر عملية استثنائية تدل على أنهما يقدران بأنه يمكن الدفع قدماً بالصفقة، ولكن مصدراً إسرائيلياً قال للصحيفة إن اللقاء لم يثمر أي تقدم حقيقي. دبلوماسي غربي مطلع على المحادثات قال إن طلبات رئيس الحكومة الجديدة شوشت على المحادثات. وحسب قول هذا المصدر، فإن “المفاوضات عالقة تماماً. نتنياهو غير معني بالمفاوضات، بل يطالب بفرض طلباته على الطرف الآخر. وهذا لن يحدث”.
مع ذلك، قال مصدر آخر في إسرائيل إن اللقاء كان مهما وتحقق فيه تقدم في قضية محور فيلادلفيا ومعبر رفح. وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات إن حماس ما زالت تلتزم بالمحادثات، ولكن إسرائيل تقدر بأن اغتيال إسماعيل هنية سيؤخر التقدم إلى أن يتضح رد إيران.
أحد رؤساء طاقم المفاوضات قال أمس للصحيفة بأن جميع رؤساء جهاز الأمن على قناعة بأن طلبات نتنياهو الجديدة في المفاوضات “ستفجر المفاوضات. في المقابل، لدينا الأدوات للتعامل أمنياً مع صفقة لا تشمل هذه الطلبات”. وحسب قول هذا المصدر، فإن اللقاء أول أمس هو ذروة الأزمة بين نتنياهو ورؤساء جهاز الأمن.
ونشرت القناة 12 أمس بأن رئيس الأركان هليفي قال في لقاء بين رؤساء جهاز الأمن ونتنياهو أول أمس: “بخصوص محور فيلادلفيا، أنا لا أقترح تحويل هذه القضية إلى عائق أو أمر يعيق عودة 30 شخصاً في المرحلة الأولى، نصفهم من النساء”. ونشر أيضاً بأن رئيس الأركان قال إنه بعد تنفيذ الصفقة، سيتفرغ الجيش للانشغال بالحدود الشمالية. حسب التقرير، توجه وزير الدفاع، غالنت، لرئيس الحكومة وقال إنه “لا يمكن التوصل إلى صفقة مع الشروط التي أدخلتها، وأنت تعرف ذلك”. وحسب قوله، لا سبب لتأخير الصفقة. “لديك اعتبارات ليست في صالح الموضوع”.
عيناف سانغاوكر، المحتجز ابنها متان في القطاع، قالت مساء أمس في المظاهرة في تل أبيب إن “وفد التفاوض تم إرساله إلى القاهرة صباحاً وسرعان ما عاد. لماذا كان عليكم القيام بهذا العرض إذا رضيتم بالعقبات التي وضعها نتنياهو؟”. في ختام أقوالها، توجهت مباشرة إلى رئيسي الموساد و”الشاباك”: “يا دادي برن ويا رونين بار، توقفا عن التعاون مع رئيس الحكومة المجرم. يداه ملطختان بمن قتلوا. وإذا واصلتم التعاون فأيديكما ستتلطخ أيضاً. قولوا للجمهور ما تقولونه لنا في المحادثات المغلقة، أن نتنياهو غير معني بالصفقة”.
المحادثات اليوم في مصر جرت مع الوسطاء بضغط من الإدارة الأمريكية، رغم أنه لم يحدث أي تقدم في المفاوضات مع حماس في الفترة الأخيرة. وضع برنياع وثيقة تحفظات إسرائيل الأحد الماضي في روما. ولكن اغتيال هنية ليلة الثلاثاء – الأربعاء أدت إلى تجميد المفاوضات.
إضافة إلى المحادثات حول المفاوضات، التقى برنياع وبار مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل وشخصيات رفيعة أخرى في المخابرات المصرية وفي الجيش المصري، وناقشا معهم مواضيع أمنية. إسرائيل تجري اتصالات مستمرة مع مصر حول عدة قضايا أمنية، منها مستقبل محور فيلادلفيا ومحور نتساريم ومن الذي سيشغل معبر رفح، وقد استمرت أيضاً في الأسبوعين الأخيرين. يدور الحديث عن قضايا مرافقة لصفقة المخطوفين التي تحاول إسرائيل دفعها قدماً أمام مصر. حسب قول مصادر إسرائيلية، يعد سفر البعثة إشارة من إسرائيل لحماس حول رغبتها في المضي بالصفقة رغم الاغتيالات والتصعيد المحتمل مع إيران وحزب الله.
وقال مكتب رئيس الحكومة إن نتنياهو لم يضف أي طلب للخطة التي طرحت في نهاية أيار، في حين تحاول حماس إدخال عشرات التغييرات التي تلغي الخطة فعلياً. حسب بيان المكتب، تستمر حماس بمطالبتها بإنهاء الحرب وتقترح إطلاق سراح عدد قليل من المخطوفين وتسمح لنفسها بإغراق غزة بالسلاح والسيطرة عليها من جديد وتكرار أحداث 7 أكتوبر. وقال أيضاً بأن نتنياهو يستمر في تمسكه بشروط الخطة الأصلية التي تضمن إطلاق سراح العدد الأقصى من المخطوفين الأحياء، والسيطرة على محور فيلادلفيا ومنع انتقال المخربين والسلاح إلى شمال القطاع.
هآرتس 4/8/2024