تقرير: إسرائيل ميّزت بين مواطنيها اليهود والعرب في خدمات خاصة بجائحة كورونا

حجم الخط
0

الناصرة: “القدس العربي”:

أكد “حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” من مدينة حيفا داخل أراضي 48 تمييز السلطات الإسرائيلية بين المواطنين اليهود والعرب في حملاتها  الخاصة بجائحة كورونا باللغتين العربية والعبرية.

وأصدر “حملة” تقريرا بعنوان “التبايُن بين حملات وزارة الصحة الإسرائيلية بالعربية والعبرية في فترة كورونا” وذلك لرصد الحملات والمواد البصرية المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة الصحة الإسرائيلية، وصفحاتها الرسمية على فيسبوك باللغتين العربية والعبرية.

ويظهر التقرير الراصد أن المنشورات باللغة العبرية اكثر بثلاثة أضعاف من المنشورات باللغة العربية ناهيك عن استخدام لغة عربية غير سليمة ومليئة بالأخطاء الإملائية ويعتريه توجه نمطي واستشراقي تجاه المجتمع العربي.

ويتطرق كذلك للمواد والفيديوهات المنشورة عبر قناة يوتيوب التابعة للوزارة، وذلك في فترة الموجة الأولى من أزمة فيروس كورونا المستجد، تحديداّ في ذروة الأزمة الواقعة بين فبراير/ شباط حتى حزيران/ يونيو 2020.

ويقدم التقرير الذي أعدته الإعلامية سماح بصول مقارنة بين المواد المنشورة باللغة العربية، مع تلك المنشورة باللغة العبرية، ويشمل التقرير تلخيصا لمحتوى المنصات الثلاث المذكورة آنفاً؛ الموقع وفيسبوك وقناة يوتيوب؛ ويعرض نماذج للمقارنة مدعومة بالوصف والتحليل، ويستخلص منها جواباً لطرحه فيما إذا كان هناك فرق مبنيّ على التمييز بين المحتوى العبري والعربي.

كما يرصد التقرير الفروقات على مستوى الإنتاج الكمي والنوعي للمحتوى، فمقابل كل منشور باللغة العربية، هناك ثلاثة منشورات باللغة العبرية، ورغم أن معظم العرب في البلاد يستقون معلوماتهم بشكل أساسي من شبكة الإنترنت، خاصةً في ظل هذه الجائحة العالمية، تنتشر المعلومات المضللة والكاذبة وتكثر، وعليه؛ فإن عدم وجود مواد مناهضة، بشكل مكافئ، صادرة عن  جهات موثوقة، كوزارة الصحة، يشكل خطراَ على المواطنين العرب ومعرفتهم وقدرتهم على مكافحة الفيروس، ويساهم في تزييف الوعي وتغييب الحقائق وجهل بخطورة الفيروس.

ويشير التقرير إلى الاستخدام غير السليم للغة العربية، وكذلك الترجمة الحرفية للنصوص، والتي ينجم عنها صعوبة في تمرير المعلومات وفهمها بالشكل الصحيح من قبل المواطنين.

وينوّه التقرير كذلك إلى أن جودة المضمون بالعربية لا تتلائم وخطورة الوضع، وجديّته، فضلاً عن تعامل الوزارة الإسرائيلية مع المجتمع العربي بأشكال وصور نمطية، واعتماد محتوى وصور في المنشورات، لا تمت للمجتمع العربي بصلة.

كذلك يشير التقرير الراصد إلى لجوء الوزارة الإسرائيلية إلى رجال الدين للتوجه و”تثقيف” المجتمع العربي حول الفيروس، فيما يتأخر توظيف أطباء ومختصين بهذا الشأن الطبي لتوعية المجتمع، وفي هذا تعزيز للصور النمطية، وخلق فجوة بين المعلومات الموجهة للمجتمع العربي والمعلومات الموجه للمجتمع الإسرائيلي.

وبالنظر إلى كل هذه المعطيات، يخلص التقرير إلى أن المواد المتوفرة تنم عن جديّة أكثر في التعامل مع الوباء باللغة العبرية، وعلى وجه الخصوص الحرص على نقل التعليمات الرسمية ببث مباشر، إلى جانب الإرشادات حول استخدام أجهزة التنفس والتي اقتصرت على العبرية أيضا -رغم أن معلومات كهذه ربما يُستفاد منها على مستوى الطواقم الطبية فقط- إلا أن اختيار نشرها بالعبرية يفترض عدم الحاجة لتوفيرها بالعربية.

يشار إلى أن التقرير يحتوي على تلخيص خاص حول دور المؤسسات الأهلية العربية داخل أراضي 48 ومساهمتها في توعية الجمهور، ويوضح أنه على الرغم من وجود هوة خلقها التمييز من قبل السلطات الرسمية، إلا أن المؤسسات الأهلية العربية، استطاعت أن تسد هذه الفجوة، ولم تقف مكتوفة الأيدي، آخذة على عاتقها مسؤولية المساهمة في خلق وعي جماعي بين المواطنين العرب من خلال حملات إعلامية وبيانات صحفية، وتطوير آليات وبناء طواقم للمساعدة الفعلية في حالات الطوارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية