تقرير رسمي إسرائيلي يؤكد عدم جاهزية الدولة العبرية داخليا لمواجهة التهديدات غير التقليدية ونصف السكان لا يمتلكون أقنعة واقية والملاجئ غير مناسبة

حجم الخط
1

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: كشف التقرير السنوي الصادر عن مكتب وزارة الجبهة الداخلية الإسرائيلية لعام 2012، عن عدم جاهزية الدولة العبرية أمام تهديدات غير تقليدية، في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن الأسلحة الكيميائية السورية ومواصلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطوير برنامجها النووي، وتلويح أقطاب دولة الاحتلال بشن هجوم عسكري عليه لتدميره.
وأوضح التقرير الذي نشره الموقع الإخباري العبري (القناة السابعة) على الشبكة، صباح الجمعة، أن جاهزية المكاتب الحكومية والسلطات لمواجهة تهديدات غير تقليدية متدنية جدا أو متوسطة. ولفت التقرير إلى أن هذا الضعف في مستوى الاستعداد، يأتي في ظل أن احتمالية استعمال جهات معادية لإسرائيل أسلحة كيميائية غير تقليدية بات اليوم عاليا جدا. وحسب التقرير فإن تدني مستوى الجاهزية يتركز في الأساس في نقص الكمامات الواقية، حيث أن 60 بالمئة من الإسرائيليين فقط من يمتلكون كمامات واقية.
وأفاد التقرير أن مخزون الاحتياط للكمامات الواقية فارغ تماما، بسبب عدم تخصيص ميزانية كافية، إلى جانب نقص إضافي في الكمامات الواقية التجارية التي تباع في المحال، ويتركز النقص في أوسط المتدينين المتزمتين جدا (حريديم).
ويعتقد خبراء عسكريون إسرائيليون أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية أكثر تعقيدا من قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، والمفاعل النووي السوري في دير الزور عام 2007، حيث أن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية تتطلب قصف 4 أهداف على الأقل في الوقت نفسه، بالإضافة إلى غياب عامل المفاجأة من قِـبل إيران. علاوة على ذلك، جدير بالذكر أن تقريرا أصدره مراقب الدولة العبرية، يوسف شابيرا، ذكر أن أكثر من 700 ألف مواطن إسرائيلي لا تتوفر لديهم ملاجئ خاصة، كما لا توجد في إسرائيل ملاجئ لحماية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تعاني الملاجئ الإسرائيلية العامة الـ9600، والـ20000 الخاصة، من إهمال متواصل منذ حرب لبنان الثانية، فيما أعلنت بلدية تل أبيب أنها بصدد تحويل عدد من مواقف السيارات تحت الأرض إلى ملاجئ عامة في حال الطوارئ. وفي ما يتعلق بالأقنعة الواقية، فبالرغم من التوقعات الإسرائيلية بان أي هجمات صاروخية لن تشمل أسلحة غير تقليدية: بيولوجية أو كيماوية، إلا أن تزويد المواطنين بتلك الأقنعة يمنحهم شعورا بالأمان، غير أن 4.2 مليون قناع التي تم توزيعها حتى الآن على 53 بالمئة من سكان إسرائيل، تؤشر على النقص الحاد في الأقنعة المتوفرة، والتي تكفي لـ60 بالمئة فقط من سكان إسرائيل. وتشير التقارير الإسرائيلية إلى نقص في عدد أفراد الشرطة في حالة الطوارئ، والذين يتوجب عليهم العمل مع الجيش والحفاظ على محاور السير متاحة أمام حركة مرور قوات الجيش أثناء تنقلها، والتصدي لمظاهرات واحتجاجات من قبل العرب والمواطنين الإسرائيليين ضد الحرب، فيما تبدو أجهزة الإطفاء غير قادرة على الاستجابة لحرائق قد تندلع في وقت واحد وفي أماكن عدة.
وأشارت تقارير متفرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أن معظم مباني المستشفيات الإسرائيلية غير محصنة ضد الصواريخ، وأن العمل على تحصينها لن ينتهي قبل حلول عام 2015، حيث أوصت تلك التقارير ببناء مواقف سيارات أسفل المستشفيات بحيث يمكن تحويلها لاحقا إلى مستشفيات طوارئ.
وبالرغم من العديد من التمارين التي أجريت خلال الأشهر الماضية على تعزيز حماية الجبهة الداخلية، فإن الوضع لا زال مقلقا، بحسب المصار العسكرية الإسرائيلية عينها، والتي تعتقد أن عدم جاهزية الجبهة الداخلية سيشكل عاملا أساسيا في إجبار صناع القرار الإسرائيليين على تأجيل موعد ضرب إيران، لاسيما أن الصدمة من حرب لبنان الثانية لا تزال حاضرة في أذهان الإسرائيليين، فضلا عن التكلفة الكبيرة التي سيتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي المترنح، والبالغة يوميا 373 مليون دولار.
على صلة بما سلف، أفاد موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت الجمعة أن شلومو بوحبوط رئيس مركز السلطات المحلية الإسرائيلية ورئيس بلدية معلوت، الواقعة في الشمال، حذر من خلال رسالة عاجلة أرسلها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بثتها إذاعة الجيش، صباح الجمعة، من عدم جاهزية الجبهة الداخلية لمواجهة حالة حرب محتملة.
وطلب بوحبوط في رسالته من نتنياهو عقد اجتماع عاجل لمناقشته في الموضوع، ومطالبته بتعيين لجنة عمل من موظفي السلطات المحلية لمعالجة القصور في الجبهة الداخلية، كما سيتناول الاجتماع موضوع النقص الشديد في الكمامات الواقية وأهليتها لخدمة الجمهور من كبار السن والأطفال. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن بوحبوط قوله: لقد انهينا عام كانت تحوم حوله رياح الحرب، وأنا لا أريد أن أطرح أسئلة، فقط أريد أن نتعلم الدروس والعبر المستخلصة من حرب لبنان الثانية، وفحص مدى جاهزية الجبهة الداخلية واستعداداتها، على حد تعبيره.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فريد الجزائر:

    لا تشعرون بالامان مادمتم تحتلون الاراضى العربية و القدس الشريف و ابدا لن يكون لكم العيش الهنى و اهلنا فى فلسطيين يعيشون فى الشتات و الاسر و الحصار

إشترك في قائمتنا البريدية