الناصرة- “القدس العربي”:
يظهر تقرير الرصد الشهري الصادر عن “إعلام”- المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث داخل أراضي 48، أن الأكثر استهدافا في تحريض الإعلام الإسرائيلي هم فلسطينيو الداخل.
ومرة أخرى يكشف تقرير رصد الإعلام العبري حالة التناغم والعلاقة السببية بين السياسات والتوجهات والتصريحات العنصرية الصادرة عن المستوى السياسي في دولة الاحتلال وبين ممارسات الصحافة فيها، وكذلك بين الممارسات العنصرية في الشارع والمتغذية من قبل التحريض الرسمي والإعلامي على الفلسطينيين حتى وهم مواطنون رسميا.
وتضمن التقرير الكمي الشهري الراصد لخطاب التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني رصدًا للصحافة المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، بالإضافة إلى تعقب صفحات سياسيّين وإعلاميّين إسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر).
وتناول التقرير المواد الإعلامية الصادرة شهر أكتوبر/ تشرين الأول حيث تم رصد 76 حالة تحريض وعنصرية ضد المجتمع الفلسطيني.
ويتبين من النتائج أن المنصة الأكثر تحريضا على الفلسطينيين هي شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بنسبة 24% (18 من مجمل الحالات)، وذلك لسهولة الوصول إليها وفقدان الرقابة على المضامين المنشورة، تليها قناة 13 بنسبة تحريض 12%، وصحيفة “يديعوت أحرونوت” 11%، وصحيفة “معاريف” بنسبة 9%.
وحسب التقرير الرصدي تتغيّر الجهات المستهدفة في الإعلام الإسرائيلي وفقا للتطورات الأمنية والسياسية على الساحة الإسرائيليّة، وقد تميّز شهر أكتوبر/ تشرين الأول بالتحريض على القيادة السياسية لفلسطينيي الداخل بسبب أزمة تشكيل الحكومة. كما أن التحريض طال المجتمع الفلسطيني في الداخل عقب مظاهرات الغضب على تفشي العنف والجريمة في الشارع الفلسطيني.
كما يتبيّن من النتائج أن فلسطينيي الداخل هم الأكثر استهدافا وتحريضا في الإعلام الإسرائيلي، لشهر تشرين الأول، بنسبة 32% من مجمل الحالات (24 حالة)، تليهم القائمة المشتركة بنسبة 29%، السلطة الفلسطينية بنسبة 12%، والرئيس الفلسطيني بنسبة 9% من مجمل الحالات.
وتطرّق البحث، أيضا، إلى نوعية التحريض المتّبعة في المقالات والتقارير الإخبارية المتنوعة، بعضها يشرعن العقوبات الجماعية واستعمال القوّة ضد الفلسطينيين، بعضها الآخر يقوم بشيطنة الفلسطينيين واستعمال أسلوب التعميم. كذلك هنالك مقالات تقوم بنزع الشرعيّة عن الفلسطينيين وقياداتهم، وبعض المقالات تبرز فيها الاستعلائية العرقيّة اليهوديّة، واستخدام خطاب العنصرية وتصوير إسرائيل بدور الضحيّة.
وأظهرت النتائج أن أسلوب التحريض الأكثر اتبّاعا في الإعلام الإسرائيلي هو خطاب العنصرية بنسبة 76% (57 من مجمل المقالات)، يليه استخدام خطاب نزع الشرعية بنسبة 71% (54). أما الفوقية العرقية فقد استعملتا بنسبة 43% (32)، الشيطنة والتعميم بنسبة 41% (31)، وتصوير إسرائيل بدور الضحية بنسبة 24%.
وينبّه تقرير “إعلام” إلى أن غالبية المقالات تحتوي على أكثر من نوع تحريض واحد في نفس المقال وهو يطال مختلف صنوف المواد الإعلامية في إسرائيل.