تقرير: مسلمو ألمانيا غاضبون من الاختبار العنصري لحصولهم علي الجنسية

حجم الخط
0

تقرير: مسلمو ألمانيا غاضبون من الاختبار العنصري لحصولهم علي الجنسية

تقرير: مسلمو ألمانيا غاضبون من الاختبار العنصري لحصولهم علي الجنسية كول أم راين ـ من ستيفان نيكولا: هل تعتقد أن علي المرأة إطاعة زوجها وأن يسمح له بضربها إذا لم تفعل؟ قد يطرح هذا السؤال علي المسلمين الذين يقدمون طلباً للحصول علي الجنسية الألمانية هذا السؤال و29 سؤالاً آخر بهدف معرفة ما إذا كانوا سيخضعون للقوانين المنصوص عنها في الدستور الألماني. وكان قرار وزارة الداخلية في مقاطعة بادن ـ فورتمبرغ بتخصيص المواطنين المسلمين بأسئلة قاسية أثار غضباً عارماً عند الجمعيات الإسلامية في مختلف أنحاء البلاد. ويتطلب الحصول علي الجنسية الألمانية توقيع تعهد بإطاعة نصوص الدستور. ومنذ الأول من كانون الثاني (يناير) الحالي، يقف هذا القانون في وجه طالبي الجنسية من 57 دولة ذات غالبية إسلامية لها سجل مثير للجدل من الممارسات السياسية والثقافية والاجتماعية. وقد وزعت علي المكاتب الـ 44 للجنسية في جميع أنحاء ألمانيا نماذج جديدة تحتوي علي 30 سؤالاً تساهم في كشف المتطرفين من بين المتقدمين بطلب الحصول علي الجنسية الألمانية، وحصلت يونايتد برس انترناشونال علي نسخة من هذه الأسئلة. وتتطرق الأسئلة إلي مواضيع مثل مثليي الجنس والعنف المنزلي والمساواة بين الجنسين. وتتراوح هذه الأسئلة من تخيّل أن ابنك البكر يأتي إليك ليبلغك أنه مثلي وينوي العيش مع رجل آخر. كيف تكون ردة فعلك؟ إلي سؤال مثل تأتي إليك ابنتك أو شقيقتك لتبلغك أنها تعرضت لاعتداء جنسي، ماذا تفعل كأب أو شقيق؟ و ماذا تقول عن رجل ألماني متزوّج من امرأتين في الوقت نفسه؟ . ويقوم موظفو دائرة الهجرة باستلام هذه الأجوبة الواجب تذييلها بتوقيع صاحب الطلب. ومن يرسب في هذا الامتحان، لا يحصل علي الجنسية الألمانية في الوقت الذي تحذّر فيه وزارة الداخلية من أن الإجابات التي لا تعكس النية الحقيقية لصاحبها قد تعرّضه لسحب الجنسية منه لاحقاً حتي لو كان ذلك بعد سنوات عديدة. وكانت ردة فعل الجمعيات الإسلامية غاضبة حيث وعدت عدة جمعيات بمقاضاة الحكومة الألمانية بحجة إتباع تدابير عنصرية. وقال فاروق سن مدير معهد الدراسات التركية لصحيفة دوتشي فالي الألمانية لكل دولة الحق في اختبار ولاء الأجانب لقيمها ونظامها الاجتماعي عبر بضعة أسئلة خلال مرحلة التجنيس. لكن إذا كان 30 سؤالاً مطبقاً فقط علي المسلمين كما هي الحال في مقاطعة بادن ـ فورتمبرغ، فإن الأمر يصبح تعصباً وعنصرية دينية . وأضاف أن التدبير الجديد سيقف عائقاً أمام رغبة الأجانب في تقديم طلب للحصول علي الجنسية الألمانية، ويرتد سلباً علي جهود الدولة في محاولة دمجهم بالمجتمع الألماني. وانتقد السياسيون المعارضون مثل زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي في المقاطعة أوتي فوغت هذا التدبير ووصفه بأنه مليء بالعبارات الرخيصة ومبني علي تحامل مسبق ضد المسلمين . وقالت سابين لوتيسور ـ شارنبرغر وزيرة العدل السابقة والخبيرة القانونية للديمقراطيين الأحرار لصحيفة دير تاغسبيغل إن النظام القانوني لمقاطعة بادن ـ فورتمبرغ أصبح فوق الجليد، وإن التدبير الجديد ينتهك مبدأ المساواة المتجذّر في الدستور الألماني. وقال آخرون إن هذا الاختبار مجرد خبث وسخرية، حتي أن المحافظين الألمان قد يفشلون في تجاوزه لدي سؤالهم عن مثليي الجنس. ودافعت وزارة داخلية المقاطعة عن الخطوط الجديدة للاختبار زاعمة أنها تريد من خلاله تجنّب قيام مجتمعين متوازيين. وأشارت الوزارة إلي نتائج دراسة تفيد أن من بين كل 10 مسلمين مقيمين في ألمانيا هناك اثنان منهم لا يتطابق إيمانهم مع روحية الدستور الألماني. لقد عانت ألمانيا من المهاجرين الذين يدعمون الزيجات المفروضة وارتكاب ما يسمّي بجرائم الشرف . وفي برلين، قتلت خاتون سوروكو ـ 23 عاماً ـ علي يد شقيقها الذي أقدم علي إطلاق الرصاص علي رأسها وجسدها عدة مرات بسبب إتباعها نمط الحياة الغربية وفقاً لما قاله. وعلي ضوء الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها فرنسا، وضع وزير الداخلية الفدرالي وولفغانغ شابل الذي ينتمي إلي المحافظين، قضية دمج المهاجرين في المجتمع الألماني في رأس أولوياته. ويقدّر عدد المسلمين في ألمانيا بـ 3.5 ملايين شخص، أكثريتهم من الأتراك الذين يقدر عددهم بحوالي مليوني شخص. وفي الماضي، كان علي طالبي الجنسية من المهاجرين الإجابة عن أسئلة واقعية مثل اسم المستشار الألماني أو حجم الجالية التي ينتمي إليها في ألمانيا. غير أن منتقدي التدبير الجديد يقولون أنه ينفّذ إلي قلب خصوصية طالب الجنسية. وقالت وزارة الداخلية في مقاطعتي ساكسوني الدنيا وولاية بافاريا انهما ستدرجان نماذج أسئلة مشابهة لطالبي الجنسية. وقالت وزارة الداخلية الفدرالية إنها لن تقدم علي سحب هذه الأسئلة علي الرغم من اعتراضات السياسيين. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية غونتر لوس ليونايتد برس انترناشونال يتوجب علي الراغبين في أن يصبحوا مواطنين ألمانا قبول قوانيننا وقيمنا. لا نريد ولاية يضع فيها الخلفاء قوانينهم الخاصة . وأضاف لوس أنه ليس علي المسلمين فقط الإجابة عن هذه الأسئلة، بل علي كل شخص يشتبه بأنه صاحب أهداف غامضة تدفعه لطلب الجنسية الألمانية أن يجيب عليها. وقال إن وزارة الداخلية ستنتظر فترة ستة أشهر أو سنة قبل أن تدرس إيجابيات وسلبيات هذا التدبير الجديد وتقييمه. وفي مدينة أولم التي تملك حدوداً مشتركة مع مقاطعة بافاريا، قال مدير دائرة الهجرة في المدينة رولاند أويد إن المسؤولين في الدائرة استجوبوا 10 من طالبي الجنسية فقط ،عرضت عليهم نماذج الأسئلة الجديدة. وقال أويد ليونايتد برس انترناشونال لـم نتـسلم أية شـكاوي لغـاية الآن..أعتقد أن الأمر يتوقف كثيراً علي شخصية طالب الجنسية وحساسيته. يمكنه تجنّب السؤال أو ترجمته بطريقة مختلفة . وأضاف لكن بعض الأسئلة غير مناسبة حقاً . (يو بي آي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية