تل أبيب تقر بأن الغطاء العسكري والأمني والسياسي الذي منحته روسيا لسورية ضمن بقاء الأسد في السلطة ولن تقدر أي قوة على إسقاطه

حجم الخط
16

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ركز الإعلام العبري في إسرائيل أمس الأربعاء على قضية انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، لافتًا إلى أن النزاعات بين روسيا والغرب بشأن تسليح طرفي الصراع السوري خيمت على فرص نجاح محادثات السلام التي ألقى الانقسام بين خصوم الرئيس السوري د. بشار الأسد بظلاله عليها أيضا.
وفي الوقت الذي تبحث فيه الدول الغربية ما ينبغي أن تقوم به بشأن سورية يتوحد الحلفاء الرئيسيون للأسد وهم روسيا وإيران ومنظمة حزب الله اللبنانية خلفه، الأمر الذي دفع بقائد قسم العمليات السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال يسرائيل زيف، إلى القول إن محور الشر، أيْ سورية وإيران وحزب الله، بدأ ينتعش من جديد على وقع الانتصارات التي يُحققها الجيش العربي السوري في المعارك الضارية التي يخوضها ضد المعارضة المسلحة، وتحديدا في مدينة القصير، وقالت روسيا التي وفرت الحماية الدبلوماسية للرئيس الأسد منذ اندلاع الأزمة في بلاد الشام في آذار (مارس) من العام 2011 إنها ستسلم أنظمة الدفاع الجوي إس -300 المتطورة لدمشق رغم الاعتراضات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية مبررة ذلك بأنه من شأن ذلك أنْ يُساهم في ردع من وصفتهم بالمتهورين الذين يريدون التدخل في الصراع الدائر في سورية.
من ناحيتها كتبت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية، أوسع الصحف انتشارا في إسرائيل، أمس الأربعاء، أنه من المحتمل جدا بأن التصريحات الروسية بشأن منع التدخل الخارجي موجهة أيضا للدولة العبرية، وذلك ردا غير مباشر على تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط موشيه (بوغي) يعلون، الذي قال الثلاثاء، إن إسرائيل ستعرف كيف ستتعامل مع هذه الصواريخ، أضاف قائلاً إنه بالنسبة للدولة العبرية فإن منظومة الصواريخ الروسية تُشكل تهديدًا على الأمن القومي الإسرائيلي، ولكنه أضاف أنه بحسب المعلومات المتوفرة لديه فإن روسيا ليست على عجلة من أمرها بتزويد النظام الحاكم في دمشق بهذه المنظومة، مؤكدا، كما قالت الصحيفة الإسرائيلية، على أن الصواريخ لم تخرج حتى الآن من روسيا باتجاه الأراضي السورية، وعبر عن أمله في أنْ تبقى هذه الصواريخ في روسيا، ولكن إذا لا قدر الله، أضاف، ووصلت إلى سورية فستعرف إسرائيل كيفية التعامل معها، على حد تعبيره.
ولفتت الصحيفة إلى أن القائد العام لهيئة أركان جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، قال أمس خلال نقاش دار في لجنة الخارجية والأمن، التابعة للكنيست الإسرائيلي إن تل أبيب ليست معنية بتسخين الحدود مع سورية، ولكنه أضاف أنه في حال قيام السوريين بإطلاق النيران باتجاه إسرائيل، فإن جيش الاحتلال سيعرف كيف يتعامل مع هذا التهديد، لافتًا إلى أنه على الرغم من التقليص في ميزانية الأمن، فإن الجيش الإسرائيلي حاضر وجاهز للرد على أي تهديد ضد الدولة العبرية من أي جبهة كانت، على حد قوله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي في تل أبيب، وصفته بأنه رفيع المستوى، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه نقلت عنه قوله إن قيام روسيا بتزويد سورية بمنظومة الصواريخ من طراز أس300 هدفه منع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) من فرض الحظر الجوي على سورية، كما أن الهدف الثاني، بحسب المسؤول عينه، هو المحافظة على التفوق الجوي للجيش العربي السوري مقابل المعارضة المسلحة التي تُحاربه، على حد قوله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الماضي غير البعيد قامت روسيا ببيع قبرص نفس المنظومة على الرغم من الاحتجاجات التركية، وهددت تركيا حينها بأنها ستقوم بقصف الصواريخ وهي في طريقها إلى قبرص، ولكن الصواريخ، على حد تعبير المسؤول الإسرائيلي، لم تصل أبدا إلى قبرص.
على صلة بما سلف، قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، أليكس فيشمان، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنية والعسكرية في الدولة العبرية، قال أمس في تحليل نشره إنه بات واضحا اليوم، أكثر من أي وقت مضى بأن روسيا هي اللاعب المركزي في المحافظة على نظام الرئيس السوري د. بشار الأسد، وليس الدعم الذي يتلقاه من إيران ومن حزب الله اللبناني، مضيفًا أن روسيا لوحدها، وفقط لوحدها، هي التي ستُقرر متى سيُنهي الأسد رئاسته لبلاد الشام، على حد تعبيره.
وزاد قائلاً إن السياسة الروسية في ما يتعلق بالأزمة في سورية هي سياسة متعالية وعنيدة وقوية، وتعكس بالمقابل الضعف الذي يُميز السياسة الأمريكية والأوروبية المتعلقة بدمشق، ورأى أن تصريح الخارجية الروسية القائل إن تزويد سورية بالصواريخ المذكورة جاء للجم بعض المتهورين هو أيضا رد على قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بتسليح المعارضة السورية، كما أنه أشار إلى أن الروس يُهددون بأنه في حال إخراج قرار الاتحاد الأوروبي بتسليح المعارضة السورية بالأسلحة، فإنهم لن يتورعوا عن إلغاء مؤتمر جنيف الثاني، زاعما أنه قبل سنة لم يكن أحد يؤمن بأن روسيا ستعلب دورا مركزيا في الشرق الأوسط، ولكنه أضاف أن السبب في ذلك يعود إلى تبنيها إستراتيجية واضحة وتطبيقها على أرض الواقع.
وأضاف فيشمان، نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب، أن الروس يشعرون بأن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من التدخل العسكري في سورية، وبالتالي فإنهم اتخذوا مواقف صلبة وغير قابلة للتأويل، كما أنهم باتوا على قناعة بأن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بات يُلاحقهم من أجل التوصل إلى تفاهم معهم، ولكنهم يتملصون منه، ويرفضون تحديد الموعد لعقد المؤتمر الدولي الخاص بسورية،وخلص المصدر إلى القول إنه عندما حصل الرئيس السوري بشار الأسد على طوق النجاة العسكري والسياسي من روسيا والصين، وتمكن من الحفاظ على تلاحم جيشه، فإنه عمليًا فاز في المعركة وسيبقى في السلطة، ولن تقدر لا المعارضة ولا أمريكا ولا القارة العجوز بإسقاطه من منصبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن المغربي:

    ولن تقدر لا المعارضة ولا أمريكا ولا القارة العجوز بإسقاطه من منصبه.

  2. يقول يحيي ابو دبورة النرويج:

    دليل واضح علي انتصار الجيش العربي السوري العظيم !

  3. يقول سليم:

    امنياتك انت و امنيات من يدفع و لكن سنرى

  4. يقول عزالدين اسماعيل:

    ولاحتى أمريكا ….؟؟

  5. يقول د.ابراهيم حراحشة:

    الكل متواطئ على الشعب السوري الولايات المتحدة واوروبا اولاهم فلو سمحت الولايات المتخدة الامبريالية لوصول الصواريخ المضادة للدروع والطائرات لنتهت معركة قاتلي الشعب السوري من اول ستت اشهر. الله معاك يا الشعب السوري من هذا الظلم الكبير.

  6. يقول مصطفى الشيخ:

    كيف ينتصر جيش طائفي مجرم على شعب يقصف بالطائرات واسرائيل على مرمى حجر !! ألا تعقلون يا من تقفون مع عصابة تذبح شعبها ، الشعب سينتصر رغم كل المؤامرات والخذلان من الغرب والشرق ورغم وقوف عصابات ايران لذبح الشعب السوري من أصقاع العالم لأن الله لا يقبل أن يبقى الشعب السوري تحت الذل والهوان أكثر من 40 سنة عجاف !!!

  7. يقول فهد:

    لا تنسوا دعم الروس ( او الاتحاد السوفييتي سابقا ) بقل قوته للنظام الشيوعي في افغانستان وماذا كان مصيره ؟؟
    مصير الطاغية بشار ليس افضل .
    الى السقوط والتعليق على حبل المشنقة , هذا اذا لم يهرب او يفتك به الثوار قبلها

  8. يقول علي العراقي:

    تلاحم الشعب السوري مع قيادته أفشل المؤامرة وباتت أدوات أمريكا وإسرائيل ووكلائهما غي موقف محرج ومخيب وأول هؤلاء اوردوغان والمحميات الأمريكية في الخليج.

  9. يقول فوكاش:

    هذا المقال يعبر عن نصف الحقيقة والنصف الآخر هو أن الأسد لن يحكم مجددا شعباً عانى من ظلمه السياسي والإقتصادي والإجتماعي والحقوقي ثم العسكري: الشيشنة الروسية لسوريا لن تجعل منها دولة مستقبلاً والسيناريو الإراني هو دولة الحزب الواحد في سوريا و لبنان

  10. يقول شرف القبيلة:

    بل لن يستطيع العالم كله ان ينقذ بشار الاسد من مصيره المحتوم
    فالشعوب مهما عانت وخسرت وضحت في النهاية تنتصر

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية