تمثال ينهبه إعصار

حجم الخط
0

إلى حميد العقابي

ليتنا ننعى القواقعَ حين ينقص الماء،
ليتنا نرفع الأعلامَ على التلالِ لنساير النغم،
أهكذا تنتفُ النسورُ أرياشَ الطيور؟
لماذا تخرُّ الجبالُ وأرواحنا كواكب في السماء؟
هيّا بنا لنرقش القساطل
فلم يبق لنا وطنٌ كي نبحثَ عن فُرسان،
لم تبرحِ التنانينُ مرافئنا
فلا تكادُ تترك طيورَ الظلامِ شبابيكَ المدرسة،
فالبنت المهلّلة تهشّمُ كبرياءَها مثل جبل
كان الأولى بها ألّا تنسلخ من العفّة،
ولا تطوي ماضياً لتئد جذوره،
ومثل خيالٍ اندثرَ في الرمالِ مضى النجمُ مسافراً تقذفهُ الأعاصير،
أمّا البحر ففاضَ بغتةً ولا نعرفُ لماذا كنسَ قواقعه،
وأعطى الساحلَ الحقَّ لتجرفنا أمواجُ زُنوج،
النمور وشومُ الصخورِ عن رؤى في الميثولوجيا
هذا الطيف السكران يسكبُ زئبقه،
كتمثالٍ ينهبهُ إعصار،
فلو تشرق الشمسُ ولا تغرب مثلاً
فينقص قطيعُ الضباب
وتنقضّ الصواعقُ على حُصونِ الأعداء،
وتنفق الكواسجُ في خضمِّ اليم،
لو نغرس أشجاراً في الصحراء فنردم الكوّات،
لو نرتق جروحاً نكأتها ريحٌ قويّة
فنزجر وحشاً يغوصُ في وحلٍ من زهرٍ مرّ،
لا يزال الشتاءُ يعزفُ عن أمطاره،
كسحابةٍ تتدفّأ في السهل،
ستهبُّ العواصفُ تحت الجبال،
ويصرخُ ثورُ الأعماقِ على أطلال مصارعين.

٭ شاعر من العراق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية