تنديد عالمي و”قنص” أردني.. وإسرائيل: كانت الجنازة مسيحية فتدخل المسلمون

حجم الخط
22

مشاهد أفراد الشرطة وهم يضربون المشاركين في جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة بالهراوات، هي عملية مضادة إعلامية وسياسية بالنسبة لإسرائيل. نقع المرة تلو الأخرى في الفخ الذي يعده لنا الفلسطينيون. في حدث موت أبو عاقلة، نجحت إسرائيل في تقزيم الأضرار بأنها شككت في من قتلها حقاً: مسلحون فلسطينيون أم جنود في الجيش الإسرائيلي. أما هنا فلم يكن مكان للشك؛ غباء فقط. سفير الولايات المتحدة في إسرائيل توم نايدز، طلب بكل لغة أن تكون جنازة الصحافية، التي هي أيضاً مواطنة أمريكية، محترمة. وكانت الشرطة على اتصال مع عائلة أبو عاقلة وتوصلت معها إلى توافقات. الشبان الفلسطينيون خرقوها، وعندها انقض عليهم أفراد الشرطة بالهراوات. الشرطة محقة: كان هناك راشقو حجارة وزجاجات، ولكن أيضاً كان هناك صحافيون وطواقم إعلامية من كل العالم بثوا الجنازة بالبث الحي والمباشر. هذا بالضبط ما أراده المشاغبون الفلسطينيون- أن تهاجم الشرطة نعش أبو عاقلة، ثم ترى وسائل الإعلام العالمية من المعتدي ومن الضحية.

غُمرت الشبكة في نهاية الأسبوع بتنديدات حادة لإسرائيل: وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفلد، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بورل، ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط ثور وينسلاند، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي لا يفوت فرصة للتشهير بإسرائيل، وهذه المرة كان له، لأسفنا، ما يبرر ذلك. حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن تطرق لأول مرة لقضية وفاة أبو عاقلة وقال إن “الأحداث واجبة التحقيق”. وجاءت الذروة بالبيان الصحافي لمجلس الأمن مع شجب حاد لوفاتها والدعوة لتحقيق شفاف. مذهل، لكن مجلس الأمن نجح في خلق إجماع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. أفراد الشرطة الذين هاجموا حملة نعش أبو عاقلة بالهراوات ضربوا أيضاً ما تبقى من شرعية دولية لنا.

متى ستفهم القيادة الإسرائيلية بأنه لا يجب أن نكون محقين جداً. فلماذا لا نكون حكماء قليلاً أيضاً؟ مسؤولون في القدس شرحوا بأن الجنازة كانت مسيحية، والمسلمون سيحاولون السيطرة عليها. في كل وضع آخر، كما ادعوا، ما كانت الشرطة لتتدخل. لكن هذا بالضبط هو الموضوع: أبو عاقلة أيقونة فلسطينية. كان واضحاً أن المسلمين سيأتون إلى جنازتها. كان واضحاً أنهم سيرفعون أعلام فلسطين وسيحاولون تحويل الحدث إلى مظاهرة وطنية. فما المنطق في خوض معركة كهذه وكأن الحديث يدور عن تهديد وجودي على دولة إسرائيل.

كان من الصواب احتواء الحدث. فليرفعوا أعلام فلسطين. ليس لطيفاً، لا بأس. الضرر الذي لحق بالمواجهة مع المشاغبين – الذين عرضوا في وسائل الإعلام الأجنبية وفي بيانات الشجب الدولية كـ “حزانى” – تبين كأخطر بكثير.

أين كان وزير الأمن الداخلي بار-ليف؟ ليس واضحاً. هل كان ينبغي لرئيس الوزراء بينيت أو وزير الخارجية لبيد أن يديرا الحدث في الزمن الحقيقي؟ يحتمل. قال مسؤول إسرائيلي إنه سيكون فحصاً مرتباً. الفحص أمر مهم، لكن كان يمكن منع حدوثه. محافل الإعلام أعدت الشرطة للحدث القابل للتفجر، حذروها من المضاعفات، لكن لم يكن هذا كافياً.

بقلم: ايتمار آيخنر

يديعوت أحرونوت 15/5/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نزار ريحاني:

    اسلام ومسبحبه
    شعب فلسطين الابيه
    ولترحل الصهيونيه

  2. يقول Naser:

    لا تستطيع تمييز المشيعين أن كانو مسيحيين أو مسلمين في جنازات الشهداء الفلسطينين
    ولا يستطيع أحد بالعالم اجمع أن يفرق بين مسيحي أو مسلم على أراضي فلسطين الطاهر فالجميع مستهدف من قبل الكيان الصهيوني الذي لا يحترم الديانات وليس من الغريب أن يخرج المسيحي في جنازه المسلم والمسلم في جنازه المسيحي هم يشيعون شهداء مقاومين للاحتلال الغاصب
    رحم الله شيرين ابو عاقله التي قضت ربع قرن في مقاومه الاحتلال وكشف الحقائق المباشره للعالم المتخاذل والمتواطئ مع الصهاينة

  3. يقول بشاري نورالاسلام:

    للجنازة تجمع الناس بمختلف اطيافهم. لكن الصهاينة يريدون تحديد هوية المشاعر.من جهة يتكلمون عن الابراهميون و الانسانية و من جهة يريدون ان تكون المشاعر بالمقاس الصهيوني. القوة تعمى البصيرة وارادوا ان تعمي الابصار. لكن العالم يعرفكم حتي المتصهيونون لم يجدوا المساحيق المالوفة لنلميع صورتكم. الظروف لاتسمح بصناعة فقاعة الارهاب الاسلامي والا كنا سنري بووو م و في الحال تعرف جنسية البووووم.

  4. يقول احمد بها:

    الكيان الصهيوني المحتل و الارهابي بطبيعته الهمجية التي ورثوها عن اجدادهم لا يميزون بين صحفي و مسلح و رضيع و هو كيان لقيط لا هوية له استوطنه الغرب و امريكا في خاصرة الدول العربية و هذا الكيان الارهابي الصهيوني هو سبب كل المشاكل و الفتن و القلاقل و الحروب في المنطقة العربية متى يفهم المطبعون الاندال ان الخير لن و لن ياتي من محور الشر الغربي و الامريكي و الصهيوعربي الجديد

  5. يقول العاتري/الجزائر:

    العصابة الصهيونية يتصرفون مع الشعوب الأخرى حسب ديانتهم , فهم يستهينون بالنصارى ,في فلسطين مثلما استهانوا بهم في بلاد الغرب وأمريكا . الى حد أن فرضوا عليهم براءتهم من سفك دم عيسى عليه السلام …ولكن هيهات في المشرق أن يتطاولوا على النصار ى في حضرة المسلمين …

  6. يقول سيف الإسلام:

    الم أقل لكم، لقد قالها الرئيس الأمريكي ابراهيم لينكولن، ابحثوا في أرشيف الولايات المتحدة الأمريكية يتراءى لكم العجب عن الصهيونية.

  7. يقول حفيد يوسف:

    تنديد أمريكي أوروبي… وماذا جنت فلسطين و الشعب الفلسطيني من تنديدهم… مجرد در الرماد على العيون. لولا هذا الغرب لما قام الكيان الصهيوني قيامة.

  8. يقول ام معتصم:

    يعني شيرين كانت تزور فقط اسر شهداء النصارى ، وكانت تصور فقط تغطيات عن النصارى ، طبعا هي قضيه عربيه فلسطينيه وليس الموضوع ديني ،انما موضوع احتلال وقهر وظلم

  9. يقول جودت الشيخ:

    الصهاينة مجرمون بحق الأحياء والأموات

  10. يقول لطيفة غيلان:

    شيرين ابوعاقلة فلسطينية اولا واخيرا ۔۔۔وفلسطين ارض محتلة۔۔۔ وجنازة الشهيدة شيرين حضرها فلسطينيون من كل الاطياف ۔مسيحيون مسلمون علمانيون ۔۔۔القضية قضية ارض وليس دين

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية