تنظيم «الدولة الإسلامية» يعلن مسؤوليته عن 25 عملية في سوريا خلال شهر

منهل باريش
حجم الخط
0

نشاط خلايا تنظيم ارتفع بعد أيام قليلة من إعلان قوات النظام إنهاءها حملة تمشيط وتطهير البادية من مقاتلي «الدولة الإسلامية» في بادية حمص.

صعد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من هجماته خلال الشهر الماضي، ولا يزال مستمرًا في ذلك خلال تشرين الثاني (نوفمبر) في مناطق عدة في البادية السورية التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد والميليشيا المساندة لها، وفي مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية «قسد». وفي ما تبدو على أنها محاولات خلايا التنظيم على تأكيد وجودها رغم فقدان السيطرة الجغرافية على المنطقة منذ ربيع عام 2019 إلا أن ما تبقى من مقاتليه يحاولون بين الفترة والأخرى التذكير بوجودهم من خلال تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة تباينت حدتها ووتيرتها منذ إنهاء الوجود الرسمي للتنظيم في منطقة الباغوز شرقي دير الزور، حيث خاض التنظيم آخر معاركه مع قوات التحالف الدولي مدعومة بعناصر من الحشد الشعبي الشيعي العراقي من جهة العراق والبوكمال السورية والمقاتلين الأكراد على الضفة الشرقية لنهر الفرات، داخل الأراضي السورية.
وحسب نشرة حصاد الأجناد التي يصدرها إعلام تنظيم الدولة، فإن مقاتلي التنظيم شنوا 93 عملية عسكرية وأمنية في مختلف المناطق الممتدة من أفريقيا إلى أقصى شرق آسيا خلال الشهر الأخير، منها 26 عملية في سوريا وحدها، 16 منها في دير الزور وتسع عمليات في الحسكة وواحدة في الرقة. واللافت أن صحيفة النبأ الناطقة باسم تنظيم الدولة الإسلامية تجنبت ذكر أي عملية في ريف حمص الشرقي أو ريف حماة، رغم اعتراف النظام السوري بهجومين -على الأقل- في المحافظتين، عدا عن عدة هجمات متفرقة شمال مدينة السخنة.
وفي التفاصيل، قالت مصادر محلية في دير الزور لـ «القدس العربي» إن عناصر التنظيم هاجموا قافلة صهاريج تنقل النفط في ريف دير الزور الشمالي، الخميس الفائت، وهددوا سائقي الصهاريج بالقتل في حال استمرارهم في عملهم بنقل النفط الخام، واقتصرت الخسائر على أضرار في صهاريج النقل. وأشارت المصادر إلى أن عناصر تنظيم «الدولة» أضرموا النار في مستنقع نفطي قريب من بلدة رويشيد في نفس المنطقة قبل أن يلوذوا بالفرار.
بموازاة ذلك، قالت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري الخميس، إن وحدات من قوات النظام تمكنت من صد هجوم لعناصر من خلايا تنظيم «الدولة» في بادية السخنة، انطلقوا من منطقة الـ 55 المحيطة بالقاعدة الأمريكية في التنف، وذكرت المصادر أن عملية التصدي لمقاتلي التنظيم بدأت من خلال رصد تحركاتهم وانطلاقهم من منطقة التنف بسيارتي دفع رباعي وثلاث دراجات نارية، ولم تشر مصادر النظام إلى مصير عناصر التنظيم، مكتفية بالتأكيد على صد الهجوم. وفي السياق ذاته قالت مصادر ميدانية تابعة لقوات النظام إن الطيران الحربي السوري والروسي نفذ عدة ضربات جوية على نقاط انتشار خلايا تنظيم «الدولة» في جبال بادية تدمر وبادية السخنة وفي ريف حمص الشرقي وبادية الرصافة جنوب محافظة الرقة.
الجدير بالذكر، أن الطيران الحربي الروسي وطيران النظام شنا خلال الشهر الماضي عدة غارات على مواقع ينتشر فيها عناصر من خلايا التنظيم في بادية السخنة وتدمر، وبادية دير الزور، وكثف الطيران الروسي وطيران النظام من طلعاته على مواقع مقاتلي التنظيم على خلفية مقتل ضابط برتبة عميد من قوات النظام بعد هجوم شنه المقاتلون المتشددون على موقع عسكري تابع للنظام بالقرب من قرية كباجب بريف دير الزور، وكانت قوات النظام قد نعت في 12 تشرين الأول (أكتوبر) العميد هيثم علي العلي قائد «اللواء الخامس» التابع للفيلق الخامس «اقتحام» إثر هجوم لمقاتلي داعش على مقر للواء في كباجب.
كما تبنى التنظيم عدة عمليات وهجمات وتفجيرات في مناطق سيطرة «قسد» المدعومة من التحالف الدولي منذ مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) أسفرت عن مقتل عنصرين من «قسد» ومدني، واستهدفت خلايا التنظيم مناطق سيطرة «قسد» في كل من محافظة دير الزور وريفها بـ 17 عملية، وعمليتين في محافظة الحسكة، وعملية في الرقة، وحسب ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد بلغت عمليات «داعش» 20 عملية بدأت في اليوم الثاني من الشهر الفائت باستهداف قافلة صهاريج نفط تابعة لشركة «القاطرجي» الموالية للنظام بالقرب من قرية الحدادية بريف الحسكة، وفي السابع عشر من ذات الشهر وفي نفس الموقع استهدف عناصر التنظيم قافلة صهاريج نفط تابعة للإدارة الذاتية أسفرت عن احتراق عدد منها، كما استهدف مقاتلو التنظيم خلال الشهر الماضي عدة قوافل لنقل النفط تتبع للإدارة الذاتية ولشركة «القاطرجي» بريف دير الزور، ووثق المرصد مقتل عنصر من قوات «الكوماندوس» التابعة لـ«قسد» جراء استهدافه مع مقاتل آخر أصيب بجروح، من قبل مقاتلين من خلايا التنظيم كانا يستقلان دراجة نارية بالقرب من قرية حريزة بريف دير الزور الشمالي، كما وثق المرصد السوري مقتل عنصر من قوات سوريا الديمقراطية على حاجز الري بين مدينة الشحيل وقرية الزر شرق دير الزور.
وفي السياق ذاته، قال المرصد السوري إن هجمات مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة لها، وفي مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية أدت خلال الشهر الفائت إلى مقتل 23 شخصا، بينهم عنصر من الميليشيا التابعة لإيران، ومدني، ومقاتلان تابعان لـ «قسد» و19 عنصرا من قوات النظام.
وفي وقت سابق على ذلك، شدد المرصد على أن تنظيم «الدولة» لم ينته وجوده في سوريا في آذار(مارس) 2019 بل انتهت سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بالمقابل يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة التي ينفذها التحالف الدولي و«قسد» وقوات النظام وروسيا، ما يشير إلى أن التنظيم يوجه رسائل للعالم أجمع بأنه لم ينته ولم يفقد قوته.
إلى ذلك، كثفت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» من ضرباتها الجوية على مواقع ينتشر بها مقاتلو التنظيم بالتوازي مع ارتفاع وتيرة هجمات خلايا التنظيم في الشهر الماضي، وقالت «سنتكوم» في بيان لها الشهر الماضي إن ضرباتها الجوية ستؤدي إلى «تعطيل قدرة التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها والمدنيين في جميع أرجاء المنطقة وخارجها». وتقدر القيادة المركزية الأمريكية عدد المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية بنحو 2500 مقاتل يتواجدون في سوريا والعراق.
وفي 22 تشرين الأول (أكتوبر) أعلنت الحكومة العراقية مقتل والي العراق في تنظيم «الدولة الإسلامية» وثمانية آخرين من قادة التنظيم في عملية مشتركة لجهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني واشراف قيادة العمليات المشتركة، نفذت القوات العراقية المذكورة العملية «بإسناد فني وتبادل للمعلومات الاستخبارية الدقيقة من قبل قوات التحالف الدولي» حسب نص البيان الخاص بالعمليات المشتركة.
ويلاحظ أن نشاط خلايا تنظيم ارتفع منذ الأسبوع الأول في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أي بعد أيام قليلة من إعلان قوات النظام إنهاءها حملة تمشيط وتطهير البادية من مقاتلي «الدولة الإسلامية» في بادية حمص.
وفي سياق منفصل، يذكر أن أربعة عناصر من جيش النظام قد قتلوا وجرح عشرة آخرون، بتفجير عبوة ناسفة شرق عقيربات بريف سلمية أقصى شرق محافظة حماة، نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى سلمية الوطني. وهذه واحدة من العمليات التي لم يعلن التنظيم مسؤوليته عنها مطلقا رغم انها وقعت قبل أسبوعين، وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة متعددة عن التكتيك القديم الذي يتبعه التنظيم في تجنب الإعلان عن عملياته في ريفي حماة وحمص ومناطق أخرى مثل ريف حلب الشمالي أو حتى درعا، أم أن قادة «الولايات» لديها حرية العمل والإعلان مع مراعاة الواقع الأمني في كل منطقة على حدة، أم أن هناك خلايا محلية تنشط ضد قوات النظام وتحاول لصق نشاطها بالتنظيم كي تتستر باسمه ولا يجري ملاحقتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية