حلب – الأناضول – بدأ تنظيم “الدولة الاسلامية”، بالتخلي عن مناطق خاضعة لسيطرته على خط الجبهة مع الجيش السوري الحر، إلى تنظيم “ب ي د” (الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا”)، في شمالي حلب السورية.
ومع وصول قوات “درع الفرات” إلى بعد 12 كيلو متر فقط من مدينة الباب الاستراتيجية بريف حلب الشرقي، لجأ التنظيمان، بحسب مصادر أمنية تركية للتنسيق بينهما، من أجل وقف زحف قوات الجيش السوري الحر.
وأشار مصدر أمني تركي، إلى اقتراب قوات “ب ي د” من الباب، التي تشكل له هدفاً استراتيجياً من أجل ربط مدينتي عفرين (شمال غرب حلب) و منبج، شرقي حلب (غربي نهر الفرات).
وأوضح المصدر، أن “ب ي د” وافق على توسيع جبهة القتال مع المعارضة من أجل الاقتراب من الباب، مشيراً إلى أنه يتوقع تعزيز التنظيمان تعاونهما من أجل الحفاظ على الصمود في خط الجبهة ضد الجيش الحر.
وذكرت مصادر أمنية تركية، الجمعة الماضي، إنها علمت بتفاصيل التفاهم الذي جرى بين تنظيمي الدولة و “ب ي د”، وهي تخلي التنظيم عن قرى “كفر قارص” و”تل سوسين” و”معرة مسلمية”، وبلدة “فافين”، و”مدرسة المشاة”، شمال غربي مدينة الباب، لتنظيم “ب ي د”، من أجل حفاظهما على خط الجبهة، وعرقلة تقدم وحدات الجيش الحر.
وقالت مصادر في المعارضة السورية، إن “الدولة”، بدأ بتنفيذ التفاهم مع “ب ي د”، وتخلى عن المناطق المذكورة الأحد، للأخير، دون وقوع أية اشتباكات بين التنظيمين.
وكانت قوات “الجيس السوري الحر”، بدأت بتضييق مخرج “ب ي د” للتوجه من ممر “عفرين-تل رفعت” إلى جهة “الباب – منبج”، وذلك في إطار عملية “درع الفرات”، التي انطلقت يوم 24 أغسطس/آب الماضي.
ويخطط “الدولة”، لفك الخناق عن “ب ي د” في جهة “عفرين – تل رفعت”، وتوسيع جبهة القتال ضد الجيس السوري الحر، بحسب المصدر الأمني.
وتمكن تنظيم “ب ي د” بمساندة أمريكية من السيطرة على أغلب المناطق الحدودية السورية مع تركيا، وتعد مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، حلقة الوصل بين مناطق سيطرته شرقي نهر الفرات وعفرين (غرب).
ويوم الخميس الماضي تعرض الجيش السوري الحر في قريتي تل مضيق وتل جيجان لبراميل متفجرة ألقتها قوات النظام، كما تعرض لهجوم بسيارة مفخخة من قبل التنظيم وواصل إرهابيو “ب ي د” الاعتداء على عناصر الحر في القرى التي حرروها في محيط مدينة مارع.
ودعماً لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات، وخاصة تنظيم “الدولة” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين بريف حلب، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “الدولة”.