إسطنبول ـ «القدس العربي»: لم تمض ساعات قليلة على هجوم الرضوانية، الذي أدى لمقتل ستة من عناصر «الحشد العشائري» وخمسة مدنيين، حتى بدأت التكهنات عن عودة أنشطة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مناطق حزام بغداد، بعد إعلان القضاء عليه في العراق.
هجمات التنظيم استهدفت أخيرا مناطق حزام بغداد ومحيطها، فالرضوانية وقبلها هجمات الطارمية والمشاهدة كلها مناطق تمثل حزام حماية للعاصمة.
عملياته شملت اغتيال قيادات عسكرية… وعناصره يتنصتون على أجهزة اتصالات القوات الحكومية
والملفت في كل الهجمات الكبيرة للتنظيم في الشهور الأخيرة في حزام بغداد، الاعتماد على البدء بـ«القنص» ففي هجوم الرضوانية الأخير تم استهداف أبراج المراقبة بالقناصات أولا، قبل أن يبدأ الهجوم بالأسلحة والقنابل اليدوية، وكذلك الهجمات الكبيرة في الشهور الأخيرة التي تمت في الطارمية والدجيل اعتمدت التكتيك نفسه، ما أثار تساؤلات عن تطور أساليب التنظيم باستخدام سلاح القناصات .
وحسب معلومات حصلت عليها «القدس العربي» من مصدرين أمنيين عراقيين، وعناصر في مجالس الصحوات المناوئة للتنظيم، وسكان محليين لديهم صلات قرابة بعائلات مقربة إلى «الدولة» فإن حيازة التنظيم لسلاح «القناصات الحرارية» هو الذي مكنه من تنفيذ هجمات نوعية ودقيقة واغتيال قيادات عسكرية في الأسابيع الأخيرة في حزام بغداد ومحيطها.
فقبل عملية الرضوانية الأخيرة، استخدم التنظيم أيضا سلاح القناصات، وهاجم أيضاً أبراج المراقبة خلال عملية الدجيل أغسطس/ آب الماضي، وأدت حينها لمقتل ثمانية من «الحشد الشعبي» والشرطة قرب مرقد إبراهيم الأشتر، وكذلك استخدم التنظيم أسلوب القنص في تنفيذ عملية الطارمية الشهيرة قبل شهور، والتي أدت لاغتيال اللواء علي غيدان الخزرجي آمر اللواء 59.
وإضافة إلى إعادة ترتيب صفوفه الداخلية وتنشيط خلاياه داخل تلك المناطق الزراعية التي يسهل التخفي فيها، فإن الاعتماد على التنصت على أجهزة الاتصالات للقوات الحكومية و«الحشد» سهل على التنظيم معرفة مواقع القيادات الهامة واستهدافها، كما منحت «القناصات الحرارية» للتنظيم إمكانية السيطرة على الموقع المستهدف من مسافات بعيدة وبدقة عالية، لتتمكن القوة المهاجمة بالأسلحة التقليدية الرشاشة، من إيقاع خسائر كبيرة بصفوف الوحدة المستهدفة.
من ناحية أخرى، فإن النزاعات العشائرية شمال بغداد، بين قائد صحوة المشاهدة محمد سعيد المشهداني المقرب من اللواء المالكي آمر لواء، وبين عشائر الحياليين والبوفراج الأقرب للواء المغتال الخزرجي قائد اللواء 59، أدت لاتهامات متبادلة بين الطرفين، وصلت لحد نفي ضلوع تنظيم «الدولة» بالعملية، واتهام فصائل من «الحشد» بالتواطؤ بقتل اللواء الخزرجي، وهو ما لم يصدر عن أي طرف حكومي عراقي.
ولا تزال عملية الدجيل التي مضى عليها عدة أسابيع إحدى أكثر العمليات إيقاعا للخسائر في صفوف القوات العراقية، وفق مصادر في «الحشد العشائري».
وقد تمت على موقع مرقد إبراهيم بن مالك الأشتر، والملاحظ أنها بدأت بضرب تنظيم «الدولة» لكاميرا المراقبة الحرارية بقناص، وهو ما جاء أيضا ببيان تنظيم «الدولة» المتعلق بتبني العملية، دون الإشارة لاستخدام القناص تحديدا في استهداف الكاميرا الحرارية، ومن ثم بدأ الهجوم على برجي المراقبة الأول والثاني المحيطين بالمرقد، ليقتل شرطيين و4 من «الحشد الشعبي» جميعهم من عشيرة الخزرج.
وتنقل مصادر مطلعة على مجرى التحقيقات، عن أن كاميرات المراقبة أظهرت أن التنظيم نفذ العملية بمسلحين اثنين، لكن يبدو أن هذا ما التقطته الكاميرا الأخرى بعد أعطاب الحرارية، فمن المستبعد أن يشن التنظيم هكذا هجوم بعناصر يقلون عن 5 إلى 6 ، من بينهم القناصون الذين تمركزوا في مواقع بعيدة عن مركز الاشتباك وسيطروا على تحركات العناصر الأمنية قبل اقتحام مسلحي تنظيم «الدولة» للموقع وقتل عناصر الشرطة و«الحشد».
هجوم الطارمية قبل أسابيع، أدى لاغتيال أبرز شخصية عسكرية بعد انتهاء العمليات الكبرى ضد التنظيم، وهو اللواء الخزرجي. وتتفق أغلب الروايات أن رتل السيارات التابع للواء كان متوجها لناحية المشاهدة قبل أن يغير مساره عند طريق ابن سينا، ويعود نتيجة إبلاغه بوجود عبوة ناسفة في طريقه، وفور نزول اللواء من عربته العسكرية، تعرض هو ومرافقوه لرشقات قناص تنظيم «الدولة» مما اضطرهم للانبطاح ومحاولة التحرك نحو ساتر ترابي للاحتماء، وهنا تعرض الخزرجي وأفراد حمايته لوابل من طلقات البنادق الآلية.
ترافقت حادثة مقتل اللواء الخزرجي حينها، مع ارتفاع زخم العمليات التي يشنها تنظيم «الدولة» في الطارمية وحزام بغداد، وسرت تكهنات بين عناصر «الحشد العشائري» عن امتلاك التنظيم لقناصات متطورة. وتوقع نجم عبد الله المشهداني وهو مسؤول في حشد عشيرة البوشبلي، وجود أكثر من قناص حراري في الطارمية. ونظرا لشن التنظيم لأكثر من هجوم بالقناصات وعلى عدة جبهات في حزام بغداد، فإٔنه يعتقد بأن التنظيم يمتلك الآن أكثر من قطعة سلاح من هذه القناصات، خاصة بعد عدة هجمات نُفذت بالقناصات في مناطق البوشبلي والحياليين والبوعبيد والبوفراج.
وحسب سكان محليين من أهالي المنطقة فإن هجمات تنظيم «الدولة» بالقناصات الحرارية ازدادت دقة وفعالية في الفترة الأخيرة. كما يقول محمد الحيالي، وهو أحد أبناء المنطقة، إن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في المنطقة، فعناصر التنظيم شنوا العديد من عمليات القنص التي استهدفت الجيش والشرطة والصحوات في الآونة الأخيرة، وقبل أسبوع واحد من مقتل قائدهم الخزرجي تعرض ثلاثة جنود عراقيين للاستهداف بسلاح القناص الحراري في منطقة الحياليين شمال الطارمية، كما شملت الهجمات مناطق شمال غرب الطارمية في الهورة وغزيلة وتل طاسة والمشروع اليابس وجبهة غرب ناحية المشاهدة وجبهة جنوب غرب قضاء الطارمية كالطابي والأزري والزور.
مثلت حادثة اغتيال اللواء غيدان الخزرجي مناسبة لتبادل الاتهامات بالمسؤولية عمن يقف وراء العملية، فـ «الحشد الشعبي» والقوات الحكومية اتهموا تنظيم «الدولة» بالوقوف وراء العملية، لكن حزازيات عشائرية تبين أن «الحشد» يقف وراءها.
فبينما استنكر وجهاء عشيرتي البوفراج والحياليين هذه العملية بشدة واصفين إياها بـ«الاجرامية» وأثنوا على الدور الذي كان يلعبه الخزرجي، معتبرين إياه «الضابط المهني والكفوء، نظرا لبنائه علاقات قوية مع وجهاء العشيرتين في الطارمية والعبايجي» اتهمت بعض القوى المحلية العشائرية «سرايا الخراساني» بأنها تقف وراء هذا الهجوم، لوجود خلافات بين أعضاء منها، وعناصر الخزرج في «الحشد» لكن الذين تعرضوا للهجوم أنفسهم من الشرطة و«الحشد» لم يتهموا سوى تنظيم «الدولة» وما يدعم ضلوع تنظيم «الدولة» بالهجوم هو أن هذا هو الهجوم الرابع خلال 6 شهور الذي يستهدف المواقع الأمنية نفسها شمال بغداد، وتحديدا المحيطة بمرقد إبراهيم بن مالك الأشتر في الدجيل.
فقبل شهر ونصف، هاجم التنظيم الموقع نفسه وقتل 2 من الشرطة، كما أن المنطقة المجاورة للمرقد وهي النباعي وتلعثمان وسيد غريب، كلها مناطق سنية مترابطة وتنظيم «الدولة» كان له وجود قوي فيها سابقا، ففي تل عثمان مثلا، ظل التنظيم مسيطرا عليها لغاية عام 2016، وبقيت رايته منصوبة هناك لعامين تقريبا.
ولكن هذه الاتهامات لـ«الحشد» جاءت بوحي الخلافات السابقة لتلك العشائر مع سلف اللواء الخزرجي، وهو العميد حسين المالكي آمر اللواء الثاني والعشرين، والمدعوم من الشيخ سعيد المشهداني قائد صحوة الطارمية، الذي هو الآخر لديه خلافات مع بعض وجهاء عشائر القضاء كالبوفراج والحياليين والسلمان، حول الأسلوب الذي يُدار به الملف الأمني، على حد وصف سعد السلماني أحد وجهاء عشيرة السلمان في المنطقة.
ويضيف السلماني في حديث جمعه بمجلس لعدد من الوجهاء في المنطقة أن الشيخ سعيد المشهداني تقرب من العميد حسين المالكي آمر اللواء الثاني والعشرين واستخدم نفوذه، حيث اعتقل وغيب العشرات من أبناء هذه العشائر بسبب خلافات سابقة للمشهداني مع العديد من وجهاء هذه العشائر التي كان يتهم شبابها بالانتماء لتنظيم «الدولة» والوقوف وراء الهجمات التي كانت ولا تزال تستهدف قوات الأمن في الطارمية وضواحيها، بينما هناك تيار آخر في المنطقة يتهم العميد الخزرجي بتنفيذه عمليات تصفية جسدية واعتقال وتعذيب طالت عشرات الرجال ولم تستثن النساء، على حد قول فراس الجواري، الصحافي العراقي المنتمي للطارمية.
ويقول أحمد الحلبوسي وهو من أهالي ناحية المشاهدة، إن الخزرجي كان متهما بتجاوزات عديدة، ليس آخرها فرض الأتاوات وابتزاز أصحاب مقالع الحصى والرمل في منطقة النباعي وتعذيب عناصره لرجل وزوجته من أهالي ناحية المشاهدة، وانتزاع اعترافات منهم بالقوة لإلصاق تهمة «الإرهاب» بهم، على حد وصفه.
الحل الوحيد هو بإنهاء الميليشيات الطائفية بالعراق, والتعويض عنها بقوات مدربة من نفس المناطق الملتهبة!
لقد فعلت ميليشيات إيران بالعراق الكثير من الإنتهاكات, ولم تتم محاسبتها لغاية الآن!! ولا حول ولا قوة الا بالله
قرأت بالأمس خبر ولادة الكثير من الأطفال مشوهين في الفلوجة بكثير من الأسى والحزن والحنق، حيث تم قصف المدينة ابان الاحتلال الامريكي بالقنابل المحرمة ومنها المطلية بالسموم المشعة. واعجب لماذا لا يتم اجلاء اهل المدينة والعمل على ازالة الآثار الاشعاعية المهلكة للحرث والنسل من هناك؟ لماذا لا يطالب امريكا بتعويضات واصلاحات؟ لماذا لا يتحرك ساسة واحزاب وصحفيي العراق في هذا الاتجاه بدل اشغال الناس بشماعات وغيوم لصالح وزراء الدول المتهلكة المتعسفة امثال لودريان ليزور المنطقة ويقدم المساعدة ليحارب ما يسميه “الإرهاب” ويخلف المزيد من الدمار والبؤس.
كوني مقاتل في لواء 59 وعدم وجود اي صله او معرفه سابقه بالمرحوم البطل الخزرجي واني اشهد الله انه رجل متسامح لم يعذب احد ولم ياخذ اي اتاوه من احد وما قيل كله محض ادعاء الرحمه والخلود لشهداء العراق العظيم
لعنة الله على داعش وامثالها وعلى من يدعمها
قفد دمروا الاوطان بإسم الله.