بغداد – ا ف ب: تبنى تنظيم ‘دولة العراق الاسلامية’ الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، هجمات بغداد التي قتل فيها العشرات الاسبوع الماضي، في وقت برز دور ايراني محتمل في الجهود التي تبذل لحل الازمة السياسية المستجدة في العراق.وفي بيان حمل عنوان ‘غزوة الخميس في ولاية بغداد’ نقله موقع ‘سايت’ الاميركي لرصد المواقع الاسلامية الثلاثاء، اعلن التنظيم انه ‘نصرة لمستضعفي اهل السنة (…) قامت المفارز الامنية لولاية بغداد وبصورة متزامنة بضرب اهداف منتخبة’. وذكر البيان الذي نشرته مواقع جهادية عدة انه ‘كان من ضمن هذه الاهداف مبنى مديرية التحقيقات الجنائية في رصافة بغداد الملحق بمقر ما يسمى زورا ب+هيئة النزاهة+’ في الكرادة وسط العاصمة. وقتل 60 عراقيا على الاقل واصيب نحو 180 بجروح الخميس في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة، بينها مبنى هيئة النزاهة حيث قتل 23 شخصا. وهذه اول سلسلة هجمات تهز البلاد منذ اكتمال الانسحاب العسكري الاميركي قبل اكثر من اسبوع. وتعد هذه الهجمات الاكثر دموية منذ مقتل ما لا يقل عن 74 شخصا واصابة اكثر من 230 اخرين في سلسلة هجمات مماثلة ضربت 17 مدينة عراقية في يوم واحد في اب/اغسطس وتبناها تنظيم ‘دولة العراق الاسلامية’ ايضا. وتاتي هذه الهجمات في وقت تعيش البلاد على وقع ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي (سني) المتهم بالاشراف على فرق موت، في تطور بات يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند اليه الحكومة برئاسة نوري المالكي (شيعي). وكان المالكي اصدر بيانا الخميس ربط فيه بين التفجيرات والتطورات السياسية. وقال ان ‘توقيت هذه الجرائم واختيار اماكنها يؤكد مرة اخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للاهداف’ التي يراد تحقيقها. وقتل الثلاثاء شخصان واصيب ثالث بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند مدخل قضاء الحويجة (250 كلم شمال بغداد)، فيما اصيب جندي اثر انفجار عبوة شمال الحلة (95 كلم جنوب بغداد)، وثلاثة مدنيين بانفجار عبوة في جنوب شرق بغداد، وفقا لمصادر امنية. وتزيد اعمال العنف هذه والتطورات السياسية من حدة التوتر الطائفي في بلاد شهدت صراعا طائفيا داميا بين عامي 2006 و2007 قتل فيه الآلاف. في هذا الوقت، قال مصدر رفيع المستوى مقرب من نوري المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس ان ‘اطرافا عراقية تتصل بايران للتوسط في قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي’، من دون اي تفاصيل اضافية. وفي السياق ذاته، ابلغت مصادر حزبية كردية فرانس برس ان ‘وفدا ايرانيا رفيع المستوى يضم قيادات من جهاز المخابرات والجيش يزور حاليا اقليم كردستان العراق للتوسط في الازمة السياسية’. واوضحت المصادر ان ‘الوفد وصل الى كردستان العراق قبل ثلاثة ايام واجرى سلسلة من اللقاءات مع قيادات عراقية بينها رئيس العراق جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب الرئيس طارق الهاشمي’. واضافت المصادر الحزبية ان ‘الوفد اقترح عقد لقاء سياسي في مدينة اربيل (عاصمة اقليم كردستان)، لكن رئيس الوزراء رفض الحضور، كما اقترح عقد لقاء في بغداد لكن رئيس اقليم كردستان رفض ذلك’. وتابعت ان ‘الوفد الايراني اقترح ايضا عقد اللقاء في السليمانية او ايران، لكنه لم يتلق جوابا حتى الآن’. وتعليقا على ذلك اكد المصدر المقرب من رئيس الوزراء ان المالكي ‘لن يحضر اي مؤتمر يعقد بهذا الصدد (قضية الهاشمي) في اي مكان غير بغداد’. من جهته قال فيصل الدباغ السكرتير الاعلامي لبارزاني في تصريح لفرانس برس ان رئيس اقليم كردستان العراق ‘يبذل جهوده لحل الازمة السياسية في العراق لكنه لن يتوجه لزيارة العاصمة بغداد’. ويقيم الهاشمي حاليا في دار ضيافة تابع لطالباني في منطقة قلعة شولان وهي منطقة نائية تقع على بعد 60 كلم شمال السليمانية (270 كلم شمال بغداد) قرب الحدود الايرانية. وفي السياق، ذكر الموقع الالكتروني لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني، ان الرئيس العراقي استقبل الثلاثاء رئيس البرلمان اسامة النجيفي، الشخصية السنية البارزة في ائتلاف ‘العراقية’. واضاف في بيان ان الجانبين اتفقا على حل قضية الهاشمي ‘عبر الاجراءات القضائية التي يتيحها القانون والتي تضمن الوصول الى الحقائق بشكل سليم’. كما ذكر البيان ان الطرفين ‘اتفقا على عقد مؤتمر وطني عام لجميع القوى السياسية بغية معالجة القضايا المتعلقة بادارة الحكم والدولة’. ودعا طالباني والنجيفي الى ‘ايقاف الحملات الاعلامية والاجراءات التي من شأنها تعقيد الاوضاع، وتنقية الاجواء السياسية’ من اجل انجاح المؤتمر، من دون تحديد مكان وتاريخ له.