أبارك لسيد العراق بايدن نجاح مشروعه العظيم بتقسيم العراق على أيادي أزلامه الأبطال، ما هي إلا مسألة وقت قليل ودم كثير يسيل ويتحقق المشروع ويذهب اسم العراق الواحد إلى الجحيم. العراق اليوم يعوم على بحر من دماء أبنائه، وهو مدفوع برياح الأمريكان وحلفائهم الإيرانيين وبمجاديف محلية من شيوخ عشائر باعوا ضمائرهم وموظفين يلهثون وراء مرتبات ومصالح، وسياسيين يلعبون على حبال الخيانة. قلت في مقال سابق منشور على صفحات ‘القدس العربي’ الغراء ان العراق يتجه نحو الأسوأ، وجاءت مجزرة ساحة اعتصام الحويجة التي ارتكبها جيش كان يفترض به أن يحميها لتصدق المخاوف والتحليلات المتشائمة. قرار مركزي من حكومة بغداد وأركان جيشها (وليس جيش العراق) قضى بكل بساطة أن يكتسح آلاف المواطنين فيقتل ويجرح المئات، ويمثل بجثثهم وينكّل بهم ليصنع المزيد من الحقد ويثير المزيد من التوتر والشحن الطائفي، تبعته ثورة شعبية عارمة مسلحة وقع نتيجتها قتلى من هذا الجيش ومن الشعب الذي كان يأمل من جيشه حمايته ففوجئ به وهو يقتله ويسحقه بقسوة. كل الجهد الحكومي والسياسي (حتى الذي يبدو معارضا تحت قبة البرلمان) يدفع باتجاه تقسيم العراق بتقاسم أدوار دراماتيكية، واضحة لمن يمتلك الحد الأدنى من القدرة على قراءة ما بين السطور. والمواطن العراقي يترنح مستقبلاً الضربات من حكومته وجيشه وسياسييه وصناع قرارات بلده المحتل الضائع الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة. لا بأس ايها العراقيون في مزيد من التضحيات من أجل سياسييكم الذين لوثتم اصابعكم بالحبر من أجلهم فلوثوا أياديهم بسيول من دمائكم. أوليس لكل آلهة نذور وضحايا واجبة؟! عيد التقسيم قادم لا محالة، وكلنا فداء لعينيك بمرجعياتنا الصامتة ومثقفينا المنبطحين وأنصاف رجالنا وعروبتنا المشلولة وإسلامنا النائم.. مكي النزال ـ الأنبار ـ العراق