توثيق الجرائم الإسرائيلية ورقة ضغط ضد الكيان وشركائه في القتل… والفلسطينيون يواجهون حربا سداسية

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ “القدس العربي”: بينما الحرب الإقليمية لم تندلع بعد، بدت مقدماتها جلية على وجوه المواطنين، إثر موجة جديدة من الغلاء، وضيق ذات الحال أفسدت حتى راغبي الزواج فرحة الإحساس بليلة العمر، ففي كفر الدوار عاش ولا يزال العريس محمد المحلاوي أوقاتا حزينة بعد أن حضر حفل زفافه، دون ارتداء بدلة الفرح، مبررا الأمر لعروسه الغاضبة بضيق ذات اليد معترفا “الدبلة كمان فالصو”. وأوضح المحلاوي أنه لم يعد يخرج من المنزل، ولا يستطيع أن يرفع عينيه أمام عائلته بسبب الخجل والشعور بالفضيحة، إثر انتشار فيديو يكشف حزن العروس، حينما ذهب لاصطحابها من “الكوافير”.
نخبويا الشعور بالعجز يلازم المعارضين، إثر شهادة نقلها المحامي خالد علي عن المعارض البارز يحيى حسين عبد الهادي مفادها “إذا مت ادفنوني بملابس السجن كي أحاجج من ظلمني أمام الله يوم القيامة”.
وعزا الرئيس السيسي ارتفاع الدولار لاستيراد سلع “استفزازية” بعشرات المليارات من الدولارات، حدد منها الأدوية ومستحضرات تجميل بـ23 مليار دولار وهواتف بـ9 مليارات وشوكولاته بـ400 مليون دولار وسيراميك بـ235مليونا وحقائب يد بـ200 مليون. وخلال افتتاح محطة قطار صعيد مصر في بشتيل قال السيسي متحسرا “بنستورد ورق فويل بـ500 مليون دولار”. وتابع “إن الله تعالي هو الذي سيفصل بين الناس يوم القيامة، مضيفا: “مش شرط كل حاجة الناس تبقى فاهماها وقتها.. والقرار بيتاخد ليه؟ لكن ساعات الزمن بيرد.. وقبل ده فيه رب عظيم علام حكيم هو اللي هيفصل بين الناس”. وأضاف “المسؤولية بتاع 106 ملايين والضيوف مسؤولية كبيرة قوي ويا رب نقدر نعدي في اليوم ده”. وعلق حسن فوزي، رئيس شعبة البن في الغرفة التجارية، على ارتفاع أسعار البن خلال الفترة الماضية بارتفاع أسعاره عالميا بنحو 15%، بينما نصح الإعلامي عمرو أديب العائلات بالاكتفاء ببيضة واحدة المائدة قائلا:”لو عندك 3 عيال وكل عيل بياكل بيضة في اليوم،هتصرف عليهم من 600 إلى 700 جنيه في الشهر بيض بس.
وكما تخلى العالم وفي القلب منه العرب والمسلمين عن غزة والضفة، ها هم الأشقاء والغرباء، على حد سواء، يتخلون عن لبنان.. وكأن النازحين من الجنوب اللبناني والضاحية قد استعاروا وجوه الغزيين وتفاصيل معاناتهم حرفيا، وتجسد الفيديوهات الواردة من هناك الرعب نفسه الذي يسكن وجوه الغزيين منذ ما يزيد عن عام. لذا تكرر السؤال طيلة الأيام الماضية بشأن أحقية المسؤولين العرب، وفي مقدمتهم موظفو الجامعة العربية عن رواتبهم الضخمة، التي تتيح لعائلاتهم حياة مخملية، فيما يواصل الفلسطينيون دفاعهم عن شرف الأمة ببطونهم الخاوية.
غرق عربتي قطارين في ترعة الإبراهيمة في المنيا، عند منطقة قاسومة، أثر اصطدامهما ووفاة راكبين وإصابة 23 راكبا، زادت من هموم المواطنين، بينما أمر النائب العام بالتحفظ على سائق الجرار المتسبب في الحادث. وفجّر مصدر مسؤول مفاجأة تمثلت في أن موقع تصادم قطاري الصعيد هو أحد المواقع التي شملها التطوير، وتوعد وزير النقل كامل الوزير، بأنه لن يفلت أي مخطئ من العقاب، تحقيقا للردع العام ليصبح عبرة لكل من يهمل أو يتقاعس عن أداء واجبه الوظيفي..
كما عزز الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، من مشاعر الخوف معلنا أن مصر تعاني من ندرة مائية، مشيرا إلى أنها من أكثر الدول جفافا، بمعدل أمطار سنوي لا يتجاوز 1.3 مليار متر مكعب. وكشف خلال فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، أن «كمية الأمطار المتساقطة في أعالي نهر النيل تتجاوز 1600 مليار متر مكعب سنويا، لا يصل منها إلى مصر سوى 3%».
بلسان تل أبيب
رسالة مفعمة بالدلالات سطرها عادل عبد الحفيظ في “المشهد”: عزيزي “النفط” كم كرهتك وكرهت من قذف بك إلى واجهة الدنيا، وقاطرة الاقتصاد الكسول والميت، كم كرهت منذ اكتشافك تقاطعك تماما مع القومية والوطنية وقيم ومبادئ تربى عليها الشرق، وقدر الله له أن يفارقها بسببك. حال “شعوبنا العربية وهي تتقاطر سقوطا واحتلالا، ويهرع سكانها إلى الشوارع عرايا من أخ يسترهم، وجوعى من قطعة خبز تسد فجوة قذفها خائن إلى أجسادهم الناحلة. فلسطين وقبلها سوريا واليمن، والآن درة الشرق لبنان الجميلة، دول وشعوب ناضلت منذ 80 عاما وترفض أن تموت، وترفض أن تقبل بوجود كيانات غاصبة أذن بقتالها الله ورسوله. يتوقف الكاتب كثيرا عند قنوات فضائية ليست بالقنوات، بل هي لسان دول تتحدث وتحولت إلى إدارات علاقات وإعلام في وزارات خارجيتها. ولأنه “الزانية” تود لو أن كل النساء مثلها، تجد هذه القنوات تجبرك بعاجلها، بان قيادة عربية مقاومة هنا قتلت وأخرى تقتل وثالثة ستقتل وتخرج عليها مذيعات مجردات من كل قيم وشيم عربية، والابتسامة تغزو ثغرهن كأن هناك خبرا سعيدا. تخبرك بأن سيد المقاومة هناك قتل وضيف غزة يقال إنه قتل وأن الحديدة قصفت ودمشق سقطت، وأن البقاع وربوع الجنوب اللبناني الجميل الذي غنت له فيروز تحول إلى حطام وركام. قنوات لا تحمل من عروبتها إلا اسمها، ولا تحمل من نقائها إلا شاشتها وتحمل ثقل دم وتقعر ثقافة مذيعيها ومعدي نشراتها. قنوات عربية أنفقت ومنذ أكتوبر 2023 أكثر من مليار دولار أمريكي حتى تقنع طفلا عربيا أن حماس “ارهابية ” وأن حزب الله “رافضي” وأن السنوار “عميل” وأن نصر الله كان “يكره السنة”، وما المحصلة طال عمرك؟
والاسم “عربية”
المحصلة التي انتهى عندها عادل عبد الحفيظ هي: قلوب عربية تهفو وتلهث وراء أي نصر عربي من دول الطوق واليمن السعيد وتتسابق تبحث عن قناة أجنبية تقول كلمة حق، ولا تستضيف محللا هنا وهناك يتم إرسال ألف دولار له ويقرأ “سكريبت” محددا يهاجم فيه المقاومة ويلعن فيه فلسطين ويشمت في لبنان وكل عربي شريف. لا تحدثني عن حرية الإعلام هنا، فالعمالة أبدا ليست وجهة نظر، والخيانة والتنطع ليست وجهة نظر، والدعارة السياسية ليست وجهة نظر. أتفهم أن تكون ظروف اقتصادية طاحنة ومعادلات إقليمية صعبة تمثل حاجزا عن مواقف واضحة وهي آتية لا ريب، ولكن أن تكون دول هي الأغنى في العالم، وهي عضو في الجامعة التي لم تعد جامعة وتتحدث العربية ولم تبق لنا إلا “قناة” تنقل وجهة النظر الأخرى وترقص وتغني لطوفان الدم العربي، فهي تعبر بالقطع عن دول مثل “الدمامل” مؤلمة، ولكنها فانية لا محالة، طال وقتها أو قصر. صدفة أهدت إلينا أنا واصدقائي جلسة على مقهى بالصدفة تذيع مباراة في تصفيات كاس العالم، فوجئت بحالة هياج وفرحة غامرة في المقهى وظننت أن الفريق العربي أحرز هدفا، وأستدير إلى شاشة العرض وإذا بي أرى الفريق الياباني يحرز هدفا، وفوجئت برفقتي يقفزون من مقاعدهم فرحا، ساعتها شعرت بحزن من حكومات وأنظمة دفعتنا إلى هذا الكم من التشفي حتى في مباراة كرة قدم، ليخبرني صديقى بأنهم يرقصون على قتل اللبنانيين والفلسطينيين، فهل تستكثر علينا أن نشمت في هزيمة فريقهم أثناء مباراة كرة قدم.
مرضعة الكيان
لا تحسبن حركات المقاومة في غزة ولبنان، تقاتل إسرائيل وحدها، بل تتكالب عليها 5 دول أخرى (أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، أستراليا) ولولا واشنطن (مرضعة إسرائيل) ما قامت لها قائمة، فهي أكبر مورد للأسلحة لتل أبيب. وفي الوقت الذي لم تقاتل أمريكا بطائرتها الشبح الأكثر تقدما (إف 35) أعطت إسرائيل منها كما أخبرنا سليمان قناوي في “الأخبار” 30 طائرة استخدمتها بالفعل في القصف المدمر لغزة وجنوب لبنان. كما زودتها بالقنابل وزن الطن المخترقة للتحصينات التي اغتالت بها عددا من قيادات “حماس” وحزب الله، كما أسهمت بـ69% من واردات إسرائيل من الأسلحة خلال الفترة بين عامي 2019 و2023، وبالتأكيد زادت هذه النسبة في 2024. كما خصصت إسرائيل 500 مليون دولار سنويا من المعونة العسكرية الأمريكية البالغة 3.8 مليار دولار لتمويل برامج الدفاع الصاروخي التي تشمل «القبة الحديدية» و «السهم» و«مقلاع داوود»، وهي أنظمة جرى تطويرها بشكل مشترك، واعتمدت عليها إسرائيل لمواجهة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة لحماس وحزب الله. وتعد ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، إذ أسهمت بـ30% من الواردات خلال الفترة بين عامى 2019 و2023، حسب تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. أما إيطاليا فهي ثالث أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، إلا أنها أسهمت بنسبة 0.9% فقط من حجم وارداتها خلال الفترة بين 2019 و2023 وشملت تلك الواردات طائرات مروحية ومدفعية بحرية. وعلى الرغم من أن صادرات الأسلحة البريطانية لإسرائيل «صغيرة نسبيا» إذ بلغت 53 مليون دولار عام 2022، إلا أن الجيش البريطانى نفذ 200 مهمة تجسس جوية فوق غزة بحثا عن الرهائن جمعت نحو ألف ساعة من اللقطات. وأخيرا أظهرت أستراليا دعمها القوي لإسرائيل بنشر جنود إضافيين من قوات الدفاع الأسترالية للقتال إلى جانب القوات الإسرائيلية في غزة. ورغم هذا الاحتشاد الوحشي لا تزال المقاومة صامدة.
الوهم بضاعتها
لأن الواقع في الأرض يخالف المُعلَن عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية وأبواقها على مستوى العالم، الواقع على الأرض يؤكد حسب طارق عباس في “المصري اليوم”، أن قوة حزب الله ربما تأثرت، لكن الروح المعنوية للجنود عالية جدا والثقة في النصر مزروعة في العقول والقلوب، فقيادات الحزب التي استُهدِفَت تم الاستعاضة عنها بقيادات جديدة، وفق ما أعلنه مؤخرا أحد القيادات الميدانية في حزب الله، وقد أكد أيضا أن غرفة عمليات الحزب التي تم تدميرها قد جيء بغيرها في غضون 72 ساعة، وأن الحزب مستعد لخوض حرب استنزاف طويلة مع الجيش الإسرائيلي. وهو ما يشير إليه الواقع على الأرض، فرغم التفوق العسكري الإسرائيلي لا تزال العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان محدودة جدا، والإسرائيليون يدفعون أثمانا باهظة أثناء محاولتهم الدخول، وتكفي الإشارة هنا إلى أن هناك أربع فرق عسكرية إسرائيلية موجودة على الحدود منذ 8 أيام تقريبا ولم يُسمَح لها بعبور الحدود، خوفا من عدم القدرة الإسرائيلية على تأمين تلك القوات، كما أن المرابطين من جنود الحزب في الخطوط الأمامية يستهدفون القوات الإسرائيلية المتقدمة بالصواريخ المضادة للدروع والقنابل المستهدفة للأفراد، ناهيك عن الرشقات الصاروخية على صفد وحيفا وكريات شمونا والجليل وغيرها، وإلحاق إصابات مباشرة بمواقع عسكرية حساسة في إشارة إلى الترابط والتلاحم بين القيادات وجنود حزب الله الموجودين في ميدان القتال. إن إسرائيل تبيع الوهم للعالم، عندما تسوق لانتصارات لم ولن تتحقق، وتقنع سكان شمال إسرائيل بأنهم سينعمون يوما بالأمن والسلام، لأن استمرارها في قتل المدنيين في غزة ولبنان، لن يجعلها أبدا تنعم بالهدوء والاستقرار، أن إسرائيل تبيع الوهم للعالم، عندما تتظاهر بأنها تحارب الإرهاب، لكونها الراعي الأول للإرهاب، بقتلها أكثر من 41 ألف فلسطيني وإصابتها ما يجاوز 98 ألفا، غالبيتهم من العجائز والنساء والأطفال، أن إسرائيل تبيع الوهم عندما تبدو وكأنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، رغم أنها لا تحترم إلا أطماعها ولا تبحث عن نفسها إلا في قوتها، ولا تحترم القانون ولا الشرعية الدولية، بل وتهين عمدا مع سبق الإصرار والترصد مؤسساتها، على غرار ما جرى مع وكالة «الأنوروا» لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والاعتداء مؤخرا على قوات الأمم المتحدة «اليونيفل» في جنوب لبنان. إسرائيل تبيع الوهم للعرب.
حلمهم الكبير
لم يفارق حلم الهيمنة الشاملة على منطقة الشرق الأوسط خيال الصهاينة وحلفائهم الغربيين لأكثر من أربعة عقود. وليس جديدا بالتالي حديث رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو الذي تذكره الدكتور وحيد عبد المجيد في “الأهرام” عن “خطة منهجية لتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط”. المثير للانتباه أنه يربط هذا التغيير بضرب قدرات حزب الله، وكأنه العائق الوحيد أمام الخطة المزعومة. فقد فشلت محاولات تغيير الشرق الأوسط قبل أن يوجد حزب الله، ويزداد نفوذ إيران ويتوسع محور المقاومة. ويعني هذا أن الحديث عن تغيير الشرق الأوسط الآن ما هو إلا جزء من حالة نشوة لدى قادة الكيان الإسرائيلي بعد ضرب قسم يُعتد به من قدرات حزب الله، واغتيال كثير من قادة صفوفه الأولى. كان الفشل الأول في 1981. فقد دعا ألكسندر هيغ حين كان وزيرا للخارجية الأمريكية خلال زيارته لعددٍ من دول المنطقة إلى تعاونٍ عربي- إسرائيلي يُغير وجه المنطقة ويجلب لها الرخاء. وكانت مبادرة ولي العهد السعودي في أغسطس/آب 1981 ردا على تلك الدعوة. ومع ذلك بقي حلم الهيمنة كامنا، وإن تجلى جزئيا في مشاريع غربية مثل عملية برشلونة التي كان دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة أحد أهدافها. ولكنه ظهر في صورته الجلية عقب اتفاق أوسلو 1993 عندما طرح شمعون بيريز المُنتشي حينها تصوره العنصري لشرق أوسط جديد يقوم على «العقل الإسرائيلي ورأس المال والعمل العربيين». ولكن مسؤولين مصريين وعربا آخرين تصدوا له، وكتب الراحل الكبير نزار قباني قصيدته الرائعة «المهرولون» التي ختمها بقوله (ليس هذا الثوب ثوبي/ليس هذا العار عاري..). وكان هذا فشلا ثانيا تبعه ثالثٌ بعد وصول المحافظين الجدد إلى الحكم مع بوش الابن، وسعيهم لتغيير المنطقة عبر استبدال بعض النظم العربية على أن تكون البداية من العراق. ورغم أن إسقاط نظام صدام حسين لم يُحقق الحلم، فقد واصلوا اعتمادا على تكتيك الفوضى الخلاقة، ولكن الاضطرابات الداخلية المترتبة على «الربيع» العربي لم تحقق التغيير المُستهدف للمرة الرابعة. وسيكون الفشل الخامس من نصيب توهم نتنياهو أن يُحقَّق بواسطة الإبادة ما فشل فيه سابقوه بدعاوى سلام كاذبة تارة، وبحروب إجرامية تارة أخرى.
لن ننسى
في وقت يتذكر فيه المصريون ذكرى انتصارهم في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، ما أحوج الجيل الجديد من الفلسطينيين اليوم إلى معرفة واحدة من المعارك المهمة التي انتصروا فيها على الجيش الإسرائيلي، وكانت حركة تحرير فلسطين (فتح) هي بداية الطريق إليها، بل أمام العديد من الهيئات الفلسطينية التي أعلنت عن بدء انضمامها للعمل الفدائي، ولكن فتح، كما أخبرنا الدكتور عمار علي حسن في “الوطن” ظلت التنظيم السري الفدائي الوحيد المعروف طوال عامين في محور القضية الفلسطينية. في اليوم الأول من يناير/كانون الثاني 1965 أصدرت «فتح» أول بلاغ لها وقالت فيه «اتكالا منا على الله، وإيمانا منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب، وإيمانا منا بواجب الجهاد المقدس، وإيمانا بموقف العربي الثائر من المحيط إلى الخليج، وإيمانا بمؤازرة شرفاء العالم، لذلك تحركت أجنحة من قواتنا الضاربة في ليلة الجمعة 31 ديسمبر/كانون الأول 1965 وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة منها كاملة في الأرض المحتلة، وعادت جميعها إلى معسكراتها سالمة». ثم حذر البيان جيش الاحتلال من الاعتداء على المدنيين، وأكد أنه سيعتبر أي إجراءات من ذلك النوع بمثابة جرائم حرب. وكان هذا البلاغ بمثابة فاتحة لعمل كبير في الأرض المحتلة، وقد فوجئ الرأي العام العربي بذلك البلاغ، وبتلك المنظمة، وثبت مع الأيام أنها مجموعة من الشباب الفلسطيني تقلبت عليهم آلام النكبة، وطال بهم الانتظار فقرروا العمل باذلين أرواحهم في سبيل ذلك، وضحوا بمناصبهم ومواقعهم الكبيرة في سبيل تحقيق هدفهم المشروع وهو طرد المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وإذا كانت «فتح» قد بدأت جهادها في أوائل 1965 وتعرضت منذ ذلك التاريخ لمتاعب جسيمة وتضحيات مروعة، في سبيل توحيد عملها ضد إسرائيل المغتصبة، وفي سبيل استمرار فدائيتها طليقة لثورة شعبية ضد الكيان الذي نصبه الاستعمار في وطنها، فإن أحداث الخامس من يونيو/حزيران أتاحت لها أن يكون جهادها علنيا وأن تتربع في صدور العرب الذين كسرتهم هزيمة يونيو، فرأوا في «فتح» معنى استمرار الجهاد ومواصلة النضال.
فتوحات فتح
صبغت «فتح» الشخصية الفلسطينية أكثر بروح الجهاد والفداء، لاسيما حسب الدكتور عمار علي حسن أنها كانت تنظر إلى نفسها على أنها مولود خرج من صلب الشعب الفلسطيني نتيجة المعاناة، ليجسد العمل المسلح بشكل واعٍ. ورغم وقف إطلاق النار بعد هزيمة مصر والعرب في حرب 67 فإن العمليات الفدائية الفلسطينية لم تتوقف، وقد أعلن موشي ديان، وزير دفاع إسرائيل، في أواخر يونيو/حزيران 1968، أن فتح تعني استمرار الفلسطينيين في الثورة، وأنها تكبد إسرائيل كثيرا من الخسائر في الأموال والأرواح. وفي حين غطى جهاز «فتح» الإعلامي كل المناطق العربية بالثورة الجديدة، غطت أعمالها الفدائية معظم أرض فلسطين المحتلة، حتى إنها استطاعت أن تقوم بأكثر من 355 هجوما على محطات المياه في المدن والمستعمرات الإسرائيلية، وعلى منشآت تحويل نهر الأردن، ومحطات الكهرباء، ومعسكرات الجنود. ووجهت حركة فتح إنذارا بواسطة الصليب الأحمر الإسرائيلي من مغبة تعذيب أسيرها الأول محمود حجازى، وعندما علمت الحركة أن إسرائيل مستمرة في تعذيبه وإهانته، أعلنت أنها ستقتل ليفى مدير بوليس حيفا، ونفذت وعدها الذي أعلنته بالفعل. وكان لنشاط فتح المستمر قبل هزيمة يونيو وبعدها تأثير على مصانع العدو ومشاريعه، وطال الدمار القطارات والجسور ومستودعات الذخيرة، وتضاءلت السياحة بفعل العمليات الفدائية التي نفذها رجال فتح. مرت «فتح» بظروف قاسية وشديدة، لأنها كانت تعمل في ما يشبه الفراغ خلاف المنظمات الفدائية الأخرى التي أعقبتها وعملت في ظل ظروف قاسية.
ماذا بعد الطوفان؟
اشتعل النقاش طوال الأسبوع الماضي حول عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهل أدت إلى إعادة طرح القضية الفلسطينية على الساحة العالمية، وفضحت الجرائم الإسرائيلية؟ أم أن التضحيات الباهظة التي دفعها الشعب الفلسطيني، لم تؤد إلى تغيير معادلات القوى، وظلت إسرائيل سلطة احتلال تمارس القتل والإبادة الجماعية دون حساب؟ والحقيقة من وجهة نظر عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” أنه حان الوقت لنقل النقاش لمستوى آخر، فقد حدثت 7 أكتوبر وكان لها تداعياتها وأصبح السؤال: كيف يمكن للعرب والفلسطينيين أن يستفيدوا من الواقع الذي خلفته، حتى لو اختلفوا معها ولم يكونوا يتمنونها، فهي في النهاية حدثت ودفع الشعب الفلسطيني- ولا يزال – ثمنها، وأصبح سؤال: ما العمل؟ هو الذي يجب أن يطرح حاليا. الحقيقة؛ مطلوب تحرك سياسي من بعدين؛ الأول: توثيق الجرائم الإسرائيلية بغرض امتلاك ورقة ضغط جديدة على دولة الاحتلال تدفعها لتقديم تنازلات سياسية في المستقبل المنظور، وقد تفتح الطريق أمام حل الدولتين، والثاني: إيجاد حل جذري لمشكلة الانقسام بين فتح و”حماس”، أو الحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق بين الحركتين، حتى لو كانت إسرائيل حريصة على استبعادهما معا. فيما يتعلق بالبعد الأول؛ مطلوب توثيق الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني على مدار عام، فقد سقط 42 ألف شهيد ثلثهم من النساء والأطفال، وهناك حوالي 8 آلاف مفقود تحت الأنقاض، أي من المتوقع أن يكون عدد القتلى حوالي 50 ألفا، وهناك نحو 100 ألف مصاب، لتصبح بذلك الحرب في غزة أكثر دموية من النزاعات في كل من العراق وأوكرانيا وميانمار (بورما)، ولأن عدد القتلى يبلغ 2% من سكان القطاع، وأن أي مقارنة بسيطة مع إسرائيل ستوضح أنه لو قُتل في إسرائيل 2% من السكان لأصبح عدد القتلى 198 ألفا. ما بعد 7 أكتوبر يجب أن يهتم بتوثيق تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، الذين باتوا يقولون بشكل علني كلاما تحريضيا وعنصريا، فهم من قالوا إنه لا يوجد أبرياء فلسطينيون، لأن العائلات تساند أبناءها، ولذلك تجوز معاقبتها، أو أن الطفل الفلسطيني سيكبر ويصبح جنديا، ولذلك «فيجب أن لا ترحمه». ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول يجب أن يشمل تحركا عربيا وعالما ثالثيا لمعالجة ضعف المؤسسات الدولية، والعمل على إصلاحها، فقد عجزت هذه المؤسسات عن ردع إسرائيل، فلا جنوب افريقيا نجحت في ترجمة تحركها الشجاع والأخلاقى في محكمة العدل الدولية إلى قرارات تحمي المدنيين، ولا القرار اليتيم الذي أصدره مجلس الأمن بوقف إنساني للحرب طبق فعلا، ولم تعد المؤسسات الدولية قادرة على وقف الجرائم الإسرائيلية، أو حتى إدانتها..
رغم كل شيء
على الرغم من مساندة كثير من دول العالم للكيان المحتل المغتصب، سواء أكان دعما بالأموال أو مختلف الأسلحة المتطورة وقنابل تزن الأطنان، بل إرسال كتائب نخب مدربة تدريبا دقيقا على كل فنون القتال. إلا أن المغتصب كما يرى الدكتور عادل القليعي في “الوفد” لا يزال على عناده، لا يريد أن يعترف بهزيمته النكراء. في غزة مصانع الرجال، الرجل منهم قدمه تزن آلاف من هؤلاء الصهاينة ومن عاونهم وشايعهم، الطفل الرضيع بألف من رؤوس الطغاة الذين اعتادوا الإجرام وإجرامهم لا يخفى على أحد بل هم يصورون أنفسهم وهم يرتكبون المجازر، إجرامهم بلغ وجاوز المدى، يعدمون الأسرى في الطرقات ويصورونهم، وهذا ليس بجديد على هؤلاء المرتزقة المجموعين من الشتات، فقد حكى عنهم بعض أسرانا في أكتوبر/تشرين الأول وفي 67، حكوا عن إعدامهم للأسرى ومرور الدبابات عليهم أحياء، فعلى الرغم من كل هذه المجازر إلا أن جنودهم يفرون من الميدان مذعورين، كما تفر الثعالب أمام الأسود، ليس هذا وحسب، بل صرخاتهم تطرب لها الآذان، شفاء لما في الصدور وثأرا لأطفالنا وشيوخنا ونسائنا وعجائزنا ومشافينا. حتى أسراهم قتلوهم خطأ من الذعر والرعب، خاب تصويبهم فخرجوا رافعين الرايات البيضاء إلا إنهم لم يسلموا، حتى خرج الأحياء يتحدثون لا نريد أن نموت بسلاح الجو الذي شاركنا في تأسيسه. سطر المقاومون ملحمة سيتغنى بها التاريخ وسيتذكرها بنو صهيون ولن تغيب أبدا عن ذاكرتهم في جانبين، الأسرى وما لاقوه من حسن معاملة وكرم ضيافة، نفوا به إدعاءات قنواتهم الإخبارية من حديثهم عن سوء معاملة واغتصاب، فخرج المفرج عنهم من الأسرى مكذبين رواياتهم، وها هي المظاهرات تعم مدنهم مطالبين بالوقف الفوري للحرب على غزة لا من أجل غزة ولا شعب غزة، وإنما من أجل أسراهم وأولادهم في ما يسمى بجيش الدفاع الذين امتلأت القبور بجيفهم وامتلات المشافي بمصابهم ما بين جريح ومعاق، ليس هذا وحسب، بل امتلأت المصحات النفسية بمن نجا من نيران المقاومة، ولا يزال كبيرهم على عناده وإصراره على إهلاك البقية المتبقية منهم خوفا منهم على محاكمته.
يحتاج لوقفة
كلام الدكتور مصطفى مدبولي مؤخرا عن اقتصاد الحرب واضطرار الحكومة لإعلان العمل به في البلاد، يحتاج وقفة وهو ما حرص على أن يتولاه عبد القادر شهيب في “فيتو” مذكرا بأن رئيس الحكومة قال إنه إذا نشبت حرب إقليمية في منطقتنا سوف تضطر الحكومة لإعلان العمل باقتصاد الحرب.. لأن تداعيات هذه الحرب ستطالنا وتؤثر علينا سلبا بالطبع، ولن يقتصر الأمر كما هو حادث الآن على ما فقدناه من إيرادات قناة السويس وهو ليس بالقليل، خاصة في ظروف نقص النقد الأجنبي الذي نعانى منه. وبالقطع الدكتور مدبولي لم يقصد أننا سنشارك في هذه الحرب الإقليمية، لأن الرئيس السيسي أعلن قبلها بساعات قليلة في تفتيش حرب الفرقة السادسة، أن السلام هو خيار استراتيجي لنا. إن اقتصاد الحرب تلجأ إليه الدول التي تحارب بالفعل مثلما فعلنا نحن بعد يونيو/حزيران67 وحتى أكتوبر 73.. لأن جوهره الأساسي هو تعبئة كل موارد الدولة لخدمة المجهود الحربي، وتوفير احتياجات القوات المسلحة التي تحارب من أسلحة وذخيرة وإمدادات واحتياجات لوجستية أخرى.. وما دمنا اخترنا السلام ولن نشارك في تلك الحرب الإقليمية التي تدق أبواب منطقتنا، فلا مجال هنا للحديث عن اقتصاد الحرب. أما إذا كان المقصود باقتصاد الحرب الذي تحدث عنه الدكتور مصطفى مدبولي هو التقشف والاستغناء عن بعض احتياجاتنا في ظل تأثرنا بتداعيات الحرب الإقليمية فلا بأس بالطبع.. بل إننا نطالب بذلك منذ اندلاع أزمة النقد الأجنبي لدينا عام 2022.. فنحن لن يضيرنا الاستغناء عن استيراد العديد من السلع من الخارج، ما دامت ليست من السلع الضرورية أو من مستلزمات الإنتاج. الدكتور مصطفى مدبولي يقصد باقتصاد الحرب الذي قد تعلن الحكومة العمل به هو رفع أسعار السلع والخدمات، لأن ذلك قائم بالفعل ومنذ وقت ودون الحاجة لإعلان اقتصاد الحرب، لذلك لم يكن موفقا الحديث عن اقتصاد الحرب الآن في دولة اختارت السلام خيارا استراتيجيا، ومن حكومة تعهدت بتجاوز الأزمة الاقتصادية وتخفيف أعباء التضخم عن المواطنين.
مسألة حياة
أكَّد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الحفاظ على مورد المياه الحيوي يُعد مسألة وجود تتطلب التزاما سياسيا دؤوبا ووجود دبلوماسية وتعاون مع الدول الشقيقة لضمان تحقيق الأهداف المشتركة. جاءت هذه التصريحات خلال كلمته في مؤتمر أسبوع القاهرة للمياه ونقلها العديد من المواقع منها “اليوم السابع”. وأضاف السيسي أن مصر، في ضوء التزامها العميق بهويتها الافريقية، تبنت العديد من المبادرات والبرامج القارية ذات الصلة بالمياه. وأشار إلى أن رئاسة مصر الحالية لمجلس وزراء المياه الأفارقة تأتي لتجديد هذا الالتزام. وتابع رئيس الجمهورية أن مصر تسعى من خلال هذه الرئاسة إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال المياه، ودعم جهود الدول الأعضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه.
مطلوب ميتاً
كشف المؤرخ شريف شعبان في “الوطن”، أن أسطورة مقبرة الإسكندر لا تزال حاضرة في الإسكندرية، ما يعني وجود مقبرته في مصر، وأوضح بعض التفاصيل التي رويت عن جنازة الإسكندر قائلا: «مع إعلان وفاة الإسكندر في بابل، تم إعداد موكب جنائزي ملكي مهيب يليق باسم ومكانة الملك». الروايات القديمة عن موت الإسكندر ومكان دفنه، ذكرت أنه جرى تخطيط وبناء عربة جنائزية مناسبة لنقل الجثة من بابل، استغرق عامين من وقت وفاة الإسكندر، ولا يُعرف بالضبط كيف جرى الحفاظ على الجثة لمدة عامين تقريبا قبل نقلها من بابل». ويروي المؤرخ أنه في عام 1889، اقترح عالم المصريات الإنكليزي واليس بادج أن جثمان الإسكندر الأكبر كان مغمورا في وعاء كبير من العسل حتى يجري نقله في مدة عامين في عربة جنائزية من بابل إلى مصر، بينما ذكر المؤرخ الإغريقي بلوتارخ، أن الجثمان خضع لمجموعة من المحنطين المصريين، ووضع جثمان الإسكندر في تابوت من الذهب، الذي كان ملائما للجسم، وفقا لما ذكره المؤرخ الإغريقي ثيودور الصقلي، بينما وضع التابوت على عربة مهيبة تجرها الخيول. وفيما بعد استبدل التابوت الذهبي بآخر من الكريستال، وظلت حيازة الجثمان موضوع نزاع بين القادة بيرديكاس وبطلميوس الأول سوتر وسلوقس الأول نيكاتور، إذ أراد بيرديكاس نقل الجثمان ليدفن تحت سلطته في مقدونيا، ولكن أثناء مرور الموكب بسوريا، اعترضه بطلميوس الأول سوتر وحوّل اتجاه الموكب إلى مصر حيث دُفن في منف، رغبة منه في تحقيق نبوءة العراف الإغريقي ريستاندر، العراف المفضل لدى الإسكندر، الذي تنبأ «بأن البلد الذي دفن فيه جسده سيكون الأكثر ازدهارا في العالم». وفي أواخر القرن الرابع، أو أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، أمر الملك بطلميوس الثالث فيلاديلفوس بنقل جثمان الإسكندر مرة أخرى من منف إلى الإسكندرية لإعادة دفنه، أما في عصر الملك بطلميوس الرابع فيلوباتور، فقد وُضع جسد الإسكندر في ضريح عام في الإسكندرية، حيث أطلق عليه بالإغريقية اسم «سوما» أي الجسد أو «سيما» أي شاهد القبر، وأصبحت تلك المقبرة الفخمة، التي تتسم بالثراء الفاحش نقطة محورية لتقديس الإسكندر الأكبر عند البطالمة.
خطة للإيقاع بالغلبان
تصل الغيرة في بعض الأحيان، حسبما أخبرنا الدكتور حماد عبد الله في “الفجر” إلى قيام الزوجة ليلا بتفتيش كل متعلقات الرجل ويصل الحال ربما لشم “ملابسه” وفحص منديله، والبحث عن شعر غريب معلق بقماش جاكتته الصوفية، كذلك العناوين التي تحتويها أوراقه، وآخر الممارسات التفتيشية هو “الموبايل” والمكالمات الصادرة والواردة، مش مهم “الميسد”،لأن سيادته ما ردش عليها”وفي الأغلب الأعم تنقل بعض الأرقام المشتبه فيها، لكي تراجع هذه الأرقام (أصحابها) ويا لمصيبة الزوج، حينما تكون إحدى هذه الأرقام لسيدة، أو آنسة هنا تبدأ محاكم التفتيش، طبعا هذا الكلام سينفيه كل الأزواج “المحترمين” وسيوصف بالبذاءة وعدم الكرامة من الزوجات (المحترمات) وأنا أؤيدهم فأنا من فصيلة هؤلاء المحترمين ولكن هذا ليس معناه أنه لا يحدث فهذا يحدث، ويحدث، بل إن ضحايا الحوادث وتقطيع الرجال ووضعهم في الأكياس البلاستيك من أجل عيون عشيق للمرأة، أو من أجل التخلص من قيد رجل “دمه ثقيل” نقرأه بين حين وآخر على صفحات الحوادث في الجرائد، ونشاهده على الفضائيات أو مع برنامج المستخبي والأخ (طوني) في “القاهرة والناس”. كما أن محاكم التفتيش التي تطورت عقب ظهور “المحمول” أصبحت أكثر فاعلية “للانقضاض” على الرجل أينما كان،”وياويله وسواد ليله”، لو أعطى التليفون إشارة “غير متاح حاليا” حتى لو كان العيب من الشبكة، وهذا ما يحدث كثيرا مع شركاتنا المحترمة، لكن هذا يحتاج لتبرير “وحلفان” على المصحف والإنجيل والتوراة، بأنه كان متاحا في كل وقت، لكن العيب في “الهباب الأسود” اللى إسمه (الشبكة واقعة) ونسينا أم كلثوم حينما شدت..قالو لك الغيرة تزود حبي.. وبالظنون والغيرة تملك قلبي.. لا يا حبيبي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية