توعد السيسي للإسلاميين ومغازلته للإسرائيليين يجلبان عليه الكثير من الهجوم

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة عندما بدأ المرشح للرئاسة عبد الفتاح السيسي الظهور التلفزيوني، حيث عثر الكثير من خصومه على ضالتهم من الادلة والاسانيد للهجوم عليه، من خلال تصريحاته التي ملأت الآفاق واهتمت بنشرها جميع الفضائيات، وسمع عنها حتى الطرشان ووصلت انباؤها للعميان.. فتح المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الاوفر حظاً في انتخابات الرئاسة على نفسه باباً لا يسد من الهجوم، بسبب الكثير مما قاله وبقدر الثناء الذي هطل عليه من انصاره، وجد من ينقب في ما ورد على لسانه كي يوجه له العديد من الضربات.
كما اشتعلت المعارك السياسية بينه وبين خصمه حمدين صباحي الذي اتهمه بالسطو على برنامجه الانتخابي، مؤكداً أن ما يقوله السيسي الآن قلته منذ أربعين عاما ومأخوذ من برنامجي. غير ان اكبر صفعة وجهت لحملة السيسي هي تلك الحادثة التي كشف عنها مؤخراً، عقب طبع 250 ألف بوستر تحمل صورة المرشح ـ حيث فوجئوا بأن البوسترات تحمل نجمة اسرائيل السداسية، كرمز انتخابي له، ما اضطرهم إلى إعادة طبعها. وذكرت مصادر في الحملة نقلتها صحيفة ‘فيتو’ المؤيدة للمشير، أن الخطأ أزعج أعضاء الحملة وأحدث إرباكا كبيرا عمليا ونفسيا، حيث من المقرر أن يتم توزيع البوسترات في المؤتمر العالمي الذي ستعقده الحملة مساء اليوم السبت في الصالة المغطاة لإستاد القاهرة، ويحتاج الأمر إلى إعادة طباعة العدد المطلوب كله في أسرع وقت ممكن. من جانبه دعا الساخر احمد رجب المشاركين في موالد الغناء المختلفة ان يلتقطوا انفاسهم، قائلاً في جريدة ‘الاخبار’: ‘كفوا عن الغناء في حب مصر، حتى لا يداخلنا الإحساس بأننا أدينا واجبنا نحو مصر بالتعبير عن حبنا لها، فنحن كعاشق يغني لحبيبته ليل نهار، من دون أن يعد لها المكان اللائق الذي تسكن فيه’.

أين ذهبت مليارات السعودية؟

على رأس من اهتموا بخطاب السيسي محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لجريدة ‘المصريون’ الذي عثر على ضالته التي تتيح له احراج المشير، حينما تحدث عن عشرين مليار دولار مساعدات حصلت عليها مصر من السعودية بعد عزل الرئيس مرسي: ‘المدهش أن ينفرد المشير وحده بالكشف عن هذا الرقم الخيالي الذي تلقته سلطة ما بعد الإخوان، ولا يصدر من أي مسؤول رسمي آخر، لا رئيس الجمهورية المؤقت ولا رئيس وزرائه ولا وزير الخارجية.. ولا أي من وزراء المجموعة الاقتصادية.. إنما صدر من وزير الدفاع المستقيل، وهو المنحى الذي لا يحتاج إلى مشقة في تفسير معناه الحقيقي’. ويقر سلطان بأنه ‘ليس بوسع أحد ـ بعد سماع ذلك من المشير نفسه ـ أن يقتنع بما قاله بأنه بعد الإطاحة بمرسي، انصرف إلى مكتبه في كوبري القبة، وترك البلد يديرها عدلي منصور.. فالاطلاع على تفاصيل المساعدات غير المسبوقة التي قدمها خليجيون للقاهرة، لا يمكن أن تتاح إلا لأرفع مسؤول في الدولة.. وهذه ‘القرائن’ مهمة في التعرف على المؤهلات الحقيقية للمرشح المثير للجدل، وقدرته على إقالة مصر من عثراتها، استنادا إلى تجربته خلال الشهور الثمانية الماضية’. يضيف الكاتب ‘رقم المساعدات كان صادما، ليس فقط لأنه الأكبر في تاريخ العلاقات المصرية الخليجية، وإنما لأنه قدم بشكل ‘سري’ إلى أن كُشف عنه مؤخرا على لسان المشير عبد الفتاح السيسي، ولا يعرف المصريون عن تفاصيله شيئا، وما إذا كان ديونا أم قروضا أم هبات لا ترد.. وإذا كان من الثابت أن الدول لا تتصرف بمنطق ‘الجمعيات الخيرية’ ولا تدفع أموالها بمنطق ‘المحسنين’ من أهل الخير، فإنه من الطبيعي أنه قدم ‘مقابل’ شروط معينة، ولنا أن نتساءل عن ‘الثمن’ الذي ستقدمه القاهرة لقاء هذا السخاء والحنان الخليجي المدهش!’.

ها هي عقارب الساعة عادت لما قبل ثورة يناير

ونبقى مع ‘المصريون’ وحالة من الحسرة والألم انتابت نائب البرلمان السابق مصطفى النجار، بسبب عودة الامور لأسوأ مما كانت عليه في زمن مبارك: ‘الاستغراق فيه الان هروب من مواجهة الواقع المرير واستسهال للابتعاد عن المعركة الحقيقية التى تواجهها الثورة والديمقراطية في مصر، دعنا ننقد أنفسنا ذاتيا كتيار ثوري، أليست لنا أخطاء؟ ألا نحمل أنفسنا قدرا من المسؤولية تجاه ما وصلنا اليه الآن من انتكاس للثورة وانقضاض عليها من الثورة المضادة؟ ألم نكن ساذجين كثيرا حين اعتقدنا أن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود للوراء، وها هي عادت بل كسرت الاطار نفسه وقفزت منه؟ ألم نكن مغرورين للغاية ونحن نقول بكل أريحية ان الميدان موجود واننا سنعود إليه إذا حدث أي انحراف؟ اليوم صار دخول الميدان جريمة وتهمة عقوبتها عدد من السنوات داخل السجون فماذا فعلنا؟ ألم نكن حمقى حين صدقنا يوما أن أعداء الثورة صاروا أصدقاء لها ويسيرون في اتجاهها ويرفعون شعاراتها، وصدقناهم وتغاضينا عنهم وما كدنا نلتفت حتى أسقطوا أقنعتهم وانقضوا ينهشون فينا بكل خسة وقسوة؟ ألم يعط بعضنا غطاء سياسيا وثوريا لانتهاكات حقوق الانسان وسن بعض القوانين التي كان بعضنا أول من تمت محاكمتهم بها والقاؤهم في السجون؟’. ويقر النجار بسوء الحال: ‘يا صديقي حان الوقت أن نعترف بأن (خيبتنا تقيلة) وأننا تحلينا بقدر من الغباء وضيق الأفق والغرور بأنفسنا وتيارنا لدرجة أننا وقعنا الان فى الوحل وأقدامنا مغروسة فيه ونحاول الخروج بصعوبة ولا نستطيع ، يا صديقي ألم ننس أن التوحد قوة والفرقة ضعف؟’.

السيسي يفتقر لبرنامج
يتصدى للأزمات الكبرى

والى وجهة نظر مختلفة لخطاب السيسي يعبر عنها في جريدة ‘الشروق’ نادر بكار القيادي في حزب النور:’بعيدا عن مغالاة محبيه في التغافل عن أي ملمح سلبي، وبعيدا أيضا عن كل انتقاد ايجابي قدمه معارضوه.. أحببت الإشارة إلى غياب التصور الكلي الاستراتيجي المقرون بخريطة زمنية واضحة المعالم تقودنا إلى قطف ثمار بنهاية أربع سنوات، هي عمر الولاية الرئاسية، وأخرى لن نتحصل عليها إلا بعد عشر سنوات على أقل تقدير’. ويرى بكار أن ‘الصورة الكلية أو الرؤية العامة لاستراتيجية واضحة للدولة خلال فترة الأربع سنوات المقبلة، ثم ترجمة هذه الاستراتيجية إلى مشاريع يمكن قياس نتائجها بمؤشرات تقييم أداء رئيسية، هي الاطار العلمي الوحيد الذي يمكن منه أن نفهم جزئيات مثل المصابيح الموفرة للطاقة أو سيارات نصف نقل لبيع مواد غذائية بسوق العبور.. أما أن تذكر هذه الجزئيات التكتيكات في معرض الحديث عن الصورة الكلية فيضر أكثر مما يفيد، لأن مكانها على الخرائط الاستراتيجية بالنسبة لإدارة الدولة، ولن يفهم في سياق اللقاء التلفزيوني’. ويشير نادر الى ‘زيادة إدراك المواطن بحجم التحديات ثم بدوره ومسؤوليته في مواجهة هذه التحديات يأتى كنوع من الأدوات التي تعين على تطبيق الرؤية الكلية، لكن الحديث عنه باستفاضة لا يكفي وحده لتحقيق الهدف، وواضح أن السيسى قد تعود على مدار سنوات عمره العملي الاعتماد على قوة الدفع الذاتي، وهي الفلسفة التي حاول التأكيد عليها أكثر من مرة، وتعني ببساطة أن العمل الدؤوب المتراكم المنتظم أشبه بماكينات محرك عملاق قادر بفضل عمل هذه الماكينات على توليد طاقة هائلة. لكن النتيجة المترتبة على إهمال توجيه الطاقة الهائلة في الطريق الصحيح تتراوح بين (الأسوأ) وتعني ببساطة انفجار المحرك نفسه من دون إحداث أي تقدم يذكر’.

مصر تحتاج لمن يتبنى قضاياها التاريخية

وبأسلوب لا يخلو من دبلوماسية ونقد للواقع المصري الذي لم يتغير على مدار مئتي عام، يحرص عمرو خفاجي في جريدة ‘الشروق’ على وضع يده على الاهداف الكبرى التي لا يهتم بها الزعماء، الذين توافدوا على حكم مصر طيلة العقود الماضية، كما لم يعبأ بها مرشح الرئاسة الاوفر حظاً: ‘أعتقد أنه لا يوجد أحد لا يتفهم خصوصية الظروف التي تحيط بالانتخابات الرئاسية الحالية، وهي بالمناسبة ظروف متكررة منذ أكثر من مئتي عام، منذ الظرف الخاص الذي تولى فيه محمد علي مقاليد الحكم في البلاد (1805)، ونهاية بعزل الدكتور محمد مرسي من منصبه كرئيس وسط أجواء شديدة الاحتقان دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية (2013)، وبين التاريخين، كان انتقال السلطة دوما في ظروف استثنائية، هذه الخصوصية المتكررة عبر تاريخنا المعاصر، دفعتنا الى البحث عن الضروري والعاجل والملح، من دون أن نخوض ولو للحظة في ما نتمناه أو نحلم به، وربما كانت اللحظة مواتية بعد 11 فبراير/شباط 2011، لبناء نظام جديد، إلا أن تنازع القوى السياسية وطمع البعض فيها، أطاح بكل ذلك، لنبقى في حالة تفكير الضرورة’. ويشير الكاتب الى انه ‘مما يؤسف في الأمر حقا، أننا منذ محمد علي ومشروعه الحداثي الكبير لم يتجدد الطلب على الحداثة والعصرنة من يومها، حتى تجربة عبدالناصر، كانت مشغولة بالانحيازات الاجتماعية بطرق تقليدية.. كنت أتمنى، أن يشتمل أي خطاب، لأي مرشح أو حملة، أو حتى منحاز أو متضامن معهما، بل كنت أتمنى أن يشتمل أي خطاب معارض لهما ومعترض أصلا على وجودهما من الأساس، اننا نرغب في مصر حديثة، مثلما فكر محمد علي، مصر متطورة حضارية مشغولة بالعلم والبحث، خطاب يرغب في اللحاق بالعصر وإنجازاته، خطاب يتبنى الحداثة والعصرنة لنقل مصر من عصر إلى عصر، عصر نعيش فيه لا يقوى على تحمل طعامنا وشرابنا، عصر فقر وفقراء وضنك’.

آن للمصريين أن يتنفسوا الصعداء

والى مولد المطربين بخطاب السيسي ومن بينهم هناء فتحي في جريدة ‘الوطن’: ‘لم نكن ندرك وقتها يوم التقى الجمعان: السيسي والناس، أننا كنا على موعد موعود مع البعث الأصغر، وأنه آن لقيامتنا أن تقوم، فقد نفخ في الصور كي يهب الراقدون والغافلون، فها هي مصر الجميلة تستعد الآن لتنفض تراب القبور، غبارها، وما تبقى على هيكلها من خيوط الكفن، وها هو كل منا يقف على كفة موازينهِِ وحيداً ليشق ويختار طريقه صوب الجنة أو النار.. نعم ‘يختار’، فهذهِ قيامة صغرى لن نساق فيها قدارنا حسبما صنعت مسبقاً أيادينا، بل قيامة نصنع فيها بعد البعث أقدارنا وليس العكس. في الحوار الأول الذي دار بين الرئيس القادم عبدالفتاح السيسي، والإعلاميين المصريين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، كان الحوار إجابات تبحث عن الأسئلة وليس العكس، كالشخصيات التي تبحث عن المؤلف، كالشعب الذي يبحث عن الرئيس’. وتتابع هناء انبهارها بالمشير: ‘أنت هنا سوف تربكك الحقائق المذهلة عن هذا الرجل الذي عانق أقدارنا، ولسوف تسأل مثلي، هل ما تحدث عنه السيسي كان برنامجاً انتخابياً أم قراءة طالع مصر؟ بمعنى هل ما طرحه السيسي كان برنامج السيسي، أم هو برنامج المصريين الذين سلموه للسيسي قبل يونيو/حزيران الماضي، فتلاه علينا في الحوار المذهل الذي امتد لحلقتين وليلتين؟.. وكانت جملته العبقرية التي أوجزت برنامجه – برنامجنا- ‘الخطاب المتشدد أفقد الإسلام إنسانيته.. هكذا قال. وهذا بالضبط ما ثار المصريون لأجله في 30 يونيو’.

‘اللي مش عاجبه خطاب
المشير يرمي نفسه في البحر’

ومع متيمة اخرى بالسيسي وخطابه وهي داليا ابوعمر في جريدة ‘الوطن’ التي تعج بأنصار المشير: ‘طبعا حوار المشير ماعجبش ناس كتير وعلى رأسهم ‘الهارد كور’.. واسمحوا لي أشرح لكم أنواع ‘الهارد كور’.. اشرحي يااستاذه..عندنا ‘الهارد كور’ ثورة، ودول بقى عندهم حالة ثورية لا إرادية ثايرين 24 ساعة في الـ24 ساعة.. ثايرين دايماً ضد كل حاجة وأي حاجة وأي حد ما يسمعش كلامهم أو يعارضهم.. وشايفين ان الجيش انقلب على الثورة وبيحاول يستولي على الحكم’. أما ‘الهارد كور’ على حد رأي داليا ‘فدول بقى مباركيين أكتر من مبارك شخصيا.. دول عايشين في حدود ما قبل 25 يناير/كانون الثاني، وشايفين أن الحل هو رجوع مبارك.. وأنهم هما الصح والكل غلط.. وفي أي مناسبة لازم يقولوا لك إن ده عمله مبارك وده ماكنش هيحصل أيام مبارك، وإن البلد مش هتنصلح إلا لو مبارك رجع يحكم، وإن الجيش خاين وغدر بمبارك. وهنضم عليهم بعض أنصار شفيق اللي فجأة تحولوا، وكأنهم كانوا فاكرين أن بعد ثورة 30 يونيو الجيش هيشيل مرسي يحط شفيق.. ومش فاهمة جالهم الاعتقاد ده على أي أساس!! أنا واحدة انتخبت شفيق مرتين، لكن عمر ما كان هدفي من نزول يوم 30 يونيو ان شفيق يحكم، وأعتقد أن كل ‘الدولجية’ اللي زيي كان هدفهم اننا ننقذ مصر من الاحتلال الإخواني الإرهابي’. وتتابع الكاتبة: ‘من قبل 30 يونيو و’الهارد كور’ مع الإخوان كانوا ضد حشدنا والاتنين رفضوا النزول معانا.. واللي نزل منهم ما قدرش يمسك نفسه ورجع تاني زي ما كان’. وتؤكد داليا ان ‘أول ناس ابتدت تشق صفنا بعد 30 يونيو.. أول ناس وقفت ضد خريطة الطريق.. أول ناس كانت ضد دستور 2013 هما ‘الهارد كور’ ثورة وفلول’.

هل كتب السيسي برنامجا انتخابيا؟

السؤال وجيه للغاية ويجيب عليه في جريدة ‘الشعب’ الدكتور وصفي سعيد ابو زيد: ‘حوار المنقلب عبد الفتاح السيسي الذي استغرق ما يزيد عن أربع ساعات في حلقتين متتاليتين لعرض ‘برنامجه’ الانتخابي، وتلميعه للناس من خلال ‘الكومبارس’، لميس الحديدي وإبراهيم عيسى، اللذين كانا يجلسان بكل أدب من دون أدنى تجاوز أو خروج على النص، وحين يفكران في الخروج يجدان الرد حاسما بالمنع من الحديث في ما هو خارج النص ‘مش هسمح لك تقول عسكر تاني: نموذجا’؛ فضلا عن الترويج كذبا وزروا وتجميل المواقف القبيحة، وخلع النجاح والإنجاز على مواقف الخزي والخسران والعار! وهما مع غيرهما مارسوا أبشع أنواع التشويه والتطاول والتلفيق والاختلاقات بحق الرئيس المختطف محمد مرسي’. ويتابع ابوزيد حديثه عن السيسي: ‘لم يكتب برنامجا انتخابيا، ولم ينشره كما هو العرف والعادة، وإنما لفَّقه من برامج أخرى، كما ظهر في كلامه، وقد أثبت د. أيمن نور هذا التلفيق!’. ويصر الكاتب على ان ‘السيسي كان متسامحا مع إسرائيل هو والكومبارس، ويحترم العهود التي تخصها، وبالأخص ‘كامب ديفيد’، وأبدى استعداده لزيارة إسرائيل بشرط أنها تؤمن بالسلام وتعطي للفلسطينيين أي شيء! ورأى حماس حركة إرهابية وخطرا على مصر، ويجب التفريق بينها وبين القضية الفلسطينية … لكنه كان ‘أسدا هصورا’ على قطر وتركيا، باعتبارهما عدوتين لمصر!’. ويهاجم الكاتب المشير لأنه أكد ان ‘كل الإسلاميين نعم كل الإسلاميين لا يصلحون للحكم، وطريقتهم في التفكير خاطئة..’. ثم يقول: ‘كان بإمكان الإخوان أن يكونوا جالسين مكاني الآن لو وافقوا على خارطة الطريق وشاركوا في العملية السياسية!’.

الشاطر ضحية أم جلاد؟

ونتحول لمزيد من المعارك الصحافية وهذه المرة من جريدة ‘المصري اليوم’ ضد القيادي الاخواني المحبوس خيرت الشاطر وابنته ويشنها حمدي رزق: ‘السيسي كان قد روى في حوار مع المذيعين لميس الحديدي وابراهيم عيسى، أن الشاطر اجتمع به قبل 30 يونيو/حزيران، وظل لمدة 45 دقيقة يهدده بانه ‘سيأتى بمقاتلين من سوريا ومن أفغانستان وليبيا وكل الدنيا.. يقاتلونكم’ ورد المشير: ‘اللي هيرفع السلاح في وجه الجيش هشيله من على وش الأرض’. وطالبت ابنته عائشة بإعطاء والدها حق الرد على الهواء مباشرة في أول جلسة تالية لمحاكمته، نافية مزاعم السيسي. جنت على أبيها عائشة (بنت الشاطر)، ما صرح به السيسي لا يتطلب ردا من الشاطر على الهواء مباشرة، بل يتوجب محاكمة الشاطر على الهواء مباشرة، ما صرح به المشير ليس محله الفضائيات المختارة، محله المختار مكتب النائب العام.. قيادي إخواني في موقع خطير (نائب المرشد)، يهدد قائد الجيش الوطني بمرتزقة مأجورين من سوريا وأفغانستان وليبيا.. يقاتلونكم، يقاتلون الجيش المصري، أليست هذه خيانة عظمى؟!’.

متدين وغيور على بلده ويحب الفقراء

وتستمر جولتنا مع عشاق السيسي والمنشدين في رحابه ومع فاروق جويدة في ‘الاهرام’ الذي يقول: ‘كان من الواضح في حديث السيسي انه رجل متدين بفهمه الصحيح للإسلام وليس بفهم الآخرين الذين اساءوا للإسلام، وان الحاكم حين يكون مسؤولا عن شعب فإن في هذا الشعب نوعيات من البشر تختلف في السلوك والأديان والثوابت، وانه مسؤول عن الجميع.. وكان واضحا انه يحتكم دائما لمبادئ الأخلاق في آرائه واحكامه وسلوكياته وكل ما يريده من الآخرين ان يدركوا ان البعد الأخلاقي يمثل ضرورة في حياة البشر حكاما ومحكومين.. وحين تحدث عن محاولات الاغتيال والخوف من المؤامرات، كان قدريا في رده ان إرادة الله تسبق كل شيء وان حياة الإنسان في يد خالقه.. ان الخوف من الله هو التدين الصحيح المتسامح.. والأخلاق مقياس السلوك الإنساني في دنيا البشر.. والوطن هو الحلم والغاية.. ثلاثية اخلاقية تعكس فكر ورؤى إنسان مصري بسيط نشأ في اعرق واقدم احياء القاهرة، وهي الجمالية حيث توحدت الأديان في المعبد والمسجد والكنيسة.. وتجسدت الأخلاق في سلوكيات الإنسان المصري البسيط.. وكانت مصر الوطن والحلم والقضية. لا شك ان هذه الثلاثية الذكية التي دار حولها حديث المشير السيسي وجدت صدى عند المواطن المصري البسيط العادي.. ان السيسى الرجل الذي اطاح بحكم الإخوان امام إرادة شعبية جارفة، انسان متدين يخاف الله ويعمل له الف حساب، وهو انسان مسلم شديد الاعتزاز بدينه.. هذه الصورة تعني الكثير امام فئات كثيرة من المصريين، خاصة اننا امام جماعات دينية احتكرت الحديث باسم الدين وجعلت نفسها موطنا للإيمان الحقيقي وصورت للناس ان من خرج عليها كافر وعدو لدينه’.

الخاسر في الانتخابات سينجو من كارثة

والى وجهة نظر مغايرة من ذلك الصراع المحموم على المقعد الرئاسي يعبر عنها احمد عبد التواب في جريدة ‘التحرير’: ‘سوف ينجو الخاسر في هذه الانتخابات الرئاسية من محنة رئاسة مصر في مرحلة شديدة الصعوبة، ربما تكون الأكثر تعقيداً في العصر الحديث، تراكمت فيها المشاكل فوق بعضها بعضا، وبات من العسير أن يحدث توافق عام على ترتيب أولوياتها، وأصبح من اللازم قبل البدء في الأخذ بالحلول العملية، وبالتوازي مع عمليات الانطلاق، أن تجري معالجة الأجواء العامة المحيطة التي تخنق قوة الدفع، بعد أن استشرى تكالبُ طبقات وفئات الشعب المختلفة، واشتعل سعار المكسب السريع، كل يسعى لتحقيق أكبر منفعة بالشدّ إلى ناحيته وبالدفع ناحية الآخرين، ونفد صبر الجميع، وتبددت طاقةُ تحَمُّلِ المخالِف في الرأي والمتعارِض في المصلحة، وتراجعت إلى حد مخيف الرغبة في العمل المنتج، وتأججت كراهية الفقراء لسفه الأغنياء، وتوارت الخشية من القانون، وتفاقمت الأنانية حتى بات الحزينُ يفرض حزنَه والسعيدُ سعادتَه على الآخرين، وتدهور الذوق العام بعد طول جوار مع القمامة، وعمّت البلادة بسبب استمرار التعرض للضجيج والضوضاء، واستسهل الكثيرون أن يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج وبالمزيد من المطالِب حتى مما يعرفون استحالة تحققه، وعرف الناس الطريق إلى الميادين، وأصبحوا على يقين من خبرتهم القريبة أن أقصى ما عليهم هو أن يصمدوا لأيام معدودة حتى تتهاوى قلاع السلطة!.. ليس أمام الرئيس القادم إلا أن يصوّب خطأ اختيار مبارك، بأن يلتزم بالسعي لإرضاء الشعب، ثم عليه أن يتوقع أن تجيء المعارَضة له من الخارج، في وقت ليس من السهل التنبؤ بما ستكون عليه طبيعتها ومداها!’.

إزالة الاشتباك بين ثورتي
يناير ويونيو لا مفر منه

المتابع للحالة الراهنة التي تمر بها البلاد يرى محاولات مريبة يسعى لها البعض من اجل التكتيك في انتماء ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو لبعضهما، وهو ما يحذر منه محمد بركات في جريدة ‘الاخبار’: ‘هناك ضرورة ملحة للنظر والتدقيق في واقع الحال القائم على الساحة السياسية، في محاولة لازمة لقراءة موضوعية فاحصة لكل جوانب المشهد، وما يجري فيه من تفاعلات، وما يشير اليه من دلائل وفي هذه الاطلالة الواجبة او اللازمة، يلفت النظر بالتأكيد ذلك اللغط المثار حاليا من جانب البعض، حول خلافات قائمة وتناقضات متصورة ومشتعلة، بين ثورتي الخامس والعشرين من يناير 2011 ، والثلاثين من يونيو 2013 ، وما يصاحب ذلك اللغط من ضجة عالية يحاولون الترويج لها بالحاح مثير للانتباه ومثير ايضا للريبة في النوايا والاهداف’. وما يستوجب الاهتمام في هذا اللغط وتلك التناقضات على حد رأي بركات هو ‘ما اصبح واضحا بصورة مؤكدة من وجود رغبة مريبة واصرار مشبوه لدى هؤلاء، على العزف بصورة دائمة ومتكررة على ان هناك خلافا وتناقضا بل وصراعا بين الثورتين، وأن لكل منهما مؤيدا ومناصرا مختلفا… وهذا طرح خطير يستوجب الحذر والحيطة، والخطير في ذلك، انه يشير بوضوح الى محاولة مشبوهة من البعض، لعملية فصل تعسفية بين الثورتين والترويج لادعاء بوجود خلاف وتناقض، بل وصراع بينهما، في حين ان الحقيقة المؤكدة تقول ان ذلك افتئات على الواقع، وان الثلاثين من يونيو هي امتداد للخامس والعشرين من يناير، وانها كانت ثورة التصحيح اللازمة والضرورية. ان الاخطر في هذه الادعاءات المغلوطة، انها تأتي في وقت نحتاج فيه جميعا للاصطفاف والوقوف معا على قلب رجل واحد للوفاء بالاستحقاق الرئاسي’.

انقطاع الكهرباء يزيد
من جرائم القتل والسرقة

ونبقى مع الجمهورية وكاتب حزين هو عاصم البسيوني بسبب انقطاع الكهرباء: ‘في الوقت الذي نحن فيه على أعتاب فصل الصيف المعروف عنه شدة الحرارة. نفاجأ بتصريحات محبطة جاءت على لسان المسؤولين بالكهرباء، بأن ساعات انقطاع التيار ستمتد إلى حوالي ست ساعات في اليوم. مما يعني أننا مقبلون على صيف سيشوي الوجوه. ويجعل الإنسان يكره نفسه. أكثر مما يكرهها منذ عامين بعد الانقطاع الذي كان على استحياء وعلى فترات، بسبب ادعاء أن تهريب السولار وتصدير الغاز لإسرائيل والأردن ولإسبانيا بتراب الفلوس. وكانت وقتها تخرج تصريحات تطمينية بأن الأزمة ستراوح مكانها وفي طريقها إلى الزوال. ولكن اتضح أن المسؤولين في واد ونحن في واد آخر، وبدلاً من التفكير في إيجاد حلول جذرية لهذه المشــــكلة التي باتت تــــؤرق بالنا جميعاً، وتعود علينا بالخسارة حيث يتسبب الانقطاع المفاجئ وبدون إخطار مسبق كما تفعل هيئة المياه، في احتراق مواتير الثلاجات والتلفزيونات والأجهزة الكهربائية في المنازل، فما بال المصانع والمحلات التي هي أكثر تضرراً لأن الانقطاع يطــــال لقمــــة العيش.
ولا أدري ما الذي يفكر فيه المسؤولون حيال تلك الأزمة المعضلة؟ وكيفية الخروج منها؟ خاصة نحن في القرن الـ21، الذي يفترض فيه تنوع مصادر الطاقة، سواء من المياه أو الرياح أو الشمس وغيرها. والأهم منها وهو المعمول به حالياً في أغلب دول العالم وهو الطاقة النووية التي نزحف نحوها كالسلحفاة، فرغم أن المحطة الواحدة تولد عشرات أضعاف المحطات التقليدية إلا أننا مازلنا نفكر ونفكر وسنـــظل إلى أن نموت ليس من ضربات الشمس وشدة الحرارة وإنما غيظاً وكمداً، بل أعتقد أنهم يريدون أن نصل إلى حد قتل بعضنا بعضا، لأن الجــــو الحار يتسبب في ضيق التنفس وانفلات الأعصاب فنتقاتل لأتفه الأســـباب، لذا الجريمة تزداد في أشهر الصيف’.

تجاهل الصحف عيد صاحبة الجلالة

ولا يمكن بأي حال ان نغض الطرف عما كتبه نقيب الصحافيين السابق ممدوح الولي في جريدة ‘الشعب’ بشأن تجاهل الصحف الاحتفاء بعيد صاحبة الجلالة:’حتى الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لم يحظ سوى باهتمام صحيفة ‘الأهرام’ التي خصصت صفحة كاملة للحدث الدولي، وتضمنت التغطية صورا لثمانية من الصحافيين الذين قتلوا في مناطق بؤر الصراع، فى سوريا والعراق وباكستان والشيشان والصومال، أما الصحافيون الأحد عشر الذين قتلوا بعد الانقلاب العسكري في مصر، فلم يرد ذكر واحد منهم، ولا حتى تامر عبد الرؤف الصحافي في ‘الأهرام’ نفسها.. وتحت عنوان دماء صحافية تروى أشجار الحرية، ذكرت الصحيفة الوقورة أن قائمة الدول الأكثر سجنا واعتقالات للصحافيين عام 2013 هي: الصين واريتريا وتركيا وايران وسوريا – ورغم أنه لم يتم التحقيق في من قتلوا من الصحافيين المصريين بداية من أحمد محمود في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، مروا بأحمد عاصم في أحداث نادي الحرس الجمهوري، وغيرهم ممن قتلوا خلال تغطية الأحداث في فض رابعة وأحداث السادس من اكتوبر، وحتى ميادة أشرف في أحداث المطرية، فإن صحيفة ‘الأهرام’ وتحت عنوان ‘قتل بلا عقاب’، سلطت الأضواء على البلدان التي يقتل فيها الصحافيون بينما يظل القتلة طلقاء بلا محاكمة، لتضم القائمة حسب الصحيفة: العراق والصومال والفلبين وسيريلانكا وسوريا وأفغانستان والمكسيك وكولومبيا وباكستان وروسيا والبرازيل ونيجيريا والهند! ورغم اعتقال نحو عشرين صحافيا في الوقت الحالي وحبس الصحافية سماح ابراهيم ستة أشهر وغرامة 50 ألف جنيه ، وإحالة عدد من صحافيي الجزيرة لمحكمة الجنايات، فلم يرد ذكر أي منهم’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الشربينى الاقصرى:

    الارهاب الحقيقى…للشربينى الاقصرى.
    بم تسمى الدولة أو الشعب أو الحكومةأو القادة
    الذين ارتكبوا هذه المذابح ضد سكان الوطن الاصليين .
    مع العلم بأن هؤلاء السفاحين
    جاءواالى هذا الوطن غزاة ومحتلين؟
    1-مذبحة دير ياسين فى ابريل عام 1948م.
    2-مذبحة قبية فى اكتوبرعام 1952م
    3-مذبحة كفر قاسم فى اكتوبر عام 1956م.
    4-مذبحة صبرا وشاتيلا فى سبتمبر 1982م.
    5-مذبحة المسجد الاقصى فى اكتوبر 1990م.
    6-مذبحة الحرم الابراهيمى فى فيراير1994/.
    7-ـ تتخلل تلك المذابح الكبيرة مذابح أخرى مثل مبذحة بلد الشيخ عام 1947م ومذبحة الهجوم على قرية سعسع في الخليل 1948م وتدمير قرية “أبو كبير” 1948م ومذبحة” أبو شوشة ” 1948م ومذبحة اللد 1948م ومذحة قلقيلية 1953م ومذبحة خان يونس 1956م ومجزرة السموع 1966م ومجزرة عيون قارة 1989م.
    إن الإرهاب ولد من أولاد بنى اسرائيل وهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار وأن بقية شعوب الأرض عبيد لهم لذلك يحق لهم أن يفعلوا بهم ما يشاءون كيف لا وهم يخططون وغيرهم في سبات عميق، كيف لا وهم يملكون المال ويعرفون كيف يستخدمونه ويستثمرونه وغيرهم يبعثره، كيل لا وهم يملكون الإعلام ويوجهونه وغيرهم لا يجيد استخدامه، كيف لا وهم يسبقون الأحداث ويصنعونها وغيرهم يلهث وراءها ويروي تفاصليها نقلاً عنهم، كيف لا وهم يقتلون القتيل ويمشون في جنازته وغيرهم لا يجيد إلا البكاء والنواح والشجب والاستنكار. وبعد فإن جميع القرائن تشير إلى أنهم من قام بأحداث 11سبتمبر الماضي والتي أنجزوا خلالها أكبر هجوم إرهابي ضد من احتضنهم وآواهم وقدمهم على غيرهم، إن جميع جرائم اليهود يتم التعتيم عليها وعلى تفاصيلها ثم تتبع بأحداث أخرى تغطي عليها وفي الغالب هم يستخدمون غيرهم للقيام بما يريدون إما مباشرة أو عن طريق تسهيل الأمر على من له خصومة ضد من يريدون الإيقاع به كما أنهم يعدون الرأي العام للحدث قبل وقوعه بفترة زمنية طويلة تجعل التهمة تركب وتلصق بكل سهولة عند وقوعها لذلك فإن هناك مجموعة من الأسئلة تتعلق بأحداث الهجوم الإرهابي الشنيع ضد الولايات المتحدة الأمريكية والذي استنكره المسلمون والعرب جملة وتفصيلا من تلك الأسئلة:

    1ـ أين جثث الضحايا التي قدر عددها بما يربو على ستة آلاف من القتلى في برجي مركز التجارة العالمي؟

    2ـ أين الصناديق السوداء التي تعود للطائرات المستخدمة في الهجوم؟

    3ـ أين أسماء الركاب الذين على متن الطائرات وأين أهاليهم وردود فعلهم؟

    4ـ كيف تم تحديد جنسيات الخاطفين منذ اللحظات الأولى للأحداث مع أنه يوجد في الطائرة ركاب أخرون؟

    5ـ كيف وكيف وكيب…؟

    وبعد فإن إسرائىل واليهود في أمريكا عالة على الشعب الأمريكي يمتصون دمه ويكذبون عليه ويعزلونه .
    الشربينى الاقصرى

إشترك في قائمتنا البريدية