برلين: بعد إخلاء مخيم احتجاج مؤيد لفلسطين في مدينة دورتموند الألمانية بسبب زيارة مزمعة ستقوم بها غريتا تونبرغ لهذا الاعتصام، وجهت ناشطة المناخ السويدية اتهامات للسلطات الألمانية.
وفي رسالة فيديو نشرت على منصة “إكس”، قالت تونبرغ إن “ألمانيا تهدد وتسكت النشطاء الذين يعبرون عن موقفهم ضد الإبادة والاحتلال في فلسطين”، وذلك بعد أن قامت الشرطة بفض مخيم احتجاجي تابع لمبادرة طلابية في دورتموند. وذكرت تونبرغ أن الشرطة أبلغت الطلاب بأنها ستعتقل الناشطة السويدية إذا حضرت إلى الموقع.
وطالبت تونبرغ بدعم الحركة الطلابية في دورتموند وفي كل مكان “يواجه فيه الناس القمع”. وقالت: “لن يتم إسكاتنا”.
After almost 4 months of encampment, the student Palestine encampment in Dortmund were forced by German police to take down the camp and leave, and police said they would arrest me if I went there. All this just because the students had invited me to speak at their event and I… pic.twitter.com/TA3KXbcT7F
— Greta Thunberg (@GretaThunberg) October 9, 2024
وكانت شرطة دورتموند أنهت أمس الثلاثاء المخيم الاحتجاجي المؤيد لفلسطين بعد الإعلان عن زيارة الناشطة البيئية تونبرغ لهذا المخيم. وبررت الشرطة ذلك في البداية بقولها مساء أمس: “الأحداث الأخيرة المرتبطة بشخص تونبرغ أدت إلى تقييمها على أنها من المشاركين الذين لديهم استعداد لممارسة العنف”.
ولاحقا، سحبت الشرطة هذا التصريح وأوضحت أنه كان به “خطأ داخلي”. وقالت متحدثة باسم الشرطة اليوم إنه يجري إعداد بيان توضيحي حول المسألة. كما بررت الشرطة حظر المخيم بأمور من بينها أن ظهور تونبرغ قد يجذب أعدادا أكبر من الأشخاص مقارنة بما كان مسموحا به في الأصل.
يذكر أنه منذ هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وما أعقبها من عدوان إسرائيلي على القطاع الفلسطيني، أعربت تونبرغ مرارا عن تضامنها مع الفلسطينيين واتهمت قوات الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية.
وفي المقابل، قال مفوض الحكومة الألمانية لشؤون معاداة السامية، فليكس كلاين، إن تصريحات تونبرغ عن الصراع في الشرق الأوسط “معادية لإسرائيل وكذلك معادية للسامية بسبب ما تخفيه من إنكار لحق إسرائيل في الوجود”.
الجالية الفلسطينية توضح للقدس العربي التفاصيل
في تعليقه على هذا التطور، صرح البرلماني سابق عن حزب الخضر ورئيس الجالية الفلسطينية في دورتموند،البروفيسور هشام حماد، لـ”القدس العربي” بأن ما حدث هو عقاب ضد الأصوات الفلسطينية والعربية التي تتضامن مع القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن هذا النوع من القمع يعكس الموقف المتشدد الذي تتبناه السلطات الألمانية تجاه أي دعم للفلسطينيين، لا سيما في ظل النزاع الحالي في غزة.
وقال حماد بأن الشرطة توجهوا للناشطين الفلسطينيين والعرب والألمان الذين تجمعوا في المخيم الاحتجاجي من أجل لقاء الناشطة السويدية وطلبوا من المتواجدين أن ينفضوا وغلا استخدموا القوة. كما أنهم طلبوا من الطلبة المحتجين تفكيك المخيم الاحتجاجي. وعندما طالبهم حماد بابراز حكم محكمة أو أي أمر أمر مكتوب حول هذا الامر قالت الشرطة أنها لا تحمل حاليا أيأمر مكتوب وستزود الجالية بها لاحقا.
وقال حماد للقدس العربي: قلت لرئيس المجموعة الأمنية الذي كان متواجدا أن هذا الأمر غير قانوني، وأن الفلسطينيين باتوا يشعرون بأنهم في دولة بوليسية وتطبق عليهم قوانين صارمة تمنعهم من التعبير عن رأيهم. وهو حق يكفله الدستور” كما قال. من ناحيته أكدت الشرطة لحماد وجود أوامر من أجل تنفيذ هذا الأمر بيد أنه لا يحمل أية أوامر مكتوبة حاليا.
وفي تصريح لصحيفة تسايت الألمانية وقال متحدث باسم الشرطة إن تفكيك المخيم الذي أقيم منذ أشهر تم دون مقاومة. وأن تونبرغلم تحضر في نهاية المطاف إلى المخيم.
وقالت الشرطة: “بعد دراسة مكثفة في سياق تقييم المخاطر، أمرت قيادة شرطة دورتموند بحظر التجمع وتفكيك المخيم المرتبط به”. وجاء هذا القرار غداة الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وهو يوم شهد العديد من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والإسرائيليين في مختلف أنحاء ألمانيا.