تونس- “القدس العربي”: بعد مهاجمته حركة النهضة وحديثه عن “انتهاء صلاحية” الدستور الحالي، عبّر الرئيس التونسي قيس سعيّد عن تمنياته بشفاء المتضررين من حريق اندلع في مقر الحركة، معتبرا أن تونس تتسع للجميع، في خطابين متناقضين كليا يفصل بينهما بضع ساعات فقط، دفعا المراقبين للحديث عن محاولة الرئيس استعادة حلفاء سابقين انضموا لصفوف المعارضة عقب إعلانه عن تدابيره الاستثنائية.
وخلال استقباله، مساء الخميس، عددا من خبراء الدستور، قال سعيد إن الدستور الحالي لم يعد صالحا، مشيرا إلى أنه السبب في الوضع الذي تعيشه البلاد. وقال إنه لا بد من استبداله بعد العودة إلى الشعب التونسي، كما هاجم حركة النهضة (دون أن يسمّها) التي اتهمها، مع بعض الأطراف، بـ”تزوير الانتخابات بعد تزوير العقول (عقول الناخبين)”.
وبعد ساعات، أشرف الرئيس سعيد على اجتماع لمجلس الأمن القومي ضم قادة الجيش والأمن، عبّر فيه عن تمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين في الحريق الذي شبّ في مقر حركة النهضة، مشيرا إلى أن “التحقيقات العدلية ستأخذ مجراها الطبيعيّ (…) والمهمّ أن تونس اليوم يجب أن تكون آمنة والدولة قوية في ظل القانون والعدالة”.
كما دعا إلى الوحدة بين التونسيين، وقال إن تونس “لن تتقدم إلا في ظل قبول الآخر والتنافس النزيه”، مشيرا إلى أن “الاختلاف في التصورات والآراء لا يعني انعدام التعايش، فالدولة تتسع للجميع والقانون فوق الجميع”.
الخطابان المتناقضان للرئيس سعيد أثارا جدلا سياسيا كبيرا في تونس، حيث كتب عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري، “بفاصل ساعات قليلة، تغيرت مفردات خطاب رئيس الجمهورية من الاتهام والوعيد وتقسيم التونسيين عند اجتماعه بخبراء القانون الدستوري الى التأكيد على قواسم العيش المشترك ووحدة التونسيين ودولتهم رغم الاختلاف والتنوع، عند إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي”.
وتساءل بقوله “ما الذي حدث في الأثناء؟”، مضيفا “لا يهم كثيرا بقدر ما يهمنا تحويل الخطاب الجديد الى واقع بوضع حد لحالة الاستثناء والعودة الى المسار الدستوري وفتح قنوات الحوار والتواصل مع الشركاء في الوطن للبحث عن حلول لأزمة طالت أكثر من اللزوم وباتت تهدد اقتصادنا بالانهيار ومؤسسات الدولة بالتفكك”.
وكتب النائب السابق الصحبي بن فرج “ساعات قليلة تفصل فيديو التخلي عن الدستور، عن فيديو مجلس الامن. ولكن، تحول بـ180 درجة في لهجة قيس سعيد!”.
وأضاف في تدوينة لاحقة “ثمة امور لا نعلمها وقعت بين الخطابين (…) في رأيي الخاص، تغيير اللهجة إما مناورة لتنويم الخصم وإما تراجع بعد ورود معطيات معينة”.
فيما عبر النائب ماهر مذيوب مساعد رئيس البرلمان عن “ارتياحه” لتبدل خطاب سعيد، حيث كتب في رسالة موجهة للرئيس سعيد “نسجل بارتياح النبرة الجديدة التي ميزت خطابكم في الاجتماع الاخير لمجلس الأمن القومي لما فيه خير البلاد والعباد. يبدو ان الكاتبة العامة لمجلس الأمن القومي قد سهت على دعوة رئيس مجلس نواب الشعب الأستاذ راشد الغنوشي والعضو بالصفة، ان شاء الله المانع خير ونرجو ان لا يتكرر هذا الأمر مجددا”.
ودعا سعيد إلى “اطلاق سراح جميع مساجين الرأي النيابي وجميع المدونيين وغلق هذه الملفات الكريهة التي لا تليق بشخصكم الكريم ولا بتونس الجديدة وإسقاط كل القضايا الجارية المتعلقة بالعمل السياسي والنيابي والمدني. وعودة العمل بدستور البلاد 2014 كاملا ورفع التجميد عن اعمال مجلس نواب الشعب والغاء المراسيم 117 سيئة الذكر. والإعلان عن بدء الحوار الوطني تحت اشراف السيد رئيس الجمهورية يجمع كل الفرقاء السياسيين والأطياف الفكرية والمنظمات الاجتماعية والبدء بتطبيق مخرجاته بدءا من اول سنة 2022. وتأكد انه ليس لكم ولا لتونس إلا هذا الطريق أو الفوضى”.
فيما ندّدت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بـ”اعتماد الرئيس سعيد سياسة المكيالين في التعاطي مع الأحداث، حيث عقد مجلسا للامن القومي ليتمنى الشفاء لمصابي الحريق بمقر حركة النهضة، بعد ان كان قد عمد الى المساواة بين الضحية والجلاد اثناء احداث العنف التي استهدفت نواب الحزب الدستوري الحر تحت قبة البرلمان”.
وبينما اعتبر نشطاء أن تبدل خطاب سعيد هو محاولة لاستعادة حلفاء انضموا لصفوف المعارضة بعد الإعلان التدابير الاستثنائية، شبه أحدهم خطاب سعيد “تونس تتسع للجميع” بخطاب بن علي الأخير “أنا فهمتكم”، مشيرا إلى أن تبدل لهجة سعيد في الخطابين الأخيرين تتشابه كثيرا مع ما فعله بن علي بين خطابه الأول والأخير خلال الثورة التونسية.
هكذا هي مايسمى(الدول العربية من المحيط الى الخليج)…دولة الأشخاص..وليس دولة المؤسسات والقانون الذي يعلى ولا يعلى عليه…..الرئيس الامريكي المحترم والشعب الامريكي المحترم…..بمجرد اعلان البيت الأبيض عن عرض رئيسها للفحص والعلاج الذي قد يستغرق أيام…أمصى قرار التفويض لنائبتـــه.خلفا لللرئيس..انها الدولة ومؤسساتها التي تبقى بقاء الدولة الامريكية ولو كان رئيسها زنجي أو من العرب المرحلين….دولة القانون لاتقوم الا عند الآدميين
عندما يصاب الإنسان بجنون العظمة من الطبيعي أن يتخبط في تصرفاته…عدم التميز بين الصواب والخطأ وبين الحق والباطل ونسيان الماضي الشخصي بسيئاته وحسناته كل ذلك يصبح سيد الموقف دون المبالاة بما يترتب على ذلك من نتائج كارثية على الشخص نفسه وعلى من حوله!. قيس سعيد نسي نفسه ونسي من ساعده إلى الوصول إلى سدة الحكم.
يبدو أنه يتحدث دون أن يدرك ماذا يقول! وبهذا صلاحيته كرئيس يبدو أنها أصبحت ضعيفة.
اولا مرة اسمع فيها تزوير العقول
يا سيد السعيد قل لنا بصريح العبارة ان معسكر الثورة المضاضة و الغرب قالوا لك ان لا تشرك الاسلاميين في الحكم و الا فالاختناق الاقتصادي
اما الحديث عن الدستور و الرجوع الى الشعب فمجرد كلام ما دمنا نخيطه على مقاسنا لذى فهو سيعاد خياطته بعدك و الاسباب لا تنقصنا فكما اتهمتم النهضة بجميع الموبقات فسياتي من يفعل ذلك بك
عموما نتمى للشعب التونسي ان يخرج من هذه الازمة لانه من يدفع الثمن اولا و اخيرا