تونس- قالت مصادر إعلامية تونسية إن مديرة الديوان الرئاسي السابقة، نادية عكاشة، قررت مقاضاة جهة (لم تحددها) قالت إنها مسؤولة عن التسريبات الصوتية التي أثارت جدلا واسعا في تونس، في وقت تحدث فيه نائب عن حركة النهضة عن وجود “غرف مظلمة” في قصر قرطاج، مدللا على معلومات كشفتها تسريبات عكاشة.
وقالت إذاعة “موزاييك” المحلية إن علمت موزاييك عكاشة تقدمت، الجمعة، عبر محاميها الأسعد العثماني، بشكوى قضائية للمحكمة الابتدائية في العاصمة “ضد ع.ح (مجهول المقرّ في تونس) حسب نص الشكاية وكل من سيكشف عنه وذلك بخصوص ما نسب إليها من تسجيلات صوتية”.
وطالبت عكاشة النيابة العمومية في المحكمة بـ”فتح تحقيق حول التسجيلات الصوتية المنسوبة إليها والأذن بإجراء الاختبارات الفنية اللازمة على تلك التسجيلات والاستعانة بالقدرات العلمية والفنية للكليات التي يدخل في اختصاصها مجال فيزياء الذبذبات والتحليل الرياضي لمنحنيات الذبذبات الصوتية والخبرة في البرامج المعلوماتية المستعملة في مجال تركيب الأصوات والصور واستعمالها في مجال الخدع السينمائية للوقوف على نسبة الشرائط الصوتية المستعملة الى صاحبها الحقيقي واحالة المشتكى به وكل من عسى أن يكشف عنه البحث على الهيئة القضائية المختصة”.
وكان النيابة العامة في المحكمة أكدت قبل أيام فتح تحقيق في التسجيلات المنسوبة لعكاشة والتي أثارت جدلا سياسيا كبيرا في تونس.
وكشفت تسريبات عكاشة الجوانب المخفية من شخصية الرئيس قيس سعيد، وتحكّم عائلته، وخاصة شقيقة زوجته بالدولة، وهو ما أعاد الجدل حول حكم العائلة الذي كان سائدا في تونس.
وتحدث النائب السابق عن حركة النهضة، محمد القوماني عن وجود “غرف مظلمة في قصر قرطاج”، معتبرا أنّ “التسريبات الصوتية المنسوبة لنادية عكاشة مديرة الديوان الرئاسي السابقة أضاءت الفوضى داخل القصر”.
وأكد القوماني أن الرئيس قيس سعيّد لم تحصل على تفويض أو تكليف من أي طرف لتأسيس جمهورية جديدة، مضيفا “الجمهورية الجديدة التي يتحدث عنها قيس سعيد هي جمهورية الغموض والفوضى وتبين الى حد الان أنّ هذا الشخص لا يُشارك أحد معه، وهو يعتقد أن التاريخ ينطلق منه فقط ويريد تغيير تاريخ تونس وتاريخ العالم بأوهام الأفكار العظيمة والانفجار الثوري”.
من جانب آخر، أعلنت حركة النهضة أنها تقدمت بشكاوى قضائية المسؤولية عن صفحة اجتماعية “تحرض على استعمال السلاح و القتل والعنف والحرق ضد الحزب وقيادييه وأنصاره ومقراته”، مطالبة السلطات التونسية بـ”تحمل مسؤولياتها لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة لاسيما وانه قد سبق وتم استعمال نفس هذه الوسائل الإجرامية في مناسبات سابقة ومنها 25 جويلية (تموز) 2021”.
https://www.facebook.com/Nahda.Tunisia/posts/5510248145665933
وكانت الحركة نفت أي علاقة لها بحوادث الحرق التي تشهدها مناطق عدة في البلاد، كما نفت علاقتها بحملة إلكترونية ضد الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، تتهمه بالحصول على “شيك” (تبيّن أنه مزيف) من الإمارات.
كأن الحكم المطلق غريزة قاهرة تستيقظ فجأة في رؤوس الحكام العرب. فهم حالما بلغوا عتبة السلطة، اعتدلوا في جلستهم على عروشهم وانتابتهم مشاعر الخلود. فتسقط من أفكارهم احتمالات الرحيل ذات يوم… حتى أن الموت يبدو لهم مجرّد خيال عابر، عاجز عن زعزعة خلودهم الوثير. فلايستعجلون في إصلاح البلاد وحل أزمة البطالة ولمّ أكوام القمامة المكدسة في شوارعهم. ليس لأنهم متقاعسون. معاذ الله ! بل لأن الزمن في جيوبهم. إنهم على يقين بالبقاء فوق عروشهم إلى الأبد… وعلى صدور الشعب جاثمون، إلى الأبد. الويل لمن يشك في خلودهم المزعوم وفي حسن نواياهم في الإصلاح والصلاح. .