لندن – “القدس العربي”:
لم يعد “تيلغرام” تطبيقا عاديا. هو اليوم من أكثر التطبيقات استخداما من قبل الناشطين لتوثيق الانتهاكات وإرسال مواد إلى الصحافة، إضافة إلى تمكن “مجموعات” إرهابية على رأسها تنظيم الدولة الإسلامية من توظيف حساباته خدمة لمخططاته، لا سيما هجمات باريس المؤلمة.
واليوم يزداد الحديث في العالم العربي عن التطبيق الذي يوفر منصة “آمنة” لا يمكن الكشف عن مستخدميها. حيث يروج هذا التطبيق بين الناشطين السياسيين والحقوقيين وطبعا المراسلين الصحافيين الذين وجدوا فيه حلا للمراسلة المباشرة مع قنواتهم.
وينتشر هذا التطبيق اليوم، بوفرة بين الناشطين السعوديين على خلفية حملة الاعتقالات الجارية في المملكة، ومخاوفهم من السجن والاضطهاد والاعتقال التعسفي. حيث يلجأ هؤلاء إلى التطبيق للتعبير عن آرائهم وللتواصل مع الصحافة العالمية. ولا تزال هذه المنصة ملجأ الكثيرين في الإمارات ومصر، في وقت تزداد فيه التضييقات ويتعرض فيه المدونون على مواقع التواصل الاجتماعي للسجن، بعد الكشف عن عدم وجود “خصوصية” آمنة فيها مثل “تويتر” و”فيس بوك” و”انستغرام”.
فما هو هذا التطبيق الذي شغل أوساط السياسة، ولا يزال مثار جدل في العالم العربي والخليج تحديدا؟
التطبيق يقدم المزيد من الخصوصية عن طريق الدردشات السرية الموجودة ضمنه وهي ذاتية التدمير، بما فيها من محادثات وصور وفيديو، ولا يمكن لأي أحد قراءة هذه الرسائل سوى المستخدم والمستقبل فقط، ولا يمكن لأحد فك تشفيرها بما في ذلك شركة تيليغرام نفسها.
وعندما يتم إنشاء محادثة سرية يتم تبادل مفاتيح التشفير بين الأجهزة المشاركة، بعد إنشاء المحادثة السرية يقوم التطبيق بإنشاء صورة تبين مفتاح التشفير، يمكن استخدام هذه الصورة ومطابقتها مع الجهاز الآخر، إذا تطابقت الصورتان يمكن التأكد أن المحادثة سرية وآمنة ولا يمكن تدخل أي أحد فيها.
وعندما يقوم المستخدم بحذف الرسائل لديه يقوم التطبيق بحذفها أيضا لدى المستقبل، ويمكن تحديد مدة زمينة لتدمير الرسائل المرسلة والصور والفيديو بعد قراءتها من قبل المستلم أو بعد فتحها لتختفي بعدها الرسائل من كلا الجهازين لدى المستخدم والمستقبل.
كما يقوم التطبيق بتنبيه المستخدم في حال قام المستقبل بأخذ صورة للشاشة، ولا يمكن إعادة تحويل الرسائل السرية لشخص ثالث، ولا يتم حفظها على الخوادم الخاصة بالشركة، ولا يمكن الدخول عليها إلا من الجهاز الأصلي الذي بدأت منه المحادثة.
ويقدم التطبيق إمكانات أمان إضافية للأشخاص عن طريق وضع كلمة مرور للتطبيق بحيث يزيد من خصوصيته وسريته، حيث يمكن قفل التطبيق عن طريق رمز pin مكون من أربع أرقام أو كلمة مرور أطول، ويمكن استخدام كلمات السر لتشفير قاعدة البيانات المحلية في حال سرق الهاتف.
ولا يمكن الوصول إلى داخل التطبيق من دون إدخال رمز المرور، وفي حال تم قفل التطبيق فإن إشعارات التطبيق لن تظهر محتوى الرسائل الجديدة الواردة أو اسم المرسل بشكل يبقي المعلومات مخفية عن أعين المتطفلين، ويمكن قفل التطبيق يدويا عن طريق شاشة المحادثات أو القيام بتفعيل القفل التلقائي بحيث يتم قفل التطبيق بعد فترة محددة من الخمول.
والتطبيق هو عبارة عن تطبيق للتراسل الفوري، حر ومجانيّ ومفتوح المصدر جزئيًا ومتعدد المنصات ويركز على الناحية الأمنية. تأسس في سنة 2013 من قِبل الأخوين نيكولاي، وبافل دروف مؤسس موقع فكونتاكتي (أكبر شبكة اجتماعية روسية)، تيليغرام هي منظمة مستقلة ويقع مقرها في برلين. صمّم نيكولاي بروتوكولا خاصا للتطبيق يدعى MTProt في حين قدّم بافل دروف الدعم المالي والهيكلة الأساسية للمشروع، ويقوم تيليغرام بالوظائف نفسها التي تقوم بها برامج التراسل الأخرى كـ: واتس آب، لاين، فايبر، تانغو.
يتوفر تيليغرام رسميا على أندرويد وiOS وويندوز فون بما في ذلك الهواتف والأجهزة اللوحية، ويتوفر أيضا على أنظمة التشغيل الأخرى مثل ويندوز وماكنتوش ولينكس، كما يعمل على نسخة الويب عن طريق المتصفحات، ما يسمح للمستخدم باستخدامه على مختلف الأجهزة والمنصات في الوقت عينه، ويقوم التطبيق بمزامنة الرسائل بسلاسة بين أي جهاز وآخر من أجهزة المستخدم.