الجزائر ـ “القدس العربي”:
ينتظر أن يؤدي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليمين الدستورية يوم غد الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر، بقصر الأمم في العاصمة الجزائرية. ويباشر الرئيس، بعد هذا الإجراء الدستوري، رسميا ولايته الثانية التي تمتد لـ 5 سنوات على رأس البلاد، محملا بالكثير من الوعود التي تنتظر التجسيد.
ستبدأ مراسيم أداء اليمين الدستورية، يوم الثلاثاء على الساعة الثامنة صباحا، بأكبر قصر مؤتمرات في الجزائر بالضاحية الغربية للعاصمة، بحضور الهيئات العليا في البلاد وشخصيات سياسية ووطنية وممثلي دول أجنبية مثلما جرت العادة. وغالبا ما يتبع مثل الإجراء بكلمة للرئيس، يتحدث فيها عن الوضع العام في البلاد وما ينوي تجسيده خلال العهدة.
وينص دستور سنة 2020 في الجزائر وبعض القوانين الأخرى الفرعية على شكل وكيفية أداء اليمين الدستورية. ويكون أداء اليمين عبر تلقينها للرئيس من قبل رئيس المحكمة العليا في مراسم تنقل على الهواء مباشرة. ويعتمد في الجزائر هذا النص في أداء اليمين الدستورية: “بسم الله الرحمن الرحيم وفاء للتضحيات الكبرى. ولأرواح شهدائنا الأبرار، وقيم ثورة نوفمبر الخالدة، أقسم بالله العلي العظيم أن أحترم الدين الإسلامي وأمجده وأدافع عن الدستور، وأسهر على استمرارية الدولة وأعمل على توفير الشروط اللازمة للسير العادي للمؤسسات والنظام الدستوري، وأسعى من أجل تدعيم المسار الديمقراطي، واحترم حرية اختيار الشعب ومؤسسات الجمهورية وقوانينها وأحافظ على الممتلكات والمال العام، وأحافظ على سلامة ووحدة التراب الوطني، ووحدة الشعب والآمنة، وأحمي الحريات والحقوق الأساسية للإنسان والمواطن، وأعمل بدون هوادة من أجل تطور الشعب وازدهاره وأسعى بكل قواي في سبيل تحقيق المثل العليا للعدالة والحرية والسلم في العالم. والله على ما أقول شهيد”.
وتمثل هذه اللحظة بداية انطلاق العهدة الرئاسية الثانية لعبد المجيد تبون الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بمواصلة العمل على تعزيز مكاسب الدولة الاجتماعية في الجزائر وتطوير الاقتصاد. ومن أبرز وعوده، “إنجاز مليوني سكن وخلق 450 ألف وظيفة ورفع الناتج المحلي الخام إلى 400 مليار دولار ودعم وصول الشباب إلى مركز قيادية في الدولة والمجتمع، ومواصلة دعم القضايا التحررية في العالم، أبرزها القضية الفلسطينية والصحراوية”.
كان الرئيس تبون قد انتخب بأغلبية عريضة، وفق النتائج التي أعلنتها المحكمة الدستورية، حيث حصل على نحو 8 ملايين من الأصوات، على عكس النتائج الأولية التي قدمتها السلطة المستقلة للانتخابات والتي أعطته فقط 5.3 مليون صوت
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد انتخب بأغلبية عريضة، وفق النتائج التي أعلنتها المحكمة الدستورية، حيث حصل على نحو 8 ملايين من الأصوات، على عكس النتائج الأولية التي قدمتها السلطة المستقلة للانتخابات والتي أعطته فقط 5.3 مليون صوت. ووفق النتائج النهائية، تحصل المترشح الحر، عبد المجيد تبون، على 7 ملايين و976 وصوت بنسبة 84 بالمائة، فيما تحصل المرشح عن حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني الشريف، على 904 الاف صوت بنسبة 9.56، في حين حاز المرشح عن جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، على 580 الف صوت بنسبة 6.14 بالمائة.
ويستقبل منذ أسبوع الرئيس الجزائري التهاني من قادة العالم بمناسبة إعادة انتخابه. وفي السياق قالت رئيسة مجلس وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، في رسالة تهنئتها لتبون إنها تتطلع إلى مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين روما والجزائر. وأكدت ميلوني على عمق التعاون الثنائي، مشيرة إلى أهمية دور الجزائر في مجلس الأمن الأممي. كما أعربت عن سعادتها بالتقدم في مخطط ماتيي الإفريقي، متمنية أن يسهم “مشروع ديزارتيك الزراعي في تحقيق أهداف الأمن الغذائي للجزائر، وأن يصبح نموذجًا يُحتذى به في المنطقة”. وبالشراكة تقيم إيطاليا مشروعا زراعيا بالصحراء الجزائرية موجه لإنتاج الحبوب.
من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة رئاسية ثانية، إنه يتمنى له النجاح والتوفيق في مهامه الجديدة. أكد سانشيز الذي كانت العلاقات مع بلاده قد شهدت شبه قطيعة منذ سنتين، أن الجزائر ستظل تجد في إسبانيا شريكًا وصديقًا موثوقًا، معتمدًا على روابط الصداقة وحسن الجوار بين البلدين، وذلك من أجل تعزيز الاستقرار والسلام في منطقة المتوسط.
وعلى المستوى العربي، ظهر على هامش إعادة انتخاب الرئيس تبون دفء في العلاقات بين الجزائر والإمارات بعد توتر شديد. وذكر بيان صادر عن قصر المرادية، في هذا الشأن، أن “الرئيس عبد المجيد تبون، استقبل اليوم مكالمة هاتفية من سمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تقدم له بالتهاني باسمه وباسم الشعب الإماراتي على فوزه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، متمنيا له التوفيق والسداد”. وأضاف البيان: “بدوره شكر رئيس الجمهورية، رئيس دولة الإمارات ومن خلاله كل العائلة الكريمة الحاكمة وحكام الإمارات، متمنيا له وللشعب الإماراتي مزيدا من الرقيّ، كما اتفق القائدان على لقاء قريب يجمعهما”.
وكان أول كسر للجليد بين الرجلين، على هامش قمة مجموعة السبع العالمية في روما في حزيران/يونيو الماضي، حيث ظهر الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والإماراتي محمد بن زايد في حديث جانبي أثار اهتماما واسعا بالنظر لما سبقه من توتر.وعلى مدار السنة الماضية، أبدت الجزائر قلقا كبيرا من الدور الإماراتي في المنطقة وقيادتها لمشروع التطبيع الذي تعتبره البلاد تهديدا مباشرا لها، وهو ما انعكس في حملات سياسية وإعلامية مركزة تحذر من الخطر الإماراتي.