ثقوبٌ

إلى سعد محمد رحيم… صديق لم أعرفه

يدهُ المرتعشهْ
تكتبُ كلمهْ
للصّديقِ القريبِ
لامرأةٍ غريبةٍ
لبائعِ الكتبِ الميّتِ
لي
في سجني البعيدِ.
كَكُلّ الشعراءِ
كان يشدُّ رأسَه بين يديهِ
كالبحرِ
لا يفيض إلا منْ أَلمٍ
وكانَ الموتُ قابعاً على كتفيهِ
من أسبوعٍ يسألُ نفسَهُ
ألا يَعْلَمْ؟
ويسألُهُ:
هلْ تزيّنْتَ؟
هلْ تعطّرتَ؟
هل ملأتَ جيوبَك بالذّهب والفضّة؟
فيردُّ:
أبداً.. أبداً
لم أحمِلْ سوى كتبي
وبعضَ الحروفِ من عراقٍ قديمٍ
فيضحكُ الموتُ مرّةً أخرى ويُتمْتِمُ:
موتُ فقيرٍ جديد
ويأخذه إلى جنّة الكلماتِ
هنالك
ينظرُ المبدعون إلينا
من ثقوب صغيرةٍ
لكيْ نَذْكُرَهمْ
ثقوبٍ صغيرةٍ جدّا.. جدّا
حتّى أنّنا غالباً ما ننساهُمْ.
هنالكَ
سيخلُدُ
سعدُ محمّد رحيمْ.

شاعر تونسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عربي من المالديف:

    لا أعرف حضرتك ولا اعرف المرحوم سعد محمد رحيم الروائي العراقي.لكن اهداءك قصيدتك له وأنت لا تعرفه يدل على أنك إنسان متمييز ورائع وصاحب وفاء صادق للكلمة.طاب نهارك.

إشترك في قائمتنا البريدية