القاهرة ‘القدس العربي’ احتوت الصحف الصادرة امس الاثنين 23 كانون الاول/ديسمبر على الكثير من الأخبار والموضوعات، كان أبرزها قرار الرئيس عدلي منصور بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق عن الأحداث التي شهدتها البلاد منذ ثورة الثلاثين من يونيو الماضي، أو أحداث الثالث من يوليو، التي أطاحت بحكم الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي. وإصدار محكمة جنح قسم عابدين بالقاهرة حكماً بالسجن ثلاث سنوات وغرامة خمسين ألف جنيه على كل من أحمد ماهر الرئيس السابق لحركة السادس من ابريل ومحمد عادل الرئيس الحالي لها، والناشط أحمد دومة لاتهامهم بالتعدي على رجال الشرطة وموظفين عموميين والتظاهر بدون إذن، وأعلنت هيئة الدفع عنهم انها سوف تستأنف الحكم، امام جنح مستأنف. وأعلن الجيش الثاني عن قتل أربعة تكفيريين في شمال سيناء وتدمير عشرات العشش والسيارات والدراجات البخارية المملوكة لهم، وكان الجيش قد فقد منذ ثلاثة أيام جنديين ومواطنا وإصابة ضابط اثناء هجوم على بعض الاماكن التي يوجد فيها الإرهابيون الذين نصبوا كميناً للقوات، التي تراجعت مسافات، وقام الإرهابيون بسحل جثة جندي في الشوارع، في محاولة لتوجيه إهانة للجيش. واعتقد انها لن تمر بسهولة وسيكون الرد عليهم بالغ العنف ومروعا، وأعلن الإخوان وحلفاؤهم مقاطعتهم للاستفتاء على الدستور.
وإلى قليل من كثير لدينا:
حاجز الخوف من السلاح الأمريكي
انكسر في رابعة والنهضة ورمسيس
ونبدأ مع القاضي عماد أبو هاشم الذي حذر أوباما من بعض مستشاريه، وبأنهم يضللونه فقال بالنص يوم الثلاثاء الماضي في ‘الحرية والعدالة’:
‘كيف يثق أوباما بخبراء قد بلغوا من العمر مبلغاً كبيراً وانفصلوا عن الواقع المصري منذ زمن بعيد، يتعاملون معه كما يتعاملون مع غيره كإسرائيل وإيران وباقي أصحاب المصالح في المنطقة؟ هل خدعوه أم هو من خدع نفسه وأقحمها في ما يفوق قدرات بلاده؟ هل انقلبت اللعبة الى خطب جلل خرج عن سيطرته حين أصبح الحل الوحيد هو أن تعود الشرعية، ويقدم قادة الانقلاب رقابهم إلى حبل المشنقة وهو ما يرفضونه طبعاً؟ هل أخبر أوباما مستشاريه الذين اصبحوا يتفاخرون علناً أنهم يتحكمون في القرار الأمريكي فيما يتعلق بالشأن المصري وكأنهم شركاء في حكمها، والزج بمسيحيي مصر إلى نزاع طائفي مما يعد عنصرية دينية موجهة للإسلام قد تقابل بعنصرية مضادة تجاه المسيحية ربما تعجز أنظمة الحكم التي ستأتي في ما بعد أن تنزع فتيلها لترسخها في ضمير ووجدان الشعب كرد فعل للعنصرية الصليبية الأمريكية أم أن أوباما رتب في حساباته أن بمقدوره تحريك ترسانته العسكرية إلى مصر في حملة صليبية جديدة كما فعلت أمريكا في العراق تذرعاً بحماية الأقليات المسيحية؟ متى يعرف أوباما أن حاجز الخوف من السلاح الأمريكي الذي تستخدمه أجهزة القمع الانقلابية قد انكسر في رابعة والنهضة ورمسيس.
هل يدرك أوباما أن من مصلحة المسيحيين في مصر عدم المساس بالثوابت المتأصلة للدين الإسلامي؟ يمدون يد العدوان على مقدسات الإسلام ويقتلون المسلمين استقواء بنظام غير شرعي يعجز عن حماية وجوده ويثبت كل يوم فشله وغباءه، ومآله إلى زوال آجلاً أم عاجلاً..’.
ضعف فرص السيسي
في الترشح للرئاسة
اما زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدته ‘الشعب’ فيقول يوم الجمعة عن الضربة القاتلة التي وجهت للجيش: ‘أصابت حملة الشعب الورقية والالكترونية سلطات الانقلاب بالرعب الإعلامي، فوقع الإعلام الورقي الرسمي أول أمس الأربعاء، في تخبطات عديدة في عرض حضور السيسي مناورة نصر عشرة’.
كان هذا في الصفحة الأولى، وأما في الخامسة فقال مجدي: ‘والقدر المتيقن منه ان السيسي تعرض لإصابة أخرجته من الخدمة لمدة شهرين، وكل المؤشرات تقول ان فرص ترشحه تضعف، بدليل حالة الشجاعة التي أصابت حمدين وعمرو موسى وسامي عنان الذين بدأوا يعلنون عن ترشحهم’.
ما البدعة في تظاهر
بناتنا الجامعيات اليوم؟
اما زميلتنا الجميلة في ‘المصريون’ صفاء البيلي فكان لها رأي في يوم الاثنين قبل الماضي جاء فيه:
‘أتذكر في أوائل التسعينيات حين كانت طالبات جامعة المنصورة يسرن بجانب زملائهن يهتفن من أجل تحرير العراق وفلسطين، من أجل استعادة الحرية وإعادة الحق لأصحابه، وكان الأمن يطلق علينا أيضاً قنابله المسيلة للدموع التي كانت تخنق البعض منا ويفقد البعض الآخر وعيه، لكننا أبداً لم نكن نتراجع ولا نستسلم! فما الغريب إذن، وما البدعة حين تتظاهر بناتنا الجامعيات اليوم؟ أليس من حقهن التعبير عن مشاعرهن تجاه هذا الوطن؟
أليس من حقهن أن يتظاهرن من أجل إعادة كرامة وطنهن المسلوب أمام أعينهن حتى لو انتزعت عيونهن ولطمهن عساكر الأمن فوق الخدود، فليت الذين يمعنون في تشويه صورة مصر بتشويه صورة بناتها أن يعرفن أن البنات المصريات رجال بأخلاقهن ولا يخشى عليهن فالذكورة شيء، والرجولة شيء آخر، ولا نامت أعين الجبناء ممن يحاولون كسر إرادة مصر’.
‘رفقا بالقوارير’
هذا الكلام لم يعجب صديقنا الداعية وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم الذي نشرت له الجريدة في نفس العدد، حديثاً أجرته معه الجميلة رويدا خالد طالب فيه بعدم نزول السيدات والفتيات للمظاهرات، بقوله:
‘أناشد الحركة الإسلامية ألا تتوسع في استخدام النساء في الصراع السياسي فقد لاحظ الجميع أن هناك حالة من الإفراط في استخدام النساء في السياسة وبشكل يضر بمهمتها الرئيسية كأم وزوجة وابنة صالحة، وقد ندمت السيدة عائشة على خروجها في موقعة ‘الجمل’ في الصراع السياسي ضد سيدنا علي وأذكر الجميع ‘رفقاً بالقوارير’ فإن لم ترفق الحكومة ببناتنا فلنترفق نحن بهن وإذا لم ترحمهن الحكومة فلنرحمهن نحن’.
فتوى بمقاطعة
الدجالين والمشعوذين
وإلى الفتاوى من ‘اللواء الإسلامي’ وأشرف عليها زميلنا عبدالعزيز عبدالحليم، فقد أرسل عادل علام رضوان مستشار قانوني بالجيزة يسأل:
إمام يكتب أحجبة فيها المحبة وسيطرة الزوجة على الزوج، والتفريق بينهما، فهل هذا هو السحر، أفيدونا مشكورين؟
ورد على سؤاله الشيخ علي عبدالعال الطهطاوي المدير العام لجمعيات أهل القرآن والسنة قائلا:
‘ليعلم الجميع بمن فيهم هذا الإمام ان الذي يكتب هذا النوع من الكتابة ليحبب بها الزوجين بعضهما ببعض أو يفرق بين الزوجين المتحابين هذا سحر، وليعلم هذا الإمام ان السحر كفر بالله تعالى والساحر كافر لأن الله تعالى ذكر في كتابه أن السحر كفر، في قوله تعالى: ‘وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق’، ‘البقرة: 102′ وبناء على ما تقدم فلا يجوز لأهل هذه القرية ترك هذا الرجل المجرم الساحر، فإذا كان لديكم بينة وأدلة على ما يفعله فارفعوا أمره الى الشرطة والنيابة والمحكمة حتى تتم محاكمته وإراحة الناس من شروره، وأكرر إن الصلاة خلفه باطلة ونقول ذلك ولا نخاف من بطشه وفجوره وقلة أدبه، ووصيتي لأهالي هذه القرية والقرى المجاورة قاطعوا هذا الرجل وأمثاله من جميع النواحي مقاطعة تامة لا تصلوا خلفه ولا تكلموه ولا تجلسوا معه ولا تلقوا عليه السلام ولا تبيعوا ولا تشتروا منه. وهذا الكلام موجه حتى لأولاده وعشيرته وعائلته لأنكم أنتم الذين تشجعونه على هذه الأفعال الإجرامية كيف لأن بعضكم يذهب إليه ليكتب له حجاباً لمواشيه وأولاده أو زراعته، فأين الطبيب البيطري ليعالج هذه البهائم وأين الطب البشري ليعالج أولادك؟’.
معاول الهدم
لا تصلح كقوة بناء
وفي جريدة ‘المصريون’ يتساءل الكاتب محمود سلطان عن مصير الرئيس المصري عدلي منصور في مقالة عنونها بـ’هل سيلحق عدلي منصور بمبارك ومرسي؟’ يقول فيها:’من بين المشاكل التي لم يلتفت إليها أحد، أن القوى السياسية التي شاركت في ‘هدم’ نظام مبارك.. ظلت حاضرة وممسكة بناصية العقل المصري، في مرحلة ‘البناء’.. وهو التناقض الذي هز عرش المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد مبارك.. وفكك بسرعة مذهلة عرش مرسي خلال عام واحد من توليه الحكم. القاعدة السياسية المستقرة تقول إن معاول الهدم لا تصلح كقوة بناء.. وأن لكل مرحلة أدواتها التي تختلف عن تلك التي سبقتها، غير أن هذه القاعدة لم تجد لها صدى في مرحلة ما بعد مبارك.. حتى اللحظة الراهنة.
ولكي نكون أكثر تحديدا، فإن أدوات هدم نظام مبارك.. هي ذاتها التي هدمت نظام المشير طنطاوي ‘العسكري’، ومرسي المدني ‘المنتخب’ من بعده. والذي تغفل عنه عيون الطبقة الحاكمة الآن، أن ذات الأدوات التي هدمت عروش من قبلها، تعمل بلا كلل في هدم النظام الذي أرساه الفريق السيسي بعد عزل مرسي يوم 3 يوليو 2013.
الفارق يختصر في أن معاول الهدم في عصر مبارك والمشير ومرسي، كانت تعمل بدون رضاهم وحشدت الدنيا كلها ضدهم، وتبوأت منزلة المعارضة لهم جمعا.. أما الآن فهي تفكك في نظام عدلي منصور، وتسوقه نحو نهاية أسوأ من نهاية من سبقوه..’ برضاه وبالتحالف معه ومع أدواته من الأجهزة الصلبة والجهاز البيروقراطي للدولة. الإعلام ‘الفلولي’ الحالي، هو الذي شارك في إهانة المؤسسة العسكرية في المرحلة التي تلت مباشرة تنحي مبارك.. وألحقت بالجيش المصري أول هزيمة سياسية في تاريخه، حين حشدت الشارع ضد ما عرف بـ’حكم العسكر’ ودافع عن سلسلة الإهانات التي وجهت للجيش في فترة حكم المشير طنطاوي، واعتبر سباب المؤسسة العسكرية، ‘ثورة’ ضد دولة العسكر، وانتهى المشهد بخروج ‘مهين’ للجنرالات الأقوياء من المعادلة السياسية على يد الرئيس المخلوع محمد مرسي.
ذات الإعلام الفلولي.. شارك بقوة في تفكيك منظومة الحكم الإخواني، ولوعيه بضعف قدرته وحده، على الإطاحة برئيس ‘منتخب’ ويستند إلى ظهير جماهيري منظم وقوي ‘الإخوان’.. فلجأ إلى تحريض الجيش، لمواجهة الجماعة.. غير أن المؤسسة العسكرية ـ في بداية الأمر ـ رفضت القبول بخوض معارك المعارضة بالوكالة، خاصة تلك المعارضة التي ‘أهانت’ الجيش في فترة حكم المجلس العسكري، وهيأت الأجواء أمام الرئيس المعزول للإطاحة بالجنرالات الذين ساعدوه على تولي الحكم.
بيد أن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الإخوان ربما حملت الجيش على التخلي عن حظره والاستجابة للضغط الإعلامي العاتي والذي صنع رأيا عاما ينتظر ـ بل وطالب فعلا ـ بعودة الجيش إلى الحكم مجددا ‘كراهية’ في الجماعة…’.
‘رأيي صواب يحتمل الخطأ
ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب’
ويستمر التساؤل في ‘المصريون’ وهذه المرة من الكاتب د. سعيد اسماعيل علي الذي يقول ‘لماذا العسكر؟’: ‘مما تردد وشاع على ألسن كثيرين، وخاصة في الفترة الحالية، توجيه سهام نقد حادة الى هؤلاء الذين يربطون بين الدين والسياسة، وفقا لمقولة كبير منهم بأن الدين شأن ‘مقدس’، والسياسة شأن ‘مدنس’، وبالتالي فلا ينبغي أن يختلط المقدس بالمدنس، حتى لا يصيبه رذاذه. ويكرر هؤلاء أيضا أن الدين يقوم على اليقين بينما السياسة تقوم على الاحتمال، فضلا عن أن المخالف يمكن أن يوصف بالكفر والإيمان لا لشيء إلا لاختلاف الرأي. ويكرر هؤلاء ويشددون على أنهم لا يقصدون النيل من الدين وإنما من توظيفه في السياسة، وكذلك لا يقصدون تجريح المتدينين، وإنما هؤلاء الذين يخلطون بين الدين والسياسة.
ولست هنا معنيا بمناقشة هذه المقولة، ومدى صحتها أو العكس، لكنني أستند إليها، ما دامت هي أحد مرتكزات الوضع القائم، وذلك للاستناد إلى المنطق الذي تقوم عليه العلاقة بين العسكر والسياسة، ومن ثم فلنا أن نؤكد بداية أننا لا نقصد أبدا، وبأي حال من الأحوال المساس بالمؤسسة العسكرية، لأنها ملك لكل المصريين، هي في قلوبهم وفي عقولهم، وأفرادها يحملون أرواحهم على أكفهم إذا لزم الأمر للتضحية في سبيل الوطن…
وإذا كان من بديهيات السياسة ألا أحد يملك الحقيقة المطلقة، وبالتالي فلا أحد معصوم من الخطأ، وأن من حقي كمواطن أن أعترض على تصرف هذا المشتغل بالسياسة أو ذاك، فمن المنطقي أن يمتد هذا الحق بالضرورة إلى العسكر المشتغلين بالسياسة. وكما يقولون ان الذي يعارض حامل لواء الدعوة الدينية، لا ينبغي أن يُطعن بالكفر إذا خالف السلطة المتماهية مع هذه الفئة، فالمنطق نفسه يسري على العسكر المشتغل بالسياسة إذا عارضه أحد، لا ينبغي أن يسارع البعض باتهامه بالخيانة وتجريده من الوطنية، وتلويث سمعته وتلبيسه ما لا يخطر على باله من اتهامات وجرائم!
إننا في عالم السياسة ‘نتواجه’- كما هو المفروض بالكلمة والفكرة والرأي، شعارنا هو تلك المقولة الشهيرة :’رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرى خطأ يحتمل الصواب’، وهو المنطق الذي يصعب تبنيه بالنسبة للعسكر إزاء الطرف المعادي أو المقابل، حيث يكون النهج: إما أن أقضي عليه، أو يقضي هو عليّ!!
ويثور’تساؤل مشروع: كيف لي أن أتحاور مع طرف يمسك بزمام دبابة ومصفحة ومجنزرات، ويملك طائرات وغواصات وقنابل بكل أنواعها وبمختلف قوتها وشدتها؟….’فلم أعرف في أي زمان، ولا أي مكان، قاعدة تجعل من وزير الدفاع أقوى من رئيس وزرائه، بل ومن رئيس الجمهورية وأن كلا منهما لا يستطيع أن يعينه أو يعزله! كذلك أمر محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، الذي يكون مفهوما في بعض الأمور، ولا يكون مفهوما تعميمه، بدرجة أنني لو تشاجرت مع عامل في محطة بنزين تابعة للقوات المسلحة، أخضع لمحاكمة عسكرية؟
إن كل فئات الوطن لا تتصف بالمصرية الحقيقية إلا بتفانيها في خدمة الوطن، دون احتكار للوطنية وخدمة الوطن’….
”’
ألم أقل لكم ان في مصر
أخبارا جميلة ومفرحة
ومن التساؤل الذي طغى على كتاب ‘المصريون’ الى التفاؤل بخبر مفرح بين الكم الهائل من الاخبار المحزنة والكاتب محمد علي خير ومقاله في جريدة ‘الشروق’ ‘في مصر خبر مفرح’:
‘ليس كل ما تنتجه مصر من أخبار هو بالضرورة سيئ، لكن لعن الله الهوى السياسي والإعلامي، الذي يفسد كثيرا فرحتنا، خذ عندك ما ذكرته صحف الخميس عن بدء تنفيذ مشروع الربط المائي بين نهري الكونغو والنيل الأبيض بجنوب السودان، مما سيؤدي الى حل أزمة المياه في مصر، ولا تنس هنا قضية سد النهضة الإثيوبي. لم أجد اهتماما سياسيا واعلاميا بمشروع ربط نهر الكونغو، كأنه خبر عادي يحدث كل يوم عندنا، أو ربما جرى الظن أنه خبر يتعلق بدولة الكونغو، السبب هو الانغماس المذهل، وإلهاء الغالبية في معارك الدجل السياسي ومرتزقة السياسة، نرجو التذكرة هنا بأن أزمة سد النهضة الإثيوبي لاتزال قائمة وزاد من تعقيدها إعلان الرئيس السوداني عمر البشير تأييد بنائه.
دعك قليلا مما سبق، وتعال الى التفاصيل المفرحة، عندما جرى الاعلان منذ أيام عن دعم ورعاية وتنفيذ المؤسسة العسكرية لتنفيذ مشروع نهر الكونغو (ثاني أطول أنهار أفريقيا بعد نهر النيل) بعد تأزم قضية سد النهضة، بمشاركة وزارة الري وجامعة القاهرة وأحد البنوك المصرية وعدد من علماء مصر…
ويمكن ايجاز الفوائد الضخمة للمشروع فيما يلي:
1- توليد طاقة كهربية هائلة تقدر بحوالى 300 تريليون وات ساعة، مما يغطي احتياجات ثلث القارة الأفريقية.
2- توفير 120 مليار متر مكعب من المياه العذبه، وتصل حصة مصر منها الى حوالى 95 مليار متر مكعب، مما سيتيح لمصر زراعة 80 مليون فدان خلال عشر سنوات، ويقدر خبراء بامكانية زراعة نصف مساحة الصحراء الغربية.
3- توفير الكهرباء لمصر بما يعادل عشرة أضعاف الطاقة التي يولدها السد العالي، وبالتالي حل أزمة المياه والطاقة لمصر نهائيا.
4- استخدام المشروع كورقة ضغط بيد المفاوض المصري أمام نظيره الإثيوبي.
ألم أقل لكم إن في مصر أخبارا جميلة ومفرحة.. وأن تحت أيدينا مشروعا حقيقيا، تتجه خطواته نحو التنفيذ’.
استاد الإسكندرية
مدرجاته آيلة للسقوط!
ولنأخذ استراحة مؤقتة من السياسة وهمومها وننتقل الى الشأن الرياضي والزميل حسن مستكاوي ومفاجآت الدوري يقول: ‘هذا الارتباك بشأن مسابقة الدوري التي تقرر انطلاقها هذا الأسبوع، يؤكد أننا لا ندرس أي شيء، ونقرر ثم نفكر وندرس بعد اتخاذ القرار، فمن المقرر أن يبدأ الدوري غدا، لكنها بداية غير مؤكدة. ومن أسوأ ما في موضوع الدوري أن يعتذر أمن السويس عن عدم استضافة مباراة المصري والزمالك قبل ساعات من موعدها. وأسوأ من هذا وهذا أن تشع فجأة في رأس أحدهم، فكرة اعتذار المصري عن الاشتراك في البطولة هذا الموسم، ويتم تسريب ذلك ونفيه في الحال، وأن يحدث ذلك بعد ثلاث سنوات من التثاؤب، واللامبالاة، وعدم القدرة على الحل واتخاذ القرار. ثم اتخاذ قرار والتفكير في الحل؟
يشهد علينا ما نكتبه وما نقوله. ومنذ ثلاث سنوات ونحن نطالب اتحاد الكرة بأشخاصه الموجودين داخله (المسألة لا تفرق كثيرا، فأحمد زي الحاج أحمد)، باستغلال توقف النشاط لحل المشاكل المعلقة، وقد كان منها أزمة الاحتقان والثأر والنار بين جماهير الألتراس، وجمهور الأهلي والمصري.. ولم تحل الأزمة، ولم تحل أي أزمة، لا البث الفضائي، ولا توزيع نسب البث، ولا البيع المنفرد (على الرغم من عرض التلفزيون) ولا المؤتمرات الصحافية، ولا هيكلة الاتحاد، ولا الملاعب التي ستقام عليها المسابقات.. وإنما مضى اتحاد الكرة في مشروع الدوري، من دون أن يدرك كل أعضاء المجلس بحسهم السياسي هل هو ممكن؟ ومن دون أن يدري كل أعضاء المجلس هل هو وارد؟ ومن دون أن يدرك كل أعضاء المجلس بحسهم الأمني هو سهل؟!
وإليكم مثال صارخ، فقد وافق الأمن على استضافة مباريات الدوري باستاد الإسكندرية، لكني قرأت في الزميلة الجمهورية تقريرا يؤكد أن الاستاد لا يصلح لسوء حالة مرافقه وملعبه ومضماره وأن هناك مدرجات آيلة للسقوط.. ماذا أقول.. وماذا تقولون أنتم؟
أتمنى أن يبدأ الدوري، وأن يعود نشاط كرة القدم، وتعود الحياة الطبيعية لشعب يمشي على أطراف أصابعه في الشارع، تخيم على وجوهه علامات الاكتئاب بعدما كانت الابتسامة سلاحه في مواجهة متاعبه.. لكن هذا الارتباك بشأن المسابقة عيب، وهذا السلق للقرارات عيب، وغياب الرؤية الصحيحة للواقع عيب.. وكنت أفهم أنه مع إقرار حضراتكم بانطلاق المسابقة، أنكم تفاهمتم مع الأمن حول كيفية تأمين المباريات وأنكم راجعتم الملاعب التي تفضلتم بتحديدها؟ ثم إن الدوري بدون جمهور فإلى أي مدى يمكن مواجهة احتمالات عنف، وهل سيكون سيف القانون جامدا في مواجهة كل خروج على القانون أم سيكون مترددا بضغوط النفاق السياسي والنفاق الإعلامي لظواهر أفسدت الرياضة المصرية والواقع المصري؟!
سؤال طويل. لكنكم لم تفكروا في إجابته.. وإذا كنتم فكرتم فلماذا وقعت على رؤوسكم مفاجأة رفض الأمن تأمين مباراة الزمالك والمصري في السويس.. بغض النظر عن موافقة الأمن على استاد الإسكندرية ومفاجأة أنه لا يصلح؟
هرمنا من وضع العربة قبل الحصان، ومن اتخاذ قرارات ثم دراستها بعد اتخاذها.. بجد هرمنا’.
نصيحة للسيسي إذا لم تكن
مبدعا فارحل بشعبيتك
والى جريدة المصري اليوم ونصيحة الكاتب رامي جلال عامر للسيسي ألا يشرب من هذا الدواء:’ أشهر قليلة سيترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية، وسيفوز بنسبة تزيد على 80’، وسيُمضى في الرئاسة فترتين، يغادر بعدهما كرسيه، رافضاً تعديل الدستور ليبقى لمدد أخرى، واضعاً البلاد على أول طريقها الجديد.. ما سبق هو تقديري لما سيحدث.. من الواضح أن غالبية المصريين يريدون السيسي رئيساً. وكون الرجل مناسباً للمنصب فهذا واضح أيضاً. ولكن يا عزيزي السيسي، أنصحك ألا تشرب هذا الدواء، الدواء فيه سُمٌّ قاتل؛ فالطبيعي أنك لن تُرضي الناس جميعاً، لكن إن لم تأت بجديد ستتآكل شعبيتك سريعاً، فإذا لم يكن عندك ما يفاجئنا فالزم مكانك، لأن شعبيتك ستتآكل سريعاً، وستخسر كل شيء.
بداية، كل من يتربصون بك وبنا سيزعمون أنك أخرجت عشرات الملايين من المصريين إلى الشوارع، ووضعت خارطة مستقبل، وحاربت إرهاب جماعة متطرفة، وعدَّلت الدستور من أجل الوصول لكرسي الرئاسة، وهؤلاء مجانين لا يتفهمون أن ‘سوبرمان’ الذي يستطيع فعل كل هذا يستحق عن جدارة حكم أي بلد في العالم لأنه ببساطة إنسان عبقري وخارق للعادة! أما أحباؤك فبعضهم سينساق وراء الدعاية السوداء، فـ’الزن على الأذن أمرّ من السحر’، والبعض الآخر سيشعر بنجاحك بقدر ما يدخل جيبه من نقود، وهؤلاء- بحكم الظرف- لن يرضوا عنك أبداً قبل خمس سنوات على الأقل.
إذا لم تكن مبدعاً فارحل بشعبيتك بدلاً من الرحيل بدونها، ولا تحاول دخول التاريخ مرتين، لأنك لا تضمن في المرة الثانية من أي باب ستدخل. أنت وأنا وأي شخص نعلم أن الشعب لم يحب جمال عبدالناصر فقط لأنه خلصهم من نظام فاسد، ولكنهم أحبوه لأنه بعد شهور من الثورة أعاد للفلاح وضعه، وبعد سنوات منها أمَّم قناة السويس ومضت الحياة، ورغم ذلك كله حين أعطى السادات إشارة البدء قام الكورس بعزف ‘لحن الجفا’ ضد ناصر وأبوناصر وكل ما يتعلق بناصر، ولذلك نشأ مواليد الستينيات (ممن يتصدرون الشاشات الآن) على حملة عنيفة ضد ناصر وتاريخه، جعلت بعضهم حتى الآن يتعامل مع الستين عاماً الأخيرة كأنها وحدة واحدة لها نفس اللون والطعم والرائحة.. أحتفظ عندى بقصاصتين قديمتين لمقالين لأحد أهم وأكبر الكتاب في تاريخ الصحافة المصرية، متعه الله بالصحة والعافية، الأولى في حياة ناصر، وكيف أنه أعظم من يمشي على الأرض، والثانية بعد وفاة ناصر، وكيف أنه شخص عادي فلا تنبهروا به!
الفريق أول عبدالفتاح السيسي.. إذا لم يكن عندك جديد، وإذا لم تكن مبدعاً، فأرجوك لا تشرب هذا الدواء!’.
كتاب ‘طريقي’ للجنزوري
قدم الحقيقة بدون رتوش
وفي جريدة ‘الاسبوع’ الالكترونية تتحدث الكاتبة سناء السعيد عن كتاب الجنزوري في مقال عنونته بـ’طريق الجنزوري الملغم بالدسائس’:’أخيرا خرج الدكتور الجنزوري عن الصمت الذي التحف به على مدى سنوات. خرج ليتحدث بشفافية عن حقائق دبجها في كتابه الجديد الذي صدر مؤخرا عن دار الشروق ‘طريقي’ خرج الجنزوري ليدلي بشهادة تطهيرية موثقة كشف فيها الكثير مما كان يدور في الدولة من خلال مشواره الطويل في العمل والكفاح، بدءا بالعمل محافظًا ثم وزيرًا للتخطيط وانتهاء بوصوله إلى رئاسة الوزراء 96 ـ 99 شهادته تسلط الضوء عليه كإنسان مسكون دوما بدقة المراقبة والمتابعة، حريص على كرامته وعلى الاضطلاع بمسؤولياته بحرفية الخبير الذي يعمل بجرأة ولا يتردد ولا يهاب المواقف.
أداء الجنزوري خير شاهد على كفاءته ولهذا نال شعبية واسعة وظفر بحب الكثيرين، فهو الذي حمل مشعل المسؤولية وانبرى في ثقة وإخلاص يخدم مصر الوطن، فلم يبخل عليها بشيء. إنه الجنزوري الذي عمل من أجل المصلحة العليا للوطن وبات الشخصية التي يعرف قدرها كل مصري وطني حر من خلال أدائه المبهر، سواء عندما كان محافظا أو وزيرا للتخطيط أو رئيسا للوزراء.
الكتاب غني بمادته يلقي الضوء على التحديات والصعوبات التي جابهته لا سيما في مواجهته لمراكز القوى في مختلف مؤسسات الدولة، خاصة مؤسسة الرئاسة وتعامله مع الرئيس مبارك. وفي الكتاب يكشف الدكتور الجنزوري النقاب عما كان يجري من جانب حاشية القصر من دسائس قادها بحرفية زكريا عزمي الذي كان مبارك يستمع له ويأخذ بنصائحه ويثق فيه حتى الثمالة. أكثر من موقف ساقه الدكتور الجنزوري لعب فيه زكريا عزمي دور من يحيك الدسائس والمكائد ضده، فبث الوقيعة كان هو رياضته المفضلة لكي تظل له الهيمنة علي الجميع. وتستدعي لي شهادة الجنزوري المشهد الذي عايشته عندما كنت مراسلة لـ’بي. بي. سي’ في رئاسة الجمهورية. رأيت وقتئذ كيف تدار الأمور من قبل زكريا عزمي وصفوت الشريف، فكلاهما احتكرا الموقع وسيطرا على المواقف وأدارا دفة الأمور في الرئاسة. ساعدهما على ذلك الحظوة التي نالاها من سوزان هانم حرم الرئيس مبارك. وهذا هو الثلاثي الذي وضع الألغام التي فجرت المواقف وأدت إلي نشر الفساد وتنحية الكفاءات، فتردت أحوال الدولة وقادت في النهاية إلي إجبار مبارك على التنحي.
الجنزوري في كتابه يعرض لمواقف كثيرة جرت بينه وبين الرئيس مبارك حرص فيها الجنزوري علي عدم التفريط في كرامته. أما مبارك فلقد بيت النية على اتخاذ قرار بعزله في النهاية، بل أراد أن يجري العزل بشكل مفاجئ وصادم إلى أبعد الحدود. ويسوق الجنزوري واقعة لعب فيها زكريا عزمي دور المتواطئ المتآمر لكي يعبئ مبارك ضده. فلقد استغل زيارة قام بها إلى مصر رئيس وزراء إسرائيل وقتئذ إيهود باراك ونقل إلى الرئيس صورة محرفة عما قاله الجنزوري حول الزيارة، فثار الرئيس وتحدث مع الجنزوري بلهجة غاضبة. وهنا تأكد للجنزوري بأن إقالته باتت قريبة.
إن كل ما كان يعني الدكتور الجنزوري في كتابه ‘طريقي’ هو أن يقدم للقارئ الحقيقة كاملة من دون رتوش، فكان هو الراصد الجيد للأحداث وتقصي التطورات بشفافية. ومن هنا تكمن أهمية هذا الكتاب الذي وثق الحقائق بموضوعية، وسلط الضوء على صاحبه كتاريخ ناصع في محراب الوطنية وتحمل المسؤولية. ورغم ذلك خرج من عش الدبابير ليقول: ‘فوضت أمري لله’. أما الوسام الذي وضعه في قلبه وعقله وفوق رأسه فهو وسام حب الناس. وأعتقد أن هذا الوسام هو أفضل وسام يمكن للمرء أن يظفر به’.
أرجو إصلاح الخطأ في الآية المذكورة تحت عنوان فتوى بمقاطعة الدجالين والمشعوذين “وما أنزل على الملكين هاروت وماروت” والتي يجب ان تكون “وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت”
وشكرا
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
مقال الدكتور سعيد اسماعيل يؤكد ان الحل في مصر العزيزه يكون بالحوار واحترام الاخرين.
مقال رائع . بارك الله فيك دكتور اسماعيل
كم كنا مخدوعين فيكي يامصر فأنت حقيقة مجرد مسلسل طويل ومطول لافائدة ترجى منه قالوا وقالوا عنك لكن لما راينا وجهك الحقيقي تاسفنا على حالنا المهم حمى الله فقراء مصر