نشرت هذه القصائد النثرية الثلاث ضمن ديوان شعري من ست قصائد في عام 1894 موسوما بـ The Quinzone
1 ــ السيد
عندما ساد الظلام في الأرض عبر جوزيف أريماثيا، بعد أن أوقد شعلة من شجر الصنوبر من التل إلى الوادي، لأنه كانت لديه أشغال كثيرة في بيته.
قرفص فوق حجر الصوان في وادي الخراب فرأى شابًا عارياً يبكي. كان شعره ذا لون عسلي وجسده كزهرة بيضاء، لكنه كان مصابا في جسده بأشواك وواضعا بعض الرماد على هيئة إكليل. قال الرجل الذي كانت لديه ممتلكات كثيرة للشاب الذي كان عاريا ويبكي « أنا لا أتساءل عما إذا كان حزنك كبيرًا جدًا، لأنه كان بكل تأكيد رجلًا صالحًا. أجاب الشاب: لست أبكي لأجله، لكن لأجل نفسي. أنا أيضًا حولت الماء إلى نبيذ، وشفيت الأبرص، وجعلت الأعمى يبصر. مشيت على المياه وأهل المقابر وطاردت الشياطين. أطعمت الجياع في البيداء، حيث لم يكن هناك طعام، وبعثت من جديد الموتى من قبورهم الضيقة، وبأمر مني وأمام كثير من الناس، جعلت شجرة تين عقيمة تهزل. كما فعلت كل ما فعله هذا الرجل. ومع ذلك لم يصلبوني.
2 ــ المتعلم
عندما توفي نرسيس تحولت مياه بركة الرغبة من كوب ماء عذب إلى كوب من الدمع المالح وجاءت ربات الجبال عبر الغابة لكي يكن قادرات على أن يغنينها وينعشنها. وعندما رأين أن البركة تحولت من كوب من ماء عذب إلى كوب من الدمع المالح قمن بربط شعرهم الأخضر وصرخن في البركة قائلات: «لا نطلب منك أن تبكي من أجل نرسيس لقد كان جميلا جدًا. «ولكن كان نرسيس جميلا؟» قالت البركة.
«فمن وجب عليه أن يعرفه أفضل منك؟ أجابت ربات الجبال. «إننا لم نكن هناك أبداً، لقد سعى إليك وكنت ممددة على ضفتين وأنت تشاهدينه وفي مرآة مياهك انعكس حسن جماله». فأجابت البركة: «لكنني أحببت نرسيس لأنه كان ممددا على ضفتي، وكان ينظر إليّ وفي مرآة عينيه كنت أرى دائمًا جمالي ينعكس».
3 ــ الفنان
في إحدى الأمسيات أحست روحه بالرغبة في خلق صورة من المتعة تدوم
للحظة، لذلك هاجر إلى العالم بحثًا عن معدن البرونز. لأنه كان لا يمكن أن يفكر سوى في البرونز. غير أن كل البرونز اختفى تماما من أي مكان من العالم.. لم يكن هناك برونز يمكن العثور عليه باستثناء برونز صورة الألم الذي سيدوم إلى الأبد، لكن هذه الصورة التي شكلها بيديه هو بنفسه ووضعها على قبر الإنسان الوحيد الذي كان يحبه في الحياة. على قبر الميت الذي كان يحبه أكثر.. صنع هذه الصورة من شكله الخاص، التي يمكن أن تستعمل كعلامة عشق للرجل الذي لن يموت ورمزًا لألم الرجل الذي سيستمر إلى الأبد. في العالم كله، لم يكن هناك برونز آخر غير برونز هذه الصورة. أخذ الصورة التي صنعها ووضعها في فرن كبير وقدمها للنار. ومن برونز صورة الألم الذي سيدوم إلى الأبد قام بتشكيل صورة من المتعة تدوم للحظة واحدة.