دارت الأيام
في إسفلتِ عمري
لم تَنَمْ رمشةَ عينْ
وطوت بهجة قلبي
ثم ألقت بي شريدا
شبه مكتوف اليدين
لست أدري أين أُمسي
إين أُصبح…أين …أينْ؟
جزَّ صوف السعد خوفي
وغزاني ألفُ بينْ
٭ ٭ ٭
وَاعْبُرُ كُلَّ سَواحِلِ حُزْني
كَأنّي أسيرُ الهُمومِ
على شاطِئِ الذّكْرياتِ
أنيخُ جِمال عذابي قليلا
وأثني على واحَةِ الجِسْمِ بعْدَ التّعَبْ
فألتحفُ الصّبْر
ثم أُواصِلُ سيْري
فأبصر غيري يطارِدُ غِزْلانَ أفْراحِه في الجوار
وما من حدودٍ تحدُّ الحبور
سوى طلقاتِ العدوِّ
تمدُّ لسانَ صفاقَتها والضجيج المثار
من وراء الجدار
٭ ٭ ٭
عمري ينزف أياما
لم تحسب من عمري
أياما تتهاوى قدامي
أركلها بنعال ضميري
أياما لا دفء ولا حس بها
عجفاء تثير المغص
بقعر النفس
تتلوى كالأفعى
اتذمر من مرآها
فأقدم في نفسي شكوى
لضلوعي في تعكير الجو
وتعظيم البلوى
شاعر فلسطيني
(( أياما …
بقعر النفس
تتلوى كالأفعى
اتذمر من مرآها ))
أرى هنا في التشبيه المعني شيئا من التناص (إن لم يكن اقتباسا مباشرا) من إبداع الشاعر السوري الفذ غياث المرزوق، حين قال:
/… وَأَنَّ
ٱشْـتِقَاقَ «الرُّؤَى» مِنْ طُيُورٍ
أَبَابِيلَ
تَبْرِيحَةٌ تَتَلَوَّى، كَمَا الأُفْعُوَانِ،
عَلَى فَشْخَةٍ مِنْ وَصِيدِ
/… ٱلْمَمَاتْ
[من قصيد «مَشَاهِدُ مِنَ ٱلْجَحِيمِ ٱلْدِّمَشْقِيِّ: مَشْهَدُ ٱلْوُجُولِ» (2)، شعر غياث المرزوق]