في اسرائيل وفي الولايات المتحدة يوجد وعي في أنه رغم الاحاديث الكثيرة عن تفكيك السلاح الكيميائي في سورية، فان الوضع عمليا هو أنه لدى النظام بقيت مخزونات من السلاح البيولوجي، وهذه عمليا تبقي لديه القدرة على استخدام سلاح الدمار الشامل. ولكن التخوف الاكبر في الدولتين هو من تسريب محتمل للسلاح البيولوجي السوري الى جهات الجهاد العالمي في أوساط الثوار أو الى رجال حزب الله في لبنان. مصدر امريكي رفيع المستوى اكد لـ ‘معاريف’ ان في واشنطن يوجد قلق من هذا السيناريو. وعلى حد قوله، فقد طرحت المسألة في المحادثات التي جرت مؤخرا بين ممثلي’اسرائيل والولايات المتحدة ومحافل الاستخبارات في الدولتين متحدة في التقدير بانه حتى الان لم يستخدم نظام الاسد سلاحا بيولوجيا في اثناء الحرب الاهلية. وقال المصدر الامريكي انه رغم التخوف العام من تسريب السلاح البيولوجي، حتى الان لم يظهر تخوف ملموس من أنباء استخبارية محددة. وبقدر ما هو معروف لمحافل الاستخبارات في الغرب، فان لدى سورية منذ الثمانينيات موقعين لانتاج وتخزين السلاح البيولوجي الذي يقوم على أساس الانتراكس وغيرها من الجراثيم الفتاكة. ويقع أحد الموقعين على شاطىء البحر، في منطقة تعتبر معقل الطائفة العلوية، أما الثاني فمدفون تحت الارض. جيمس كلافر، رئيس جهاز الاستخبارات القومية الامريكية (الجسم المسؤول عن التنسيق بين وكالات الاستخبارات المختلفة) قدر في نيسان بان سورية قادرة على انتاج سلاح بيولوجي بحجم محدود فقط. وعلى حد قوله، لم تنجح سورية في ان تركب بنجاح رؤوسا بيولوجية متفجرة ذات غاية على وسائل الاطلاق، ولكن بوسعها أن تنفذ تكييفات على الرؤوس المتفجرة التقليدية والكيميائية كي تحمل سلاحا بيولوجيا. وبالمقابل، نشر في ‘واشنطن بوست’ مؤخرا مقال زعم فيه، استنادا الى محافل في الشرق الاوسط، بان الادارة في واشنطن على علم بان الاسد يحوز سلاحا بيولوجيا وأن هذا سلاح فتاك أكثر من الترسانة الكيميائية التي لديه. هذا وقد بدأ مراقبو الامم المتحدة أمس بتدمير مخزونات السلاح الكيميائي، وذلك بعد أن انشغلوا في الايام الاخيرة بتدمير منشآت انتاجه. وأكد مصدر رسمي في الامم المتحدة لوكالة ‘ايه.بي’ للانباء بان المراقبين بدأوا بتدمير السلاح، ولكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة عن موقع المخزونات التي دمرت. وفي الاسبوع الماضي أعلن الناطق بلسان وزارة الدفاع السورية بان ترسانة السلاح الكيميائي توجد تحت حراسة متشددة وأن ‘كل المواقع المرتبطة بانتاج أو تخزين السلاح الكيميائي توجد تحت حراسة جنود الجيش السوري وذلك لانه لا تزال هناك تهديدات بهجمات عليها’. ووعد بان يضمن الجيش السوري أمن مراقبي الامم المتحدة وأن الحكومة السورية ستعمل معهم بتنسيق وتعاون. ولكن حسب مصادر من خارج سورية، نحو ثلث مواقع تخزين السلاح الكيميائي توجد في مناطق لا تسيطر عليها الحكومة على الاطلاق. وحسب الاتفاق الذي أقر في مجلس الامن، فان تفكيك السلاح الكيميائي في سوريا سيستكمل حتى منتصف 2014. ومع ذلك، فان قرار مجلس الامن لا يتناول مخزونات السلاح البيولوجي لدى النظام السوري، بل وشطب عنه البند الذي يؤكد الهجوم العسكري في حالة عدم ايفاء سورية بشروط الاتفاق.’