الدوحة: تواصل قطر جهودها لتجهيز ثمانية ملاعب لاستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022؛ طبقا للخطة المتفق عليها مع الاتحاد الدولي للعبة “الفيفا”.
لكن من المقرر أن يحسم “الفيفا”، خلال اجتماع لمجلسه 15 مارس/ آذار الجاري، إن كان سيزيد أم لا عدد المنتخبات المشاركة في المونديال المقبل إلى 48 منتخبا بدلا من 32، مما يعني ضرورة زيادة عدد الملاعب، ومن ثمة مشاركة دول أخرى في التنظيم.
وربما تستضيف كل من الكويت وسلطنة عمان عددا من مباريات المونديال، وهو أمر قالت الدوحة إنه ما يزال قيد البحث.
وفازت قطر، في 2010، بحق استضافة المونديال، كأول دولة في الشرق الأوسط، وتقام البطولة بين 21 نوفمبر/ تشرين ثاني و18 ديسمبر/ كانون أول 2022.
المشاركة في التنظيم
معلقا على احتمال زيادة عدد المنتخبات، قال ماجد الخليفي، رئيس تحرير جريدة “استاد الدوحة”، الخبير الرياضي القطري، إن “قطر تقدمت بملف استضافة كأس العالم على أساس 32 منتخبا؛ لذلك أقامت الملاعب حسب الشروط المطلوبة من الفيفا”.
وأضاف الخليفي أن “رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، هو من طرح هذا الاقتراح (زيادة المنتخبات)”.
وتابع: “الاقتراح يحتاج إلى دراسة مع قطر، فزيادة عدد المنتخبات تعني مشاركة دول أخرى في التنظيم؛ وفلسفة زيادة العدد مصممة خصيصا لزيادة الدول المشاركة في التنظيم”.
وأضاف أنه “إذا أصر الفيفا على زيادة المنتخبات فمن حق قطر اقتراح الدول التي تشاركها التنظيم، باعتبارها صاحبة حق التنظيم؛ فالفيفا لن يفرض علينا دولا معينة”.
وأردف: “يتحدثون عن أن قطر قد ترشح سلطنة عُمان والكويت”.
وبهذا الخصوص، سبق أن صرّح الرئيس التنفيذي لمونديال قطر 2022، ناصر الخاطر، بأن “مشاركة سلطنة عمان والكويت هو أمر قيد الدراسة”.
مشاركة سلطنة عمان والكويت في تنظيم المونديال مع قطر هو أمر قيد الدراسة
وترتبط قطر بعلاقات جيدة مع هاتين الدولتين، بينما تتواصل بينها وبين بقية دول الخليج، وهي السعودية والإمارات والبحرين، أزمة غير مسبوقة، منذ يونيو/ حزيران 2017.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقتها مع قطر، ثم فرضت عليها “إجراءات عقابية”؛ بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
و”السؤال الأهم” حالياً، بحسب الخليفي، هو “هل بإمكان الكويت وسلطنة عمان تجهيز الملاعب المطلوبة خلال ثلاث سنوات؟”.
وتابع: “مطلوب من كل منهما أربعة ملاعب على الأقل، في حال استضافتهما مجموعتين.. نتحدث عن فترة قصيرة، والوقت يخالف المقترح”.
جاهزية قطر
أما بشأن سير العمل في ملاعب قطر، فقال الخليفي إن “وتيرة إنجاز الملاعب سريعة، وسيتم تسليمها قبل الوقت المحدد”.
وأوضح أن “ملعب خليفة الدولي اكتمل العام الماضي، وملعبا الوكرة والخور سيتم تسليمهما بعد ثلاثة أشهر، وتم قطع شوط كبير في بناء بقية الملاعب”.
وشدد على أن “جميع ملاعب المونديال ستكون جاهزة قبل عامين من انطلاق البطولة الكروية الأكبر في العالم”.
الملاعب الثمانية
والملاعب القطرية التي ستستضيف المونديال هي: ملعب خليفة الدولي، ملعب البيت، ملعب مؤسسة قطر، ملعب الوكرة، ملعب الريان، ملعب لوسيل، ملعب رأس أبو عبود والثمامة.
1- ملعب خليفة الدولي:
أُنشئ في العاصمة الدوحة، عام 1976، وأعيد تجديده بالكامل، وافتتح رسميا العام الماضي.
يتسع لـ40 ألف مشجع، ويستضيف مباريات في البطولة حتى الدور ربع النهائي، بحسب اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن المونديال.
ويتميز الملعب بتصميم عصري، ويعلو سقفه قوسان يرمزان إلى الاستمرارية واحتضان المشجعين من كل أنحاء العالم، وهو مزود بتقنيات تبريد متطورة.
2 – ملعب البيت:
يقع في مدينة الخور، وهو أول ملعب يحمل شكل “بيت الشعر” (الخيمة) بتصميمه العربي التقليدي.
يتميز بسقف قابل للفتح والإغلاق، وهو مرشح لاستضافة مباريات حتى الدور نصف النهائي، ويتسع لـ60 ألف مشجع.
بعد انتهاء البطولة سيتم تفكيك مقاعد الجزء العلوي من المدرجات، للمساهمة في إنشاء ملاعب في دول نامية.
3- ملعب مؤسسة قطر:
يقع في المدينة التعليمية بالدوحة، ومخطط له أن يستضيف مباريات في البطولة حتى الدور ربع النهائي، ويتسع لـ40 ألف مشجع.
بعد البطولة ستُخفض سعة الملعب إلى النصف، وسيتم التبرع بعشرين ألف مقعد لبناء ملاعب في دول نامية.
4 – ملعب الوكرة:
يتميز بوجوده في منطقة بحرية بمدينة الوكرة، ومخطط له أن يستضيف مباريات حتى الدور ربع النهائي، ويتسع لـ40 ألف مشجع.
واستوحي تصميمه من طبيعة المنطقة البحرية وعلاقتها بكل من الإبحار والتجارة والصيد.
5 – ملعب الريان:
يقع في مدينة الريان، ويستوعب 40 ألف مشجع، واستلهم تصميمه من الثراث المحلي.
يأخذ الملعب شكل الكثبان الرملية، في دلالة على الطابع الصحراوي الجميل الممتد غربي قطر.
6- ملعب لوسيل:
يقع في مدينة لوسيل، وهو الأكثر سعة بـ80 ألف مشجع، ومخطط له أن يستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي.
واستوحي تصميمه من تداخل الضوء والظل، الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، ويعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام وغيرها من الأواني، التي وجدت في أرجاء العالم العربي ومتاحف وصالات معروضات فنية في مختلف أنحاء العالم.
7- ملعب رأس أبو عبود:
يقع في الدوحة، وتبلغ سعته 40 ألف مشجع، ويتميز باستخدام حاويات شحن بحري ووحدات أخرى في بنائه.
سيتم تفكيكه بالكامل، وإعادة استخدام أجزائه في مشاريع أخرى رياضية وغير رياضية.
8 – ملعب الثمامة:
يرمز إلى التاريخ والثقافة القطرية والعربية الغنية، وتبلغ سعته 40 ألف مشجع، ويستضيف مباريات من دور المجموعات وحتى الدور ربع النهائي.
واستوحي تصميمه من شكل “القحفية”، وهي القبعة التقليدية التي يرتديها الرجال في جميع أنحاء الوطن العربي ودول أخرى.
مشاهدة مكثفة
للمرة الأولى منذ أول بطولة لكأس العالم في أوروغواي عام 1930، ستسمح المسافات المتقاربة بين الملاعب في قطر لمن يرغب من المشجعين بمشاهدة مباراتين أو ثلاث يوميا من الملعب، خلال دور المجموعات.
وأطول مسافة بين ملعبين هي تلك الفاصلة بين ملعبي البيت والوكرة، وتبلغ نحو 56 كم، بينما المسافة الأقصر هي بين ملعبي خليفة الدولي ومؤسسة قطر، وتبلغ 5.6 كم.
(الأناضول)