وجه الإجرام في سياسة ترامب، أنه أوصل الوضع في أمريكا والعالم إلى مأزق خطير، ولا يستطيع أن يخرج منه وحده مهما حاول. فقد ارتكب من الحماقات ما يدل على أنه رجل سياسي فاشل، لا يقدر إطلاقا على أي سياسة إصلاحية تجنبه هو أو غيره الخراب، خاصة بعد الصمت الرهيب الذي لاذت به المجموعات الدولية ومؤسساتها.
ومن هنا حالة إسعاف الوضع السياسي في أمريكا اليوم، إذ يكاد الجميع يعترف بأن تصرفاته وتفكيره مَجْلَبة للتهديد والمخاطر، وما لا يحمد عقباه. فما كشفت عنه عهدته الآيلة إلى النهاية، هي تخبطه في مجال السياسة، فهو يطمح دائما إلى البحث عن المال المغشوش، والنهب الدائم لثروات الغير، كأفضل مساعد لأرضاء سياسته الداخلية وإدارته وتسييره للبيت الأبيض. فما يقال عن حالة انتعاش في الوضع الاقتصادي الأمريكي، فما هو في التحليل الأخير إلا نهب واعتداء وانتهاك للقوانين والمعاهدات والأعراف، على طريقة تنظيم المافيا، وأن المال المحصّل عليه هو رزق حرام على الشعب الأمريكي، الذي صار يقتات، في عهد رئيسه ترامب، من قوت الآخرين، بدعوى محاربة الإرهاب، الذي يصنعه هو وعصابته الصهيونية كتجارة و»بزنس» تفتقت عنه عبقرية التاجر المرابي في آخر موضة «للماركة العالمية»، التي يسوقها للأمريكيين، على أنها امتداد للرفاهية والفجور والحياة الرغدة، في آخر طراز لها، التي جاء منها وقدمها وعودا وأحلاما للشعب الأمريكي والإسرائيلي.
ومعنى هذا الكلام، أنه ليس هناك معنىً للسياسة الأمريكية في عهد ترامب إلا الكوارث والدمار والخراب، ليس في أمريكا فحسب، بل في كل العالم، لأن أمريكا كدولة لها تاريخ عظيم، يمكنها أن تلعب الدور الشرير كما الدور الطيب. لكنها للأسف الشديد في عهد ترامب كشفت عن الوجه الآخر تماما، الذي يجب عدم السكوت عنه إطلاقا. لم يعد الصمت ممكنا، وأي سكوت معناه متاعب جديدة للعالم بأسره. فلا يكفي أن نقول لا للسياسة الأمريكية على رأي الكاتبة الكندية نعومي كلاين، التي تابعت بالملاحظة والتحليل سياسة الرئيس ترامب منذ اعتلائه البائس للسلطة في أمريكا، وانتهت في المطاف الأخير إلى أن سياسته تُخْتَزل إلى «استراتيجية الصدام»، على طريقة «فَرِّق تَسُد»، التي سادت زمن الاستعمار الأوروبي لبلدان المحيط، في القرنين التاسع عشر والعشرين. ناهيك من أن «استراتيجية الصدام» تلتقي بشكل أمين مع نظرية «صدام الحضارات» لليبرالي صموئيل هنتنغتون، التي سادت في تسعينيات القرن الماضي وأشفع بها حيثيات البنتاغون بزيادة ميزانية التسلح والصناعة العسكرية وتسويقها في العالم، بخلق بؤر التوتر والعنف والإطاحة بالأنظمة. وسياسة البحث عن المال الفاسد استندت دائما إلى نظريات وتنظيرات سياسية وأيديولوجية على ما شهدنا أيضا مطلع القرن الواحد والعشرين، مع رعيل الليبرالية الإنجيلية: بوش الابن، وديك تشيني ودونالد رامسفيلد، بسبب سياسة «الفوضى الخلاقة» التي سطروها للشرق الأوسط الجديد، أسفرت عن دمار رهيب لأمريكا والشرق الأوسط معا.
حقيقة الحقائق في سياسة رجل البيت الأبيض اليوم أنها مَجْلَبة للأزمات والمآزق، تحصد منها أمريكا وكل العالم الويلات المتوقعة وغير المتوقعة، لأن جزءا كبيرا من السياسة في عهد العولمة، صار مضمرا في الاقتصاد الرِّيعي، والمرابي الفاسد الذي يورط العديد من الأطراف الداخلية والخارجية في تواصل شبكي، يلجمهم عن الكف عنه مهما كان الأمر. فقد آل الوضع في السياسة إلى أنها أفضل سبيل إلى تفادي المحاكمات القضائية، على ما هي عليه حالة ترامب نفسه وغريمه الودود نتنياهو، اللذين يتلاعبان لحد العربدة بصفقات مشبوهة، مثل صفقة أو صفعة القرن، التي رُتِّبت من وحي الاقتصاد المرابي، وعلى حساب شعوب ومجتمعات ودول تتلمس أفقها إلى حالة من الأمن والاستقرار.
الحذر من العنصري ترامب، يجب أن يبدأ من الآن لصده عن الترشح ومن ثم النجاة بأمريكا من عهدة ثانية كارثية، لأن المال الفاسد الذي جمعه بسرعة، سوف يتبخر مع أضراره وعواقبه المدمرة، وهذا ما ينتظره ويتوقعه ذوو الضمائر الحية في العالم، وفي أمريكا بالذات، ولعلّ صدور بيانات تندد وترفض صفقة القرن من أعضاء هيئات سياسية وتشريعية وتنفيذية عليا، يوضح التوجه نحو قطع يد الرئيس ترامب بكفها عن الأذى القاسي والظلم الفظيع. ومن المساعي الأخيرة التي تصب في إبعاد ترامب من عهدة ثانية تصويت أغلبية الكونغرس على الحد من سياسة التسلح والعنف العسكري حيال إيران، وأن يلجم عن الاندفاع الفوضوي الذي لا يمكن الخروج منه في منطقة الشرق الأوسط، إلا بأضرار فادحة، ليس له فحسب، بل لكل العالم، لأن أمريكا قوة عالمية والعالم قوة أمريكية، فيجب ردع الرئيس ترامب عن مغامراته الطائشة.
ما كشفت عنه عهدة ترامب الآيلة إلى النهاية، تخبطه في مجال السياسة، وطموحه الدائم للبحث عن المال المغشوش والنهب الدائم لثروات الغير
الرئيس الأمريكي، في آخر التحليلات السياسية لا يمثل الحزب الجمهوري، بقدر ما أنه حالة شاذة لا يمثل إلا نفسه، يغرد خارج السرب، لأن كل الذين تقلدوا في عهده المناصب العليا، استقالوا أو أقيلوا، أو طالتهم فضائحه الأخلاقية والسياسية. فالرئيس ترامب، لا يمثل إلا نفسه، يضيق بالأطر السياسية والأخلاقية وبالسلوك المنضبط، الذي يحترم قواعد العمل وطرق المعاملة. فهولا يكترث إطلاقا بالنظم ولا بالحرمة ولا بأي أخلاق، إلا الانسياق وراء النهب والانتهاك، وكافة السرقات التي تعززها الأسلحة وعقلية «الكاوبوي»، وعصابة المافيا وأزلام التنظيم الصهيوني الشّرير. ومن هنا، الدعوة إلى إبعاده من مسابقة إلى البيت الأبيض، مخافة ما سترتبه عهدته الثانية من رجّات ومضاعفات تصيب كل الدنيا. وفي مقام التوضيح للسياسة الخطرة التي يمكن أن تسفر عنها سياسة ترامب في عهدته المقبلة، نقول إن خروج الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى بعد الحرب العالمية الأولى، كان بسبب القروض والأموال والأسلحة، التي قدمتها إلى الدول الأوروبية المتحاربة على أراضيها. وقد كان لهذه المكاسب السريعة أثره البالغ في الأزمة الاقتصادية الكبرى لعام 1929، التي عانى منها العالم كله، خاصة الدول الأوروبية المنهزمة، وهي التي دفعتهم، خاصة ألمانيا بسبب المعاهدة المجحفة في حقها، إلى تبني الأنظمة الفاشية والشمولية، ولم تلبث أن اتخذت مسلكا وحيد الطرف، غداة اعتلاء الحزب النازي وزعيمه الجديد أدولف هتلر الحكم في ألمانيا عام 1933. وهذه الكتلة من الوقائع والأحداث هي التي قادت العالم بأسره إلى الحرب العالمية الثانية.
نعم، وألف نعم، يجب الإطاحة بالرئيس ترامب بكل الوسائل المتاحة، وبكل القوة المتوفرة، وإعلان حالة طوارئ عالمية، يلتزم الجميع بها حتى السقوط النهائي للرئيس ترامب، ويطمئن إليها الجميع… الصمت لم يعد ممكنا.
كاتب أكاديمي جزائري
احدى الجماعات الاثنية في العراق تعبد الشيطان..ليس حبا له لكن خشية من خبثه.كذلك الحكام العرب يحبون ترامب كتلك الجماعة.
هدا الرجل يمثل اللعنه الابديه قى هدا القرن فهو يمثل الغباء كما يمثل الشدود السياسى والعقلى فهو لا يرى الا نفسه فهو اكبر كادب يقطن البيت الابيض واكبر محتال استطاع ان يشل عقل وحكمة الحزب الجمهورى لينال البرائه فى قضية احتيال وانتهاك التشريعات الامريكيه