ثار شعب مصر، احتلت ملايينه الميادين والساحات والشوارع في المدن والارياف اياما اربعة. الثورة كانت على حكم ‘الاخوان’. قيادة القوات المسلحة استجابت نداء الملايين فاعلنت تعطيل الدستور بشكل مؤقت، واسناد مهمة ادارة شؤون البلاد الى رئيس المحكمة الدستورية العليا، مع سلطة اصدار اعلانات دستورية، وتشـــكيل حكومــــة كفاءات للاشراف على الانتخابات البرلمانية، ولجنة لمراجعة التعديلات المقترحة على الدستور، ومناشدة المحكمة الدستورية اقرار قانون تنظيم الانتخابات.
الاخوان المسلمون رفضوا قرارات القيادة العسكرية. احتشدوا في ميدان رابعة العدوية. قام مرشدهم محمد بديع بتعبئتهم دينيا وسياسيا، ما ادى الى اندفاعهم في الشوارع والجسور والساحات مستهدفين ‘خصومهم’ المحتفلين باقصاء محمد مرسي وطيّ حكم ‘اخوانه’. اطلقوا عيارات الخرطوش. قذفوا القنابل الحارقة وزجاجات المولوتوف. هاجموا الحشود في ميدان التحرير بالقاهرة ومثيلاتها في الاسكندرية وسائر المدن. حاصروا التلفزيون المصري في محلة ‘ماسبيرو’ وحاولوا تعطيله. الحصيلة: نحو 30 قتيلا ومئات الجرحى والمصابين.
تَحَرك الجيش ونشر مدرعاته في ساحات المدن وشوارعها وفَصَـل بين ‘المتحاربين’. حمى الحشود المعارضة لـِ’الاخوان’ بل انحاز اليها. انتقل، مثلها، من الثورة على ‘حكم الاخوان’ الى الثورة على ‘اسلام الاخوان الارهابي’.
ثورة مصر ظاهرها على الاخوان المسلمين، لكن باطنها يتعدى نظامهم السياسي الى العقيدة التي يعتنقونها ويحتمون بها ويسعون، بلا هوادة، الى فرضها وتأويلها بما يخدم مصالحهم ومآربهم.
انها ثورة على ‘الاخوان’ وثورة في الاسلام وليس عليه. ثورة على اسلام ‘الاخوان’ الذي يوظِّف التنزيل كما التأويل في خدمة حركة شمولية هدفها بلوغ السلطة بما هي النعمة الكبرى في الحياة واستيطانها والاقامة فيها الى ابد الآبدين.
في وجه ‘الاخوان’ ومَن سار في ركابهم، قام شعب مصر بملايينه وبكل فئاته وتلاوينه قومةَ رجلٍ واحد مطالبا بالحرية ومنافحا عنها، الحرية بما هي القيمة العليا في الحياة.
عمقُ الغضبة الشعبية واتساعها اقلقت ‘الاخوان’ واخافتهم. احسوا بانها لا تهدف الى اجلائهم عن السلطة فحسب، بل الى اقتلاعهم ايضا من الحياة العامة بلا ابطاء. لمسوا في صيحات الجماهير نهاية محتّمة.
الى ذلك، بزغ لثورة 30 يونيو بُعدٌ اخر. ان فعلها لن يتوقف عند حدود ‘الاسلام السياسي’ كما يجسّده ‘الاخوان’، بل سيتعداه الى الاسلام ذاته. ثمة ثورة فكرية تعتمل في قلوب ثوار 30 يونيو. ثورة على محاولات اشياخ الدين حبس الاسلام في قالب الشريعة وتحنيطه في اجتهادات عتيقة صُنعت لزمن غير زمننا ولتحديات غير التي يفيض بها حاضرنا واخرى تهددنا في مستقبلنا. بعد ثورة 30 يونيو، سيتجاوز الاسلام والمسلمون ثقافة اشياخ الماضي ومفتيّ السلاطين ليعود كما اريد له في الاصل ان يكون: دين الفطرة والانسان المترع بقيم التوحيد والرحمة والحرية والعدالة.
هل يستطيع ‘الاخوان’، بالحرب الاهلية، تعطيل ارادة جماهير الميادين التي نطق بها بيان الفريق اول عبد الفتاح السيسي مساء 3/7/2013؟
ربما يكون في وسع ‘الاخوان’ اثارة اضطرابات امنية في بعض نواحي القطر، لكنهم عاجزون عن ادامة حرب اهلية لسببين: الاول، لان ميزان القوى الشعبي مائل بشكل حاسم لمصلحة خصومهم. الثاني، لان الجيش سوف يردّ عليهم بسرعة وقسوة ما يؤدي الى سحقهم. غير ان في مقدور ‘الاخوان’ متابعة الاحتشاد في الساحات العامة، والتظاهر في الشوارع، واثارة الاضطرابات الامنية، ولاسيما في سيناء، بغية الضغط على اركان ثورة 30 يونيو، وعلى قيادة القوات المسلحة في محاولة للتوصل معهم الى تسوية يمكن معها انقاذ ما يمكن انقاذه من وجودهم ونفوذهم.
هل تنعكس ازاحة ‘حكم الاخوان’ في مصر سلبا على جماعات الاخوان المسلمين في سورية وليبيا والعراق والاردن ولبنان وفلسطين؟
لا شك في ان ازاحة ‘حكم الاخوان’ في مصر سيضعف المنظمات الشقيقة في الاقطار سالفة الذكر. ذلك قد يدفع بعضها الى تأجيج القتال ضد خصومها المحليين لتفادي امساكهم بالسلطة والارتداد عليهم. ربما لهذا السبب نُسب الى احد اركان الاخوان المسلمين دعوته الولايات المتحدة الى التدخل عسكريا في مصر.
ما تداعيات اقصاء ‘حكم الاخوان’ على ‘اسرائيل’ وفصائل المقاومة في قطاع غزة؟
شخصية امنية اسرائيلية رفيعة توجهت يوم الخميس الماضي الى القاهرة لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في اجهزة الامن والاستخبارات المصرية، تتعلق بالعلاقات بين الطرفين عقب تنحية الرئيس مرسي. مصادر امنية اسرائيلية رفيعة قالت لصحيفة ‘يديعوت احرونوت’ ان العلاقات الامنية بين ‘اسرائيل’ ومصر كانت جيدة اثناء ولاية مرسي، واشارت الى انه من المتوقع ان تكون افضل الان. كما كشفت ان الجيش الاسرائيلي ‘سمح’ للجيش المصري بنشر عدد كبير من قواته على طول منطقة الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة، بغية منع اي عمليات تسلل من قطاع غزة الى شبه جزيرة سيناء ومصر.
الصحيفةُ نفسها ادّعت ان مصدرا امنيا مصريا ذَكَرَ لها ان المسؤولين في القاهرة وتل ابيب يخشون احتمال قيام حركة الاخوان المسلمين في مصر بتجنيد عناصر من الجناح العسكري التابع لحركة ‘حماس’ من اجل تنفيذ عمليات مسلحة انتقاما لتنحية مرسي.
على صعيد اخر، كشفت صحيفة ‘معاريف’ (5/7/2013) ان التقديرات السائدة لدى المؤسسة الامنية في اسرائيل تشير الى ان التنسيق الامني بين هذه المؤسسة والجيش المصري سيستمر بعد تنحية مرسي. اضافت ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي ‘امان’ اللواء افيف كوخافي توقع، في خطاب القاه امام مؤتمر هيرتسليا بشأن ميزان المناعة والامن القومي في ‘اسرائيل’ يوم 14 اذار/ مارس الماضي، ان تندلع في مصر ثورة ثانية ضد نظام الاخوان المسلمين، وفي الوقت عينه اشار الى ان الجيش سيظل العنصر الاقوى في البلاد.
كما اشارت الصحيفة الى ان المؤسسة الامنية في ‘اسرائيل’ تعتقد ان تنحية مرسي سدّدت ضربة مؤلمة الى حركة ‘حماس’ في قطاع غزة، خصوصا بعد ان قامت هذه الحركة بالابتعاد عن المحور الايراني ـ السوري. المعلّق العسكري في صحيفة ‘هآرتس’ عاموس هرئيل نسب الى مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الاسرائيلي، ان ‘التنسيق الامني بين الدولتين في السنة الماضية كان افضل مما كان عليه خلال فترة حكم حسني مبارك’. قال ان ‘الاخوان المسلمين سمحوا للتعاون الامني بالازدهار’…
حركة ‘حماس’ ذات الايديولوجيا الاخوانية محرجة بلا شك، وترفض التعليق حتى على ما رددته وسائل الاعلام حول قيام السلطات الامنية اثناء ‘حكم الاخوان’ باغراق الكثير من الانفاق بين قطاع غزة وسيناء بمياه الصرف الصحي !
‘ كاتب لبناني
الاسلام للناس كافة …عالمي …انه أكبر من أي حزب سياسي…ومن أي دولة أو امبراطورية … من يلعب السياسة عليه أن لا يلعب بالاسلام … كفاه مرمطة … الاسلام عقيدة توحيد وتوحد… الله يهديكم ويصلح بالكم !
العلمانيون يملكون فكراً استئصالياً يلغي الآخر، هم عاجزون عن الفوز عن طريق صناديق الاقتراع ويريدون الاستيلاء على السلطة بالتعاون مع أعداء شعوبهم مثل امريكا واسرائيل رغم أنف الشعوب، لقد قدم أهلنا في مصر ملحمة بطولية عندما دافعوا عن الشرعية والدمقراطية ووقفوا ضد العسكر والعلمانيين وأموال الخليج والصهاينة وقدموا في سبيل ذلك الدماء الزكية (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
ما يجري في مصر هو صراع بين ثورة وانقلاب
اوجه سؤالا للكاتب …ماذا فعلت وانجزت العلمانية الآنشتانية الذكية منذ ان احتلت المنطقة منذ 100 عام ؟ هل لديك اجابة ؟! دلل بالافعال والوقائع والنتائج وليس بالاقوال والكلام .