يتوهم الحداثيون العرب إذ يظنون أن الحداثة مست المجتمع العربي بقوة من خلال الوسائط الحديثة؟ ما يحدث اليوم في التعامل مع كل مناحي العقل يبين إلى أي درجة أصبح الفكر مرتبطاً بالأقليات المجتمعية.
إن الجزائر العاصمة ليست هي كل الجزائر، بل هي جزء صغير منها. وتونس العاصمة ليست هي تونس بامتدادها الريفي والصحراوي، والرباط ليست المغرب قاطبة، والقاهرة ليست هي مصر كلها. ليست العواصم هي التي تحدد نتائج الانتخابات، ولكن الأطراف التي تعيش زمناً موحشاً خارج مدارات الحد الأدنى من الحياة الكريمة هي المتحكم، وهي -من حيث قناعاتها- كارهة للأنظمة المتسيدة كلياً، ورافضة للنخب الثقافية التي لم تقطع معها وظلت في مداراتها، وكلما رفعت من وتيرة عقلها النقدي تم ربطها بآليات التكفير ثم تصفيتها. صحيح أنه لا يمكننا أن نرفض نتائج انتخابات ديمقراطية، وبنتائج الانتخابات كحقيقة موضوعية لا يمكن تخطيها، ولكنها لا تحتم على المثقف القبول بالفكر الذي يتخفى وراءها والذي جاءت به هذه الانتخابات الديمقراطية. ونعتقد أنه لو فتح باب الديمقراطية على مصراعيه فلن تكون النتائج في النهاية إلا في صالح الحركات التي جعلت من الدين مطية سياسية. ربما كانت تلك نقائص الديمقراطية نفسها التي جاءت بهتلر، وموسولوني، والدكتاتوريات اللاحقة، فهذا ما وصلت إليه اجتهادات البشر.
لهذا نقول إن القبول بنتائج الانتخابات والانصياع ديمقراطياً لها لا يحتم على المثقف مطلقاً القبول بنظام لا عقلاني، ومعاد لأي تأمل فكري، بل ويستطيع أن يتحول في أية لحظة من اللحظات إلى دكتاتورية كنسية تتحكم في أنفاسها محاكم التفتيش المقدس، الدينية؛ المشهد نفسه والأغلفة الدينية أيضاً نفسها وإن تغيرت المطية السياسية الدينية فقط.
من وظائف المثقف أن يبحث عن الفكر الذي يدفع بالبشرية إلى الأمام، وليس الذي يضعها في حالة الثبات والموت البطيء. وكما في كل التجارب البشرية الصعبة التي لا يشذ العالم العربي عنها، لا تقدم إلا بحماية الدين من التلاعبات السياسية ووضعه في مكانه الإنساني الفردي، وخارج الرهانات السياسية والسلطوية التي هي في النهاية بشرية. الدين كقيمة متعالية يجب أن يظل خارج الحيل البشرية. لماذا تذهب الشعوب الإسلامية، والعربية بالخصوص، نحو اللعبة السياسية التي تستعمل الدين، وتنسى أن خلاصها الحقيقي في العلم والخيارات العقلانية؟ لا أعتقد أن المسألة صعبة. ويمكن الإجابة عنها بسهولة في سياقات الحاضر، بالرجوع إلى الأمم التي سبقت العالم العربي في مواجهاتها وهي تنتصر للعقل على حساب كنيسة دمرت كل سبل التنوير والمعرفة.
عندما تم اكتشاف قوانين الجاذبية، وحركة دوران الأرض، والرياضيات، كانت هذه المعارف تصطدم باللاعقل الذي تبنته الكنيسة التي كانت ترى أن الأرض منبسطة وثابتة وأنها مركز الكون، ولا تعرف بقوانين الجاذبية وتفسير الظواهر علمياً والتحكم في كثير منها، بدأت الصراعات والنقاشات لمقاومة كنيسة منغلقة على نفسها ومعارفها، وعوضت الدين كعبادة وجيّرته لأهدافها المرتبطة بالسلطة والهيمنة. ثم تبع ذلك نوع من الاضطهاد الديني ضد العلماء وتسيد الظلامية، نيوتن، كوبيرنك، غاليليو، وغيرهم. العقل المضطهد والمنتج للفكر هو الذي صنع التنوير ونمطاً آخر من الحكامة انتهى إلى تطوير مفاهيم الديمقراطية، مع إعلان استقلال الولايات المتحدة واندلاع الثورة الفرنسية.
سيقول قائل إن التنوير الأوروبي جاء على أنقاض سواد القرون الوسطى، وهي نفسها عصر التنوير العربي. الكلام صحيح إلى حد كبير، لكنه لا يكفي. عصر التنوير العربي تم تدميره أولاً في عصره بمحاربة جميع التنويريين على مختلف الحقب، من طرف الحكام الذين رأوا في التنويريين من ابن رشد، إلى ابن خلدون، وابن طفيل، والغزالي، والفارابي… خطراً على المجتمع وعليهم. قبل أن تأتي الفترة العثمانية التي أجهزت على الفكر بعقلها الإنكشاري الذي عاش على العنف والترهيب والنهب. وتنهي المهمة الحقبة الاستعمارية الأوروبية التي عاش الإنسان فيها برتبة «الأهالي» أقل من رتبة الحيوان.
يجب ألاّ نخطئ ونستسهل الأمور. إن التنوير الأوروبي لم يأت هكذا كزيت فوق الماء، غير قابل للاختلاط، ولكنه جاء كثمرة لتطور حدث في الواقع. فقد كان مساحة لاختبارات معرفية كثيرة اخترقت أزمنة متتالية، وتجسداً لجهود كبيرة وتضحيات أكبر، من أجل انتصار العقل. كانت فلسفة الأنوار قاعدة حقيقية للتحولات التي حصلت لاحقاً في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي، عصر الفلاسفة من أمثال سبينوزا، ولوك، وبايلي، ونيوتن، قبل أن يتطور هذا الفكر الحر في أوروبا كلها، ويجتاحها كلياً، ليصبح قرن الأنوار لحظة إنسانية لا يمكن القفز عليها. ونقل هذه اللحة إلى عالم فكري وحضاري آخر يحتاج بالضرورة إلى اشتغال حقيقي، واجتهادات تضمن استمرارها وانسجامها مع النسيج الفكري والثقافي، دون أن يعني ذلك تنازلاً لتسيد دكتاتورية الجهل واللاعقل. لهذا، تبقى للأنوار خصوصية أوروبية قبل انتقالها داخل أوروبا والعالم. المحصلة، هي أنه على الصعيد العلمي والفلسفي، شهدت الأنوار انتصاراً نهائياً للعقل على الدين الملتبس بالسياسة والسلطة، وانتصار البرجوازية على النبالة والكنيسة. مهما كانت لدينا من ملاحظات على هذا العقل الذي تبنى في بعض اللحظات التاريخية العنف وكان وراء سباق التسلح، وحربين عالميتين مدمرتين، وإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشما ونكازاكي، وشرّع للاستعمارات، يظل هو القيمة المتعالية التي لا بديل للبشرية عنها.
انتقل المفهوم التنويري عربياً نحو ساحة خاملة معرفياً، راضية بما هو موجود، ولا تقبل أن تغير قناعاتها الغيبية التي ترسخت في ذهنها بشكل شبه نهائي، وكأن قدر الفكر أن يكون غيبياً أو لا يكون. وتحولت هذه القناعة إلى آلة حرب ضد من يخرج عنها وينتصر للعقل. وليس التكفير إلا وسيلة من وسائل اضطهاد العقل وقتله. وأعتقد جازمًا أن وراء ذلك، إضافة إلى تخلفنا المدقع، مخابر استعمارية تشتغل بهذا الاتجاه، تريد أن نظل –كعرب- على ما نحن عليه من تخلف ومن عداوة لكل حداثة تغير البنيات المتكلسة والقديمة. وتطور ذلك بشكل مجنون لتصبح الاعتداءات على الثقافة والاغتيالات والرعب التكفيري جزءاً من عمل اللاعقل.
السؤال الكبير.. لماذا وكيف توقف رواد التنوير العربي: ابن رشد، وعلي عبد الرازق، وقاسم أمين، وطه حسين، ونصر حامد أبو زيد، وغيرهم، عند حدود إعادة النظر في العقل الفقهي المغلق وعدم القدرة على التخطي، بل التراجع أحياناً نحو الفقهية الجديدة التي استفادت من المكاسب الأوروبية معرفياً، لا لتطوير المجتمعات، ولكن لضرب العقلانية العربية في الصميم؟
تحية للقدس العربي
حيث المبدا لااحد يكره التنوير والتقدم ولكن المشكل هو كيف نكسر حالة الجمود التي نعيشها كعرب.
بعض من يدعون انهم تنويرين يتجنبون الديموقراطية لأنها تقوم على الاقتراع وعلى صناديق الانتخابات التي تأتي في اغلبها على غير ما تشتهي سفنهم.
تقدميون وتنويريون ولكن استئصاليون بدعوى أن الشعب متخلف ولا يدري مصلحته .لذا تجدهم دائما وراء الديكتاتور يؤيدونه ويدعمونه في هدم الأوطان وبعد ذلك يتهمون الشعوب بالتخلف لأنها متمسكة التقاليد والدين .
اليابان واسرائيل دولتان تقدمتا علميا وتكنولوجيا دون أن تصتدما بتقافتيهما وتقاليدهم وعاداتهم .
صحيح أن الحضارة الغربية أنتجت صناعة وتجارة وترفيه وعلوم و…وكذلك حروبا وأوبئة ومجاعات اصطناعية وفقر وثلوت وأسلحة تكفي لابادة كل البشر و.
الحضارة ليست خيرا مطلق وليست شرا وما ينقص العالم هو الحضارة الأخلاقية حيث لا يعيش عشر السكان اسيادا وباقي الأرض سوقا للاستهلاك .
في أوطاننا المنكوبة يموت زهرة شبابنا بالرصاص من أجل مستقبل مشرق لا من أجل حزب اوطائفة او قبيلة هؤلاء الأبطال الشهداء هم من يكتون بدمهم مستقبل أمتنا بعد أن تخلى مثقفونا عن أدوارهم لصالح أنظمة متعفنة تنظر للماضي وتعيش حالة تكلس دائمة.
من يربطون تخلفنا بالدين لا يستطيعون تفسير كيف كان العرب اسيادا في بغداد ومصر والأندلس حين كانت أوروبا ترفل في الجهل والتخلف .
القراءة ألا من منظور غربي حيث أن تقدم أوروبا جاء بعد الثورة على الكنيسة وهي ثورة على الاستبداد والفساد البرجوازي وليست على الدين ( الفاتيكان – البابا- المجمع الكنسي )وهو ما يغيب عن إدراك مثقفينا
يا سيدي, هؤلاء لا يبحثون عن الحقيقة ولم يكن البحث عن الحقيقة مرادهم قط, وليسوا مستعدون ان يسمعون الآخر, عكس المسلم الذي يبحث عن الحق دائماً ويستمع الى الآخر ويقول له, هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! لو كانوا يبحثون عن الحق, اولاً ما كانوا يقيسون الاسلام بالنصرانية(مع احترامنا للنصرانيين الربانيين) التي ابدعتها الكنيسة, لان الفرق هنا لا يقاس, كما أننا لا نسنتطيع ان نقيس الانسان بالحمار لأن الحمار ايضاً له أذن! ثم لكانوا يسئلون انفسهم, لماذا العلوم تطورت في ظل الحكم الاسلامي العادل حيث الاوربيون كانوا يتوسلون من المسلمين لاخذ العلوم منهم, في حين العلماء كانوا يحرقون في ظل حكم الكنيسة؟ لماذا المسلمون استطاعوا ان يحكموا العالم حوالي 1000 سنة عندما كانوا ملتزمين بالاسلام ولكن اليوم بعد ابعادهم عن الاسلام لا يستطيعون ان يحكموا اوطانهم؟ لماذا كل دول العالم تتطور ولكن دولنا تتخلف اكثر في ظل حكم العلمانيين الذين يحكموننا منذ مئة عام؟
أخي عربي حر. تفصيل الأمور بدقة يبين الأمور بوضوح بعيداً عن العموميات.
التنوير هو ثورة على الإستبداد وبالتالي أيضا على التسلط والإستبداد الديني وبالتالي على التفكير الديني وسلطة الحكم المطلق التي يستمدها الحاكم من الدين (حكم الكنيسة, الحكم التيوقراطي, الخليفة …) واستبداله بالتفكير العلمي المعاصر أو التفكير وفق معطيات العصر أو العصر الحاضر. الدين عندها يأخذ مكانه الطبيعي في المجتمع. وهذا يختلف تماما عن النظرة الشيوعية برفض الدين وماشابهها التي تعتبر التخلف مرتبط بالدين. التفكير العلمي أو المعاصر التطويري المتحرر, لايرفض الدين ولايعتبر التخلف مرتبط بالدين, لكن يختلف عن التفكير الديني كثيراً, وهنا بيت القصيد فيما أعتقد.
المتدين يؤمن بحياة بعد موت وبخالق للكون وقوانينه وكائناته وخلق آدم وذريته بعقل مهيأ لإيمان واكتشاف وابتكار وحرية اختيار ومتابع لهم بتعاليم نصائح وتحذيرات وأوامر ونواهي وحوافز وعقوبات بالدنيا والآخرة لحفظ نفس وعرض ومال وأسرة ومجتمع وأخلاق وعدالة لكن غير المؤمن يعتبر الموت نهاية لا حياة بعدها والكون صدفة وأحياء تطورت عبر الزمن من عدم لخلايا أحادية لنبات لحيوان لإنسان قرد لآدمي بطفرات جينية آخرها آدم وذريته طورت لهم عقل مهيأ لاكتشاف وابتكار وتطور علمي وحرية اختيار فاختار مليارات إيمان بأديان سماوية
العلمانية مدرستان متناقضتان إحداهما متحجرة كعلمانية أتاتورك وبورقيبة وبعض أوروبا لا تقبل مشاركة مؤمن بدين سماوي بسياسة وحكم ووطن بينما الثانية منفتحة كعلمانية أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا وألمانيا لا تعادي دين سماوي ولا تحظر فكره أو مشاركته بسياسة وحكم ووطن فهي أقرب لأول دولة مدنية بالعالم أنشأها محمد (ص) بالمدينة تحفظ نفس وعرض ومال وأسرة ومجتمع وعدالة. وبدولنا تجد علمانيين من الفئتين فالمنتمي لعلمانية متحجرة يود احتكار سياسة وحكم ووطن ولو لم تنتخبه أكثرية فيتكبر على أغلبية منتمية لدين سماوي
(ونعتقد أنه لو فتح باب الديمقراطية على مصراعيه فلن تكون النتائج في النهاية إلا في صالح الحركات التي جعلت من الدين مطية سياسية) نعم انتم تعترفون بأن مجتمعاتنا لا تؤمن بافكاركم الضالة وانه لا وجود لكم إلا ان تقتلوا غالبية المجتمع الذي لم ينتخبكم ولا سبيل لكم إلا بالقتل والارهاب والانقلابات الدموية بعد ان لفظكم المجتمع بسبب افكارم الضلامية الدموية بحيث تبررون لمقتل حوالي 200 الى 300 مليون انسان في القرنين الماضيين في ظل من تسمونهم تنويريين! (وحربين عالميتين مدمرتين، وإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشما ونكازاكي، وشرّع للاستعمارات، يظل هو القيمة المتعالية التي لا بديل للبشرية عنها)
التكفير تقوم به بعض الجماعات الرافضة للإسلام والدائرة في فلك السلطات المستبدة، والزاعمة أنها تتبنى التنوير، فعندما يصف أحدهم أهل الإسلام بأنهم “متأسلمون”، فهو يكفرهم جميعا دون سند أو دليل، وإذا كانت هناك بعض الجماعات المحدودة للغاية تعتزل المجتمع بدعوى أنه لا يطبق مبادئ الإسلام وتشريعاته فهي لا تمثل ظاهرة للتكفير الذي يزعمه مثقفو الحكومات المستبدة في بلادنا العربية المنكوبة، وقد رفضت المؤسسات العلمية الإسلامية الرسمية تكفير أحد مهما كان، والأزهر الشريف رفض تكفير داعش ،مع إدانته لممارساتها. الذي يمارس التكفير أطراف أخرى غير إسلامية بالتأكيد!.
المفهوم العلمي للتنوير هو الإيمان بالتجربة المادية ونتائجها، ورفض الغيب، أى رفض الوحي، أي رفض الأديان، وفي مقدمتها الإسلام. ويمكن للقارئ أن يراجع مفهوم التنوير لدى أعلامه والمنادين به في فرنسا ليراه ثورة على الكنيسة التي قيدت العقل بقيود من فولاذ، ورهنت مصائر البشر بإرادة رجالها.
الإسلام جاء بالنور الذي يحرك العقل والقلب معا، والقرآن الكريم يدعو إلى إعمال العقل والتأمل في خلق الله، من خلال آيات كثيرة. مثقفو الاستبداد وخدامه يتجاهلون ذلك ويصرون أن يتعاملوا مع الإسلام على أنه كنيسة، وهذا خطأ منهجي ومعرفي في آن واحد!
ليس الفقراء وحدهم الذين يكرهون الأنظمة المستبدة كليا، وإنما المثقفون الحقيقيون الشرفاء أيضا يكرهونها، لأنها مستبدة وقامعة وفاشلة، وبعضها خائن وفاسد وعميل لأعداء الأمة يفسد في بلاده ويهلك الحرث والنسل، وهذه الكراهية إن كانت قائمة بالفعل شرف كبير لأصحابها، لأنها تعبير عن إحساس حقيقي وشعور نقي بضرورة مواجهة الظالمين الطغاة.
ولكن المأساة تكمن في المثقفين الكذبة، أو مثقفي الحظائر الذي لا يستطيعون الابتعاد عن أقدام السلطة، أو النوم بعيدا عن أقدامها. إن هذه الأطراف لا تكفر، ولا تملك هذه الرفاهية، والتحريض على الانتخابات الديمقراطية لا يليق بالمثقفين الحقيقيين، لأن الانتخابات مربوطة بدورة زمنية يمكن لمن يخيب ظنه فيمن انتخبهم أيا كانوا أن يرفضهم، ولا ينتخبهم، وهو ما حدث في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس أخيرا.
من أعجب ما يقال أن فتح باب الديمقراطية على مصراعيه سيذهب بالنتائج إلى المسلمين أو ما يسمى بالحركات التي جعلت من الدين مطية سياسية. ويعدون ذلك من نقائص الديمقراطية نفسها التي جاءت بهتلر، وموسوليني، والدكتاتوريات اللاحقة، فهذا ما وصلت إليه اجتهادات البشر!
في بريطانيا وفرنسا وألمانيا نفسها التي أنبتت هتلر ديمقراطية اتفق عليها الناس، ويتداولون السلطة في تناغم اجتماعي ملحوظ، ولكن بعض مثقفينا يتجاهلون أن القوم الديمقراطيين في هذه الدول ليس لديهم عساكر جهلة يقودون بلادهم بالقمع والقهر ويصنعون ديمقراطية على مقاسهم إذا فكروا أن يقيموا لأنفسهم ديكورا يجمّل صورتهم القبيحة أمام العالم. ولذلك ينقضون على كل حلم وأمل بالتعايش والعدل والتسامح والرحمة.
إن الدين في بلادنا العربية ليس مطية للحكم بقدر ما هو مسوغ للطغاة أن يقتلوا المسلمين ويعتقلوهم ويطاردوهم، لأن وصول مسلم حقيقي إلى سدة الحكم سيوقف الفساد، ويتخلى عن مثقفي الحظائر، ويقيم العدل، ورحم الله مرسي الذي كان يقدم لضيوفه الشاي، فجاء من ينفق المليارات على بناء القصور والقلاع التي تحميه!
أجمل وافضل رد علمي ومنطقي!! بارك الله فيك.