نيويورك: قالت جامعة كولومبيا في نيويورك اليوم الأربعاء إن طلابها وافقوا على إزالة “عدد كبير” من عشرات الخيام التي نصبوها في حرم الجامعة الرئيسي في إطار احتجاج على الاجتياح الإسرائيلي لغزة.
وذكرت الجامعة في بيان أن تقديم المحتجين تنازلات يأتي في إطار اتفاق وافقت الجامعة بموجبه على تمديد الموعد النهائي لإزالة جميع الخيام لمدة 48 ساعة من منتصف الليلة الماضية، مشيرة إلى إحراز “تقدم كبير” في المحادثات.
ولم يتسن الاتصال بممثل المتظاهرين، الذين احتلوا حديقة في وسط الحرم الجامعي العلوي في مانهاتن لعدة أيام، للتعليق.
وهددت الجامعة أمس الثلاثاء باستدعاء سلطات إنفاذ القانون لإزالة الخيام إذا لم يفعل الطلاب ذلك بحلول منتصف الليل. واعتقلت شرطة نيويورك يوم الجمعة أكثر من مئة متظاهر في المخيم بناء على طلب إدارة الجامعة.
وقالت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق في وقت متأخر من أمس الثلاثاء قبل الاتفاق على تمديد الموعد النهائي للمفاوضات إن “المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أفراد مجتمعنا… من الضروري أن نمضي قدما في خطة تفكيكه”.
وتعهد المتظاهرون بمواصلة الاحتجاج حتى توافق الجامعة على الكشف عن أي استثمارات مالية قد تدعم الحرب في غزة وسحبها والعفو عن الطلاب الذين منعوا من الحضور للجامعة بعد المشاركة في المظاهرات.
PRESS CONFERENCE HIGHLIGHT:
Arrested and suspended Jewish students at Columbia University reaffirm their commitment to Palestinian Liberation.
Solidarity with @JVPColumbia 🕊️#cu4palestine pic.twitter.com/alQtiaUaVe— Columbia Students for Justice in Palestine (@ColumbiaSJP) April 24, 2024
وأضافت الجامعة أنه بالإضافة إلى إزالة عدد كبير من الخيام، وافق زعماء الطلاب على التأكد من أن أي شخص غير منتسب للجامعة سيغادر الحرم الجامعي، وعلى أن يتوافق أي نشاط مع قواعد السلامة من الحرائق، وعلى أن يمتنع المتظاهرون عن استخدام أي لغة للتمييز أو المضايقة.
وتعد جامعة كولومبيا واحدة من جامعات عديدة في أرجاء الولايات المتحدة التي اشتدت فيها حدة الجدل حول غزة. واشتكى بعض الطلاب اليهود والإسرائيليين من بيئة معادية وتصريحات معادية للسامية جعلتهم يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي.
ويؤكد المتظاهرون أن الاحتجاجات سلمية وأن عددا قليلا من الدخلاء غير المرتبطين بحركتهم هم المسؤولون عن حدوث مواجهات بغيضة.
ومن المقرر أن يزور الجمهوري مايك جونسون رئيس مجلس النواب الحرم الجامعي بعد ظهر اليوم الأربعاء للقاء الطلاب اليهود وإلقاء كلمة والرد على أسئلة وسائل الإعلام. وتأتي الزيارة عقب انتقادات شديدة وجهها المشرعون الجمهوريون لرئيسة الجامعة بأنها سمحت بزيادة المعاداة للسامية والمضايقات.
ومنذ بدء الاحتجاجات على تصرفات إسرائيل في غزة في الخريف الماضي، استقال رئيسا جامعتي هارفارد وبنسلفانيا بعد عاصفة انتقادات مماثلة.
وحث 25 عضوا من الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي إدارة الرئيس جو بايدن أمس الثلاثاء على “استعادة النظام” في الجامعات التي يشعر فيها الطلاب اليهود بتهديد.
واستطردت نعمت قائلة “أريد أيضا أن أوضح أننا لن نتسامح مع أي سلوك للترهيب أو المضايقات أو التمييز”.
وأضافت “الحق في الاحتجاج ضروري ويتمتع بالحماية في جامعة كولومبيا، لكن المضايقات والتمييز يتناقضان مع قيمنا ويشكلان إهانة لالتزامنا بأن نكون مجتمعا يسوده الاحترام المتبادل والرحمة”.
وأثارت نعمت مخاوف من أن يؤدي اتساع نطاق الاحتجاجات إلى تعطيل احتفالات التخرج المقررة في 15 مايو أيار.
وقالت إدارة شرطة نيويورك إنها لن تتعامل مع التعدي على ممتلكات الغير أو انتهاكات قواعد التخييم إلا حين تستدعيها سلطات الجامعة للتدخل لأن الحرم الجامعي ملكية خاصة، لكنها ستتصرف من تلقاء نفسها في حالة وقوع جرائم عنف.
(رويترز)