جاويش أوغلو يهاجم أمريكا وروسيا ويتوعد بعملية عسكرية جديدة في سوريا

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

إسطنبول – «القدس العربي»: بعد يوم واحد على تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقيام بعملية عسكرية ضد الوحدات الكردية شمالي سوريا، حمل وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو روسيا والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية الهجمات التي يشنها التنظيم على الأراضي التركية والجيش التركي في سوريا، متوعداً بعملية عسكرية جديدة، في مشهد أعاد إلى الأذهان الأجواء التي سبقت العمليات العسكرية التركية السابقة في سوريا.

التهديدات التركية تتركز حول تل رفعت ومنبج وعين العرب

ونفذت تركيا سابقاً عملية عسكرية واسعة استهدفت تنظيم «الدولة» بدرجة أساسية تحت اسم «درع الفرات» في منطقة الباب ومحيطها، قبل أن تنفذ عملية «غصن الزيتون» ضد الوحدات الكردية في عفرين، ولاحقاً عملية «نبع السلام» ضد الوحدات الكردية في رأس العين وتل أبيض، لكنها ما زالت تسعى لإخراج الوحدات الكردية من مناطق مركزية أبرزها تل رفعت ومنبج غربي نهر الفرات ومنطقة عين العرب/كوباني شرقي النهر.
وفي مؤتمر صحافي في العاصمة أنقرة، قال جاويش أوغلو: «روسيا والولايات المتحدة مسؤولتان أيضًا عن هجمات ي ب ك/ بي كا كا الإرهابية (..) ولم تلتزما بتعهداتهما» مكرراً عبارة التهديد المعتادة للمسؤولين الأتراك بالقول: «يجب علينا الاعتماد على أنفسنا والقيام بما يلزم» متهماً الوحدات الكردية بإطلاق صواريخ بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي التركية. وذكر جاويش أوغلو بالاتفاقيات المنفصلة التي توصلت إليها تركيا مع أمريكا وروسيا عقب عملية «نبع السلام» التي نفذها الجيش التركي في منطقتي رأس العين وتل أبيض عام 2019، مشيراً إلى أن البلدين لم يلتزمان بتعهداتهما بسحب الوحدات الكردية وأسلحتها بعمق 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية بعيداً عن الحدود التركية.
وأضاف الوزير التركي: «على روسيا إبعاد إرهابيي «ي ب ك/بي كا كا» المتواجدين في مدينتي «تل رفعت» (شمالي حلب) و»منبج» (شمال شرقي حلب)».
وتابع: «للأسف لم يتم الوفاء بهذه الوعود، لذلك فإن روسيا والولايات المتحدة مسؤولتان عن الهجمات الأخيرة على المدنيين في هذه المنطقة، لأنهما لم تلتزما بتعهداتهما» وهدد بالقول: «سنفعل كل ما يلزم لتطهير هؤلاء الإرهابيين من هذه المناطق».
والأحد، قتل عنصران من الشرطة التركية الخاصة في هجوم للوحدات الكردية قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنه انطلق من منطقة تل رفعت، وتزامن الهجوم مع تفجير سيارة مفخخة في مدينة عفرين أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين وتقول تركيا إن تنظيم ب ي د ينفذ هذه الهجمات انطلاقاً من تل رفعت وعين العرب/كوباني، كما أطلقت لأول مرة منذ أشهر صواريخ من سوريا نحو الأراضي التركية سقطت على قضاء «قارقاميش» التابع لولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا واتهمت مصادر تركية الوحدات الكردية بتنفيذ الهجوم انطلاقاً من منطقة عين العرب/كوباني شمالي سوريا.
والثلاثاء، أعرب الخارجية الأمريكية عن إدانتها للهجمات عبر الحدود ضد «حليفة الناتو تركيا» مقدمة تعازيها لأسر الشرطيين التركيين اللذين قتلا الأحد الماضي في الشمال السوري، وهو ما عقب عليه وزير الخارجية التركي بغضب قائلاً: «الآن تصدر الولايات المتحدة بياناً وتقول فيه: ندين الهجمات على حليفنا (تركيا) من سوريا.. من الذي يقدم الأسلحة لهؤلاء الإرهابيين ومن يدربهم؟ أنت (واشنطن) تقدم لهم السلاح وتدربهم ثم تصدر بيان إدانة شكلي، سوء النية واضح جدًا هنا». والاثنين، اعتبر أردوغان أن صبر بلاده قد نفد اتجاه الهجمات في شمالي سوريا، وعقب ذلك التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أقار مع رئيس هيئة الأركان وقادة القوات الثلاث وكبار قادة الجيش.
وتعتبر تركيا أن معظم الهجمات التي تستهدف قواتها يتم التخطيط والإعداد لها وتنفيذها أحياناً انطلاقاً من منطقة تل رفعت التي تسعى أنقرة للسيطرة عليها منذ سنوات دون جدوى حيث ترفض روسيا بشكل مطلق دخول القوات التركية للمنطقة فيما ترى أنقرة أن روسيا والنظام السوري متعاونان مع الوحدات الكردية.
وينذر التصعيد الأخير بإمكانية حصول صدام بين روسيا وتركيا لاسيما أن المدفعية وقاذفات الصواريخ التركية ترد على مصادر هجمات الوحدات الكردية في محيط مارع وتل رفعت منبج وهي جميعها مناطق تتواجد فيها قوات روسية، حيث ردت الطائرات الحربية الروسية بقصف مناطق تواجد المعارضة المدعومة من تركيا في محيط مارع ومناطق أخرى كانت هادئة لفترة طويلة وهو ما رات فيه مصادر محلية سورية رداً روسياً على الضربات المدفعية التركية.
وعلى الرغم من التهديدات السياسية التركية بالقيام بعملية عسكرية جديدة، إلا ان التطورات على الأرض لا توحي بقرب عملية كبيرة في وقت قريب حيث لم تبدأ أي عمليات واسعة لنقل حشود وتعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية، ويعتقد أن هذه التصريحات تهدف في مرحلتها الأولى إلى الضغط على روسيا والولايات المتحدة لوقف هجمات الوحدات الكردية وفي حال فشل هذه الجهود يمكن أن تبدأ أنقرة بالفعل بالإعداد لعملية جديدة بعد اكتمال الاستعدادات العسكرية التي ستبقى مرهونة بالحسابات السياسية المعقدة بين أنقرة من جهة وواشنطن وموسكو من جهة أخرى.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية