بيروت- “القدس العربي”:
شهدت الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة الأربعاء انحساراً محدوداً للتوتر من قبل حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد دام الهدوء الحذر على الجبهة حتى ما بعد الظهر حيث استهدف حزب الله ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة، كذلك استهدف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا وموقع الحدب المقابل لبلدة يارون.
وتزامن هذا الاستهداف مع إطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه إصبع الجليل، حيث سقطت صواريخ في محيط كريات شمونة، وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن حوالي 20 صاروخاً أطلقت نحو منطقة الجليل.
وقد ردّت المدفعية الإسرائيلية على أطراف حولا ورب ثلاثين ومركبا واللبونة جنوب الناقورة والعديسة في القطاع الشرقي ومنزلاً في حولا.
واتسعت رقعة القصف لتطال أطراف عيتا الشعب ويارون وتلة سعسع عند أطراف بلدة رميش إضافة إلى قرية سردا قرب مركز للجيش.
وكان القصف الإسرائيلي استهدف صباحاً محيط بلدات الناقورة وطيرحرفا وشيحين والجبين وعدداً من المناطق في القطاع الغربي، كما استهدف القصف المتقطع الخيام، وأطراف عيتا الشعب وبليدا وسهل مرجعيون تل النحاس، وأطراف برج الملوك.
وقد لفت نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أنه “لا خيار أمامنا إلا أن ندافع بالغالي والرخيص عندما تحصل حرب ضدنا من قبل إسرائيل وبالتالي لا نُسأل إذا حصلت الحرب لماذا تقاومون؟”، وقال في حديث إلى صحيفتي “الموندو الإسبانية” و”كورييري ديلا سيرا” “إذا كان البعض يريد أن يعلم إذا كنا نخشى من تهديدات إسرائيل فنحن لا نخشى منها، وإذا قررت إسرائيل حرباً فسنواجه بكل ما أوتينا من قوة لنسقطها ولنا كل الثقة أننا سنربح كل حرب ممكن أن نخوضها مع الكيان الإسرائيلي”.
وأضاف: “أما هل ستحصل الحرب الآن أم لا، فهذا مرتبط بالتطورات التي تحصل في غزة ومرتبط أيضاً بقرار إسرائيل أن تبادر في الحرب، وهذه من الأمور التي نجهلها الآن”.
جلسة قريبة لمجلس الأمن لبحث تطبيق القرار 1701.. وحزب الله: إذا قررت إسرائيل حرباً سنواجه
وعما إذا كان الحزب يوافق على بعض ما حصل في عملية 7 تشرين الاول/ أكتوبر، قال قاسم: “يجب أن نركز على الهدف الأساسي مَن الذي سبّب 7 تشرين؟ الجيش الإسرائيلي المحتل هو من سبّب 7 تشرين، 7 تشرين هي ردة فعل ومقاومة. هل سمحت لكم الفرصة أن تعدوا المدنيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ 75 سنة لتروا عشرات ومئات الآلاف من الشعب الفلسطيني من الذين قتلوا أو جرحوا أو سجنوا من دون أي مبرر سوى أنهم أصحاب الأرض! لتسألوا هذا السؤال عن عدد محدود أثناء عملية شريفة مبررة”.
ولدى سؤاله ألا يحق لإسرائيل بالأمن؟ أجاب: “يجب أن نسأل لماذا تستمر إسرائيل باحتلالها ولماذا تغطيها أمريكا والدول الكبرى؟ عليهم أن ينهوا الاحتلال لإعادة الاستقرار لفلسطين والمنطقة”. وختم “نحن نبدأ من أن فلسطين للفلسطينيين وإسرائيل محتلة، إذاً يجب أن نعالج مشكلة الاحتلال لا مشكلة المقاومة ضد الاحتلال”.
من جهته، علّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على فيديو للمستشار الألماني أولاف شولتس يقول فيه إنّ إسرائيل تتصرف وفقًا للقانون الدولي في الدفاع عن نفسها ضد “حماس”، وإن الاتهامات الموجهة ضدها سخيفة، وكتب على منصة “إكس”: “ربما يحتاج المستشار إلى علاج في الجبل السحري”.
Maybe the chancellor needs a cure at the Magic Mountain https://t.co/4hyJrtqHRg
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) November 15, 2023
وكانت أوضاع غزة والجنوب محور اللقاء الذي جمع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بالسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، وأكد بو حبيب “أن إسرائيل لا تدافع عن نفسها اليوم، بل هاجسها الانتقام الأعمى”.
على خط المعارضة، خاطب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الجمعية العامة ولجنة العلاقات الخارجية البرلمانية في حزب الشعب الأوروبي قائلاً “ما نشهده اليوم في الشرق الأوسط هو نتيجة فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، وأكد أنه “لا يجوز اختصار لبنان بحزب الله، فاللبنانيون لا يريدون الانجرار إلى الحرب، ولكن البلد مختطف من قبل ميليشيا مسلحة تصادر قراره ومؤسساته”، لافتاً إلى “أن اللبنانيين يريدون العيش بسلام ويتطلعون للحرية والانفتاح على العالم ويرفضون الانجرار إلى حرب”.
ورأى الجميل أنه “على الاتحاد الأوروبي أن يتّخذ موقفاً أكثر صرامة ووضوحاً بشأن زعزعة استقرار المنطقة وبلدي لبنان”.
أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي عرض في معراب مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في غزة وجنوب لبنان قبيل توجهها إلى نيويورك، فأعلن أنه “لا يجوز إبقاء الفلسطينيين دون دولة ترعاهم وتسيّر شؤونهم ومصالحهم”، مشدداً على “ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية على قاعدة حل الدولتين الوارد ضمن إعلان بيروت 2002، بغية تأمين الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
واعتبر جعجع أن “ما يحصل في الجنوب اللبناني لا يخدم أحداً خصوصاً لبنان وشعبه”، وقال: “من هنا، وجوب ضمان الاستقرار على الحدود من خلال إعادة ترسيخ مفاعيل القرار 1701 وحسن تطبيقه، على أن يتولى الجيش اللبناني هذه المهمة بمؤازرة قوى حفظ السلام الدولية، عندها نكون حافظنا على أمن وسلامة اللبنانيين وحمينا مصالحهم وأنقذناهم من النيران المستعرة في الجنوب”.
وزارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر للبحث في القرار الدولي الرقم 1701.
وأعلنت فرونتسكا بعد اللقاء: “أردت، بعد قمة الدول العربية في الرياض، أن التقي الرئيس ميقاتي ونتبادل الآراء خصوصاً وأن مجلس الأمن سيعقد في 22 تشرين الثاني اجتماعاً للبحث في القرار 1701 والتطورات الجديدة في لبنان”.
كذلك زارت فرونتسكا وزير الخارجية الذي طلب منها “إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة تقديرنا لموقفه في مقابلته الأخيرة مع الـCNN، لا سيما تعبيره عن الصوت الأخلاقي والإنساني دفاعاً عن الأطفال والمدنيين في غزة”، معتبراً ان “التصريحات والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتدمير لبنان تشكل خرقاً فاضحاً للقرار 1701″، ولافتاً إلى أن “التطرف الإسرائيلي يجلب الكوارث والاعتدال يجلب السلام”.