جبهة العمل الإسلامي الأردني: مشاركتنا بالانتخابات حق دستوري لا يصح وصفه بالعودة لبيت الطاعة الحكومي

حجم الخط
0

القاهرة – د ب أ – انتقد محمد الزيود الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة بالأردن)، وصف البعض لقرار حزبه بالمشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة بأنه عودة لبيت الطاعة الحكومي، مشدداً على أن الحزب لم يكن يوماً خارج العملية السياسية.

وقال الزيود “الهدف الذي من أجله تتشكل الأحزاب هو المشاركة بالعملية السياسية … فهل يصح إذن وصف ممارستنا لدورنا بالحياة السياسية ولحقنا الدستوري بكونه عودة لبيت الطاعة الحكومي … لم نكن يوما نداً للدولة أو خارج المعادلة السياسية أو غير معترفين بالعملية الانتخابية”.

وأوضح “نعم قاطعنا الانتخابات في دورتي عامي 2010 و2013 ، وذلك بسبب رفضنا لقانون الصوت الواحد، ولكن مع تغير القانون وتعدد الأزمات والتحديات التي تواجه الوطن رأينا ضرورة المشاركة … وفي كل الأحوال قرار المشاركة أو المقاطعة يعد ممارسة سياسية مسؤولة”.

ونفى الزيود وجود أي علاقة بين قرار حزبه بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وبين قرار قيادة جماعة الإخوان تعيين لجنة مؤقتة لإدارة شؤونها في ظل تعذر انتخاب قيادة جديدة .

وقال الزيود “نحن حزب سياسي مستقل في قراراته … وليس لنا علاقة بالجماعة أو بما حدث من تغير في قيادتها … وقرار مشاركتنا في الانتخابات المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل هو قرار حزبي محض، تم اتخاذه بعد دراسة تمت على مدار الفترة الماضية وبعد اجتماع مجلس شورى الحزب، الذي يمثله قرابة الثمانين عضواً، بكامل نصابه القانوني … والجماعة في نفس التوقيت كان لديها استحقاق نظرا لانتهاء فترة ولاية قيادتها … ولكن التزامن غير مقصود”.

وشدد الزيود على أن” قرار الحزب بالمشاركة قد اتُّخِذ تقديراً للمصلحة العليا للوطن وما يواجهه من تحديات داخلية وخارجية، وليس، كما يتردد، بادرة من أجل التصالح مع النظام أو مسعى لرفع التضييق عن الحركة الإسلامية”.

وأوضح “التضييق بالأساس كان موجه للجماعة، فهي التي تم إغلاق مقرها وواجهت اتهامات بافتقاد الشرعية والترخيص”، ولكنه استدرك بالقول “بعض التضييق قد لحق بالحزب أيضاً كون أن نسبة كبيرة من أعضائه هم بالأساس أعضاء بجماعة الإخوان”.

ونفى الزيود تسلم الحزب أو قياداته لأي” إشارات أو رسائل من القصر في الفترة الأخيرة تم خلالها دعوته بشكل مباشر أو غير مباشر للمشاركة بالانتخابات المقبلة”.

وحول رؤيته للحكومة الجديدة برئاسة هاني الملقي، قال الزيود “هي حكومة مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات، وربما فرض المزيد من الضرائب والضغوط الاقتصادية على الشعب”.

ورفض الزيود اعتبار أن ما آلت إليه أوضاع الحركة الإسلامية في الأردن كان سببه استقواء واستعلاء القيادة السابقة لجماعة الإخوان المسلمين برئاسة همام سعيد، واستغلالهم الظرف السياسي لما يعرف بثورات الربيع العربي، ووصول الإسلاميين لسدة الحكم بعدد من دول المنطقة.

وقال :”لا أبداً، لم يكن هناك استقواء على النظام، والجماعة منذ تأسيسها قبل 70 عاماً وهي تفتح قلبها للحوار المسؤول لما فيه مصلحة البلد، ولم تستعلِ أبدا ولم تغلق أبواب الحوار بينها وبين السلطة، وإنما جاء غلق أبواب الحوار من قِبل الحكومات المتعاقبة”.

واتهم أمين عام الحزب من وصفهم بـ”القوى المتنفذة بالمجتمع” بالوقوف وراء الأزمة الراهنة بين الدولة والحركة الإسلامية وتحديداً جماعة الإخوان.

وأوضح “سبب الأزمة هو أن الحركة الإسلامية كانت خلال فترة الربيع العربي تمثل رأس الحربة في المطالبة بالمزيد من الإصلاحات السياسية، التي تجعل المواطن شريكاً في صناعة القرار السياسي بالأردن.وهناك بعض القوى المتنفذة بالمجتمع، والتي لديها أجندات خاصة، رأت في تلك المطالبات خروجاً على بيت الطاعة الحكومي، وبالتالي أرادت إيصال رسالة للجماعة عبر الضغط والتضييق عليها ومصادرة جزء من ممتلكاتها، ولكن الجماعة متجذرة بالمجتمع ولها وجود بكل مدينة وقرية وربما بكل شارع، وبالتالي كل تلك الإجراءات التي تقوم بها السلطة لن تأتي إلا بعكس ما تتوقع وتتمنى، وهو إعطاء الحركة الإسلامية المزيد من القوة والزخم”.

وبالرغم من إعلان حزبه استعداده للتحالف مع أي قوى أو أحزاب أو رموز سياسية وعشائرية ودون أي شروط، فقد استبعد الزيود بشكل مطلق إمكانية التحالف مع “جمعية الإخوان المسلمين” برئاسة عبد المجيد الذنيبات خلال الانتخابات، وقال “الجمعية المرخصة ليس لها وزن بالشارع وعدد أعضائها لا يتجاوز العشرات، بينما جماعة الإخوان الأم بها عشرات الآلاف من الأعضاء”.

وكان عدد من قيادات الجماعة قد انشقوا عنها وأسسوا “جمعية الإخوان المسلمين” وحصلوا على ترخيص رسمي بالعمل العام الماضي.

كما استبعد الزيود بشكل مطلق أن تؤثر الانشقاقات والخلافات الداخلية بالجماعة والحزب على نتائجه في الانتخابات.

وأوضح :”الانشقاقات بسيطة جداً وتحدث بكل الأحزاب والهيئات … ونحن نصنف من قبل الجميع على أننا المكون السياسي الأول بالبلاد”.

ورفض الإفصاح عن النسبة التي يتوقع أن يحصل عليها الحزب في الانتخابات، مكتفياً بالقول إن “الحزب سيحقق نتيجة مريحة إذا تم ضمان نزاهة العملية الانتخابية في كل مراحلها”.

وحذر الزيود من أن “أي مضايقات سيتعرض لها حزبه خلال العملية الانتخابية ستؤدي إلى تضرر سمعة الحكومة والنظام، خاصة في ظل ما يرددانه بصورة مستمرة حول تعاطيهما الإيجابي مع كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني”.

واختتم الزيود حديثه بتأكيد إدانته للهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر المخابرات الأردنية في مخيم البقعة وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وقال “بالطبع ما حدث جريمة … ونحن حريصون على إدانة كل من تبيح له نفسه قتل الأبرياء”، مضيفاً “لدينا ثقة في ما أكده المسؤولون الأردنيون من أنه لا توجد جرائم إرهاب منظم بالأردن”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية