تونس – “القدس العربي”: أثار نائب تونسي جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما شبّه مرضى كورونا المخالفين للحجر الصحي بـ”الإرهابيين”.
ودوّن هشام العجبوني على صفحته في موقع فيسبوك: “ما الفرق بين الإرهابي الذي يحمل حزاما ناسفا والمريض بكورونا الذي لا يلتزم بالحجر الصحّي الذاتي أو الإجباري ويُعرّض عمدا حياة غيره للخطر؟”.
وتعرّض العجبوني لانتقادات كبيرة بسبب هذه التدوينة، حيث دوّن الناشط نجيب رحيّم: “سيدي النائب، المصابون بكورونا هم ضحايا، أمّن لهم الغذاء والخدمة الصحية، وقرّب لهم خدمة الطوارئ 190، وتأكد أن 90 في المئة منهم سيلتزمون بالمكوث في بيوتهم”.
وأضاف: “من أسباب العمل الإرهابي: الجوع والتهميش والمحسوبية وقلة الوعي. والحد من هذه الظواهر، يقلّص عدد الإرهابيين ويؤمن السلم الاجتماعي ويعوض المعالجة الأمنية للإرهاب بنظيرتها الاقتصادية والاجتماعية”.
وخاطبت الناشطة أميمة مهدي العجبوني بقولها: “سيدي النائب أنت مُشرّع قبل كل شيء، وكل كلمة تقولها لها وقع عند الناس، وهذه المقارنة ليست في محلها. كما أن التشريع في المادة الإرهابية لا يقول بهذا الرأي. كما أن توظيف كلمة إرهابي في هذا السياق يحمل خطورة استخدام كلمة جنرال لنعت وزير الصحة. فكل كلمة لديها وقعها عند الرأي العام وخاصة عندما تصدر عن نائب شعب. لذلك يجب أن نجد طرقا أخرى مختلفة كليا لتوعية الشعب بخطورة وباء كورونا”.
ورد العجبوني على هذه الانتقادات بالقول: “أنا لم أصف المريض بالإرهابي. ما قصدته هو أن الإرهابي الذي يحمل حزاما ناسفا يتسبب في قتل الأبرياء، والمريض بكورونا الذي لا يلتزم بالحجر الصحي الذاتي أو العام ويتعمّد الخروج والمصافحة والتقبيل وعدم احترام مسافة الأمان يتسبب كذلك في قتل الأبرياء (أفراد عائلته وأصدقائه وجيرانه وغيرهم). ليس هنالك أي حلّ للحد من انتشار العدوى وتفادي المزيد من الضحايا إلا احترام الحجر الصحي الذاتي أو العام”.
وكانت الحكومة التونسية حذّرت من خروج وباء كورونا عن السيطرة بسبب تزايد الاستهتار من قبل المواطنين بإجراءات الحظر الصحي المفروض في البلاد، متوعدة بتشديد العقوبات على المخالفين، فضلاً عن توجيه تهمة “القتل غير المتعمد” ضد المتسببين بنقل الفيروس إلى الآخرين.
عدد من الناس مصابون بالكورونا واخفوا ذلك وعندما وقع منعهم من الخروج تحايلوا عدة مرات بطرق مختلفة. ربما النائب يقصد هذه الفئة التي تضر بالغير وتهلك ارواح الناس عن تعمد وقصد.