لننطلق من هذا التساؤل عن علاقة الفيلسوف بالعلوم النظرية التي لا يمكن أن تكون سوى برهانية، وليست جدلية، فالبرهان غاية نفوس السعداء «من ذوي العدل من النعيم واللذة». والسفسطة غاية نفوس الأشقياء الحيارى، وبعبارة أخرى «هل كان ابن رشد يسعى من خلال تقديمه
للسياسة كعلم نظري برهاني، إلى جعلها مهنة للسعداء فقط؟ وهل بإمكان الأشقياء أن يسعدوا الناس؟
وإلا ما معنى هذه العلاقة بين علم السياسة ومرتبة السعداء؟ بل كيف يكون علم السياسة ممكنا بدون أن يتقدمه علم الأخلاق والفلسفة؟
لنفترض أن ابن رشد لم يكتب هذا النص السياسي الوحيد، وظل مخلصا لمهمة الشارح المخلص لأرسطو، كما طلب منه وحداني التسلط، فهل كان أمير المؤمنين سيكرمه ويسمح له بتأسيس أكاديمية رشدية، كما هو الحال مع أكاديمية افلاطون؟ ولنفترض أيضا أن إهداء هذا الكتاب كان موجها إلى الخليفة بدلا من الأمير أبي يحيى الذي طلب منه تلخيص الكتاب، فهل كانت الفلسفة ستستمر في بناء النهضة العلمية والفكرية؟ والحق أن الفلسفة لا تزدهر في أمة إلا بالمقدار الذي توجبه السياسة المدنية، فهي بنت المدينة الفاضلة التي ينبغي أن يكون رؤساؤها حكماء، وبما أن المدينة لا تكون سعيدة إلا بالسعداء، وبلغة ابن باجة فمدينة السعادة لا تتحقق إلا بمرتبة النظار، فإن استراتيجية ابن رشد في تلخيصه لسياسة أفلاطون كانت تعتمد على التربية والتعليم، باعتبارهما التأسيس الأبستيمولوجي للسياسة، إذ لا يمكن للمدينة أن تحقق كمالها إلا بالإنسان الكامل «وبما أن الفضيلة التي تنتج عن اجتماع الحكمة والشجاعة والعفة على مستوى النفس هي العدل، فكذلك الشأن في المدينة، يكون نظام الحكم فيها عادلا إذا تحقق فيها التوافق والتوازن بين طبقتها، بحيث يقوم كل منها بما هو مؤهل له، وهذا يحصل عندما يكون الفيلسوف هو الرئيس».
وإذا لم يكن الفيلسوف هو رئيس المدينة الفاضلة تتحول إلى مدينة جاهلة، وبلغة ابن رشد، إن نسبة الفضائل في أجزاء المدينة، هي كنسبة القوى النفسانية في أجزاء النفس، فتكون هذه المدينة حكيمة في جزئها النظري، أعني تكون مرتبطة بالعقل، عقلانية وليست ثيولوجية، فالمهم في المدينة ليست مساحتها وعمرانها وخيرها، بل أهلها، إن كانوا فضلاء، كانت فاضلة، وإن كانوا جهلاء كانت المدينة جاهلة. والشاهد على ذلك ما نشاهده في زمننا هذا ومدننا هذه، فكلما كان المدبر حكيما وعاقلا في تدبيره، تأثرت المدينة به، ذلك أن نشر المعرفة بواسطة العلم والفلسفة والفن، سيساهم في ازدهار السياسة والاقتصاد، لكن هل يمكن تشييد المدينة الفاضلة على أرض جاهلة؟ وما هي الخصال المطلوبة في رئيس هذه المدينة؟ وهل هناك من صعوبة في وجود هذا الرئيس الحكيم وإمكانية قيام المدينة الفاضلة؟ سيكون أمير المؤمنين محبطا من هذا النقد الرشدي، حتى لو كان يفسر آراء أفلاطون، يضاف إلى ذلك إن المنصور الذهبي كان قائدا عسكريا غير مهتم بالعلم والفلسفة، فهو جاهل بالذات عالم بالعرض، ولا يسمع سوى للنظار، ولذلك فإن أزمته النفسية هي في الواقع أزمة فلسفية، فحين يتم إخباره بالنقد الرشدي للمدينة الجاهلة سيعتقد أن هذا النقد موجه إليه، خاصة أن ابن رشد يصفه بوحداني التسلط. ويشير إلى مأساة عصره، باعتبارها مأساة معرفية.
هناك أسئلة قلقة تنتشر على مساحة كبيرة من كتاب السياسة لابن رشد، وكلها تقود إلى هدف واحد وهو نقد الاستبداد الديني بواسطة السياسة المدنية، نشأة الدولة المدنية إعلان عن نهاية الدولة الدينية، وأول هذه الأسئلة؛ من يكون وحداني التسلط؟
بإمكان السياسة ان تعجل بنهاية الفلسفة، خاصة إذا كانت سياسة جاهلة ومن يدبرها جاهلا، فكل ما يتناقض مع طموحه المرتبط بالمال والسلطة واللذة، يقوم بإزاحته بعنف، لا يهمه أن يقول الفيلسوف إن الأقاويل البرهانية تحافظ على فضيلة السياسة، والأقاويل الجدلية تعجل بتجريدها من الحكمة والفضيلة «وأما المقالة الأولى من هذا الكتاب فكلها أقاويل جدلية وليس فيها برهان إلا ما كان عرضا، ولذلك لم نفسرها». كم هو جميل أن يقول الفيلسوف بشجاعة إن الجدل لا يمكن تفسيره، لأنه مفسد للمدينة، مع العلم أن المتكلمين كانوا يهيمنون على الدولة الموحدية، لأنهم يشكلون الأطر المعرفية.
هناك أسئلة قلقة تنتشر على مساحة كبيرة من كتاب السياسة لابن رشد، وكلها تقود إلى هدف واحد وهو نقد الاستبداد الديني بواسطة السياسة المدنية، نشأة الدولة المدنية إعلان عن نهاية الدولة الدينية، وأول هذه الأسئلة؛ من يكون وحداني التسلط؟ من هو الطاغية الذي يكره المدينة الفاضلة ويمجد المدينة الجاهلة؟ وبعبارة رشدية، من حول السياسة الفاضلة إلى السياسة الكرامية في الأندلس؟ بل من حرمنا من الأندلس؟ ألا يكون هذا الطاغية الذي زعزعه النقد الرشدي؟
يتحرك النص الفلسفي في اتجاه صياغة بيان سياسي يدين الطاغية المنصور ودولته الاستبدادية، ولذلك يقول الفيلسوف؛ «وهذه الأعمال جميعا من أعمال رئاسة وحدانية التسلط، وهي شيء بين في زمننا هذا ليس بالقول وحسب، ولكن أيضا بالحس والمشاهدة». ربما تكون هذه الشجاعة على مهاجمة الاستبداد الموحدي، أفضل من جبن الأحزاب السياسية الراهنة التي تقدس الاستبداد، من أجل السلطة والمال، ولعل الجابري كان معجبا بشجاعة الفيلسوف ابن رشد، وبعمق نقده للاستبداد الثيوقراطي، حيث نجده يقول؛ «نستطيع أن نقول باعتزاز إن في تراثنا ما يستجيب لهمومنا السياسية المعاصرة، بل يتحدى شجاعتنا وقدرتنا لينوب عنا في نقد أساليب الحكم في مدننا هذه وزمننا هذا». ومعنى ذلك أن الجابري كان يخشى غضب الحاكم ويمارس التقية، ما لم يستطيع المفكر المعاصر فعله، ناب عنه ابن رشد، وبرهن على أنه فيلسوف بالحقيقة وليس بالشواهد العليا .
مهما يكن من قوة هذه الشجاعة، وإرادة الفيلسوف العظيمة، فإنه ظل يقاوم الاستبداد لوحده، بدون أن يكون منتميا لحزب سياسي أو نقابة، ومع ذلك فقد تحدى شجاعة الجابري الذي كان محميا بحزب سياسي عتيد، ونقابة قوية، لكنه لا يستطيع أن ينتقد الاستبداد في زمانه الذي كان شبيها بالاستبداد الموحدي في بنيته الثيوقراطية، وكان ابن رشد يسميه سياسة البيوتات، أي العصبية التي تقوم على القبيلة والعشيرة والعقيدة؛ «والاجتماعات في كثير من الممالك الإسلامية اليوم، إنما هي اجتماعات بيوتات لا غير، وإنما بقي لهم من النواميس الناموس الذي يحفظ عليهم حقوقهم الأولى».
كاتب مغربي
المنصور الذهبي؟ربما تقصد يعقوب المنصور الموحدي و هو الخليفة الذي عاصر ابن رشد بينما المنصور الذهبي من سلاطين الدولة السعدية
المغربي (عزيز الحدادي) نشر (إذ لا يمكن للمدينة أن تحقق كمالها إلا بالإنسان الكامل) تحت عنوان (جدل السياسة ونكبة ابن رشد) وبالنسبة لي هذه نكبة أهل المغرب العربي بشكل عام، وليس فقط فلسفة عزيز الحدادي، فليس هناك إنسان كامل، أو نظام كامل أو عادل، على أرض الواقع، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
وبخصوص عقلية تسريع عودة (المهدي/المسيح) المُنتظر
https://youtu.be/hjqUVa50XNY
يا زياد، بخصوص البقرة الحمراء،
السؤال، لماذا (سامري)، صنع الصنم، لبني اسرائيل، وبحضور هارون، أخ موسى، استطاع تمرير خزعبلات الكفر والشرك وعبادة الصنم، البقرة، عليهم؟!
واسم السّامريّ، هل يعني هو من أهل الحضارة السومرية أم لا؟!
فاللغة المسمارية الأبجدية، كانت من سومر، كبداية تدوين لغة الحضارة الانسانية، ولماذا فقط بعد السبي البابلي تم تدوين كتاب العهد القديم (التوراة) من كتاب الإنجيل، بعد هدم وتدمير دولة اليهود، في فلسطين، وأخذ كل شعب اليهود أسرى في بابل،
من أجل الاستفادة منهم بشكل إقتصادي، تماماً مثل ما قام به السّامريّ، أليس كذلك، أم لا؟!
أي هذا دليل آخر، على أن دولنا، ليس لديها مشكلة مع أهل الإيمان، فاليهودية، والمسيحية، والإسلام، ليس غريب أو أجنبي، مثل الروم (تركيا وما بعدها) أو الفرس (إيران وما بعدها)، بالنسبة لمن يقول الحمدلله، أنا لست هندي، بفلسفته أو حكمته، على أرض الواقع، بخصوص أي شيء له علاقة بالبقر، بالذات؟!
العراقية (هيفاء زنكنة) نشرت عنوان (النكبة هي ألا نقاوم) في نفس العدد، من جريدة القدس العربي،
بينما في الرابط التالي
https://youtu.be/h9Nt3hWqqAU
الفضائية الروسية ونجاحها في مناقشة تغريدة حمد بن جاسم، بخصوص من تاجر في شراء بيوت عقارات فلسطينية، لصالح كيبوتسات الشيوعية الجنسية، من أجل الربح المادي، من جهة،
ومن جهة أخرى، نجاح المذيعة بذكاء، في جرّه إلى مناقشة، تجربة (قطر) في موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني،
قبل غيرها، في موضوع التطبيع الابراهيمي في عام 2020، مع المغرب أو غيره من دول مجلس التعاون في الخليج العربي أو الفارسي،
وفي موضوع الإعلام الرابط
https://youtu.be/AAMUMLwxLnI
ألمانيا وفرنسا، وبقية دول الإتحاد الأوربي،
لماذا كان موقف الإعلام، يختلف عن موقف بريطانيا، وأمريكا، كردة فعل على أحداث عيد رمضان 2021، في فلسطين، حسب رأي (صابر مشهور)؟!
وبخصوص القبة الحديدية في الرابط
https://youtu.be/kQ-kGtg84KM
لماذا الآن، أصدرت الفضائية الروسية RT، تقرير يبدأ بجملة، تُبين وجهة نظر سلبية، بخصوص سلاح القبة الحديدية؟!
ما مدى مصداقية هذا التقرير، عن التكاليف، أو سوء أداء الوظيفة،
تجاه تكتيك أهل غزة في التعامل معه، من أجل إثبات فشله، أثناء أحداث عيد رمضان 2021؟