جرائم عصرية مروعة!

حجم الخط
38

لم أسمع من قبل عن رجل قتل أحد أطفاله لقهر زوجته (أمهم!).. لكن هذا النمط من الإجرام تكاثر مؤخراً.. ولا ينقضي شهر إلا وأقرأ عن جريمة من هذا النمط.. أي أن الأب يقتل أحد أطفاله ليدمي قلب الأم، زوجته كانت أم رفيقته. وهكذا قرأت مثلاً في مجلة «كلوسر» الفرنسية (22-7-21) عن رجل إسباني (توماس جيموند) هجرته رفيقة عمره بسبب عنفه نحوها، فما كان منه إلا أن قتل طفلة من طفلتيهما وهرب ومعه الطفلة الثانية، فهل يقتلها؟

العنف الزوجي (بالوكالة)!

توماس جيموند قتل الطفلة الأولى له ولشريكة عمره (أي ابنته!) ليقهرها ويدمي فؤادها، وهرب بالطفلة الثانية!.. مما لا شك فيه أنه حقق انتقامه من شريكة العمر التي هجرته، لكن ماذا عنه هو؟ ألم ينفطر قلبه وهو يقتل طفلته؟ وهل الحقد الزوجي أكبر من الحنان الأبوي؟ الشرطة تبحث عن هذا الرجل ومعه طفلته الثانية، التي ينوي قتلها (مع وقف التنفيذ حتى الآن!).
أنا كاتبة سورية شامية عتيقة، كان والدي الملجأ الأول لأبجديتي وجراحي، ولذا جريمة قتل أحد الآباء لولد من أولاده (أو بنت) جريمة مروعة حقاً، لكن ذلك يحدث!

يقتل ابنته بعد تعذيبها

وثمة حكايات يفضل المرء ألا يصدقها لأنها مؤلمة، هذا لو لم تنشر في منابر إعلامية راقية مع أسماء (أبطالها). هذا رجل سوري لعله ينتقم من زوجته السابقة بإذلال أطفالهما حتى الموت. وتسكت على ذلك زوجته الجديدة. وها هو يسجن ابنته (5 سنوات) في قفص من حديد مقيدة بالسلاسل ويحرمها من الطعام ويعذبها حتى الموت.
هذه الحكاية المروعة لا تصلح فيلماً لأنها لا تصدق، لكنها حدثت.
ألهذا الحد تخفي الطبيعة البشرية عفناً وشروراً؟ هذا النمط من القصص يؤلمني، وبالذات إذا مرت دون عقاب الأب المجرم لأنه كان محسوباً على أحد الفصائل العسكرية، ما منع الناس من الشكوى ضده أو إنقاذ الطفلة من «وحشيته» هل يعقل الصمت عن ذلك؟ وأتخيل ماذا يمكن أن يفعله هذا الوحش المتخفي في جسد رجل، ماذا يمكن أن يفعله لمعتقل لديه! أعتقد أن الصمت على حكاية كهذه جريمة بحد ذاتها!

الأطفال ضحية الشجار الزوجي!

كيف يمكن لأب أن يقتل طفلتيه ويلقي بجثتيهما في البحر، انتقاماً من أمهما، شريكته السابقة؟ لكن حدث ذلك في إسبانيا، وكم تألمت لقراءة هذا الخبر عن قتل رجل طفلتيه وحملهما في قاربه ليرمي بهما في عرض البحر.
وسرني أن اختفاء الطفلتين تسبب في خروج مظاهرات غاضبة.. فالنفس البشرية ليست كلها مفطورة على الشر. لكن المتظاهرين لم يخطر ببالهم أن اختفاء الطفلتين سببه قتل والدهما لهما!
أعتقد أن على من يريد الانتقام من شريكته السابقة الانتقام المباشر منها، فالأطفال ليسوا أدوات تعذيب للشريكة السابقة، بل هم بشر أيضاً وليسوا ملكاً له يستعملهم كما يشاء، وحتى بقتلهم نكاية بأمهم.

هل الأم بريئة من ذلك؟

مقابل هذه القصص المروعة، لا نستطيع تبرئة المرأة من استعمال الأطفال أداة انتقام كما يفعل بعض قاتلي أولادهم، لكن المرأة تكتفي غالباً بقهر الزوج السابق دون قتل الأطفال، لكن بحرمانهم من أهم ما في حياة الأطفال: الحضور الأبوي.
وكمثال، اخترت ممثلة شهيرة هي إنجلينا جولي التي اقترفت ذلك حين حرمت أولادها من والدهم، النجم براد بِت. فقد علمتهم كراهيته، وقلما يلتقون به، حتى أنه أقام الدعوى عليها لكي تكون حضانة أطفالهما مناصفة. وفي قصص كثيرة مشابهة، يقضي كل من الزوجين السابقين وقته مع الأولاد في زرع الكراهية في قلوبهم، وهذا نمط من أنماط القتل النفسي. وكل طفل بحاجة إلى أم وأب.

الطبيعة البشرية: حب وكراهية معاً!

مقابل هذه القصص المروعة عن قتل بعض الآباء لطفله نكاية بزوجته، هذا ناهيك عن انتقام المرأة من زوجها السابق بقتل حب أولادهما لوالدهم، وهو نمط من أنماط القتل والتشويه لنفسية الأطفال… نرى في هذه الحكايات أن النفس البشرية عارية من الأقنعة: حب وكراهية في آن، والأطفال يدفعون الثمن. وربما لذلك نتحمس لمشاهد الحب بين رجل وأمرأة على وشك الزواج، ونتمنى لهما ألا يقعا في فخ الكراهية الزوجية المتبادلة، وقد شهدت باريس مشهداً جميلاً للحب الذي لمّا (يتسخ) بعد.

يركع طالباً الزواج منها!

ثمة عادة غربية بأن يركع العاشق أمام الحبيبة ويطلب منها الزواج منه، وإذا قالت نعم -وهي غالـــباً ما تقولها- يتم الاتفاق على هذا المـــشهد (المسرحي) من قــــبل، ويفرح به جمهور مسرح الحـــياة.
آخر هذه المشاهد حدث في «شارع الشانزليزيه» في باريس يوم العيد الوطني الفرنسي الأخير.
العاشق ضابط في المدرسة الحربية، قال لزملائه إنه سيطلب الزواج من حبيبته في شارع الشانزليزيه الباريسي الشهير، وأوصى الحراس بتركها تمر إلى قلب الشارع، وهكذا انفصل لدقائق عن موقعه في الاستعراض العسكري وركع أمام المحبوبة أمام وسائل الإعلام العصرية، طالباً الزواج منها، وصفق الجميع حتى بعض الذين شاهدوا المشهد على شاشات التلفزيونات الفرنسية والعالمية… فالحب أجمل من الكراهية.. والرغبة في الحياة الزوجية المشتركة أبهى من الحقد المتبادل.. لكن، تبدأ قصص الحــب كلها على هذا النحو، ويأتي الزواج كخطوة إلى السعادة حيث لا يواجه المرء وحــيداً صـــعوبات الـــحياة، لكنـــها تنتهي أحياناً بالكراهية، حيث يركع الزوج للحقد ويقتل أحد أولاده نكاية بالزوجة ولإبقاء نار الحزن في قلبــــها إلى الأبد.
لكن مـــاذا عن قلبه، ألا يـــتألم الأب حــين يــقتل فلــذة كبده نكاية بزوجته وليسبب الألم؟ أم أنه قد يتألم أكثر منها ويفوت وقـــت الـــندم؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الأقدس وحامل العلامة الطاهرة النبوية:

    توفيق الحكيم قتل الاكاديمي في نفسه ليستيقظ الابداعي

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    ” لكن المرأة تكتفي غالباً بقهر الزوج السابق دون قتل الأطفال، لكن بحرمانهم من أهم ما في حياة الأطفال: الحضور الأبوي. ” إهـ
    قرأت بالصحف وشاهدت بالأخبار عن أمهات بالعراق يقتلن أطفالهن نكاية بالزوج!
    إحدى هذه الجرائم مصورة بكاميرة لأم تقذف بأطفالها من فوق الجسر ليغرقوا بالنهر!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    لي أطفال من طليقة بإحدى الدول العربية أتراسل معهم كل يوم بالصوت والصورة عن طريق الواتساب وكأني معهم!
    أصرف عليهم ببذخ لأعوضهم عن عدم تواجدي معهم, ولتدخن أمهم الأرجيلة بكافة النكهات!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      ههه الظاهر إنك مبحبح ياأخي الكروي. ماذا عن العاطفة الأبوية يعني هل تلتقي بأطفالك وخاصة أن الرحلة بالنسبة لك ماديًا ممكنة بسهولة، الاهم إلا إذا تعذر الأمر لأسباب قاهرة مثلًا

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    الشخص الذي يقتل أطفاله هو شخص بلا عقل, أي غير مدرك لما يفعله, نفس الشيئ ينطبق على الحيوانات!
    شاهدت دجاجة تتقاتل مع أفعى للدفاع عن فراخها!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول أفانين كبة - كندا:

    الكثير من هذه الحوادث تحصل عندما يصل الزوجين الى مرحلة الطلاق حيث القانون في الغرب دائما يكون لمصلحة الأولاد ولا ينحاز لأحد الوالدين ، وغالبا ما تُعطى الحضانة الى الأم مع تعهد الزوج بدفع مبلغ شهري للزوجة وللأولاد وهذا ما يكلف الزوج الكثير ويزيد من ضغط الحياة عليه ويشعر بالعجز والأنهيار ويصل الى أن يفقد السيطرة على نفسه ، فمتطلبات الحياة أصبحت كثيرة ومتعبة وأكثر إرهاقا . وأحيانا يحصل هذا في حالة عدم نضوج الزوجين وصغر عمرهما و قلة تجربتهما في الحياة ، فالأولاد مسؤولية كبيرة ، فمن لا يستطع أن يتحمل مسؤوليتهم فلا يأتي بهم الى هذه الحياة ، فالأنسان ليس مُلزم أن ينجب أولاد إرضاءاً للمجتمع .

    أفانين كبة – كندا

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أختي أفانين، تدكرت المثل الذي يقول على قد بساطك مد أرجلك! بمعنى أخر ليس متطلبات الحياة بالدرجة الأولى وإنما كثير من الناس لايقدرون قدرتهم على سد متطلبات الحياة فيقعون في صعوبات ويرمون بثقل الصعوبات على الأخر ثم يفقدون عقولهم إذا لم بتداوكوا الأمر وهو أمر دائمًا ممكن إذا أراد الإنسان بقليل من التفكير لكن طبعًا الثقافة الإجتماعية وطروف أخرى قد يكون لها دور قاسي!

  6. يقول عمرو - سلطنة عمان:

    أصبح العنف يجتاح العالم العربي وبات هذا واضحا من خلال حوادث القتل والاغتصاب التي نطالعها يوميا في مصر وسوريا ولبنان والكويت اتسأل أحيانا من أين خرج هذا الوحش الذي يسكن الإنسان العربي ثم أتذكر الكوابيس التي نامت عليها الشعوب.

    من الأخبار التي استوقفتني هذا الأسبوع تحقيق مع عدد من الأمهات “السود” في لندن واللواتي يعانين من نظرة وتعليقات المجتمع الذي يشكك في امومتهن لأطفال من ذوي البشرة البيضاء أو الفاتحة وكأن هذا لا يمكن أن يحدث!
    .
    أتمنى عودة لقاء مع القراء قريبا كذلك قراءات الفصول الأربعة التي كانت سببا في اطلاعي على الكثير من الكتب

    1. يقول عمرو - سلطنة عمان:

      متى يرى كتاب الصورة الثرثارة النور؟

    2. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الأقدس وحامل العلامة الطاهرة النبوية:

      سلامي وتقديري
      هذه ابياتي لتكون نشيد سلطنة عمان الشقيقة إن شاء الله بناء على اقتراحي وقد أجابتني عمان برد لطيف

      انا من عمان وبي بشاشة يعرب
      اهل السماحة فوق هذا الكوكب
      ليسوا بأهل الحرب أو اشكالها
      بل للسلام وللهدى المتأدب
      لم يعرف التاريخ نهجا مثلها
      هو في الحياد وللعطاء الأرحب
      لو مثل عقل عمان أقطار الورى
      كانت فراديس الرسالة والنبي
      صلى الله عليه وآله وسلم

    3. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الأقدس وحامل العلامة الطاهرة النبوية:

      شعر:حامل العلامة الطاهرة النبوية

    4. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الأقدس وحامل العلامة الطاهرة النبوية:

      خالتي دبلوماسية سورية عملت بالجامعة العربية واعلمتني انها كانت مع الاخ يوسف بن علوي في لجنة واحدة وأنه رجل اخلاق

  7. يقول سوري:

    اختي الكريمة، ست الشام الحبيبة

    ما يفعله بعض الرجال بأولادهم، أو بعض الأمهات، ما يصل إلى حد القتل، فبنظري أن هؤلاء هم وحوش بشرية، ويحضرني دائما أبيات الشعر التي قالها حطان بن المعلى
    في الأطفال: لولا بنيات كزغب القطا…. الى وانما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض، لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض.
    ومن يقتل طفلا له كيدا لشريكة حياته يكون قد تجرد من العاطفة الأبوية( أوالأمومة)، ومن الإنسانية. يقول المثل الفرنسي: “من يحب جيدا يعاقب جيدا” ولكن العقاب ليس بإيذاء الأولاد، فالطفل البريء هو أيضا بريء من الخصام بين الوالدين فلماذا يقع عليه العقاب…
    لا يمكنني أن أخمن كيف هو شعور أحد الوالدين بعد قتله أطفاله، هل يجد أنه حقق الانتقام من شريك/ شريكة حياته فعلا بقتل فلذة كبده…
    لك مني، أختي الكريمة، ولكل زوارك تحية وردية

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أخي سوري أسعدني وجودك معنا من جديد، والله افتقدت في الأيام الماضية!

  8. يقول سنتيك اليونان:

    الجرائم ليست عصرية فالانسان مهما تقدم لم يتحرر بعد من التوحش الحيواني اللذي طبع عليه وعلي بقية الحيوانات ويبقى البقاء للأقوى وهذا ما لم يفهمه الكثيرون الذين مازالوا يتوسلون الحق والعدالة من منظمة الامم المتحدة او من الجامعة العربية

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أخي سنتيك الجامعة العربية والأمم المتحدة والتوسل لهما لاعلاقة له بالموضوع هنا. القصة أو القصة هنا في التحرر من التوحش الحيواني كنا تفضلت في تعليقك وبالتالي كبف يمكننا يالتطور والتقدم والثقافة أن نتحرر رويدًا من هذا التوحش وغيرة كن التوحشات، وهو أمر ممكن من حيث المبدأ فيما أعتقد.

    2. يقول سنتيك اليونان:

      مسيو اسامة…… الانسان منذ الوف السنين لم تتغير طبيعته والتوحش موجود في تكوينه لذالك قانون البقاء للاقوى لن يتغير كما ان التوسل للعدالة لا يجدي نفعا .

    3. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الأقدس وحامل العلامة الطاهرة النبوية:

      متفق معك

    4. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أخي سنتيك، وعن أي عدالة وأي توسل تتحدث مرة أخرى!

  9. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    أسعد الله صباحكم بكل خير لك أختي وسيدتي الكريمة الكاتبة الشامية العتيقة غادة السمان وللجميع. لا أستطيع قراءة هذه القصص وأتألم لها كثيرًا لا بل لا أستطيع أن أتصور أن هذا يحدث ويقوم به البشر. وصدقًا أرفض حتى الإنتقام من الزوجة أو الزوجة في حال حصل خلاف فكيف أن ينتقم الإنسان من الأطفال حتى لو كانوا أطفال الزوجة أو الزوج من شريك أو شريكة أخر/أخرى. أما مسرحيات الحب التي يتم تقديمها في المناسبات ويتم ترويجها إعلانيًا في فرنسا فرغم جمالها إلا أنني لاأرى فيها الطبيعة والحب الحقيقي، ولاشك أنها جميلة ومفيدة طبعًا لكن لاأخذها على محمل الجد. أتمنى من كل قلبي أن تجري المحبة في عروق البشر مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.

    1. يقول سنتيك اليونان:

      مسيو اسامه……… التوحش موجود في تكوين جميع الكائنات وهذا من ضرورة التطور والبقاء للاصلح وهذه الحقيقة تاريخية منذ تكوين كوكب الارض وظهور الحياة البدائية …..طبعا مازال البعض يرفض قبول نظرية داروين بالرغم من ان الطب الحديث مبنى على صحتها والمضحك انهم يرفضون النظرية ويقبلون نتائجها بل ويستفيدون منها

    2. يقول سنتيك اليونان:

      التوحش موجود في تكوين جميع الكائنات وهذا من ضرورة التطور والبقاء للاصلح وهذه الحقيقة تاريخية منذ تكوين كوكب الارض وظهور الحياة البدائية …..طبعا مازال البعض يرفض قبول نظرية داروين بالرغم من ان الطب الحديث مبنى على صحتها والمضحك انهم يرفضون النظرية ويقبلون نتائجها

    3. يقول أسامة كلّيَّة سىورياا/ألمانيا:

      أخي سنتيك، يبدو أنتا بدأنا نفهم بعضنا. أولًا أن رجل علم ويعني من المؤمنين بالنظريات العلمية أكانت لداروين أو لفرويد وفيزيائي أعمل في مجال علم الذرة والليزر الحديثة يعني ببساطة أنا أؤمن أيضًا أن الإنسان صاحب عقل متطور يستطيع به أن يتخلص من الوحشية ومن أيديولوجيات العقل ذاته أيضًا. فلماذا أنت ترى فقط وحشية الإنسان ولاترى أن تطور الإنسان وعقله يساعد على التخلص من هذه الوحشية!

  10. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الأقدس وحامل العلامة الطاهرة النبوية:

    تعقيبي على مدح حسان بن ثابت ض الرسول*
    محمد* المبعـوث للنـاس رحمـةً
    يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح
    لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً
    لداود* أو لان الحديـد المصفـح
    فإن الصخور الصمَّ لانـت بكفـه
    وإن الحصـا فـي كفـه ليُسَبِّـح
    وإن كان موسى* أنبع الماء بالعصا
    فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفـح
    وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً
    سليمان* لا تألو تـروح وتسـرح
    فإن الصبا كانـت لنصـر نبينـا
    ورعبُ على شهر به الخصم يكلح
    وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت
    له الجن تسعى في رضاه وتكدح
    فـإن مفاتيـح الكنـوز بأسرهـا
    أتتـه فـرَدَّ الزاهـد المترجِّـح
    وإن كان إبراهيـم* أُعطـي خُلـةً
    وموسى* بتكليم على الطور يُمنـح
    فهذا حبيـب بـل خليـل مكلَّـم
    وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشـرح
    وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا
    ويشفع للعاصيـن والنـار تَلْفـح
    وبالمقعد الأعلى المقـرَّب نالـه
    عطـاءً لعينيـه أَقـرُّ وأفــرح
    وبالرتبة العليـا الوسيلـة دونهـا
    مراتب أرباب المواهـب تَلمـح
    ولَهْوَ إلـى الجنـات أولُ داخـلٍ
    له بابهـا قبـل الخلائـق يفتـح.
    حامل العلامة الطاهرة النبوية:
    وإن حفيد المصطفى* بشرائه
    تُدوّن أسماء النبي* وتُفصحُ
    عليهم السلام

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية