لندن ـ «القدس العربي»: تسببت جريمة قتل تعرضت لها طالبة في الأردن داخل حرم إحدى الجامعات الخاصة بموجة غضب واسعة في البلاد، وسرعان ما هيمنت قضيتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وأصبحت القضية الأولى إعلامياً ولدى الرأي العام، وأصبحت كافة الوسوم الأعلى تداولاً في الأردن مرتبطة بهذه الجريمة لأكثر من يوم.
وأصدر النائب العام قراراً بحظر النشر في الجريمة التي هزت الأردن وذلك في مساء اليوم نفسه لحدوثها، وطلب من هيئة الإعلام التعميم على كافة الصحف ووسائل الإعلام في الأردن بالتوقف عن النشر في القضية وتداول أي معلومات بشأنها، بما في ذلك تداول معلومات أو آراء تتعلق بالقضية.
وفوجئ الأردنيون صباح الخميس الماضي بمقتل الطالبة إيمان ارشيد رمياً بالرصاص داخل الحرم الجامعي وذلك بعد فترة وجيزة من مغادرتها قاعة الامتحان، حيث كانت بصدد إنهاء عامها الثاني في مرحلة البكالوريوس بكلية التمريض.
وأعلن الأمن العام في الأردن أن الطالبة ارشيد توفيت متأثرها بإصابتها بخمس رصاصات، من بينها واحدة في الرأس، حيث أطلق عليها النار شاب تمكن من الفرار فوراً بعد ارتكاب الجريمة من دون أن يتم إلقاء القبض عليه.
وحسب شهود عيان، توجه الجاني إلى داخل كفتيريا الجامعة وأطلق 6 عيارات نارية على الضحية، إحداها أصابت رأس الفتاة التي تدرس في كلية التمريض بجامعة العلوم التطبيقية.
وكتبت جامعة العلوم التطبيقية في الأردن نعياً على صفحتها قالت فيه: «بقلوب يعتصرها الألم ومؤمنة بقضاء الله تعالى وقدره تنعى جامعة العلوم التطبيقية الخاصة طالبتها إيمان ارشيد من كلية التمريض».
وسرعان ما أصبح اسم «جامعة العلوم التطبيقية» الوسم الأول على «تويتر» داخل الأردن، كما أطلق المستخدمون العديد من الوسوم المرتبطة بالجريمة، أبرزها «#إعدام_قاتل_التطبيقية» و«#إيمان_ارشيد» و«#غاب_القصاص» و«#هانت_الأرواح» وغيرها من الوسوم التي تطالب بأشد العقوبات بحق القاتل.
وسيطرت كلمات الحزن والأسى على صديقات إيمان، حيث كتبت إحدى صديقاتها: «رصاص حي ودم بارد فاجعة اخترقت قلوبنا جميعاً لتنتزع من بيننا ضحكة لطالما سمعناها وروح عاشرناها، لتتركنا في صدمة كبيرة عاجزين عن التصديق أو الاستيعاب، لنحسب صديقتي الطالبة ايمان ارشيد شهيدة عند الله.. كنتِ نِعم الصديقة ربي يغفر لك يا رب الله يرحمك يقلبي ويعطي أهلك أجر الصابرين».
وعلقت أخرى: «الله يرحمك يا إيمان ما كنت اتخيل تكوني أنتِ المغدورة، بس شفت الخبر انحرق قلبي على البنت، وبلأخير تطلع صاحبتي اللي درست معها من الطفولة، يالله حرقتي قلبي والله».
وكتبت صديقة أخرى: «قبل يومين رنيتي علي وفصلت لأني كنت مشغولة واتفقنا ترجعي ترنيلي.. ياريت نرجع بس يومين لورا وتقعدي تحكي معي ونضحك زي دايماً، لأنك دايمًا بشوشة وتطلبي رأيي بكتير أشياء ونخطط نلتقي بس ما رح تزبط كالعادة دائمًا كنت أحكي إني مستحيل أندم على أي شي بحياتي، لكن أجى اليوم يلي ندمت فيه وااااخ شو ندمانة يا إيمان، ربنا دائما يختار أنظف الناس وأصفاهم، واليوم ربنا اختارك يا نور عيوني».
وعلقت ريما الناصر في تغريدة على «تويتر»: «يعني البنت بمجتمعنا إذا الذكر بده يتحرش فيها لازم توافق وإذا حكت لأ بترسب بالمادة.. وإذا بده يتعرف عليها وحكت لأ بده يقتلها، هي البنت ممنوع تحكي لأ، والشب متربي على كلشي مطاع؟.. بالله عليكم بس تجيبو ولاد ما تنسوا تربوهم».
وكتب الدكتور عبد الحميد الضمور: «الرادع حكم الله وهو أن القاتل يُقتل وكفى.. هذا الأمر ليس جديداً على مجتمعنا، الي قتل أمه، والي احرق عيلته، والي ذبح أهله، والمشاكل بالجامعات.. والانتخابات.. بكفي ادعاء المثالية.. كلنا رح ننسال عن هاي الأمور».
وكتب أحد المغردين: «يا حرام هاي البنت أكيد زعلت على بنت المنصورة بمصر، وترحمت عليها وهي ما بتعرف انها الضحية الجاية لمجتمع مقرف وحكومات فاشلة. ما بنعرف الدور الجاي على مين. الله يرحمها ويغفر لها ويخلصنا من الحيوانات الهمجية زيهم».
وغرد يوسف المطارنة على «تويتر»: «لو الاعدام موجود وبصير في قصاص وبنعمل بشرع ربنا ما كان بنشوف السواليف هاي، أما لما يكون واحد لا شغل ولا مشغلة وقلة دين والسولافة تروح بسجن اكم سنة وهو جوا ماكل شارب نايم أحسن من برا أكيد رح نشوف قتل وسرقة ودعس ووو.. القاتل يقتل نقطة انتهى لا جاهات ولا عطوات».
وقالت سارة: «لازم نطلع مسلحين من البيت لانو الواضح الأمن والأمان اللي بحكوا عنه كان نكتة» فيما قال آخر: «من أسباب جريمة القتل: إدمان المخدرات، الأمراض النفسية، الظروف الاقتصادية».
وغردت مايا رحال: «كم نحتاج لضحايا أخريات مثل ايمان ارشيد ونيرة أشرف حتى يتم سن قوانين تُغلظ فيها العقوبات على القاتل والحد من الجرائم في مجتمعنا وهي الإعدام للردع العام؟.. إيمان ذهبت إلى كليتها وقتلها القاتل خمس مرات بمسدس ولم يحاول أحد منعه، متى تقتل الفتيات لمجرد رفضها لرجل لا تريده؟».
وكتبت منى الحمد: «لا دولة بتحمي ولا قانون بيحمي ولا مجتمع بيحمي، مجتمع قاتل يربي أفراده على العنف والهمجية وقتل النساء وحرمانهم من حقوقهم. لحد الآن ما في ولا تصريح ولا خبر عن القاتل ولا كيف دخل الجامعة».
وغرد محمود العايد على «تويتر»: «في الأونة الأخيرة كثرت جرائم القتل بشكل غير مسبوق حتى أننا لم نعد نأمن على أنفسنا وأهلنا. ولو أن شرع الله عز وجل طبق لما انتشرت هذه الجرائم بهذه الطريقة.. القاتل يقتل ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.. نفذوا حكم الإعدام في كل قاتل حتمًا ستختفي جرائم القتل».
وكتب حمزة مناصير: «مشكلتنا مش بالجهل بحقوق النساء وحقوق المرأة. مشكلتنا بقلّة المروءة وقلّة الرجال، احنا بمجتمع يتجه للهاوية أخلاقياً».
وغرد يوسف الدحدوح: «حين تذهب الجريمة بلا عقاب، فإنَّ العالم يختل، وحين يمضي الظلم بلا ثأر فإن السماء ترمقنا بعين الخزي» فيما كتب آخر: «الآن في هذا الزمان، الرحمة أصبحت في الحيوان الذي من غير عقل وليس في الإنسان الذي به عقل».
وكتبت فتاة تدعى ريم: «بالأمس شهدنا جريمة بشعة في مصر اهتز لها ضمير الإنسانية في كل مكان واليوم نفس الجريمة بنفس السبب والتفاصيل في الأردن. بئس الحال الذي وصل اليه بعض الشباب، عزائي لأهل البنتين. والله لن يشعر بصدمتهم وحالهم أحد. ما أقول الا الله يصبركم ويرحمهم. لا حول ولا قوة إلا بالله».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة تم إرسالها للمجني عليها من قبل القاتل، يتعهد بقتلها بذات الطريقة التي أقدم فيها القاتل المصري محمد عادل على قتل الطالبة نيرة أشرف.
وجاء في الرسالة التي تم تداولها: «بكرا رح اجي احكي معك وإذا ما قبلتي رح اقتلك مثل ما المصري قتل البنت اليوم».
وحسب مصادر محلية، فإن القاتل شاب لا يتجاوز عمره 24 عاما وليس من الجامعة واتبع أسلوب قاتل الطالبة المصرية نيرة أشرف، حيث بعث قاتل إيمان برسالة تهديد لطالبة العلوم التطبيقية يهددها بأنها ستلقى مصير نظيرتها المصرية نيرة أشرف.
انحدار أخلاقي رهيب المجتمعات العربية، والقادم أسوأ