لندن ـ “القدس العربي”:
اتهمت سيدة جزائرية الروائيَّ الفرنسي- الجزائري كمال داود باستغلال قصتها الحقيقية في روايته “حوريات” (الأدق “حور العين”) التي فاز من خلالها بجائزة “الغونكور”، وهي أكبر جائزة أدبية فرنسية، مما أثار جدلا على مواقع التواصل، يبدو أنه مرشح لمزيد من التفاعل.
وأكدت السيدة سعادة عربان في مقابلة مع قناة “وان” الجزائرية، أنها تعرف كمال داود شخصيا وزوجته الطبيبة النفسية التي كانت تعالجها لسنوات، وأنها رفضت طلبا من الكاتب وزوجته لرواية قصتها، لتكتشف لاحقا -حسبها- أنه “استغل قصتها مع تحويرات في الأمكنة والأحداث في روايته، لكن عدة فقرات تحيل بوضوح إليها”. واتهمت زوجته بـ”إفشاء سرّها الطبي الذي تتكتم عنه”. وذكرت سعادة أنها تزور المنزل العائلي لكمال داود وزوجته، في مدينة وهران (حيث تقيم هي أيضا)، وأن ابنهما، وابنها صديقان.
وقالت سعادة إنها علمت بعد صدور الرواية في فرنسا من أصدقاء بأن موضوعها يتناول قصتها. فواجهت زوجة كمال داود بالموضوع، لكن الأخيرة أكدت لها أنّ القصة ليست عنها، وأهدتها نسخة من الرواية بتوقيع كمال داود، الذي كتب لها: “بلدنا غالبا ما أنقذته نساء شجاعات، أنت واحدة منهن”، وقد اعتبر معلقون أن هذا يعد “اعترافا ضمنيا بأنّ القصة قصتها”.
وأكدت سعادة على أن قصتها تتقاطع بتفاصيل كثيرة مع قصة بطلة رواية كمال داود، التي أسماها “فجر”، وهي فتاة نجت (مثل سعادة)، وهي في الخامسة من العمر من عملية ذبح خلال هجوم إرهابي في الجزائر أثناء ما سميت بالعشرية السوداء، وقد فقدت حبالها الصوتية، ثم تبنتها سيدة في وهران، هي بدورها يتيمة. وعندما بلغت السادسة والعشرين، حملت، ولكنها فكرت في إجهاض جنينها، التي أسمتها “حورية”.
وشددت سعادة على أنها وجدت نفسها وفي قصتها وشخصية السيدة خديجة، التي تبنتها، ومحاولتها هي نفسها إجهاض جنينها، ووقوع الأحداث نفسها في المدينة التي ترعرعت فيها، وهي تبلغ الآن 26 سنة مثل بطلة كمال داود نفسها في الرواية.
وقالت سعادة، وكانت مرفوقة بزوجها، في المقابلة، إنها بعد الاطلاع على الرواية التي لم تستطع أن تكملها، تأثرت كثيرا نفسيا، وكان لذلك تداعيات على صحتها، كما أكد زوجها.
وقبل أسبوعين، فاز كمال داود بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته “حوريات”، ليصبح بذلك أول جزائري ينال هذه الجائزة الرفيعة. ويثير داود جدلا كبيرا بسبب اتهامه بترويج أطروحات تدغدغ الكليشيهات الغربية عن العرب والمسلمين، وزاد النفور من حوله بسبب موقفه من القضية الفلسطينية ومقالاته التي زاد فيها تماهيه وتبريره للرواية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر 2023.
وحصل داود على الجنسية الفرنسية بقرار رئاسي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2020. وغادر داود مدينة وهران الجزائرية، قبل سنتين، ليقيم في فرنسا. وفي آب/ أغسطس الماضي، قال لمجلة “لوبوان” اليمينية الفرنسية التي يكتب فيها عموداً: “أنا أتعرّض للهجوم في الجزائر لأنني لست شيوعياً، ولا ملتزماً بمناهضة الاستعمار، ولست معادياً لفرنسا”.
وذهب كمال داود إلى حدّ القول في إشارة إلى الشاعر غيوم أبولينير الذي ولد في بولندا وتجنّس في ذروة الحرب العالمية الأولى، “أنا مصاب بمتلازمة أبولينير، أنا فرنسي أكثر من الفرنسيين”.