القاهرة ـ ‘القدس العربي’ في صحف الجمعة اختلطت رائحة الكفتة الناتجة عن علاج مرضى الايدز وفيروس’سي’ الكبدي، بحسب مكتشفه عن طريق تناول الدواء في السندويتشات، مع رائحة اطنان الحبر الذي استخدمته الصحف في التصدي لذلك الحدث، الذي لازال مهيمناً على المجالس كلها، ووقع الجيش المصري بتاريخه المجيد ضحية التراشق بين الكتاب، ما بين داعم للدواء ومكتشفه وللمؤسسة العسكرية، وما بين مندد به ومهاجم كبار رموز القوات المسلحة الذين لطخوا سمعة مصر وعلماءها بسبب الاكتشاف الوهمي، حسب رأي عدد من الكتاب. ويبدو السؤال وجيهاً ترى لو وقعت فضيحة الاكتشاف في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وبحضوره كيف كان سيتعامل معه خصومه الذين لا يستطيعون توجيه سهامهم لرجال المؤسسة بسبب حالة الحب التي تجمع بين الفريقين. وتناولت الصحف موضوع الحكومة الجديدة التي تشهد ولادة متعسرة، وتعرض ابراهيم محلب رئيس الوزراء الجديد لهجوم واسع قبل أداء اليمين، بسبب بعض اختياراته لمن يتولون الحقائب، فيما استبشر نفر من الكتاب خيراً باسناد الحكومة له. ولازالت الاحزان تلف الشارع القبطي على مذبحة بني غازي بليبيا التي اسفرت عن مقتل سبعة من مسيحيي محافظة سوهاج. ولم تنس الصحف رغم كثرة الاحداث كبير الاخوان الرئيس محمد مرسي حيث واصل الكتاب الموالون للمؤسسة العسكرية اطلاق السهام عليه وعلى من معه من رموز الجماعة، فيما ارسل حفيد المخلوع مبارك برقية تهنئة لجدته سوزان عبر صفحته الشخصية على موقع ‘فيسبوك’ مخاطباً إياها بسيدة مصر الأولى.. عموماً فإن سيدة أخرى حملت اللقب نفسه لكنها رفضت ان تنادى به تعيش حالة من القلق انها ام ايمن، زوجة الرئيس المعزول التي تعرضت لهجوم ايضاً من قبل خصوم الاخوان.. والى التفاصيل..

المثقفون غاضبون ولا زال
البحث جاريا عن وزير لهم

على الرغم من أن حكومة محلب تعد الأسرع تشكيلا، منذ 30 عاما، حيث تم إعلان أغلب اسماء وزرائها خلال 8 ساعات فقط، فإن وزارة الثقافة ظلت طوال أمس، شوكة في حلق التشكيل الوزاري الجديد، حيث تم التراجع عن اختيار الدكتور أسامة الغزالي حرب، بعد اعتراض المثقفين، والتقى رئيس الوزراء الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والفنان محمد صبحي، اللذين يتردد اسماهما مع كل تعديل وزاري عقب ثورة يناير/كانون الثاني. وأصدر عدد من المثقفين بيانا رفضوا فيه ترشيح حرب، وقالوا فيه: ‘نعلن نحن المثقفين والفنانين والكتاب الموقعين على هذا البيان رفضنا القطعي والنهائي لما قام به رئيس الوزراء المصري بشأن اختيار الدكتور أسامة الغزالي حرب لتولي حقيبة وزارة الثقافة في هذه المرحلة الفارقة من مراحل الدولة المصرية’.

حكومة محلب تبعث
على التفاؤل رغم المشاكل الكبيرة

البداية مع رئيس تحرير صحيفة ‘الاهرام’ محمد عبد الهادي علام الذي يبدو على عكس معظم الكتاب متفائلاً بمستقبل مشرق لمصر: ‘ما يبعث على الأمل اليوم، أن حكومة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الجديد تبدأ مشوارها بخطاب صريح عن ضرورة اقتحام مشكلات متفاقمة يزيدها الارتباك الحكومي ضراوة، ويصورها لعامة الشعب عصية على الحل، وهو أخطر ما يهدد الروح الوطنية التي تريد لهذا البلد أن يخرج من محن عدة في مقدمتها بناء مجتمع جديد يقوم على قيم الحداثة والتقدم والعلم ويكسر حلقة الجهل والتخلف والرجعية، التي أطلت برأسها وكادت تفتك بمقدرات الأمة، لولا وقفة الشعب في يوم مجيد في منتصف العام الماضي..’. ويرى علام ‘ان في استقبال الحكومة الجديدة، وفي ضوء ما سبق، تكون العبرة بالتقدم في ملفات أساسية نالها إهمال وأصابها الارتباك والأخطاء الفادحة في السنوات الثلاث الماضية، وفي مقدمتها الأمن والعدالة الاجتماعية وتحديث البنية التحتية التي أصابها الكثير من الضرر والعطب، نتيجة السياسات المضطربة للحكومات المتعاقبة.. فقد حانت لحظة المواجهة برؤى واضحة وصريحة ومصارحة للشعب بأن هناك مشوارا طويلا نحتاج إلى أن نقطعه معاً، والبداية بالقطع ستكون بمهمة تاريخية، وهي تهيئة المناخ لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستكون نقطة فارقة في بنيان حديث للدولة المصرية.. وحتى لا تقع حكومة محلب في دائرة الفشل مثل سابقتها، فعليها أن تعي أن رئيس الحكومة يدير جهاز السلطة التنفيذية ويضع الرؤى المثلى للتعامل مع الوضع الشائك، وأن دروس الحكومات السابقة في الانفصال عن تشابكات الواقع هي التي أوصلتها جميعا إلى الفشل وأوصلت الشعب إلى الخروج ضد حكامه مرتين في أقل من ثلاث سنوات’.

حكومة الببلاوي
كانت مظلومة

ونبقى مع ‘الاهرام’ ومقتطفات من حوار اجرته مع المفكر جلال امين اكد خلاله ان: ‘الإعلام المصري لا يريد أن يعترف بأن الخارج يلعب دوراً مهما جدا لعدم تمكننا من السير للأمام، وأنا مؤمن تماما أنه بدون أصابع خارجية كان سيصبح الوضع في مصر أحسن بكثير مما هو عليه الآن، لذلك أرى ان حكومة الببلاوي كانت مظلومة لأنها كانت موجودة في ظل وجود العديد من المترصدين لنا خارجيا لتنفيذ مشروع معين يتم التخطيط له ويتطلب تدهور الاحوال في مصر، وهذا ما اعتقد فيه حتى إن سماه البعض نظرية المؤامرة وما يسمى بالارهاب، فأنا دائما لا أحب هذه الكلمة، لأنها منذ زمن طويل تستخدم لإخفاء الحقيقة، وأصحاب المشروع ‘الخارجي’ لكي يحدثوا الاضطراب المطلوب، لابد ان يقوموا بأعمال تخريبية وهذا ما يسمونه إرهابا، ليس فقط في مصر، بل في المنطقة وفي خارج المنطقة، لأن لديهم مشاريع كثيرة في مناطق مختلفة في العالم، فيقول الجمهور ان من فعل ذلك إرهابي، وانا اتساءل ما معنى إرهابي؟.. في رأيي أنها كلمة غير واضحة بتاتا.. وعن العنف الذي لجأ إليه الإخوان منذ 30 يونيو/حزيران لتكدير الدولة والمصريين وتعطيل الحياة، سواء بالمظاهرات أو العمليات الارهابية والاغتيالات، قال امين: انا لا احب الاخوان، وفرحت جدا بسقوط حكمهم، لكن أعتقد أنه يتم تحميلهم مسؤولية اكثر بكثير من دورهم وقدراتهم الحقيقية، وأنا أخمن من متابعتي للمشهد بكل صوره وتطوراته ان ما يحدث اكبر من الاخوان، وحتى ما يسمى تنظيم الإخوان الدولي، يشبه إلى حد ما استخدام كلمة إرهاب.. وحول الشخص الذي يرشحه للرئاسه بين المشير السيسي، صباحي، الفريق عنان، أيهم سيختار؟ قال بصراحة لن أذهب لصندوق الانتخابات.. لأن المعلومات المتوافرة لدي ليست كاملة وأنا لست مستعدا أن اعلن رأيي في شيء لا أفهمه’.

سمعة الجيش
خط أحمر

كثيرون هم الكتاب الغاضبون بسبب الاهانة التي تعرض لها الجيش في موضوع الساعة، ومن هؤلاء زياد العليمي في ‘المصري اليوم’ الذي غضب شأن الكثيرين ممن فزعوا بسبب التشكيك في الكشف عن علاج للايدز ومرض الكبد الوبائي من قبل القوات المسلحة: ‘السجل العلمي للقوات المسلحة معروف، المهندسون العسكريون المصريون هم من أدخلوا تعديلات مهمة على الأسلحة السوفييتية لتكون أكثر قدرة وتطورا، بعد أن منعت روسيا عن مصر قطع الغيار. الابتكار المصري في استخدام مضخات المياه ضد خط بارليف المنيع لايزال يدرس في كثير من كليات الحرب حول العالم. يجب أن توضح القوات المسلحة وبأسرع ما يمكن حقيقة الرجل وحقيقة اختراعه.. هل هو من بين ضباطها أم منتسب إليها؟ وإن كان فمن منحه تلك الرتبة الرفيعة ولأي هدف؟ ما هي مؤهلاته العلمية؟ هل ما قاله الرجل من أن جهة لم يسمها عرضت عليه ملياري دولار من أجل أن يوقف أبحاثه صحيح؟ هل أصبح لدينا علاج فعلي لمرض الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي؟ من أجاز هذا العلاج؟ من جربه؟ في أي دورية علمية تم نشره؟ مصر تحتل المرتبة الأولى في العالم بالمصابين بفيروس ‘سي’، عيب أن نتلاعب بآمالهم في الشفاء ومشاعر أسرهم لأهداف سياسية رخيصة. العدالة العسكرية مدعوة إلى التدخل للتحقيق في ما قاله المستشار العلمي للرئيس، هذا أفضل من محاكمة المدنيين أمامها. موضوع ‘صباع الكفتة’ يصلح لعلاج الجوع لا لعلاج الإيدز! سمعة مصر وقواتها المسلحة أصبحت على المحك، تكلموا يرحمكم الله، سيادة العقيد أركان حرب أحمد علي.. سمّعنا صوتك’.

وكالة ناسا اتحاد للمعاقين!

ومن معارك امس الصحافية تلك التي شنها في ‘اليوم السابع’محمد الدسوقي رشدي ضد الدكتورة نائلة عمران من اجل الدفاع عن ابتكار الجيش الخاص بعلاج الايدز: ‘حينما تسمع أن أستاذة جامعية تصف وكالة ناسا الأمريكية بأنها مجرد اتحاد للمعاقين، لا علاقة له بالعلم.. ابتسم.. أنت في حضرة الدكتورة نائلة عمارة أستاذة الإعلام في جامعة حلوان، التي لم تحظ يوما باعتراف علمي أو تصنيف أكاديمي على مستوى جامعات العالم، ولم تحظ هي كباحثة أو أستاذة جامعة، بأي شهرة أكاديمية أو علمية، ولم نسمع لها عن إنجاز بحثي أو علمي، ومع ذلك تتبجح بعد أن وجدت طريقها مؤخرا إلى شاشات التلفزيون، وتصدر نفسها لتقييم أداء وكالة ناسا العلمي والبحثي، وتشكك في قدرات الوكالة العلمية وباحثيها لمجرد أن الدكتور عصام حجي وصف ما سمي باختراع علاج الإيدز وفيروس سي بأنه فضيحة علمية.. تشبه السيدة نائلة عمارة من حيث الشكل والأداء الثنائي العكاشي الشهير ‘توفيق وحياة’، ولكنها تتفوق عليهما بكثير من حقن البوتكس، هي تخاطب جمهور الطبقة فوق المتوسطة، وسكان المدن والعواصم، وتطالب دكتورة الإعلام المذيعة لاحقا، بحرمان كل مصري وأهله وجيرانه من العلاج بأجهزة القوات المسلحة الطبية، إذا ثبتت سخريته من جهاز علاج الإيدز، ومن معالجة الأعشاب الذي خرج للحديث باسم الجيش عن زمن العلاج بالكفتة.. تسخر نائلة عمارة من وكالة ناسا والدكتور عصام حجي، لأنه تجرأ ومارس مهمته كمستشار علمي في فضح كارثة علمية، تفعل الدكتورة نائلة ذلك من دون أن تخبر جمهورها أنها في الوقت الذي كانت تجلس في غرف التجميل والعلاج، لإعادة توجيه مسار حواجبها، كان الدكتور عصام حجي وعلماء ناسا يجلسون في حجرات البحث والدرس، لإعادة توجيه السفن في الفضاء الخارجي، بحثا عن كائنات فضائية تؤنس الدكتورة نائلة وأمثالها في وحدتها’.

لماذا نقذفهم بالحجارة
بعد أن رحلوا؟

والى قلب رقيق على بعض الوزراء الذين غادروا مناصبهم في زمن مبارك.. سليمان جودة في ‘المصري اليوم’ يذرف الدمع على عدد من رموز المخلوع ومن تلاهم: ‘جاء الوقت الذي نتعامل فيه مع مسؤولين غادروا مواقعهم على أنهم مصريون، وأنهم وطنيون، وأن كل مسؤول سابق منهم لايزال قادراً على خدمة بلده، وأن كل واحد فيهم أدى ما كان عليه أن يؤديه، قدر طاقته، لا أن يشعر المصريون بأنهم محرومون من وجود أي مسؤول سابق، في المشهد العام، لمجرد أنه ‘سابق’، ولمجرد أنه محسوب ظلماً، ربما، على نظام حكم معين’. يضيف جوده: ‘إنني أتلفت حولي فلا أجد أثراً لرجل مثل المهندس رشيد محمد رشيد، مع أنه – في حدود ما هو معروف – ليس مداناً في شيء، ومع أنه لا شيء ضده يمنعه من أن يخدم وطنه بما يستطيعه، ومع ذلك فإننا نسمع أنه يعمل في قطر، وأنهم هناك يستفيدون منه، اقتصادياً، على مستوى كبير، في وقت يظل بلده في أشد الحاجة إليه، وإلى عقله، وإلى رؤيته. وما ينطبق على المهندس رشيد ينطبق بالضرورة على وزير اتصالات سابق كان ناجحاً في مكانه، هو الدكتور طارق كامل، الذي يعمل الآن في بلجيكا، ليظل السؤال على النحو التالي: أي البلاد أولى به، وبخبرته، مصر، أم بلجيكا؟’. ويمضي جوده في اشادته بمن غادروا المشهد: ‘وليس هناك سبب يجعل رجلاً مثل الدكتور أحمد درويش بعيداً عن الصورة حالياً، إلا أنه كان قد عمل ذات يوم مع الدكتور أحمد نظيف، وليس من العقل، ولا من المنطق في شيء، أن يُدان الشخص لمجرد أنه عمل يوماً مع رجل معين لا يعجبنا، أو لأنه ظهر في ظل نظام حكم محدد لا يروق لنا.. ولا أجد حرجاً في أن أقول إن مصر هي الخاسرة بوجود ‘ميكانيكي اقتصاد’ مثل الدكتور يوسف بطرس بعيداً عنها..’.

يهاجمون الببلاوي ومحلب
من أجل عيون أمريكا وإسرائيل

وها نحن نصل لمربط الفرس حسبما يقول المثل الدارج.. غادة الشريف في ‘المصري اليوم’ وضعت يدها على اسباب الهجوم على رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي وخلفه: هل سمعت أي شماتة من أمريكا أو صبيانها اللي جوه؟.. أليس هذا هو ما كان يخشاه النظام عندما كنا نحثه ونبوس إيده أن يقيل د. الببلاوي؟.. ألم يكن الرد الذي كنا نتلقاه دائما منه ومن السياسيين هو ‘معلش معلش أدينا ملصَمينه وملصمين حكومته حتى لا ندع فرصة لشماتة الإخوان أو لشق الصف الوطني؟’.. طب بص كده على الصف يا حمادة، بعد أن أقيل الببلاوي، هل حدث شق هنا ولا هنا؟.. بالعكس، ما حدث أن الأمل عاد للمصريين.. فجأة انتعش الشارع، وعادت الروح. وفي نفس الوقت، انزعجت أمريكا وإسرائيل لعلمهما بكفاءة المهندس إبراهيم محلب، فسارع إعلاميو الطابور الخامس في برامجهم بمحاولات اغتياله معنويا حتى قبل تكليفه رسميا برئاسة الوزراء.. وده معناه إيه يا حمادة؟.. معناه أن إقالة الببلاوي وتكليف المهندس محلب هو القرار الصائب الذي سينقذ مصر مما هي فيه.. معناه أن نظامنا ونخبتنا السياسية لا يفهمون شيئا في السياسة.. معناه أن نظامنا ونخبتنا السياسية يفتقرون التحليل الصحيح للأمور، ويفتقرون التنبؤ بالنتائج الصحيحة.. خوفهم من شماتة أبلة ظاظا هو ما أطال عمر البرادعي نائبا لرئيس الجمهورية، مما أعطاه فرصة هائلة ليعيث في أرضنا، ويفتح أبواب البلد على مصراعيها لكاثرين أشتون ومن على شاكلتها، فساهم في تضئيل حجم مصر بعد ثورة عظيمة أعلت شأنها.. خوفهم من شماتة أبلة ظاظا أعطى فرصة للبرادعي أن يحمى اعتصامي رابعة والنهضة مما حولهما لثكنة إرهابية سفحت دماء أبرياء كثيرين وجدوا جثثهم تحت منصة رابعة..’.

ينبغي على رئيس الحكومة الجديد
ألا يتستر على جرائم التعذيب

ومن بين المتفائلين بنجاح رئيس الوزراء الجديد، احمد عبد التواب في جريدة ‘التحرير’ وها هو يقدم له مجموعة من النصائح: ‘يمكن لرئيس الحكومة الجديد، وبدون الحاجة إلى بنود بمليارات الدولارات، أن يحقق انجازات ضخمة سريعة تجد لها أصداء ايجابية شعبية واسعة، إنْ أراد، وإنْ مارس صلاحياته الكاملة، وإنْ لم يتنازل عن بعضها إلا بمحض اختياره لأحد معاونيه على سبيل التخلص من معوِّقات المركزية، ولتسهيل أداء الحكومة من ذلك، عدد من القضايا، مما ينبغي أن يجري التعامل معها في مسارات متزامنة، لأنها تتساوى في الأهمية وفي الضرورة والاستعجال، مثل تسوية أوضاع كل من قُيِّدَت حرياتُهم منذ ثورة يناير/كانون الثاني بسبب نشاطهم السياسي، فلا يبقى وراء القضبان إلا مَن أمرت النيابة أو القضاء بحبسه على ذمة اتهام جاد’. ويواصل عبد التواب نصحه لمحلب: ‘وأن يدرك أنه ليس في مصلحته الشخصية ولا مصلحة حكومته ولا مصلحة وزارة الداخلية أن يكون هنالك تستر على جريمة التعذيب التي كانت من أهم أسباب اندلاع الثورة، وأن يأمر بفتح تحقيق موسع يتسم بالشفافية في كل دعاوى التعذيب، وأن يُكلِّف وزير الداخلية بإحالة المتهمين من رجال الشرطة إلى النيابة وأن يوقفهم عن العمل حتى يُبت في أمرهم. لأنه من المؤكد أن مساءلة الدكتور الببلاوي سوف تلاحقه على الأقل سياسياً إذا لم توجد أدلة تثبت تورطه جنائياً.. ومن المهم التعامل بمنتهى الجدية مع المطالب الشعبية التي تربطها مشتركات جامعة بما لا يجوز معه فصلها عن بعضها بعضا تحت عنوان مطالب فئوية، لأنها باتت تخصّ كل الفئات، بما صار من اللازم معه أن يتحقق قدر من التهدئة المؤقتة، التي لن تنجح فيها حكومة محلب إلا بجهود مضنية تُسلِّم فيها مبدئياً بهذه الاستحقاقات، حتى إذا كان الإخوان يتعمدون تفجيرها الآن! لذلك، فإنه ينبغى أن يُستجاب لهذه الجماهير بتلبية بعض احتياجاتها’.

كيف يتولى وزارة التعليم تاجر؟

والى المعارك الصحافية ويبدأها خفيف الظل جمال فهمي في صحيفة ‘التحرير’ مهاجما المرشح لوزارة التعليم: ‘لست أعرف الدكتور أشرف منصور ولم أتشرف بسماع اسم سيادته في حياتي كلها قط، ولا اكتحلَت عيناي برؤية صورته الأنيقة في أي مناسبة، لهذا عندما شاهدت وجهه الوسيم يزيِّن شاشة التلفزيون أول من أمس، بينما هو جالس في حضرة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المكلَّف، ظننت للحظات أن الرجل ممثل سينمائي مغمور عاندته أضواء الشهرة فذهب يشكو حظه الفني العاثر إلى رئيس الحكومة الجديد.. أو شيء من هذا القبيل..’. يضيف فهمي: ‘غير أنني قرأت على قعر الشاشة كلمات قليلة فهمت منها أن الدكتور أشرف التقى رئيس الوزراء لا للشكوى وإنما لأنه مرشح لتسلم حقيبة وزارة ‘التعليم العالي والبحث العلمي’ بالمرة، ثم بسرعة وجدت مَن يعالج جهلي بهذا المستوزَر المرشح ويدلّني على صفته وشغلته الأصلية التي هي بعيدة تماما عن ظنوني الأولى، فهو ليس فنانا ممثلا كما زيَّنت لي وسامته وأناقته الواضحة، وإنما الرجل ينتمي إلى طائفة التجار ورجال الأعمال الشاطرين، وأن أبرز مشاريعه التجارية البزنسية الناجحة جامعة خاصة تدعى ‘الجامعة الألمانية’، وهذا هو سر استدعاء سيادته من ظلام المجهول (بالنسبة إليّ على الأقل) وترشيحه للاستوزار وتولي مسؤولية إدارة مرفق التعليم العالي في هذا البلد المسكين جدا! وقبل أن أسترسل في وصف أسباب شعور الدهشة والصدمة الرهيبة التي أصابتني من هذه المعلومات فإنني أسارع بإزالة أي شك في أن العبد لله يحترم كل التجار الشرفاء عموما، ولكنني بصراحة لا أستسيغ، بل ويلعب ويتنطط في صدري ألف مليون فأر صغير وكبير، إذا زاد حضورهم وتضخمت أدوارهم خارج حدود الأسواق والمحلات والدكاكين ومشاريع البزنس وخلافه، أما وجودهم في الحكم والاستعانة بهم في إدارة شؤون الدولة ورسم سياساتها المختلفة، فهو أمر أعتبره خطيئة’.

يا سيادة اللواء استرح
فمصر ‘مش على مقاسك’

ونتابع المعارك الصحافية وهذه المرة ضد اللواء سامي عنان ويشنها ضده عادل نعمان في جريدة ‘الوطن’: ماذا أنت من هذا..؟ فلم نسمع في تاريخك انتباها أو يقظة، بل راحة في الطابور منذ سنوات وأنت منتظر أمراً لم يأت بعد، ولم نقرأ لك سطراً عن بطولة أو كلمة في تاريخ النضال، دخلت الميدان مستريحاً وخرجت مُريحاً، واستراح إليك رؤساؤك لطاعتك وأمنوا على حالهم معك وأمنت على حالك معهم، يعلمون أن ريحك ساكنة هادئة هانئة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان بأمر ربها بلا جهد أو عرق، وأذهب الانتظار عنك ريحك وقوتك فأصبحت ضعيفة بعد قوة، هزيلة بعد بأس، مهترئة بعد شدة، كسيرة بعد جبر، ذليلة بعد عز، رأيتها في عهدك في عيون جنودك في الشوارع والميادين بائسة ومسكينة، واحترنا حين رأينا هذا الهُزال والتشتت وتساءلنا أهذا بأسنا وقوتنا وشدتنا وعتادنا وحمايتنا؟ ولا مجيب، حتى هدأت نفوسنا بعد عام فتحول الضعف إلى قوة، والذل إلى عز، واستقامت قاماتهم وهاماتهم واشتد عودهم وبأسهم ليس بفضلك، بل الفضل لغيرك لأنه لم يسترح في طابورك القديم بل شد رحاله وعقد العزم على بناء الرجال، فلن نُعيد الضعف والوهن إلى نفوسنا بمقدمك وريحك يا سيدى ليست بالغلبة تأتي بالنصر فلقد داست جحافل الإخوان في عهدك الميمون هامات الأمة يحرقون ويمسحون تاريخا هو عورتهم، وأنت مستريح البال والخاطر بابتسامتك العريضة فلم نفهم أهي ابتسامة رضاك علينا أم ابتسامة الإخوان لك؟ وريح الدولة ليست لك.. حكم الدولة يخونك، أقسم لك يخونك، حتى لو وقف في طابورك إخوان الدنيا والآخرة، فلقد كانت أرواحنا بين يديك ولم تأمن عليها، ورقابنا على كتفيك خذلتها وأزحتها باستهتار وصنعتها لغيرك وسقطنا منك بإرادتك تحت أقدامهم’.

فضيحة علاج الايدز تحتاج للتحقيق

ونعود لقضية الاكتشاف العلمي الخاص بالايدز والكبد، حيث ينتقد الكثيرون قيام مستشار الرئيس للشؤون العلمية عصام حجي بسبب هجومه على الجيش ومن بين الغاضبين جمال الغيطاني في جريدة ‘الاخبار’: ‘التصريح الذي أطلقه عصام حجي العامل بوكالة ناسا، الذي هاجم فيه الجيش المصري واصفا البحث العلمي حول فيروس الكبد وعلاجه بأنه فضيحة.. التصريح الذي اطلقه من مكتبه في ولاية فلوريدا فضيحة مدوية متعددة الرؤوس. . لماذا اطلق عصام حجي الذي يحمل ثلاث جنسيات، المصرية والفرنسية والامريكية تصريحه؟ لقد تابعت عددا من احاديث العلماء المصريين المتخصصين وأخص بالذكر الحلقة الممتازة التي قدمها الإعلامي احمد موسى مساء الاربعاء أول أمس وخصصها لمناقشة الموضوع مع علماء محترمين اجمعوا على جدية الكشف العلمي واشاروا إلى الموقف المعادي من مافيا الادوية الدولية، واسباب اخرى لم يذكروها لأدبهم وتعقلهم، يبقى السؤال: لماذا التسرع من جانب المستشار الرئاسي؟ في تقديري ان ذلك يدخل ضمن الحملة الموجهة ضد الجيش المصري التي تتزايد حدتها خلال هذه المرحلة، تصب هذه التصريحات المتسرعة الرعناء الفجة في صالح هذه الحملة المعادية، ومن المفروض ان يصدر موقف حاسم من المقام الرئاسي بخصوص أمرين، الاول، موقف من المستشار العلمي الذي اقدم على هذه الفضيحة، ثانيا الكف تماما عن اختيار المستشارين والمسؤولين وفقا لمنطق القادم من بعيد حتى لو كان متواضع القيمة والخبرة واختيار من يظهر في التلفزيون وكأنه لا وجود للدولة ومؤسساتها’.

أمريكا لن تهدأ حتى تفكك العالم العربي

ونتحول نحو المؤامرات التي تحيكها الولايات المتحده الامريكية واسرائيل من اجل تدمير العالم العربي وهو ما يحذر منه عيسى راشد في صحيفة ‘الاخبار’: بعد الفشل الذريع للاستراتيجية الصهيونية – الامريكية ‘ في المنطقة العربية بصفة عامة وفي منطقة الشرق الاوسط بصفة خاصة بفضل الله اولا ونجاح ثورة 25 يناير 2011 وتصحيح مسارها بثورة 30 يونيو 2013 وتستهدف هذه الاستراتيجية الاجرامية تفكيك وتفتيت الدول العربية على غرار اتفاقية سايكس/ بيكو ولكن هذه المرة تفكيك المفكك وتجزئة المُجزأ بحيث تصبح اسرائيل هي الدولة المركزية المحورية في المنطقة وكانت الاستراتيجية الصهيو امريكية قد استقرت على ان تصبح الدول العربية 37 دويلة بدلا من 21 دولة حاليا، حيث يتم تقسيم السعودية الى 5 دويلات، مصر 4 دويلات، السودان 4 دويلات، العراق ثلاث دويلات، لبنان 3 دويلات، ليبيا ثلاث دويلات، اليمن دويلتين، فلسطين دويلتين، سوريا ثلاث دويلات.. واذا كانت سايكس بيكو القديمة تم تنفيذها على ظهر الدبابات والاسلحة الانكليزية والفرنسية والايطالية فان سايكس/ بيكو الجديدة يتم تنفيذها بواسطة شعوب المنطقة ذاتهم وبتعبير ادق بواسطة إثارة الصراعات الدينية والطائفية والعقائدية والمذهبية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والطبقية بين ابناء الشعب الواحد، ويكون الحل هو التقسيم كما حدث في العراق وفي السودان كمرحلة اولى وما يجري حاليا في ليبيا وسوريا، وقد اوقفت ثورة 30 يونيو هذا المخطط الصهيو امريكي ليس في مصر وحدها ولكن في منطقة الخليج والمملكة العربية السعودية وايضا في سوريا حتي الآن، وقد استفاد النظام في تونس من الثورة المصرية في 30 يونيو واستجاب لرغبات الشعب التونسي وتمت اقالة الحكومة الاخوانية في تونس. لم تيأس امريكا رغم سقوط استراتيجياتها في المنطقة التي كانت تغلفها بمفاهيم غامضة مثل الشرق الاوسط الجديد والفوضي الخلاقة ونشر الديمقراطية’.

محمد صبحي: لقب فنان
أهم عندي من الوزارة

لازال البحث عن وزير للثقافة جارياً، ومن ابرز المرشحين الذين رفضوا المنصب الفنان محمد صبحي، الذي اكد في تصريحات صحافية لجريدة ‘الجمهورية’ بعد اعتذاره للمرة الرابعة في حكومات متعاقبة عن عدم قبول منصب وزير الثقافة بحكومة المهندس إبراهيم محلب: ‘إنه أهم من وزير الثقافة. لأنه يصنع الثقافة. بينما الوزير يديرها فقط. ومن المستحيل أن يقبل هذا المنصب وقال: إنه يعتز بالمهندس إبراهيم محلب. رئيس الوزراء المكلف. وهما صديقان.. وتناقشا خلال لقائهما في كافة أمور الفن والثقافة. واقتنع المهندس محلب بوجهة نظره في الاعتذار عن عدم تولي المنصب’. وأضاف أن رئيس الوزراء عرض عليه منصب مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية. وحتى الآن هناك نقاش حول هذا المنصب وقال صبحي ‘إنه لم يعتذر عن منصب الوزير لخوفه من رفض المثقفين. والتظاهر ضده. ولكن لأنه يفهم دوره جيداً. والموقع المناسب الذي يخدم فيه بلده.. وقال: لا أبحث عن منصب أو لقب. وأحب الألقاب إليَّ هو لقب ‘الفنان”. وشدد على انه يهتم بخدمة مصر في موضوع العشوائيات. ‘وأجلت كل مشروعاتي التلفزيونية هذا العام.. وعندما تهدأ الأوضاع في البلد سأعود للتمثيل.. وفي رمضان سوف أقدم على مسرح مدينة الإنتاج الإعلامي الجزء الثاني من مهرجان المسرح للجميع. ونبدأ بمسرحية ‘خيبتنا’ وهي مكتوبة منذ عام 2007. وهي تتنبأ بما يحدث الآن’. وحول الأوضاع في مصر قال: ‘لابد أن نُعمل العقل.. ولا نُقَدِّم لعدونا أكثر مما يريد.. البعض يتحدث عن الحرية والديمقراطية.. والبلد يحتاج إلى الأمن أولاً’.