بيروت – «القدس العربي»: تحت عنوان رفض التجّني على رئيس الجمهورية من خلال عنوان «أهلاً بكم في جمهورية خامنئي»، مثُل رئيس تحرير جريدة «نداء الوطن» بشارة شربل والمدير المسؤول في الصحيفة جورج برباري، أمام محكمة المطبوعات في قضية المانشيت التي نشرتها الصحيفة في 12 أيلول/سبتمبر الفائت تعليقاً على كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله والتي أحيلت إلى محكمة المطبوعات بتهمة القدح والذم والمسّ برئاسة الجمهورية، على أن يصدر الحكم في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وكشفت معلومات صحافية أن جلسة الاستجواب شهدت سجالاً بين ممثل النيابة العامة ومحامي الصحيفة الوزير السابق بطرس حرب على خلفية اعتبار الأخير أن المقال موضع الادانة موجّه ضد حزب الله وسلاحه. وقد ردّ ممثل النيابة العامة طالباً من رئاسة المحكمة ايقاف حرب عن هذا الكلام ، مشدداً على انه يرفض محاكمة أي حزب سياسي في هذه المحكمة».
وكان ممثل النيابة العامة قال «للصحافي أن يقول إن الرئيس حليف لسوريا أو لإيران او لأي دولة أخرى، لكن لماذا الانحياز لماذا لم يقل إن القصر الحكومي تابع لجهة ما. عليك أن لا تتجنّى على رئيس الجمهورية والنيل منه، لماذا الكيل بمكيالين. ونطالب بتطبيق مواد الادعاء».
وشرح الوزير حرب بعد جلسة المحاكمة ما حصل مع ممثل النيابة العامة وأكد «أن الحرية حق دستوري لا يحق لأحد الاعتداء عليه»، مشيراً إلى أنه «بالرغم من المواجهة التي حصلت مع ممثل النيابة العامة اليوم الا أن لنا الثقة الكاملة بعدالة القضاء «.ونبّه من «توجّه لترويض وتقييد كل من يزعج السلطة»، مؤكداً أن هذه الخطة لن تنطلي على الشعب اللبناني».
شدياق تدافع عن الحريات العامة: «ما في حبوس تساع كل الناس»
وقبل دخوله إلى الجلسة ، تمنى رئيس تحرير الصحيفة «الا نكون وصلنا إلى مرحلة الدولة البوليسية وقمع الحريات»، معتبراً أن «هذه تجربة اختبار للجميع ولنا في قدرتنا في الدفاع عن الحرية، واختبار للسلطة في مدى قدرتها على قمع الحريات وللقضاء في مدى قدرته على ان يمارس دوره ونزاهته «. وأعرب عن اعتقاده «ان التهم سياسية وان لا اساس لها، ونتمنى من المحكمة الكريمة ان تقوم بواجبها وان تمارس العدالة النزيهة».
وفي مداخلة تلفزيونية، شكر شربل المتضامنين مع «نداء الوطن»، معتبراً أن «هذا التضامن الكبير أكبر مساندة لنا، وهو أهم ضمانة للحريات في لبنان»، مشدداً على «أنهم (أي السلطة) لن يستطيعوا المس بهذه الحريات». وتوقّع «نهاية عادلة للقضية»، مشدداً على «أننا مصممون على ممارسة حقنا تحت سقف الدستور والقانون».
وكان حضر عدد من السياسيين من قوى 14 آذار ومن الصحافيين والناشطين إلى باحة قصر العدل في بعبدا تعبيراً عن تضامنهم مع الصحيفة، ورفض ما سمّوه «الجنوح نحو الدولة البوليسية وقمع الحريات». وكان بين الحضور وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، والنواب الياس حنكش، جورج عقيص، بيار بو عاصي، عماد واكيم وبولا يعقوبيان، كما حضر أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ومفوض الإعلام في الحزب رامي الريس، منسّق العلاقات السياسية في حزب الكتائب سيرج داغر، رئيس مجلس إدارة الصحيفة ميشال مكتف، رئيس مجلس إدارةLBCI بيار الضاهر، وحشد من الفاعليات السياسية والاعلامية.
وذكّرت الوزيرة مي شدياق بأن «الاسبوع الماضي أثير موضوع الحريات في مجلس الوزراء كما أثير سابقاً قبل الشكوى على «نداء الوطن»، مشيرة إلى «أنني «قلت «ما في حبوس تساع كل الناس، وانا مصمّمة على ذلك لان توصيف الواقع لا يعني اتهام الصحافي، وادانة وسائل الاعلام غير مقبولة». وشددت على «أنني ضد القدح والذم وضد المسّ بالمقامات، ولكن توصيف الواقع، خصوصاً عنوان «نداء الوطن» الذي جاء تابعاً لموقف سياسي للسيد حسن نصر الله ولم يعترض عليه احد»، مستهجنة «وجود محكمة جزائية داخل محكمة المطبوعات». كما أكد النائب الياس حنكش «الاستمرار في الدفاع عن الحريات للحفاظ على صورة لبنان الحضارية».