جلسة تراشق داخل البرلمان التونسي: نائب يتهم الرئيس بـ”الانقلاب” وآخر ينعت زميله بـ”الإرهابي”

حسن سلمان
حجم الخط
0

تونس– “القدس العربي”: تحول البرلمان التونسي مجددا إلى مسرح للتراشق بين النواب، حيث استغل عدد من نواب ائتلاف الكرامة الجلسة لمهاجمة الرئيس قيس سعيّد، ورد نواب حركة الشعب (الكتلة الديمقراطية) على اتهامهم بممارسة أعمال “إرهابية”.

وكان البرلمان عقد، الثلاثاء، جلسة مخصصة لإعادة التصويت على مشروع قانون المحكمة الدستورية بعد إعادته من قبل الرئيس قيس سعيد، على اعتبار أنه مخالف لأحكام الدستور.

وخلال الجلسة، وجه النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفّاس انتقادات كبيرة للرئيس قيس سعيد، حيث تساءل بقوله “هل نتعامل مع رئيس جمهورية ضامن لوحدة التراب والشعب التونسي، أم مع قائد انقلاب على طريقة قذافية بائسة؟”.

وانتقد ما أسماه “هوس رئيس الجمهورية المرضي بالمؤسستين العسكرية والأمنية، والخطابات المتشنجة. وهو يتوعد أبناء شعبه الذين زكوه بالآلاف”، منتقدا زيارة سعيد إلى مصر و”تعاطفه” مع الكتلة الديمقراطية التي وصفها بـ”الكتلة الفاشية”.

ورد هيكل المكي النائب عن الكتلة الديمقراطية بنعت كتلة ائتلاف الكرامة بممارسة الإرهاب، مشيرا إلى أن إرساء المحكمة الدستورية سيمنع “تنظيمات إرهابية أصبح لديها صوت داخل المؤسسات التشريعية، وهؤلاء لا يمكن أن يعطونا درسا في الديمقراطية”.

كما اتهم نواب ائتلاف الكرامة بـ”التحريض من فوق المنابر على جهاد النكاح وتسفير التونسيين إلى بؤر التوتر، وتشجيعهم على قتل السوريين والليبيين والتونسيين”، قبل أن يدخل في تراشق مع سيف الدين مخلوف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة، وينعته بـ”الإرهابي يرتدي جبة نائب”، مشيرا إلى أن يديه ملطخة بدم التونسيين، قبل أن تضطر رئيسة الجلسة ونائب رئيس البرلمان، سميرة الشواشي، إلى رفع الجلسة.

وكانت عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر أثار جدلا واسعا في بداية الجلسة، بعدما ارتدت خوذة وسترة واقية من الرصاص، مشيرة إلى أنها اضطرت لذلك كي تتمكن من دخول البرلمان بعد إلغاء الحماية الأمنية المخصصة لها.

وشهد البرلمان التونسي في مناسبات عدة تراشقا وعراكا بالأيدي بين عدد من النواب، ففي آذار/مارس 2020 دخل الدستوري الحر في شجار مع ائتلاف الكرامة، تم خلاله تبادل الاتهامات بالإرهاب والتكفير والانقلاب على المسار الديمقراطي، وهو ما تسبب بتعطيل العمل البرلماني لعدة أيام.

كما تحول الخلاف السياسي إلى عراك بالأيدي بين نائبين من حركة النهضة والدستوري الحر، انتهى بدخولهما للمستشفى بعد تعرضهما لعدة كسور في تموز/يوليو الماضي.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي أدان رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، العنف الذي تعرضه له نواب الكتلة الديمقراطية من قبل زملائهم في ائتلاف الكرامة، معتبرا أن ما مارسه نواب الائتلاف سابقة خطيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية