الأمم المتحدة- “القدس العربي”: علمت”القدس العربي” من مصدر دبلوماسي في مقر الأمم المتحدة أن البرازيل، رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر، قد قررت عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الساعة الثالثة بتوقيت نيويورك. فقد أبلغ السفير البرازيلي أعضاء المجلس “أنه ينوي عقد جلسة لمجلس الأمن تحت بند “الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية” بسبب خطورة الأوضاع الحالية”.
من جهة أخرى ظهر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى غرفة المؤتمرات الصحفية ليدلي ببيان مقتضب دون أن يأخذ أسئلة. وجاء في البيان أنه على تواصل مستمر مع قادة منطقة الشرق الأوسط لبحث عدد من الأولويات الرئيسية، مشددا على ضرورة تجنب توسيع رقعة الصراع.
وأعرب، في تصريحاته عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار مؤخرا على طول الخط الأزرق والتقارير التي أفادت بحدوث هجمات من جنوب لبنان. وناشد غوتيريش جميع الأطراف، ومن يتمتعون بالنفوذ لديها، تجنب مزيد من التصعيد وانتشار الصراع.
ودعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى الإطلاق الفوري لسراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات واحترام القانون الإنساني الدولي. وأشار إلى أن نحو 220 ألف فلسطيني يحتمون الآن في 92 منشأة تابعة للأونروا بأنحاء غزة.
ودعا إلى ضرورة ألا تُستهدف منشآت الأمم المتحدة والمستشفيات والمدارس والعيادات. وقال إن موظفي الأمم المتحدة يعملون على مدار الساعة لدعم سكان غزة. وأعرب عن الأسف البالغ لمقتل عدد من الموظفين الأمميين. وكانت وكالة الأونروا قد أعلنت أن 11 من موظفيها قد قُتلوا في غزة منذ يوم السبت الماضي.
وأكد الأمين العام على ضرورة السماح بدخول الإمدادات المنقذة للحياة إلى غزة، بما في ذلك الوقود والماء والغذاء. وشدد على الحاجة لضمان الوصول الإنساني العاجل وبدون عوائق. وشكر غوتيريش مصر على انخراطها البناء لتيسير الوصول الإنساني عبر معبر رفح وجعل مطار العريش متاحا للمساعدات الحيوية.
وردا على سؤال وجه للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجريك، كيف للأمين العام الذي يحمل رمزية أخلاقية يأتي ويطالب بإطلاق الرهائن ولا يطالب بوقف إطلاق النار، قال: “هذه هي الطريقة التي أرى بها الأمر. هذه هي الطريقة التي قرأتها. وحتى يومنا هذا… نحن بحاجة إلى رؤية نهاية لهذا العنف. نحن بحاجة إلى أن نرى نهاية لعمليات القتل. هذا هو السبيل الوحيد للخروج، وأعتقد أنه كان مباشراً إلى حد ما بشأن هذا الأمر يوم الاثنين، هو أنك ستحتاج في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية، ولا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية بينما يستمر المدنيون يواجهون الموت”.
وحول الأوضاع الإنسانية في غزة قال دوجريك نقلا عن مكتب منسق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن عدد النازحين في جميع أنحاء غزة قد تجاوز الآن 263000 رجل وامرأة وطفل – أي بزيادة قدرها 40 في المئة منذ يوم أمس. وقد تم تدمير أكثر من 1000 وحدة سكنية في غزة، وتعرض نحو 560 وحدة منها لأضرار جسيمة وأصبحت غير صالحة للسكن. وتعرض 12630 شخصًا إضافيًا لأضرار أقل.
وأضاف أن جميع المستشفيات الثلاثة عشر والمرافق الصحية الأخرى في غزة تعمل بشكل جزئي فقط بسبب نقص الإمدادات وتقنين الوقود. كما يتعذر الوصول إلى مستشفى بيت حانون بسبب الأضرار التي لحقت بالمنطقة المحيطة. ومع قطع إمدادات المياه من إسرائيل إلى غزة، هناك نقص حاد في مياه الشرب يؤثر على 650000 شخص كما ألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية أضرارا بسبعة منشآت كانت توفر خدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من مليون شخص. وفي بعض المناطق، تتراكم الآن مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة في الشوارع، مما يشكل خطراً صحياً شديداً واضحاً.
من جهتها أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) أن 220000 نازح داخليا يقيمون في 88 مدرسة تابعة للأونروا في مختلف أنحاء قطاع غزة. وتستمر الأعداد في الزيادة مع استمرار الغارات الجوية التي تشنها القوات الجوية الإسرائيلية. وقد قُتل أحد عشر موظفاً من موظفي الوكالة منذ يوم السبت، بينما أصيب ثلاثة معلمين، كما قُتل 30 طالباً من طلاب الأونروا وأصيب ثمانية آخرون.
ويعمل موظفو الأونروا على مدار الساعة للاستجابة لاحتياجات النازحين في الملاجئ. ومع ذلك، فإن بعض هذه الملاجئ مكتظة وتوفر الغذاء والمواد الأساسية الأخرى مثل المياه الصالحة للشرب محدود.
وقد تأثرت مدرستان تابعتان للأونروا بالغارات الجوية، مما رفع إجمالي عدد المنشآت المتضررة من النزاع إلى 20 منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.و أصيب ستة عشر نازحًا كانوا يلجأون إلى إحدى مدارس الأونروا، من بينهم اثنان في حالة خطيرة، نتيجة لغارة جوية في مكان قريب