نيويورك (الأمم المتحدة) – “القدس العربي”:

علمت “القدس العربي” أن البعثة الفلسطينية بالتعاون مع المجموعة العربية، ممثلة في الكويت، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، ستركز في جلسة يوم الأربعاء الدورية على مناقشة “الوضع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية” وعلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك يومبيو، والتي يعتبر فيها أن الاستيطان ليس انتهاكا للقانون الدولي. والجلسة الطارئة المقررة سلفا ستبدأ الساعة العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد أعلن في مؤتمر صحافي الإثنين أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية “غير متسقة مع القانون الدولي”، ما يعتبر تحولا في السياسة الخارجية الأمريكية. وقال بومبيو: “بعد دراسة جميع جوانب النقاش القانوني بعناية، توافق هذه الإدارة… على أن إنشاء مستوطنات مدنية إسرائيلية في الضفة الغربية لا يتعارض في حد ذاته مع القانون الدولي”.

وقد أصدر الاتحاد الأوروبي فورا بيانا يرفض مثل هذا التحول في السياسة الأمريكية ويؤكد من جديد عدم شرعية الاستيطان. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان لها: “إن موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة واضح ولم يتغير: كل الأنشطة الاستيطانية غير شرعية بموجب القانون الدولي”. وتابعت في بيانها قائلة إن “سياسة الاستيطان الإسرائيلية تقوّض إمكانية تحقيق حل يستند إلى قيام دولتين وفرص التوصل إلى سلام دائم”.

ورحب بيان صادر عن البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة بقرار وزير الخارجية الأمريكي، مؤكدا أن “حقنا في أرض إسرائيل مبني ليس فقط على الحق التاريخي بل على مبدأ العدالة في القانون الدولي أيضا”. ودعا البيان، الذي وصل “القدس العربي” نسخة منه، جميع السفراء إلى مراجعة قرار الحكومة الأمريكية “بدون تعصب واعتماد الأسس القانونية التي بني عليها”.

وحسب تصريحات دبلوماسية رفيعة لـ”القدس العربي” فإن المجموعة العربية بدأت تناقش إمكانية دفع مجلس الأمن لأخذ موقف حاسم من تصريحات بومبيو حول الاستيطان، بما في ذلك إعداد مشروع قرار يرفض الموقف الأمريكي ويؤكد أن المستوطنات تعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي حسب اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 446 (1979) والقرار 2334 (2016).

ومن المتوقع أن يحصل مشروع القرار، في حالة طرحه للتصويت، على 14 صوتا مقابل الفيتو الأمريكي الذي سيطيح بمشروع القرار.