مشهد مُمل وسمج يتكرر كل عام في مثل هذا الوقت: تحل ذكرى عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وفق التقويم الغربي، فتتوجه بالتهنئة لزملائك وأصدقائك المسيحيين متمنيا لهم عيد ميلاد مجيد.
في الأثناء يبدو وكأن هناك من يجلس متوثبا في مكان ما ينتظرك أن تقع في هذا «المحظور» لينقضّ عليك قائلا بأنه لا يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم فذلك برأيه حرام ومنهي عنه. بعضهم يكتفي بذلك، والبعض الآخر يذهب إلى تحذيرك من أنك ستُحشر في جهنم مع هؤلاء الذين هنأتهم، على أساس أن هؤلاء طبعا يعلمون جيدا من سيدخل النار ومن سيدخل جهنم، حتى لتكاد تظن أن بحوزتهم القائمات الاسمية لهؤلاء وأولئك. ومنهم من لا يكتفي بكل ما سبق، بل يمضي قدما في أسطر معدودات إلى تسفيه الديانة المسيحية وكل معتنقيها في هذا العالم.
نفس الجُمل، نفس التحامل، نفس الكراهية، نفس التكفير يتكرر كل عام وكأننا على موعد سنوي دائم مع وجهي نفس العملة الواحدة: تهنئة من هنا وشتائم من هناك بوصاية تستبطن الفهم الوحيد والصحيح للإسلام.
«جماعة لا يجوز» هذه تجدها دائم على أهبة الاستعداد في مواسم الأعياد هذه فتنشط بلا كلل، ونسبة كبيرة منهم بالمناسبة يتخفون في مواقع التواصل الاجتماعي وراء أسماء مستعارة، على غرار «الذباب الإلكتروني» في المعارك السياسية حامية الوطيس في أكثر من بقعة في بلادنا العربية، بل يمكن تخيلهم جاهزين قبل أيام لا ينتظرون سوى حلول المناسبة لإطــلاق كل ما لديهم.
«جماعة لا يجوز» هذه لم تكلّف نفسها عناء التوقف قليلا لتنظر يمينا وشمالا عساها تتبين المفارقات الأخلاقية والاجتماعية والثقافية التي وقعوا فيها بين ما «يجوز» و«لا يجوز» من ذلك، على سبيل المثال لا الحصر أنه:
يجوز السفر والسياحة إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا ويجوز طلب اللجوء إلى بلدانها والاقامة فيها والحصول على جوازات سفرها، ويجوز التمتع بخدماتها ومنحها الصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها، ويجوز التملك فيها وممارسة كل حقوق مواطنيها الأصليين إذا صرت حاملا لنفس وثائقهم الشخصية، ويجوز اللجوء إلى قضائها لانصافك لأنك في دول بها مؤسسات وقوانين…
نفس الجُمل، نفس التحامل، نفس الكراهية، نفس التكفير يتكرر كل عام وكأننا على موعد سنوي دائم مع وجهي نفس العملة الواحدة: تهنئة من هنا وشتائم من هناك بوصاية تستبطن الفهم الوحيد والصحيح للإسلام
كل ذلك يجوز… لكن ما لا يجوز أبدا هو أن تقول لجارك الفرنسي أو البريطاني أو الكندي أو الأمريكي أو الألماني أو البلجيكي أو الايطالي أو الاسباني: عيد ميلاد مجيد وكل سنة وأنت طيب، كما لا يجوز أن تقولها لزملائك في العمل هناك فستكثر عليهم هذه المجاملة وكأن لا عيد لديهم ولا فرح، أو أن تستكثر قولها لأولياء الأطفال الذين تلتقي بهم كل صباح في المدرسة، علما بأن المناسبة عند أغلبهم لا دلالة دينية لها.
دعنا من «الخواجات» والدول الغربية التي يقيم فيها هؤلاء المسلمون من جماعة «لا يجوز» ودعنا كذلك من الغربيين المقيمين في دولنا المختلفة في المشرق والمغرب وخاصة في دول الخليج العربية وعددهم بمئات الآلاف ممن يقولون لنا «عيد مبارك» في كل عيد أضحى أو عيد فطر أو «رمضان كريم» مع حلول الشهر الفضيل، دعنا من كل هؤلاء ولنلق نظرة سريعة على بعض مجتمعاتنا العربية التي يعيش فيها على نفس الأرض مسلمون ومسيحيون من طوائف مختلفة ويتكلمون نفس اللغة ويعيشون مع بعضهم البعض نفس الأفراح والأتراح.
جماعة «لا يجوز» يقولون لك إنه لا يجوز أن يقول الفلسطيني أو السوري أو اللبناني أو العراقي لزوجته أو أصهاره أو جاره أو صديقه أو أستاذه أو زميله في العمل أو بواب عمارته أو ساعي البريد أو الممرض أو الطبيب الذي يشرف عليه أو المعلم الذي يدرسه أو المحامي الذي يدافع عن مصالحه أو الميكانيكي الذي يصلح سيارته أو السباك الذي يصلح أعطال شقته، لا يجوز أن يقول له «عيد ميلاد مجيد» مع أن الآخر يهنئه في أعياده بشكل طبيعي وبلا عقد، وإن لم يفعل اعتبرها هو نفسه إهانة وقلة ذوق، حتى إننا في السنوات الماضية صرنا نرى رؤساء دول مسيحية كبرى يهنئون المسلمين بأعيادهم صوتا وصورة.
المفارقة أن هؤلاء المسلمين من «جماعة لا يجوز» ولا أظنهم سوى أقلية ولله الحمد، هم أنفسهم الذين تتلبسهم حالة من الاستنفار الشديد كلّما حصل في أوروبا أو غيرها بعض ممارسات الكراهية أو التنمّر ضد المسلمين منددين بأعلى أصواتهم بـ«الإسلاموفوبيا» هناك، بمعنى أن حساسيتهم هذه، المشروعة طبعا، لم تمنعهم من ممارسة لا تختلف كثيرا في جوهرها ضد الآخر المسيحي، حتى وإن اتخذت شكلا مغايرا، لا تتمثل في الإساءة المباشرة وإنما في قناعة أنه من غير المسموح تهنئته وهذه قد تكون أكثر إيلاما. أنت حر في أن تهنئ أو لا ولكن على الأقل لا تشهّر بمن يفعل.
وليت الأمور تقف عند هذا الحد بل نرى «جماعة لا يجوز» لا يدخرون جهدا في العودة إلى ما قاله بعض الفقهاء لدعم وجهة نظرهم، فينبري معارضوهم بدورهم إلى الإتيان بآراء أخرى عكس ذلك، مع أن الموضوع لا يحتمل كل هذا على الاطلاق. أعياد ميلاد مجيدة، وكل عام وأنتم بخير.
كاتب وإعلامي تونسي
*اذا كان استلامنا العظيم السمح
(سمح للمسلم الزواج من اهل الكتاب)
فهل يعقل يحرم التهنئة في أعيادهم؟؟؟
واذا كان لا يجوز ان تسلم على اهل الكتاب سلام المسلمين اي السلام عليكم
لما ذا يجوز ان ان تهنئهم على اتخاذ الله ولد اخي الكريم …هذا ديننا وعقيدتنا والله انا جيراني نصاري وبيننا كل احترام لكن لا نتطرق معهم بأمور الدين لانها تحتاج الى علماء
يسمح الزواج من اهل الكتاب بشرط ان يعتنق الاسلام
وهل الدين على كيفك حتى تعدله؟
نعم تهنئتهم بعيدهم حرام وهم كفار كما هم يحسبونا كفار ايضا!!
لا يوجد كفار بالمسيحية …..المسيح المولود في بيت لحم قال للناس احبوا أعداءكم …باركوا لاعنيكم
جماعة «لا يجوز! « ، من الذين يستغلون الإسلام لزينة الحياة الدنيا ، يخادعون الله وهو خادعهم .
عندما حلت “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” ، في مارس 1992، من قبل المحكمة الإدارية في الجزائر العاصمة ، فإن أغلب قادتها ، إذا استثنينا منهم كبيرهم ، هاجروا ، لا إلى الدول العربية المسلمة ، أو إلى الدول الإسلامية ، أو إلى المدن المقدسة عند عامة المسلمين ، وإنما إلى الدول الغربية ، مثل ألمانيا ، بلجيكا ، سويسرا ، فرنسا ، بريطانيا ، أمريكا ، وغيرها ) ، حتى أن عاصمة بريطانيا كانت تكنى ب “لندنستان” ، رغم أنهم لا يملون من ترديد “دار الإسلام” الخاضعة لسلطان المسلمين ، و”دار الحرب أو دار الكفر” الخاضعة لحكم غير المسلمين .
“آية المنافق ثلاث : إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ” ، “ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون” .
ليس هذا الا اثبات كامل لعدم صلاحية المبدأ الاساسي مع العصر
مع احترامي الشديد ولكن الاحتكام في أمورنا الدينية والدنيوية يكون وفقا للشريعة الإسلامية التي حددت لنا كل ما يكفل للبشرية العيش في سلام دون المساس بعقيدتنا وسيدنا عيسى عليه السلام هو رسول الله بالنسبة لنا فهل هو كذلك بالنسبة لهم؟
هم اخواننا وأصدقائنا وجيراننا واحبائنا …..ولكن هنا ……
…… لا يجوز ……
رائع احسنت الاخ المحترم
اتقو الله ولا تحلو ما حرم الله …
هذا دين وعقيدة اما ما ذكرتم من السفر وغيره فهو من الدنيا
يا ممثل معنى الإعلام الناجح، وليس الإعلام الرسمي/المهني أو الإعلام غير الرسمي/غير المهني، السؤال بالنسبة لي حقيقة، هل الإشكالية في (جماعة “يجوز”)، يا محمد كريشان، أم كما ورد في عنوان (جماعة «لا يجوز»!) أم لكل مقام مقال، ولكل سياق معنى، ويجب أن يكون هناك شيء اسمه حلال وشيء اسمه حرام، وشيء اسمه أخلاق، وشيء اسمه خالق لهذا الكون، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
لأن عندما مجموعة من أساتذة جامعة، دولة مثل (فرنسا) العلمانية أو اللا دينية، في عام 2021، بحث يتم إصداره في كتاب، لإثبات وجود خالق لهذا الكون، هل هذا له علاقة بالإقتصاد، أم له علاقة بهدر موارد الدولة الإقتصادية؟!
ثم هل القانون للتنظيم أم القانون من أجل الجباية والاستعباد بحجة أنت وأموالك ملك الدولة؟!
ثم هل الأسرة، أساس ثقافة النحن كأسرة إنسانية، أم يجب أن يكون هناك صراع بين ثقافة الأنا (الرجل) وثقافة الآخر (المرأة)، حتى لا يتم استعباد أي ثقافة لثقافة داخل الأسرة أو الشركة أو الدولة؟!
وهل العلاقة، يجب أن يكون الأساس فيها، الرياء/النفاق الإجتماعي، بحجة السياسة أو الذوق أو العرف أو الأخلاق؟!??
??????
الذي لا يجوز ليس تهنئة جاري النصراني ولكن الذي لا يجوز هو موافقتهم في أن لله ولدا سبحانه و تعالى عما يصفون
” عيد ميلاد مجيد ” من قال أنه يجوز أن نهنئ في شرك الله أو الإدعاء بأن له ولد
نحن نهنئهم بكل مناسباتهم إلا بالشرك بالله ..
بل ونعاملهم أفضل معاملة و لهم الإحترام و “لا يجوز” لنا أذيتهم “ولا يجوز” لنا أكل أموالهم