في السنين الخمسين الماضية، انتقل إلى رحمة الله تعالى أربعة رؤساء مصريين في ظروف مختلفة، تعكس تغيرات جذرية في المجتمع والسياسة والتوجهات والعلاقات المصرية. والرؤساء الأربعة هم جمال عبد الناصر (1970) وأنور السادات (1981) ومحمد مرسي (2019) وأخيرا حسني مبارك (2020). وأود في هذا المقال أن أرصد الوضع السياسي العام، من خلال ظروف الوفاة، ومراسم الجنازة، ورمزية الحضور، ومشاركة الجمهور المصري والجيش والدولة، وردود الفعل على المستوى العربي والعالمي إن وجد، وما هي المؤشرات التي يمكن أن نستخلصها من الكيفية التي ووري فيها الرئيس الثرى.
جنازة جمال عبد الناصر (52 سنة) 1 أكتوبر 1970 إجهاد بعد مؤتمر القمة الطارئ
قطع ناصر إجازة النقاهة المرضية في مرسى مطروح، بعد يوم واحد عندما وصل إليه محمد حسنين هيكل ليخبره بتفاقم الاشتباكات بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية في الأردن. دعا فورا إلى قمة عربية طارئة في القاهرة (23 ـ 28 سبتمبر) وتوصل إلى اتفاق حول وقف الاشتباكات. ودّع أمير الكويت في المطار وعاد إلى البيت،ٍ وأصيب بحالة إجهاد شديدة. وحسب تقرير طبيبه الخاص الدكتور الصاوي حبيب، فقد أصيب جمال «بالصدمة القلبية، وهي أخطر مضاعفات انسداد الشريان التاجي وفارق الحياة» مساء 28 سبتمبر.
انتشر الخبر في طول الوطن العربي وعرضه. نزل كالصاعقة. تجمع ملايين المصريين في القاهرة. سارت وراءه مصر كلها تبكي «سيد الرجال» كما وصفه السادات في خبر الموت. أعلن الحداد عليه في كل الوطن العربي، إلا قليلا. أقيمت حلقات النعي في كل مدن وقرى فلسطين، وسارت جنازة رمزية في القدس قدرت بسبعين ألفا، عدا جنازات بيروت وطرابلس وسلاح المقاومة يودعه بزغاريد من الرصاص. بكاه المغنون والشعراء والفنانون. اعتزلت أم كلثوم في قبو بيتها مدة طويلة. ورثاه نزار قباني في قصيدته الشهيرة: «قتلناك يا آخر الأنبياء» ورثاه شاعر الأردن عبد المنعم الرفاعي «كلا فما صدق الناعي ولا الخبر» وبكاه مغني الثورة الجزائرية رابح درياسة «إبكوا يا عرب ونكسوا الرايات»، ورثاه شاعر العراق محمد مهدي الجواهري: «أكبرت يومك أن يكونَ رثاء الخالدون عهدتهم أحياء». ورثاه شاعر السودان محمد الفيتوري: «الآن تعود الخيل مطأطئة من رحلتها مغرورقة النظرات». ورثاه الشاعر الفلسطيني محمود درويش: «لماذا تموت بعيدا عن الماء والنيل ملء يديك، لماذا تموت بعيدا عن البرق والبرق في شفتيك. نراك طويلا كسنبلة في الصعيد نراك جميلا كمصنع صهر الحديد وحرا كنافذة في قطار بعيد».
الأمة العربية تدفع ثمن تراجع مصر، حروبا وهدرا للثروات وتقزيما لدورها وتطاولا على سيادتها وتراجعا لقضية العرب المركزية
ورثاه الشاعر الإماراتي حمد بن خليفة: «لو كان يقبل عن جمالٍ فديةً لفدته أنفسُ يعربٍ والأدمع». ورثاه شعراء مصر صلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الأبنودي، وعبد المعطي حجازي وأحمد فؤاد نجم. قدر عدد حضور الجنازة من خمسة إلى سبعة ملايين وقيل عشرة، لكن اتفق المؤرخون على أنها أكبر جنازة عرفها التاريخ المعاصر. الدولة التي كانت تعيش في ظله أعدت له الجنازة التي تليق به. شارك في الجنازة زعماء عالميون منهم رئيس الوزراء الفرنسي جاك شابان دلماس، ورئيس وزراء الاتحاد السوفييتي، أليكسي كوسيغن، وجميع ملوك وروساء الدول العربية إلا الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز. جريدة «الأخبار» عنونت المانشيت: «العالم يبكي». أما «الأهرام» فكتبت: «الدنيا كلها في ذهول من الفاجعة».
جنازة أنور السادات (63 عاما) 10 أكتوبر 1981 اغتيال
في صباح السادس من أكتوبر 1981 جلس السادات في منصة الاستعراض، يحيط به الضباط والوزراء والضيوف، للاحتفال بالذكرى الثامنة لحرب أكتوبر المجيدة. قفزت مجموعة عساكر من المتطرفين الإسلاميين بقيادة خالد إسلامبولي واقتربوا من المنصة وأفرغوا رصاصاتهم فيه. صرخ أحدهم في الضابط حسني مبارك الذي كان يجلس بجانبه، إبعد أنا عايز… ده». حاول طاقم من الأطباء إسعافه غير أنه فارق الحياة وقتل معه سبعة حضور. كانت مصر تخضع لأحكام عرفية بعد مظاهرات 1977، التي سماها السادات «انتفاضة الحرامية» بينما سماها المصريون «ثورة العيش». زادت النقمة عليه بعد زيارته للقدس المحتلة، وحديثه في الكنيست الإسرائيلي يوم 22 نوفمبر 1977 وتفاقمت الأمور بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي ساومت على سيادة مصر. ومع المقاطعة العربية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، انتشرت الاحتجاجات. يوم 3 سبتمبر 1981 أفاقت مصر على حملة اعتقالات واسعة لعدد تجاوز 1500 من المصريين، كان من بينهم عدد من رموز الصحافة وأساتذة الجامعات ورؤساء الأحزاب ورجال الدين والقيادات النسائية والوزراء السابقين بمن فيهم محمد حسنين هيكل. كتب يومها رجاء النقاش مقالا عنوانه «مصر كلها في السجن».
في ظل ظروف أمنية مشددة وإغلاق جميع الشوارع صلي على جثمان السادات في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، ثم نقل بطائرة هليكوبتر نحو ساحة نادي السكة الحديد بمدينة نصر، ومن هناك تحرك موكب الجثمان بالسيارات وسط قوات أمنية قبل أن يصل إلى منطقة تشييع الجنازة ليُنقل وسط أجواء قاتمة على عربة مدفع. يتقدم المعزين الرئيس المُرشح حسني مبارك، بجانبه، نجل الرئيس الراحل جمال وزوجته جيهان وكبار رجال الدولة ورؤساء الدول والوفود، من بينهم رؤساء أمريكا السابقون، جيمي كارتر، وجيرالد فورد، وريتشارد نيكسون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، والملك حسين والرئيس الصومالي سياد بري. أما الشعب المصري فلم يكن له دخل في الجنازة.
جنازة محمد مرسي (68 عاما) 18 يونيو 2019 إهمال طبي
في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يوم 11 فبراير، تسلم المسؤولية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي. أجريت الانتخابات الرئاسية عام 2012. تنافس عدد من المرشحين. في النهاية تنافس أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك ومحمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة (جماعة الإخوان المسلمين). فاز مرسي بأغلبية بسيطة لا تتجاوز 51%. في الذكرى السنوية لحكمه خرجت مظاهرات عارمة ضده وأطاح به الجيش في انقلاب عسكري دموي يوم 3 يوليو 2013 ووضع في السجن. وجهت له عدة تهم: قصر الاتحادية وحكم فيها بالسجن 20 عاما، والتخابر مع حماس وحكم فيها بالمؤبد، وإهانة القضاء وحكم فيها 3 أعوام، واقتحام السجون وحكم فيها بالإعدام. أودع في سجن انفرادي، وكان يشكو من سوء المعاملة والإهمال الطبي. تم تشكيل لجنة طبية شرعية فأكدت أن لديه: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع السكر، التهابا مزمنا بالأعصاب، ورما بالأوعية المبطنة للمخ. وعلى الرغم من سوء حالته الصحية فقد أمضى الغالبية العظمى من وقت احتجازه بالحبس الانفرادي، في ظروف فاقمت من تدهور حالته الصحية، وحرم من الرعاية الطبية الضرورية، ما كان سببا في وفاته في النهاية داخل معهد أمناء الشرطة في طرة أثناء محاكمته.
رفضت السلطات طلب أسرة مرسي بدفنه في مقابر العائلة في محافظة الشرقية، وتم دفنه في مقابر الوفاء والأمل في مدينة نصر في القاهرة. أرغمت عائلة مرسي على دفنه بشكل يكاد يكون سريا، وحرمت من إقامة جنازة له أو تلقي العزاء فيه بحجة الدواعي الأمنية.
جنازة حسني مبارك (92 عاما) 26 فبراير 2020 شيخوخة
أطاحت الثورة المصرية بالرئيس حسني مبارك يوم 11 فبراير 2011 وأودع السجن يوم 11 إبريل. وجهت النيابة العامة لمبارك اتهامات رسمية في أربع قضايا هي: قضية قتل المتظاهرين في 2011، واستغلال النفوذ، والتربح من صفقة تصدير الغاز لإسرائيل، والكسب غير المشروع، وقضية القصور الرئاسية، صدر فيها حكم نهائي 3 سنوات. في 2 يونيو 2012 حكم عليه بالسجن المؤبد هو وحبيب العادلي في موضوع قتل المتظاهرين. طعن في الحكم بعد الانقلاب وصدر يوم 29 نوفمبر 2014 حكم بالبراءة. ثم وافق النائب العام على الإفراج عن الرئيس مبارك، بعد ما يقرب من 6 سنوات من محاكمته ليعود إلى منزله في مصر الجديدة، الذي بقي فيه حتى وافته المنية. كان مبارك محتجزا في مستشفى طبي جاهز، وكان مسموحا لأسرته وأصدقائه بزيارته. وقد توفي في غرفة العناية المركزية في مستشفى الجلاء العسكري.
بعد البيان العادي جدا عن وفاته تغير الموقف، بعد الهاتف الذي وصل للسيسي من دولة خليجية تصر على إقامة جنازة عسكرية لمبارك يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه على رأس مسؤولي الدولة. وهكذا كان. تم إعلان الحداد لمدة 3 أيام في البلاد، وأقيمت له جنازة عسكرية حضرها كبار رجال الدولة، وسمح لأسرة مبارك بدفنه في مقابر الأسرة في مصر الجديدة. تلقت عائلته العزاء الرسمي من جهات عدة كما أتيحت الفرصة لعامة الناس لتقديم العزاء. أرسلت برقيات عزاء من الملك سلمان وأمير الكويت والرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
كم تغيرت مصر في الخمسين سنة الماضية. المصيبة أن الأمة العربية كلها تدفع ثمن تراجع مصر حروبا وهدرا للثروات وتدخلا في شؤونها وتقزيما لدورها وتطاولا على سيادتها وتغولا لأعدائها وتراجعا لقضية العرب المركزية.
* محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي
وسيأتي يوم على السيسي! وسيكون الحساب كبيراً بسبب الدماء الطاهرة التي أراقها برابعة وغيرها!! ولا حول ولا قوة الا بالله
جزء من الإجهاد الذي أصاب عبد الناصر بعد القمة الطارئة لفك الاشتباك بين الأردن و منظمة التحرير، هو شعور عبد الناصر بالذنب على تحريضه لياسر عرفات للإطاحة بالملك حسين في أيلول الأسود ١٩٧٠، و لكن هذا الشعور كان جاء بعد فوات الأوان.
أما نزار قباني، الذي عادى عبد الناصر في حياته، فغريب أن يكتب له قصيدة بعد وفاته يقول فيها «قتلناك يا آخر الأنبياء … كنت أبانا … و كنت الصديق … و كنت الصدوق». و لكن تزول الغرابة عندما نتذكر أن نزار قباني هو نفسه الذي رثى باسل الأسد قائلاً؛ «إن السماء كانت تبحث عن فارس جميل … و أن باسل كان حبيب كل ذرة من أرض الشام».
مؤسف و مؤلم أن محمد مرسي؛ الرئيس الشرعي الوحيد في تاريخ مصر بعد استقلالها، و الذي حكم لسنة واحدة فقط، أو يدفن بشكل سرّي، و أن يُرفض طلب عائلته لدفنه في مقابر العائلة. في حين تُقام جنازة رسمية لمبارك الذي حكم ل ٣٠ عاماً و سرق ٧٠ مليار دولار من المصريين!
هناك جنازة أخرى دائمة لم تشر إليها. هي جنازة الشعب المصري، العساكر يشيعون جنازته منذ عام 52 حتى اليوم، ويدفنونه وهو يقاوم، السؤال: متى تنتهي هذه الجنازة الطويلة الأمد؟
مقارنة جيدة بين جنازات أربعة رؤساء مصريين ، وواضح أن الكاتب يميل كأكثر أبناء جيله عاطفيا إلى عهد عبد الناصر ..
ولكن هل نهاية حاكم وجنازته تدل على حب أو كره المحكومين له؟
اخي خليل … انا قريبة من المدرسة الفكرية للاخوان المسلمين .. لكنني لا اتفق معهم في طريقة تقييمهم للراحل جمال عبد الناصر .. انهم يرونه من زاوية مذبحة سجن طرة المركزي ومذبحة السجن الحربي وحادثة المنشية المزعومة لجمال عبد الناصر قامة عالية رغم هزيمة ال٦٧ شئنا ام ابينا ومن بكاه هم فقراء مصر ولم يدفعهم احد لبكائه ولولا انه مثل لهم ابا روحيا لعروبتهم واعاد لمصر ثقلها القومي رغم فشل كثير الا انه حاول فاصاب واخطا ففي عهده تعىضت مصر للعدوان الثلاثي واممت القناة ودعمت المقاومة الفلسطينية وطحنت بسبب رحيل ظله العالي الحامي الذي مثله .. ان لكل بشر كفة حسنات وكفة سيئات والراحل رحمه الله لم يكن اسود العهد كما راه الاخوان ولا ابيضه كما بالغ فيه الناصريون هو قامة عروبية تمثل مرحلة الاعتزاز الثقافي الا ترى مغي ان بعد رحيله اصبحت قضية فلسطين الصراع الفلسطيني الصهيوني وليس الصراع العربي الاسرائيلي رحم الله الريس ومن استشهدوا في سجون صلاح نصر ايضا رحم الله ام الدنيا ?
لا فض فوك. .أختي غادة. .وكأنك تتكلمين حرفيا بما يعتمل في نفسي منذ كنت طفلا صغيراً. ..؛ أتذكر جيدا وانا صغير يوم أعلن نبأ وفاة جمال عبد الناصر. ..وكيف اكتنف الحزن الشديد أغلب الأسر المغربية بما فيها من كان غير متفق مع التوجه الناصري في بعض الجوانب. ..؛ ولاشك أن الرجل شكل قامة باسقة في مقاومته للصهيونية والاستعمار. …ولذلك تكالبوا عليه لإفشال خطه السياسي القائم على الوحدة وعدم الإنحياز. ..والاقتصادي المرتكز على تحقيق الاكتفاء الذاتي. ..وعدالة التوزيع. ..والقومي المبني على اساس ان فلسطين هي روح العروبة. ..والصراع مع الصهاينة صراع وجود وليس حدود. ..؛ وأعتقد أن الرجل في كل الأحوال يستحق أجر المجتهد. .وشكرا.
شكرا أخي وأستاذي الفاضل مغربي ..وفعلا حاول الرجل وكان له ما له وعليه ما عليه رحمة الله عليه
لا بد ان يأتي عهد يتم فيه تقييم كل رئيس على ضوء إنجازاته الفعلية وليست الإعلامية من قصائد ونثر أغرقت في المديح ،. الى اين أوصل شعبه وامته ،،، بعيدا عن المؤثرات العاطفية آلتي تأججت في ظرف ما
اصبح هؤلاء في ذمة التاريخ ، يقع على المؤرخين والباحثين تقييم كل واحد منهم بكل أمانة بعيدا عن العاطفة والتحيز ، وعلى انجازاتهم الوطنية الفعلية ،، لا يلقون بالا لقصائد المديح أو مقالات لا تظهر الا وجهًا واحدًا يعبر عن رأي الكاتب ،
وهذا حق الأمة على المؤرخين والباحثين
إذا مصر بقيت تتغير من سيء إلى اسواء ومن ضعف الى ضعف الى درجت ان السيسي تحول إلى والى تابع للسعودية يتآمر بامرها وينتهي بنهيها حتى يوم جنازة سلفه مبارك أنتظر حتى أعطي له الأمر من سيده لحضور وتراس الجنازة ياللعجب كيف تغيرت أم الدنيا .
مساء الخير لقلمك الجميل حقا المدجج بلحظات التاريخ الذي عشنا بعضا منه ونأى عنا بعضه الاخر لأنه ولد قبلنا د صيام مقالك اليوم نقلني الى شاشات الابيض والاسود كان بحق مقالا جميلا ليس مجرد سردية بل عبرة مقنعة بسرد تاريخي ! شيق كاننا كنا هناك في لحظة النوبة القلبية للريس رحمه الله وكأننا نحضر بفرح حادثة المنصة ومن نفذها ليسوا متطرفين لقد تكلموا مع السادات بلغة مصر كلها التي كانت تتمناها في ذلك الوقت لغة حسم الرصاص على من انتهك خطوط عذرية القدس المح شجاعة تمردهم ولا اراهم بتاتا متطرفين فالقاتل هو من ارتدى بذلة وصافح ابشع المجرمين وهو يبيع عذرية ام الدنيا والقدس معا ..حسني مبارك ..ليتهم قصدوه ولم تخفه الطاولة ! لكن اكانت مصر يا استاذي الفاضل لتكون افضل ..لا اعرف محمد مرسي الواعظ الابيض القلب الذي لا ينفع في عالم الامن والسياسة بكل مكرها وعهرها كان بين العسكر ودهاقنة المكر كلوط في سدوم وعمورة وعندما حوكم بتهمة التخابر مع حماس كانت المحاكمة كما لو انها تجري في تل ابيب بطقوسها الصهيونية الكاملة !
هههههه فعلا ليتهم قصدوه ولم تحمه الطاولة ..أخت غادة تعليقك كان شائقا كالمقال نفسه
شكرا اخي رامي وعقبال دكتاتور الشام ان لا تحميه طاولة!
. يا للوقاحة الاتصال بالمقاومة جريمة في عهد ابن اليهودية كما يسميه الشعب الغارق في دمه وفقره والمسجون كله بعد السادات ..لا تنفع الجمعيات الخيرية ولا وعاظها المخلصين ولا تلاميذ اطهر المساجد في عالم الامن والسياسة كانت هذه غلطة مرسي ! ولحظة غيبوبة لضمير مصر لم تنفعها صحوة بعد ان دفن ودفنت معه نهارات لم يستحقها من انتفضوا لمصالحهم الحزبية ورشاوى الشيطان لضمائرهم بعد رحيله فحكم (ابن اليهودية ) وتعازينا لك بجنازتك يا ام الدنيا !
مقهوووورة !
ماذا نفهم من هذه الحقبات. المستعمر يكرس الايدولوجيات لتكون مجموعات تتنافر فيما بينها عل صنم يسمى الايدولوجيا … فبعد ان كنا أمة … صرنا قومية … حُكْم العِرق. ابتعدت خراسان ونُسيت سمرقند واصبح الصومال بعيدا … العربي هو الافضل . وصنعت لنا بريطانيا المشيخة العربية التي تسمى الجامعة العربية ومن ثُم اصبحنا اسوأ من الحيوانات الفارَّة من قسورة الى الجبال والبحار فإما ان نهوي من قمة الى قاع او نغرق تحت اليم .. أمة ،ثُم قومية-عروبيةٌ او أعرابية، ثم قطرية ثم ماذا … ولا ارى موقع للانسانية في كل هذا التسلسل . عصرٌ، الغريب فيه هو الانسان. … كيف ضاعت منا … إنا آرسلناك رحمة للعالمين … لكل البشر … وليس للعربي الفضل على الصومالي او الخراساني او الهولندي… او السيلفادوري الا بالتقوى.
نعم ما كتبت يمينك يا اخي ولكن العرب كانوا القوم الذين اختير منهم حملة الرسالة الى البشرية كلها وما هذا الا لخير وقر في قلوبهم قبل الرسالة والعرب ايضا هم اول من رمى دعوة محمد بن عبد الله عن قوس واحدة ومارسوا ابشع انواع التصميم على الظلم العروبة ليست قومية بل هي ثقافة كاملة عالية فان فقهت حملت ارفع لواء ببسالة الصديقين هو لواء الاسلام الذي جاء رحمة للعالمين وان جهلت بقي في جاهليتها بقية من خلق ترفعها على بقية الجاهليات فمازال العربي يجير ويقري الضيف ويعين على نوائب الزمن وله عاطفة مميزة .. لا اجد العروبة في واد والاسلام في واد اخر بل ارى ان تعانقهما حتمي وافتعال صراع قومي عربي مع الاسلام او صراع اسلامي مع القومية العربية عمل ليس دقيقا