جنبلاط: النظام السوري يريد إعادة السويداء إلى “بيت طاعته”

حجم الخط
1

بيروت – “القدس العربي”: اتهم رئيس حزب التقدمي الاشتراكي”، في لبنان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، في رسالة وجهها إلى أهالي السويداء والشعب السوري، النظام السوري وروسيا بالتسبب في مجزرة السويداء، عبر نقلهم عناصر تنظيم” الدولة” إلى محيط السويداء، مبينا أن النظام يريد أن تعاد السويداء إلى “بيت طاعته”.

وقال جنبلاط، في رسالة نشرتها صحيفة “النهار” اللبنانية، إن: أهالي الدروز رفضوا طيلة السنوات الماضية الوقوف إلى جانب النظام، ولم يستطع الأخير بدوره خوض معركة ضد السويداء، “لتناقض ذلك مع برباغندته الإعلامية (باعتباره حامي الأقليات ويكافح الإرهاب)، ولأجل إخضاعها لسلطته”.

وتابع أن النظام من أجل ذلك “استقدم تنظيم (داعش) الإرهابي من عدة مناطق سورية، إلى حدودها الشرقيّة، والشرقيّة الشماليّة بصفقات فاضحة، عمل عليها بإشراف روسيّ، بهدف زعزعة الأمن الاستقرار والسلم الأهلي، الذي أرساه أهالي السويداء فيما بينهم وبين ضيوفهم من بقية المحافظات السورية، وبالتالي محاولة النظام إعادة السويداء إلى بيت طاعته”.

وبين زعيم الحزب الاشتراكي أن “أبناء السويداء توصلوا إلى قناعة تامّة بضرورة درء خطر (داعش) بأنفسهم، وحيدين منزوعي السلاح، إلا من بعض الأسلحة الفرديّة الخفيفة، في مواجهة تنظيم يمتلك أسلحة حديثة ودعم لوجستي”.

وجاء في نص الرسالة “أيها السوريون الكرام: يعلم جميع المطلعين على الشأن السوري العام، كيف تواطأ النظام، وسهّل لتنظيم (داعش) هجومه الأخير على بعض بلدات المحافظة الحدودية بطريقة غادرة، تزامنت مع تفجيرات إرهابية داخل المدينة أسفرت جميعها عن مئات الضحايا بين قتيل وجريح من المدنيين، إضافة إلى اختطاف نحو 34 شخصا من النساء والأطفال، ما زالوا رهائن لدى التنظيم الإرهابي حتى الآن”.

وأضاف “بات واضحا للأهالي في السويداء، بأن هؤلاء تركوا وحيدين لمواجهة (داعش)، بعد رفضهم الشروط الروسيّة بتقديم شبابهم كخزان بشريّ جديد لجيش النظام، يعوّض به بعض خسائره، وخاصة مع احتماليّة الانصياع الإيراني للضغوط الأمريكية بسحب جزء من مليشياته عن الأرض السورية”.

وأشار جنبلاط إلى سلوكيات سيئة مثل السرقة، والقتل يقوم بها النظام ومليشياته في مناطق الدروز ومحيطها، مضيفا أن “النظام يرمي من وراء ذلك إلى إرهاب المدنيين وترويعهم، وزيادة الفجوة والانقسام بين السوريين، وبالتالي وضعهم أمام خيارين إما هو أو (داعش)، ومن ثم إنهاء وتصفية أشكال العمل المدنيّ المؤسساتيّ كافة، الذي عمل عليه الناشطون في السويداء خلال السنوات الماضية”.

 

وختم جنبلاط رسالته، قائلا: “إننا نهيب بالسوريين جميعا، ونخصّ بالذكر الأهالي كافة في جبل وسهل حوران، التصدي بعقلانية لتلك المخططات، مبتعدين عن ردّ الفعل، وذلك بالتمسك بمبادئ مجتمعنا السوري وأخلاقه النابذة للعنف والعنف المضاد، والعمل على مكافحة تلك الأعمال اللاإنسانيه بالوسائل كافة، وفضحها وتعرية مرتكبيها. وتفويت الفرصة على النظام بتخريب ما استعصى عليه حتى الآن في النسيج السوري”.

وكان جنبلاط الأب أوفد نجله تيمور كرئيس للقاء الديموقراطي إلى روسيا لبحث أوضاع الطائفة في جبل العرب مع المسؤولين الروس، وذلك بعد هجوم تنظيم داعش على محافظة السويداء وخطف العديد من النساء والاطفال.

وكانت هذه الزيارة مخصصة لبحث أوضاع أبناء جبل العرب الدروز وبحث سبل حمايتهم وتجنيبهم المخاطر والمآسي، وذلك عبر جملة من الترتيبات التي أجريناها ونجري نقاشاً حولها بما يضمن سلامتهم وقد رأينا الجريمة البشعة والوحشية التي ارتكبها تنظيم «داعش» بحقهم».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بشير الزين من سوريا:

    أهل السويداء هم سوريون أقحاح وبيتهم هو الوطن السوري ومسقط رأسهم هو السويداء ولا يمكن لأحد على الصعيد الطويل إجبار احد على بيت الطاعة أو بيت عدم الطاعة . هناك قرار في السويداء بمنع أي مخرب من النجاح في مساعيه , ونحن السوريون أحرص من اي كان على سلامة أهلنا في السويداء وهم أيضا حريصين أشد الحرص على الوطن السوري وأهله . في سوريا رغم الحرب والقهر والظروف الغير عادية تمكن اهلها من الترفع عن الخوض في الأمور الشخصية المميزة للفئات المجتمعية التي يتكون منها المجتمع السوري ولكن مايزال هناك من يعتقد بأن لديه الفرصة لخلق حالة من اللاسلام المجتمعي لم تنجح حرب ضروس على إيجادها أعتقد أن رهانات هؤلاء خاسرة وسيحصدون الخيبة في التآمر وبث الفرقة كما حصدوها عندما راهنوا على العسكرة .

إشترك في قائمتنا البريدية