عملية طوفان الأقصى، وهجوم الجيش الإسرائيلي على غزة يفتح جدلا كبيرا في دول الغرب حول دعم إسرائيل وحصارها لغزة، ومحاولاتها لتصفية حركة حماس. وتفاقم الجدل في وسائل الإعلام بين من يدعم العملية الإسرائيلية ومن يناهضها أو يدعم المقاومة.
ومن بين الأمور التي تم النقاش بها بالطبع هو موضوع الرهائن المحتجزين لدى حماس (220 رهينة) والذي تبين أن نصف الرهائن يحملون جنسيات أجنبية، وهذا ما يفسر أن دولا مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا تطالب بالإفراج عن مواطنيها المحتجزين كون هؤلاء يحملون جنسياتهم إلى جانب الجنسية الإسرائيلية (الحكومة الإسرائيلية قالت إن أكثر من نصف الرهائن، يحملون جوازات سفر أجنبية من 25 دولة مختلفة.
نشأة الجيش الإسرائيلي
وفي عودة إلى نشأة الجيش الإسرائيلي فهو جيش تم تكوينه من متطوعين يهود هاجروا من أوروبا ويحملون جنسيات أوروبية في ميليشيات إرهابية كالهاغانا، وشتيرن، والأورغون، ومع قيام دولة إسرائيل تم منح اليهود الجنسية الإسرائيلية دون إسقاط جنسياتهم الأم).
النائب الفرنسي الحامل للجنسية الإسرائيلية أثار الجدل بعد تصريحه أن 60 نائبا في البرلمان الفرنسي يحملون الجنسية الفرنسية أيضا.
النائب تييري مارياني من حزب الجمهوريين طرح هذه القضية ورأي أن النواب المنتخبين يجب أن يحملوا فقط الجنسية الفرنسية تحاشيا لتضارب المصالح.
الفرنسي بيير بارنيز ومنذ حوالي ثلاثة عقود طرح سؤالا على الخارجية الفرنسية حول قضية تثير القلق تتلخص أن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بجنسية الفلسطينيين المزدوجة وتعاملهم بالتالي كفلسطينيين فقط، (وهذا ما يفسر موقف الجيش الإسرائيلي الغامض من مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي كانت تحمل أيضا الجنسية الأمريكية).
واعترفت الوزارة الفرنسية أن المسألة مقلقة خاصة وأن إسرائيل أجبرت الفلسطينيين المزدوجي الجنسية والمقيمين في الأراضي الفلسطينية على اختيار إحدى الجنسيتين، لكن المسألة الأكثر حساسية تتمثل بهؤلاء الإسرائيليين العاملين في الجيش الإسرائيلي ويحملون جنسيات أوروبية وأمريكية، وبالتالي فإن هؤلاء يشاركون في العمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وفي قتل المدنيين وتدمير مساكنهم.
العمليات العسكرية
في تحقيق صحافي أجرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية في عددها الصادر في 19 تموز/ يوليو 2018، تقول:» حسب مصدر إسرائيلي إن 4185 منخرطين في الجيش الإسرائيلي يحملون الجنسية الفرنسية وهو ما يعادل حوالي 3 في المئة من الجيش الإسرائيلي، وهؤلاء يأتون في المرتبة الثانية من حيث الجنسية المزدوجة، وهذه الحالة تنطبق على اليهود الأمريكان، والروس، والبريطانيين، والألمان بشكل خاص والدول الأوروبية بشكل عام الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ويقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وفي نهاية الأمر فإن هذه العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني يشارك فيها يهود أوروبيون وأمريكان بشكل عام، وهذا يمثل مسؤولية كبيرة لهذه الدول.
وتزداد نسبة هذه المشاركات مع ارتفاع أعداد الجيش الإسرائيلي التي لامست حوالي 500ألف جندي (أعلنت إسرائيل مؤخرا عن استدعاء 300 ألف جندي احتياط) وكذلك مع الرغبة الشديدة لدى الإسرائيليين المولودين في إسرائيل الحصول على جنسية أوروبية ثانية لأسباب مختلفة.
سبر آراء
لسبر الآراء لصالح القناة الإسرائيلية الثانية فإن معظم الإسرائيليين يرغبون في جنسيات أخرى.
وقد تم طرح السؤال على 500 إسرائيلي فإن 17 في المئة من الإسرائيليين يحملون جنسيات مزدوجة. وأن 56 في المئة يرغبون في الحصول على جنسية أخرى. 42 في المئة منهم يرغبون بجنسية أخرى تمكنهم من التحرك بسهولة في دول مختلفة لا تطالب بتأشيرات دخول لهذه الدول، و34 في المئة يرغبون في الحصول على جنسية دول تؤمن لهم عملا على أراضيها، و15 في المئة لأسباب علمية وبحثية ودراسات.
والملفت أن 27 في المئة منهم يرغبون في الحصول على جنسية أخرى خشية من مستقبل إسرائيل الغامض على المدى الطويل.
سقوط غرناطة
من بين الدول الأوروبية التي تسهل عملية الحصول على الجنسية إسبانيا والبرتغال فهما تسمحان لنسل اليهود السيفارديم فقط (اليهود الذين كانوا في إسبانيا والبرتغال يعيشون مع العرب واضطروا إلى الهرب إلى البلاد العربية وخاصة شمال افريقيا بعد إنشاء محاكم التفتيش بعد سقوط غرناطة في العام 1492 وتم إلغاؤها من قبل نابليون بونابرت بعد الثورة الفرنسية 1792) وهذا ما يعطيهم الحق أيضا بالإقامة والعمل في 27 دولة أوروبية.
وخلال عام واحد تمكن 4302 إسرائيلي الحصول على الجنسية الإسبانية. وحسب آدم يديد محام إسرائيلي متخصص في القانون الدولي قال إن حوالي 3 ملايين إسرائيلي يمكنهم الحصول على الجنسية الإسبانية حسب القانون الذي تمت الموافقة عليه في العام 2015.
كما أن هناك دولا أوروبية يمكن أن تمنح الجنسية حسب «يديد» كليتوانيا وبولونيا وألمانيا والتي يمكن أن تمنح حوالي نصف مليون جنسية.
وحسب هذه الأرقام التي تعود إلى العام 2016 فإن هناك نسبة كبيرة من الإسرائيليين يحملون اليوم جنسية أخرى أوروبية أو أمريكية.
وبالتالي فإن نسبة من هؤلاء سينخرطون في الجيش الإسرائيلي في وقت ما ويقومون بعمليات عسكرية ضد الفلسطينيين.
كاتب سوري