جنوب لبنان: غارة إسرائيلية على وادي النجارية وتفجير منازل في الناقورة ومركبا

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: لا تزال الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار متواصلة في جنوب لبنان، واستهدفت مسيّرة الوادي بين المصيلح والنجارية في قضاء صيدا متسببة بسقوط 3 جرحى وفق وزارة الصحة.
وعمد جيش الاحتلال إلى تفجير ونسف منازل في بلدة الناقورة بالتزامن مع توغل داخل البلدة بالدبابات، وعملت قوة مشاة على تمشيط الناقورة بالرشاشات الحربية الثقيلة. وطالت التفجيرات بلدة مركبا في تصعيد عسكري جديد على الحدود.
وتأتي هذه الخروقات في وقت تتوالى فيه التحذيرات من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لسكان القرى الجنوبية من العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر، بسبب المخاطر الأمنية التي تهدد حياتهم.
في غضون ذلك، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله «أن العدو الإسرائيلي يمارس اعتداءات ويخرق اتفاق وقف النار» موضحاً «أن المقاومة وافقت على هذا الاتفاق ولم تقبل بوقف الحرب «كيف ما كان» ولم تقبل بالورقة كما جاءت بل وُضعت عليها تعديلات».
واعتبر فضل الله في احتفال في بلدة الدوير لشهداء «معركة أولي البأس» «أن العدو يستغل فرصة الستين يومًا ليقوم باعتداءات واغتيالات ونحن في هذه المرحلة بمعزل عما تفكر المقاومة وبما ستفعل المقاومة، نقول هناك دولة وقرارات دولية وهذا من باب المحاججة».
وقال: «لا يحمينا غير مقاومتنا وسلاحنا، لكن أمام الدولة اليوم وأمام كل من كانوا يتحدثون عن إمكان حماية لبنان من دون المقاومة، تفضلوا جربوا حظكم في هذا الموضوع».

«ملف الخروقات»

وأشار إلى «أن (حزب الله) يتابع ملف الخروق مع الحكومة لكي تقوم بدورها عبر المؤسسات والجيش وقوات الطوارئ الدولية ولجنة المراقبة» وقال: «إن كل الجهات المعنية تتحمل المسؤولية ويوجد جهد لكن ليس النتيجة المطلوبة، ونحن نعلم أن العدو خلال هذه الفترة سيعتمد على توتر الأوضاع والقلق».
وجدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد «على اهمية التقيد بالاجراءات المتخذة لوقف إطلاق النار وضمان استمراريتها، وخاصة التنفيذ الكامل للقرار 1701».
واعتبر «أن انضمام اليونان للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عن عامي 2025 و2026، سيساعد في إيصال الصوت اللبناني والدفاع عن حق بلدنا في السلم والاستقرار، ووقف العدوان الإسرائيلي عليه».
فيما أكد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس «أن المجتمع الدولي واليونان يبذلون أقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف إطلاق النار والقرار الأممي الرقم1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على الأراضي اللبنانية وتوفير الشروط للأمن والسلام المستدام لشعبه».

رئيس الوزراء اليوناني التقى ميقاتي وتأكيد على ضمان السيادة وتطبيق الـ1701

وجاء هذان الموقفان بعد محادثات بين ميقاتي وميتسوتاكيس تناولت الوضع الراهن في لبنان.
وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي مشترك «أكدنا على الدور المهم للجيش، وعبّر الرئيس ميتسوتاكيس عن استعداد اليونان للعمل على تأمين احتياجات الجيش وفق لوائح مفصلة، وهو الموضوع الذي تم بحثه في اجتماع ثنائي بين قائد الجيش ورئيس اركان الجيش اليوناني. وفي هذا المجال، فإننا نوجه التحية لليونان لمساهمتها في قوات حفظ السلام في الجنوب».
وأضاف «خلال اللقاء، طلبت من الرئيس ميتسوتاكيس امكان افادة لبنان من الخبرات اليونانية في مجال الإصلاحات الاقتصادية، والتعافي المالي خصوصاً وان البلدين مرّا بتجارب مشابهة في هذا المجال».
وتوجّه ميقاتي إلى نظيره اليوناني بالقول «إننا نقدر عالياً زيارتكم لبلدنا في هذا الوقت الصعب ووقوفكم إلى جانبنا ودعم وطننا على تجاوز محنته.
كما نعوّل على جهودكم الصادقة في سبيل دعم لبنان ونهوضه وتعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا في المجالات كافة».
أما رئيس وزراء اليونان فقال «كنت أنوي الحضور إلى بيروت قبل عشرة أيام، ولكن من المهم أن نرى كيف تغيرت الأمور الاقليمية منذ ذلك الحين، وهي ما زالت في طور التغيير في هذه الايام وأصبحت سوريا الآن في صلب الاهتمام، ولكن ذلك لا يعني بأي طريقة من الطرق أن لبنان وشعبه بعيدان عن قلبنا وأفكارنا واهتمامنا.

التطورات السورية

اليوم نجد أنفسنا، كما قلتم، في منعطف حساس ومهم، وان وقف اطلاق النار مع إسرائيل قدّم ووفّر أول نظرة أمل منذ فترة طويلة، ونحن نرحب بذلك، وأن جهود الوساطة التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا جديرة بالتقدير، وأدت إلى هذا التطور المهم، وان تطبيقه بالكامل من الجانبين أساسي ومهم، لأنه يحق للشعبين من ناحيتي الحدود العيش بكرامة من دون صواريخ وقذائف، وبالتأكيد ان المجتمع الدولي واليونان يبذلان أقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف اطلاق النار، والقرار الأممي الرقم 1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على الأراضي اللبنانية وتوفير الشروط للأمن والسلام المستدام لشعبه».
وتحدث عن الوضع السوري، فرأى «أن سقوط نظام الأسد يعتبر تطوراً نرحب به، وهو يحتوي ايضاً على مخاطر في ما يتعلق بالهجرة والامن، وعلينا أن نعمل سوياً وبشكل جماعى لضمان سيادة وسلامة اراضي سوريا واحترام حقوق الانسان في كل المجتمعات والفئات الإثنية في هذا البلد الذي يتمتع بتاريخ تراثي مهم للغاية.

«حزب الله»: لم نقبل بوقف الحرب كيفما كان ولا يحمينا إلا سلاح المقاومة

لقد تمكنت من الاجتماع ببطريرك أنطاكية، وقدم كلمة الأحد الماضي مهمة حيث قال: «هناك روابط وتاريخ مع كل الدول رغم كل ما مرت سوريا به وما قاله ينطبق على سوريا وعلى لبنان. وان العملية السياسية في المستقبل يجب ان تشمل كل المجموعات وتعالج ايضاً أي اختلافات وانقسامات في سوريا كون الشعب السوري عانى كثيراً. وكما نعرف ايضاً هناك موضوع النازحين السوريين ونامل بأن يسمح الاستقرار المستقبلي في سوريا بعودة ملايين النازحين الذين يتواجد عدد كبير منهم في لبنان، إلى سوريا».

دعم استقرار المنطقة

وكان رئيس الوزراء اليوناني اجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وزار مطرانية الروم الاورثوذكس في الاشرفية حيث التقى البطريرك يوحنا العاشر يازجي ومتروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده حيث كانت مناسبة توجّه فيها البطريرك يازجي للضيف اليوناني برسالة «أن تساعد اليونان كدولة على الاستقرار في هذه المنطقة، في كل منطقة الشرق الأوسط، وأن تعمل للسلام والأمان والاستقرار».
وقال «ذكرنا لهم هذا التعبير المهم «دعوا شعبنا يعيش بكرامته في سوريا، في لبنان ولا ننسى غزة وفلسطين وكل هذه المنطقة.
وذكّرناه بضرورة رفع العقوبات، هذا موضوع أساسي ومهم جداً وقد أبدى كل استعداد للمساعدة» مضيفاً «تمنينا له زيارة موفقة للبنان وإن شاء الله تكون لقاءاته واجتماعاته ناجحة وبما يتناسب مع حلم الشعب اللبناني والشعب السوري وشعبنا في كل هذه المنطقة.
وأكدنا لرئيس الحكومة أننا نحن هنا كلبنانيين وكسوريين وأننا كمسيحيين عنصر أساسي منذ البدء، منذ أن وجدت هذه الديار وهذه البلاد، لسنا ضيوفاً ولسنا أولاد البارحة في هذه الديار».
واستطرد «في هذه المناسبة، أتوجه إلى شعبنا المسيحي بشكل خاص وأقول له لا تخافوا، هذه بلادنا ونحن على أطيب العلاقات مع كل أطياف وأبناء هذه الديار خاصة في هذه المنطقة، في سوريا وفي لبنان.
نحن باقون ومستمرون وننظر إلى الأمام وإن شاء الله نتمكن سوية من بناء بلادنا من جديد إن في لبنان لكي تسير الأمور على ما يرام وما نشتهي بانتخاب سريع للرئيس ومن ثم أن تعمل كل المؤسسات الدستورية بالشكل اللازم، أو في سوريا أن تتم العملية بشكل سلمي وأن يعم الاستقرار والأمان ويكون المستقبل الأفضل للشعب السوري أيضاً».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية