ج:
جُعِلتِ شجرة لأسمائِنا كلّنا
كي نناديكِ: يا أختَنا كلّنا
يشبهنا النهر لأنّ الغيم يتبعنا.
عودي بنا إلى نبعكِ العالي أعلى الجبال
حتّى نصدّق أنّنا المجرى
وأنّا المصبّ
ن:
نصعد، مثلك، أعلى الصلبان
ثلاث ليال سويّاً
لنروي،
ونذكرَ.
ندع الموتى، على غفلة من المرايا، يدفنون موتاهم،
وندعو رائحة اللوز أن تتجول في المراعي،
وبين البيوت التي هرمتْ في انتظار عودة ساكنيها،
ونبقى نحرس البئرِ القديم من شبح الهدهد الأعمى
ي:
ينبغي الخروج من الكهف، كلّنا وكلابنا معنا،
كي لا تتلاطم في العتمات ظلالنا الباردة
لم نعد تصحبنا السواقي والقطا منذ أقمنا في حديث الرواة،
قسمنا المرايا فلا نرى وجوهنا في الماء،
وتقاسمنا البلاد فضاقت علينا .
فاجعلينا عبرة لمن رآكِ فَسُرّ
وصلّى لأجلكِ.
ن:
نحن، مجرّد «نحن»
حيثما يهتدي الضالّون إلى عجلهم،
ويختلي أبناء السبيل بأنفاس المرسلين،
ولا يكتفي العائدون من الحرب إلا بأسماء من انتظروا الموت فيك على الشواهد .
نحن. ما نحن إلا مجرّد «نحن»
نستحقّكِ
لكنّنا يتامى
٭ ٭ ٭
ن:
نحن
أيّتها القدّيسة،
من نتهيّأ لنصبح قرابين لائقة بولائم عيد جلوس الربّ على عرشه
لا نندُب أقدارنا إلا إذا ارتطمت بمواقع قدميه في مخيّلة الماء،
لا نشكو إلا لإيّاهُ ضياع مدار الأرض
أرضنا أيّتها القدّيسة،
بين خطوط يديهِ وفؤوس أعدائنا،
ولا نقول إلا لإيّاه
«إياكَ ندعو في الجنازات، جنازاتنا نحن أيّها الربّ العجوز،
حتى نرى وجهكَ
يبيضّ من كمد علينا
ي:
يوماً ما
سنتلو عليكَ كتابك
أهدرت ماء أصلابنا في البئر كي تفوز برحمة اللصوص
نحن المرسلين إليك،
وربّيت الأفعى تحت قميصكَ حتى تقاسم الرعاة الّذين رأوا نجمهم للتوّ العصا والناي
أنتَ الّذي أذنت للغريب أن يستظلّ بالجدار،
حتّى أضعنا البيت
ن:
نرقى على الأكفّ الّتي هرمتْ بالدعاء من أجلنا
نرقى على الشواهد الّتي آختْ أسماءنا الأولى
أعلى كثيراً
من صوت المؤذّن
ورنّة الأجراس
ولم يتمهّل الموت، موتكَ يا آخر الأوّلين، غدنا
فنصرخ : «إهبط إليهم وحدك، دوننا»
ج:
جسد آخر يشبهني
يكفي لتكتمل الصورة
وينهي مروّجو الشائعات نشرة الأخبار
جسد آخر أشبهه
يدخل، مثلي، إلى المرآة
ويقول لي:
أنتَ ، يا مجرّد «أنتَ»
كأنّك تشبه الليل
لم تحمِ ظلّي في غيابي
كاتب فلسطيني