كانو (نيجيريا): تمكن جهاديون من شن هجوم والسيطرة على قاعدة عسكرية رئيسية للجيش النيجيري في شمال شرق البلاد، ما دفع بالكثيرين من سكان المنطقة الى الفرار، وفق ما أفادت مصادر عسكرية وسكان لوكالة فرانس برس.
وبات تنظيم “الدولة ” في غرب افريقيا الذي انشقّ عن بوكو حرام عام 2016 يشكل تهديدا رئيسيا في المنطقة، حيث يشن هجمات على جنود وقواعد ويختطف مقاتلوه ركاب سيارات على طرق رئيسية بعد اقامة كمائن وحواجز وهمية.
وفي وقت متأخر الجمعة، هاجم جهاديو التنظيم بواسطة شاحنات عدة مزودة بمدافع رشاشة بلدة ديكوا في ولاية بورنو التي يوجد فيها قاعدة “سوبر كامب” الرئيسية التابعة للجيش النيجيري.
وصرح ضابط في الجيش طلب عدم ذكر اسمه أن “الارهابيين هاجموا قاعدة “سوبر كامب” وطردوا الجنود منها”.
وأضاف مصدر عسكري آخر طلب ايضاً عدم كشف هويته “هاجموا القاعدة من الجانبين الشمالي والشمالي الشرقي وتغلبوا على الجنود وأجبروهم على الانسحاب”.
وأشارت المصادر الى أن القوات الجوية النيجيرية أرسلت طائرات مقاتلة مع بدء السكان بالفرار ودفعت المهاجمين الى خارج البلدة.
وهذا الهجوم ليس الأول من نوعه الذي يستهدف قاعدة عسكرية للجيش النيجيري.
فالإثنين قتل ثمانية جنود على يد مقاتلي التنظيم الجهادي الذين شنوا هجوما على قاعدة اخرى في بلدة مارتي في ولاية بورنو أيضا، وفقا لمصادر عسكرية
وقاعدة الجيش في مارتي سبق وأن سيطر عليها الجهاديون لفترة وجيزة في كانون الثاني/يناير.
وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش النيجيري استبدل الأحد قادته العسكريين في ديكوا ومارتي بسبب “عدم الكفاءة” في أعقاب الهجمات.
ولم ترد حتى الآن تفاصيل رسمية عن وقوع خسائر مدنية أو عسكرية.
لكن في بيان لم يتسن التحقق منه بشكل مستقل أعلن تنظيم “الدولة” في غرب أفريقيا مسؤوليته عن هجوم ديكوا، قائلا إن عناصره قتلوا 15 جنديا وجرحوا عدة جنود آخرين.
كما زعم التنظيم أنه دمر ثماني سيارات عسكرية واستولى على أربع أخرى مع ذخيرتها.
ولم يُعرف حتى الآن العدد الإجمالي للنازحين بعد الهجوم، لكن أكثر من 130 ألف شخص يعيشون في بلدة ديكوا بينهم 75 ألفا فروا سابقا من المنطقة ويعيشون حاليا في مخيمات.
وقال أدامو أحمد أحد السكان “فررنا الى الأدغال والى (بلدة) أجيري خلال القتال”.
كما أكد بابوجي عثمان وهو أحد ايضاً من السكان أن العديد من الأشخاص فروا الى أجيري (على بعد 15 كيلومترا) بعد هجوم الجمعة.
وتقاتل نيجيريا المتمردين الجهاديين منذ أكثر من عقد في المنطقة.
وفي آب/أغسطس 2014 استولت بوكو حرام على ديكوا، لكن القوات النيجيرية استعادتها بعد سبعة أشهر بمساعدة من القوات التشادية، ما سمح للسكان بالعودة.
وأسفر النزاع عن مقتل 36 ألف شخص وتشريد نحو مليونين من منازلهم في شمال شرق نيجيريا، وفقا للأمم المتحدة.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أجرى الرئيس النيجيري محمد بخاري تشكيلات عسكرية استبدل بموجبها قيادات الجيش بعد تصاعد الضغوط عليه حتى من حلفائه، في ما وصفه خبراء بأنه محاولة لبث روح جديدة في المناصب العسكرية العليا.
(أ ف ب)
araara